وممن خلقنا أمة

ناصر بن محمد الأحمد

2012-07-25 - 1433/09/06
عناصر الخطبة
1/ القرآن منهج حياة 2/ تأملات في آية قرآنية 3/ العلماء ورثة الأنبياء 4/ مصيبة فقد العلماء أو تغييبهم 5/ الأمل في نصرة الأمة مع بذل الجهد والعمل.

اقتباس

إن من الخطأ أن نربط مستقبل الإسلام، أو مستقبل الدعوة، أو مستقبل الصحوة بفرد، أو رجل، أو بشيخ، نعم، هناك رجال لا شك أن لهم تأثيرًا واضحًا في دفع عجلة المسيرة، لكن هم أشخاص، قد يقوم غيرهم مقامهم. وقد يموت شخص فتحيا أمة، أو يبدل الله الناس خيرًا منه. وكل شيء عنده بمقدار. فهم إذن أمة، يهدون بالحق وبه يعدلون، وليسوا آحادًا من البشر، فكم لله من خطيب، وكم لله من داعية، وكم للخير...

 

 

 

 

إن الحمد لله..

أما بعد: بدهية لا يجادل فيها مسلم، وهو أن القرآن ما أُنزل إلا ليُعمل به. قضية على حسب ما أظن أنه لا خلاف فيها من الجهة النظرية، القرآن لم يُنزل إلا ليعمل به، ويطبق في واقع الناس، لكي يأتمر الناس بأوامره، وينتهوا عن زواجره.

إذًا فالقرآن لم ينزل للتراويح في رمضان، فحسب وإنما ليمتثل الناس آياته، فينصلح اعتقادهم وأخلاقهم وسلوكهم، وما هذا الانحراف الذي نراه في دنيا الناس خلقًا وسلوكًا بل واعتقادًا إلا لبعد هؤلاء عن كتاب الله، وإن كانوا في الجملة مسلمين.

ولهذا فمن حكمة الله عز وجل أن الكتاب الذي يُنزل على قوم، يتمثل به بشر من الناس لكي يدرك الناس أنه واقع وممكن التطبيق على مدار التاريخ كله، لم يحدث قط أن أنزل الله تعالى على الناس كتابًا مسطورًا يقرؤونه دون أن يكون ثمة رسول من البشر يحمله ويبلغه للناس.

فيقوم هذا الرسول البشري تبليغ وحي الله جل وتعالى لقومه، ويكون هو أول الممتثلين لأوامره وزواجره، ولذلك كان شعيب عليه السلام يقول لقومه: (وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ) [هود: 88]، وقد خُتم المرسلون بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي كان مسك الختام، وواسطة عقد النظام، وكان موته صلى الله عليه وسلم يعني نهاية تنزُّل الوحي على بشر، لقد انقطع بموته خبر السماء ولهذا كان من عظيم فقه تلك المرأة، أم أيمن كما جاء خبرها في صحيح البخاري، أنها بكت عندما استشعرت هذه الحقيقة.

ففي صحيح البخاري أن أبا بكر قال لعمر، رضي الله عنهما، بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما جاءا إليها بكت، فقالا لها: ما يبكيك، أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أما أني لا أبكي أني لا أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكني أبكي لانقطاع الوحي من السماء. فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها.

إنها إمرأة فقيهة حقًا، إن فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يكن سهلاً عليها، كيف وهي حاضنته، ومن أقرب الناس إليه، وكان عليه الصلاة والسلام يحبها ويتلطف معها، وكان ابنها أسامة وزوجها زيد من أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولم يكن صلى الله عليه وسلم ، بالذي يهون فقده، لكن هذه الفقيهة والتي قليل من الرجال يتنبه إلى ما تنبهت إليه هذه المرأة. وهو الجانب الآخر، من موته صلوات ربي وسلامه عليه، وهي قضية انقطاع الوحي من السماء، واستمرارية تنزل هذا الفيض الإلهي.

لكن الله عز وجل بحكمته وعلمه جل وعز، يعلم ما يختار لهذه الأمة، ويعلم سبحانه بأن الخير لن ينقطع بموت المصطفى صلى الله عليه وسلم ولن يتوقف المد الإسلامي، إلى قيام الساعة، ومن فضل الله جل وتعالى، على هذه الأمة، أن جعل هناك ورثة، يخلفون الأنبياء في العلم والدعوة، والتربية، ويأخذون بأيدي الناس إلى الحق والعدل، قال الله تعالى: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 181].

ولنا مع هذه الآية ، وقفة تأمل:
الوقفة الأولى: إن هؤلاء الذين يهدون الناس بالحق وبه يعدلون، هؤلاء الذين سخروا وبذلوا كل ما يملكون في سبيل خدمة هذا الدين، هؤلاء أمة ، وممن خلقنا أمة.فهم ليسوا آحادًا معدودين، وليسوا أفرادًا محدودين، إنهم أمة.

فليس دين الله عز وجل كله منحصرًا في رجل أو في عالم، أو في شيخ، بحيث إن هذا العالم، لو أُسكت، أو قُتل أو حتى مات، ضاع الناس، وتاهت الأمة أبدًا إنهم أمة، يهدون بالحق وبه يعدلون. فكم في هذه الآية لمن تأملها من البشرى والاطمئنان لأولئك الذين يصيبهم الخوف والذعر، بل ربما اليأس والإحباط، لو سمعوا بموت عالم، أو بفقد إمام، أو إسكات شخص، صحيح أن كلاً له وزنه وله ثقله، وصحيح أن الناس تتأثر، ولابد لها أن تتأثر لو خسروا شخصًا مبرزًا في جانب، لكن هذا لا يعني توقف الإسلام، أو موت الدين، لأن فلان قد مات، أو فلان قد قتل أو نحو ذلك.

(وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 181].
إن من الخطأ أن نربط مستقبل الإسلام، أو مستقبل الدعوة، أو مستقبل الصحوة بفرد، أو رجل، أو بشيخ، نعم، هناك رجال لا شك أن لهم تأثيرًا واضحًا في دفع عجلة المسيرة، لكن هم أشخاص، قد يقوم غيرهم مقامهم. وقد يموت شخص فتحيا أمة، أو يبدل الله الناس خيرًا منه. وكل شيء عنده بمقدار. فهم إذن أمة، يهدون بالحق وبه يعدلون، وليسوا آحادًا من البشر، فكم لله من خطيب، وكم لله من داعية، وكم للخير من أبواب وأسباب.

نعم، ليس عليك من حرج أن تحزن بغلق باب من أبواب الخير، ولكن الحرج أن تعتبر أن مصير الأمة، ومستقبل الإسلام، مرتهن بهذا الباب، فاعلم أخي المسلم أنها أبواب. أمة، يهدون بالحق وبه يعدلون.

الوقفة الثانية: أن هؤلاء الثلة، الذين أخذوا على أنفسهم هداية الناس بالحق، وهم أصحاب حق وعدل، ليسوا منحصرين في زاوية ضيقة من الأرض، أو في بقعة محدودة من المكان، أو تحتويهم جنسية معينة، أو بلد معين.

من الذي قال، أو يستطيع أن يقول، بأن العلم، كله عند فئة معينة، منحصر فيهم، وجميع الدنيا لا بد أن يكونوا تبعًا لهم. ومن الذي يستطيع أن يقول، بأن الصواب في كل مسألة، وفي كل فتوى، عند فئة معينة من العلماء، لا يعرف الصواب غيرهم، من الذي يستطيع أن يقول بأن الجهاد، والقتال، ومنازلة الأعداء، منحصر في الشعب الأفغاني مثلاً، لا يجيده غيرهم.

الله جل وتعالى يقول إنهم أمة (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ) [الأعراف: 181]، ولم يحدد سبحانه وتعالى مكان هذه الأمة، فلم يقل سبحانه، أنهم محصورون في الجزيرة دون غيرهم، أو أنهم في الشام دون غيرهم. لكن ذكر سبحانه أوصافًا لهم: (يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 181]، فمن أخلص لله جل وتعالى، وعمل بهذه الصفات فهو من ضمن هذه الأمة المعينة.

أما أننا نسمع أحيانًا، بأن الحق كله والعلم كله، والصواب في كل فتوى، منحصر في جهة معينة أو هيئة معينة فهذا غير صحيح.

الله عز وجل أنزل كتابه وهو هذا القرآن، على العرب، ونزل بلسانهم، فكانوا هم الحفظة لهذا الكتاب. ثم لما تغافلوا في بعض فترات التاريخ إما بسبب الاستعمار في بعض الدول، أو بأسباب أخرى في غيرها من الدول، قيّض الله عز وجل، لحفظ كتابه، أعاجم، لا ينطقون بالعربية حرفًا واحدًا، فظهر حفظهم وإتقانهم لكتاب الله وبالأحرف السبعة، في دول شرق آسيا، كالهند وباكستان وبنغلاديش وغيرها، من تلك البلاد.

فالقضية ليست مُنحصرة على أحد، والدين ليس ملكًا أو حكرًا على أحد، كل من أخلص وجهه لله، وبذل الأسباب، وفّقه الله عز وجل والقضية ليست بالدعاوى وإنما بالحق والعدل كما نصت الآية. قال الله تعالى: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد: 38].

الوقفة الثالثة: أن هذه الآية والتي نحن بصدد التأمل فيها، هي بمعنى ما بشر به النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر حيث قال: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، إلا ما يصيبهم من اللأواء حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس».

إذًا هم أمة - وممن خلقنا أمة - وهم طائفة هذه الأمة أو الطائفة منصُورة، لماذا؟، لأنهم يهدون بالحق وبه يعدلون، هذه الطائفة وهذه الأمة من هذه الأمة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، فمهما خالفهم الناس، ومهما خذلهم الأوضاع، فهذه الطائفة منصورة، ثم ختم المصطفى صلى الله عليه وسلم ، صفاتهم بأن قال: «وهم ظاهرون على الناس».

وهنا لفتتان: الأولى: أنهم ظاهرون على الناس، فهم منارات بين الناس، أعلام في الواقع، ظاهرين بارزين واضحين، بين الناس، لا يمكن أن يغيب نورهم مهما إدلهم الظلام، واحلولك الليل، فمهما بذلت من محاولات ومن جهود، لطمس شخصية هؤلاء الرموز، أو حذف أنظار الناس عنهم، أو توجيه قلوب العامة إلى غيرهم، فهذا مستحيل، لأنهم ظاهرون على الناس، فمهما حاول هذا المسكين أو ذاك أن يحجب نور الشمس بيده عن الناس، كيف أن العامة تضحك من عقله.

فكذلك، كل محاولة، لحجب نور هذه الطائفة وهؤلاء الأعلام عن الناس، تعتبر كتلك المحاولة، اللفتة الثانية، في قول المصطفى صلى الله عليه وسلم - ظاهرين على الناس - هو أنه يمتنع منعًا باتًا أن تهيمن هذه الجاهلية، هيمنة مطلقة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا شيء من معنى الظهور على الناس.

نعم إن أعداء هذا الدين، وخصوم هذه الشريعة، والحاقدين على هذه الملة، قد يتمكنون من السيطرة على بلد أو حزب أو فئة، أو قد يتمكنون من التقتيل والتشريد في بعض الأماكن، أما أن يتمكنوا من سحق هذا الدين كاملاً، ومحو وجوده من الأرض، فإن هذا يستحيل وهذا يتعارض مع - ظاهرين على الناس - التضييق يمكن، والحد من الانتشار يمكن، وتأخير التمكين يمكن ، لكن الهيمنة ، المطلقة على هذه الأمة، فيستحيل فإن هذه الطائفة ظاهرون على الناس.

ومن معاني الظهور بقائها إلى قرب قيام الساعة، ولا يستثنى من هذا الظهور إلا الفترة اليسيرة التي تسبق قيام الساعة، حين يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يُدرى ما صلاة ولا صيام ولا صدقة ولا نسك كما جاء في حديث حذيفة عند الحاكم وغيره بسند صحيح.

فنسأل الله جل وعلا أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن. اللهم إن أردت فتنة بعبادك فاقبضنا إليك غير مفتونين.

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله:

أما بعد: الوقفة الرابعة مع آية الأعراف: (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 181] أن البشرية لم تكن لتستحق التكريم، لولا وجود هذه الطائفة التي سماها الله في هذه الآية بالأمة استمع إلى الآية التي تلي هذه الآية مباشرة: (وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف: 182- 183]. فالناس الآن والمجتمعات والطوائف، بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يكونوا في صفّ هذه الطائفة وتناصر الحق والعدل، وترفع راية الإسلام خفاقة واضحة لا لبس ولا التواء فيها، وإما أن يكونوا من أصحاب تتمة الآية من الذين كذبوا بآياتنا، فتكون العقوبة (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) [الأعراف: 182- 183].

يقول الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله في ظلاله: "إن صفة هذه الأمة، التي لا ينقطع وجودها من الأرض ، أيًا كان عددها، أنهم يهدون بالحق، فهم دعاة إلى الحق، لا يسكتون عن الدعوة به وإليه، ولا يتقوقعون على أنفسهم ولا ينزوون بالحق الذي يعرفونه، ولكنهم يهدون به غيرهم".

إلى أن قال: "فما جاء هذا الحق ليكون مجرد علم يعرف ويدرس، ولا مجرد وعظ يُهدى به ويعرّف، إنما جاء هذا الحق ليحكم أمر الناس كله، يحكم تصوراتهم الاعتقادية فيصححها ويقيمها على وقفة، ويحكم شعائرهم التعبدية فيجعلها ترجمة عنه في صلة العبد بربه، ويحكم حياتهم الواقعية فيقيم نظامها وأوضاعها وفق منهجه ومبادئه، ويقضي فيها بشريعته وقوانينه المستمدة من هذه الشريعة ويحكم عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم وسلوكهم فيقيمها كلها على التصورات الصحيحة المستمدة منه، ويحكم مناهج تفكيرهم وعلومهم وثقافتهم كلها ويضبطها بموازينه، وبهذا كله يوجد هذا الحق في حياة الناس، ويقوم العدل الذي لا يقوم إلا بهذا الحق، وهذا ما تزاوله تلك الأمة".
إلى آخر كلامه رحمه الله، وكلامه لها تتمة مهمة، تركتها خشية الإطالة، فمن أرادها رجع إليها.

الوقفة الخامسة: أن قول الباري جل وتعالى، من باب الإخبار بالأمر القدري الذي لابد وأن يحصل (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ) [الأعراف: 181]، فهو أمر حاصل لا محالة، مهما أرجف المرجفون ومهما شكك المرتابون، ومهما حاول المنافقون من الحيلولة دونه، فهو أمر قطعي لابد من حصوله، لكن هناك جانب آخر في تحقيق وحصول هذه الطائفة، وتمكنها من الهداية والدعوة بالحق والعدل، وهو أن في الآية، تكليف شرعي للأمة كلها أن يكون فيها هذه الطائفة، فهي مثل قوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [آلأ عمران: 104].

فالأمة مطالبة شرعًا بتكوين هذه الطائفة بل وتمكينها من القيام بعملها مباشرة، وتكون مهمتها مهمة ربانية.

فهل الأمة، عملت هذا؟ وسعت إلى تكوين وإيجاد هذه الطائفة؟

أم أن هناك في الأمة، من يريد الحيلولة دون هذه الطائفة، ومن في الأمة من يبني السدود والحواجز، لكي لا يصل صوت هذه الطائفة إلى الكافة، بل وهناك في الأمة، من يسعى بكل ما أُوتي من مال وجاه وقوة وسلطان، في تشويه صورة هذه الطائفة من الأرض.

لكن أنى لهم ذلك، وهذا قدر الله، وهل هناك من يستطيع أن يغالب قدر الله، والله لو اجتمع أهل الأرض كلهم، بل ومعهم، أهل السماء، فإن إرادة الله هي النافذة، ومشيئته هي الغالبة، ووعده هو المتحقق. رضي من رضي وسخط من سخط. فقال وهو أصدق القائلين، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47].

الوقفة الأخيرة: استدل بعض أهل العلم بهذه الآية على أن الإجماع حجة في كل عصر، وعلى أنه لا يخلو عصر من مجتهد إلى قيام الساعة.

 

 

 

 

 

المرفقات

خلقنا أمة

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات