ولا تحاسدوا

ناصر بن محمد الأحمد

2011-03-08 - 1432/04/03
عناصر الخطبة
1/ حقيقة الحسد 2/ أسباب الحسد 3/ ألوان من الحسد 4/ الوقاية والعلاج من الحسد 5/ الانتخابات والحسد

اقتباس

تشهد المنطقة في هذه الأيام تنافساً محموماً بين الذين رَشَّحوا أنفسهم للمجلس البلدي، وذلك بما نشاهده من المخيمات والإعلانات والدعايات في كل مكان؛ لكن الذي نحذر منه هو أن ينتج عن هذا التنافس حسد بين المرشحين، قد يصل عند بعضهم للطعن في الآخر زوراً وبهتاناً؛ ألا فليتق الله هؤلاء، وليحذروا الكذب والتشهير، ولْيكن تنافساً في الخير، وليس من أجل الظهور، أو من باب الحمية والعصبية ..

 

 

 

 

أيها المسلمون: اتقوا اللهَ ربَّكُم، واشكروه على وافر نِعَمِه، وأطيعوه واعبدوه، ما لكم من إله غيره، ولا رب لكم سواه، الزموا أمره، واحذروا نهيه، فبذلك أمَرَكم وشَرَع لكم.

أيها المسلمون: إنه مرض خطير، وداء عضال يفصم عُرى الأخوَّة الإنسانية، وينشر البغض بين البشرية؛ إنه مفسد للأمة، جالب للنقمة، متى ما فشا في المجتمع قاده إلى الهلاك، وأوقعه في الدمار؛ هو مرض تشمئزُّ منه النفوس السوية، وتستقبحه العقول السليمة؛ ذلكم -يا معاشر المسلمين- هو داء الحسد.

عباد الله: لقد حرص الإسلام على صفاء قلوب أتباعه، وسلامة صدورهم، ونقاء نفوسهم، ولا يكون ذلك إلا بالبعد عن الغل والحقد والحسد، فإنها أمراض اجتماعية مكدِّرَات لصفو المجتمع، ومخلخلات لبنائه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تباغضوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تقاطعوا، وكونوا -عبادَ الله- إخواناً؛ ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث".

أيها المسلمون: الحسد في أصله هو تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء أكانت نعمة دين أم نعمة دنيا؛ وقد حذر الله تعالى منه أيما تحذير، فقال سبحانه وتعالى: (أم يحسُدون النَّاسَ على ما آتاهُمُ الله من فضله؟ فقد آتينا آلَ إبراهيمَ الكتابَ والحِكْمَةَ، وآتيناهم مُّلْكَاً عظيماً) [النساء:54].

وأمَر –سبحانه- بالاستعاذة منه ومن شره في قوله تعالى: (قل أعوذ برب الفلق * من شر ما خلق * ومن شر غاسق إذا وقب * ومن شر النفاثات في العقد * ومن شر حاسد إذا حسد) [سورة الفلق].

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إياكم والحسدَ! فإنه يأكل الحسناتِ كما تأكل النار الحطب"؛ وقال -صلى الله عليه وسلم-: "دَبَّ إليكم داءُ الأمم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكنْ تحلق الدين".

الحسد -يا عباد الله- من صفات أصحاب الدناءة، قليلي المروءة، أصحاب النفوس الضعيفة؛ ونتائجه عظيمة العواقب، شديدة البوائق، معجِّلةٌ العقوبة في الدنيا؛ ولَعَذاب الآخرة أكبر، لو كانوا يعلمون.

الحسدُ خلُق اليهود والمشركين، إذ عادَوا رسولَ الله –صلى الله عليه وسلم- وكفَروا برسالته، وهُم يعلمون أنّها الحقّ، حسَدًا من عند أنفسهم: (وَدَّ كَثِيرٌ مّنْ أَهْلِ الْكِتَبِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِن بَعْدِ إِيمَنِكُمْ كُفَّارًا، حَسَدًا مّنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ) [البقرة:109].

والحاسد -عباد الله- يموت غيظاً مِن حسَدِه، وتنخفض منزلة الحاسد عند الناس، وتضعف مرتبته عندهم، فإن الكريم لا يحسد، وإن الناس يبتعدون عن الحاسد، وينفرون منه.

ويحظى الحسود من الناس بالمقت، حتى لا يجد منهم له مُحِبَّاً؛ يكسب عداوتهم حتى لا يرى فيهم ولياً؛ إضافة إلى ما في الحسد من إسخاط الله –تعالى- في معارضة الحاسد قضاءه وتقديره، فإن الحَسود لا يرضى بقضاء الله، كأنه يقول لربه لقد أسأت التدبير، وأخطأت التقدير! وكفى بذلك إثماً مبيناً؛ والله عز وجل يقول: (أهم يقسِمُون رحمةَ ربِّك؟ نحن قسَمْنَا بينهم مَعِيشَتَهُمْ في الحياة الدنيا، ورَفَعْنا بعضهم فوق بعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بعضُهم بعضاً سُخْرياً، ورحمة ربك خير مما يجمعون) [الزخرف:32].

الحسود -يا عباد الله- ينال الذم من الناس، ويستوجب لعنة الملائكة وغضبهم؛ يتجرع الجزع من الغصة، ويناله الغم عند حلول النعمة، والْهَمّ في الخلوة، ويصيبه الهول والشدة عند النزعة، وينال الفضيحة والنكال في موقف القيامة.

إن من الناس مَن إذا رأى نعمةً ذكر الله تعالى بقلبِه، فذكَره بلسانه، وتبعَ السنّة، ودعا بالبركة، وسأل الله الكريمَ من فضله، فيهذِّب بهذا نفسَه، ويُصلح قلبَه وطباعه، ويريح خاطرَه، فيأجره الله تعالى ويرزقه.

ومِن النّاس من يخذله الشيطان حتى يتّصف بصفتِه، فيحرِق نفسَه، ويموت بغيظه؛ لا أجرًا حصّل، ولا مجدًا أثّل.

ألا قُلْ لِمَنْ ظلَّ لي حاسِداً *** أتدْرِي على مَنْ أسأتَ الأدَبْ؟
أسأتَ على الله في حكمه *** لأنَّكَ لم تَرْضَ لي ما وهب
فأخزاكَ ربِّي بأنْ زادَني *** وسَدَّ عليْكَ وُجُوهَ الطَّلَب

أيها المسلمون: إن حقيقة الحسد هي شدة الأسى على الخيرات التي تكون عند الناس، فإذا أنعم الله على أخيك المسلم بنعمة، فلك منها حالان: أن تكره تلك النعمة وتحب زوالها عنه، فهذا هو الحسد المحرم المذموم، وأن لا تحب زوالها، ولا تكره وجودها ودوامها عليه، لكنك تشتهي مثلها، فهذه هي الغبطة، وقد تسمى المنافسة، وهذه لا بأس بها، لا سيما إذا كانت منافَسة في الخيرات، ومسابقة إلى الصالحات.

قال بعض السلف: "الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء، حين حسَدَ إبليسُ آدمَ فلم يسجد له؛ وأول ذنب عُصِي الله به في الأرض حين حسد ابنُ آدم أخاه حتى قتله".

عباد الله: وبحسب فضل الإنسان وظهور نعمة الله تعالى عليه يكون حسد الناس له، فإذا كثر فضله كثر حسّاده، وإذا قَلَّ قلُّوا؛ فالحسد منبِّه إلى فضل المحسود ونقص الحاسد، كما في قول أبي تمام- رحمه الله-:

وإذا أراد اللهُ نَشْرَ فضيلةٍ *** طُوِيَتْ أتاحَ لها لسانَ حَسُودِ
لولا اشتعالُ النَّارِ فيما جاوَرَتْ *** ما كان يُعْرَفُ طِيبُ عَرْفِ العُود

ويعظُم الحسد في الإثم، ويؤثِّر في النفس -عباد الله- حين يكون بين الأقارب والأصدقاء والأقران، فإن العداوة إذا وجدت بين الأقارب كانت صعبة الانحلال، فكيف إذا كانت عداوة حسد؟ والله المستعان.

ولقد أصاب من قال:

كلُّ العداوة قد تُرْجَى إماتُتها *** إلا عداوةَ من عاداك من حسَدِ

أيها المسلمون: وليس شيء أضرّ من الحسد، فإنه مهلك لصاحبه، إذ تصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل إلى المحسود شيء من بَغيه، فالعقوبات الخمس هي: غم لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحمد عليها، وسخط الرب سبحانه وتعالى عليه، وإغلاق أبواب التوفيق والخير عليه.

إن للحسد أسبابا، منها امتلاء القلب بالحقد، وهذا الحقد قد يستغرق العمر كله من الحاسد، في محاولة إزالة النعمة بالحيل، وبالوشاية والتقاتل والتنازع، وما إلى ذلك.

ومن الأسباب أيضاً الكبْر الذي يكون أداةً لاحتقار الشخص والتعالي عليه، فإنْ أصابته نعمة رفعت من شأنه نشأ الحسد في قلب المتكبر، تماماً كحسد كفار مكة للنبي –صلى الله عليه وسلم- حيث قالوا: يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي! وقد قال عنهم سبحانه: (أَهَذَا الَّذِى بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً) [الفرقان:41].

ومن أسباب الحسد التعجُّب من أن يتميز عليه من هو مثله فيرتفع عليه، كأن يقول الحاسد مثلاً عن المحسود: لقد عرفته فقيراً، فكيف أصبح ثرياً؟ !عرفته جاهلاً، فكيف صار عالمًا؟! عرفته عاصياً منحرفاً، فكيف تاب واستقام؟! ثم يحقر من شأن المحسود مخافة أن يصبح أفضل منه، تماماً كابن آدم الأول الذي قتل أخاه بسبب الحسد الذي أكل قلبه، إذ كيف يتقبل الله قربانه ولم يتقبل منه؟! رغم أن الفرق واضح بينهما، فأخوه كان صالحاً، وكان يقول له ما حكا الله عنه: (لَئِن بَسَطتَ إِلَىَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِى مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِىَ إِلَيْكَ لاِقْتُلَكَ، إِنّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَلَمِينَ) [المائدة:28]، لكن الحاسد أبى إلا أن يقتله بسبب أفضليته عليه، (فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَسِرِينَ) [المائدة:30].

ومن أسباب الحسد التنازع والتنافس على مقصود واحد، فإذا تحقق المقصود لأحد المتنازعين حسده الآخرون، كما حدث مع إخوة يوسف في تنازعهم على حُب أبيهم؛ قال الله عنهم: (إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِين) فدفعهم حسدهم هذا إلى التفكير في قتل يوسف أو إبعاده عن أبيه بأي وسيلة حتى ينفردوا بحب أبيهم، (قْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ، وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَلِحِينَ) [يوسف:9].

ومن الأسباب خُبْث النفس، وشحُّها بالخير عن عباد الله، فيشعر الحاسد وكأن الناس يأخذون من خزائنه، فالبخيل مَن بخل بمال نفسه، والشحيح من يبخل بمال غيره، وصدق الله القائل: (قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبّى إِذًا لأمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الإِنفَاقِ وَكَانَ الإنْسَنُ قَتُورًا) [الإسراء:100].

ومن الأسباب حب الرياسة، وليُمدح بأنه فريد عصره وأوانه، ووحيد زمانه، فإن نال أحدٌ مثل شهرته أو جاهه ساءه ذلك فحسده ووقع فيه، وهذا ملاحظ دائماً بين الزملاء في المهنة الواحدة، أو الوظائف المتماثلة؛ لذلك قد نرى العالم يحسد العالم دون العابد، والعابد يحسد العابد، والتاجر يحسد التاجر، والطبيب يحسد الطبيب، والتلميذ يحسد التلميذ، وهكذا.

لهذا، ومن أجل هذه الأسباب، وغيرها، فقد حذَّرَنا نبينا –صلى الله عليه وسلم- من الوقوع في هذا الداء الخطير فقال: "لا تحاسدوا".

حسَدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه *** فالقوم أعداءٌ له وخصومُ
كضرائر الحسناء قلن لوجهها *** حسَداً وبغياً: إنه لدميم

إن على المسلم إذا حسده أحدٌ أن يتوكل على الله، وأن يستعيذ به، فإن الله هو حسبه؛ وعلى المسلم أن يحافظ على الأذكار والأوراد الشرعية، كالمعوذات ونحوها، فقد أمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- بالتعوذ من شر حاسد إذا حسد.

ومن الرقى الشرعية في ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق"؛ وعند البخاري: "أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة".

كما أن على المسلم أن يصبر على كيد الحسود وحسده حتى يهلكه غيه، وليكن لسان حاله كما قال الأول:
 

إن يحسُدوني فإنِّي غيرُ لائمِهِمْ *** قَبْلِي من النَّاس أهلُ الفضل قد حُسِدوا

ألا فاتقوا الله تبارك وتعالى أيها المسلمون، وابتعدوا عن الحسَد، فإنه صفة مذمومة لا تجلب منفعة، ولا تزيل نعمة، تؤدي بصاحبها إلى الهلاك دون أدنى فائدة؛ وسلوا الله من فضله، فإن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما قلت، فإن كان صواباً فمن الله وحده، وإن كان غير ذلك فمن نفسي ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئان، وأستغفر الله إنه كان غفاراً.
 

 

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

أيها المسلمون: تشهد المنطقة في هذه الأيام تنافساً محموماً بين الذين رَشَّحوا أنفسهم للمجلس البلدي، وذلك بما نشاهده من المخيمات والإعلانات والدعايات في كل مكان؛ لكن الذي نحذر منه هو أن ينتج عن هذا التنافس حسد بين المرشحين، قد يصل عند بعضهم للطعن في الآخر زوراً وبهتاناً؛ ألا فليتق الله هؤلاء، وليحذروا الكذب والتشهير، ولْيكن تنافساً في الخير، وليس من أجل الظهور، أو من باب الحمية والعصبية.

هذا، وإن من المنكرات العظيمة التي نشاهدها هذه الأيام بسبب الانتخابات الصور المعلقة في الشوارع للمرشحين، وهذا عمل محرم ولا يجوز، وكلام العلماء وفتاويهم في هذا صريحة وواضحة، وإنها مدعاة للشرك، وفيها خدش في التوحيد، والذي يؤسف له أن يعلِّق هذه الصور من سيماهم الصلاح والتدين.

وقد سُئل الإمام عبد العزيز بن باز -رحمه الله- عن حكم تعليق الصور، فقال بأن حكم ذلك التحريم إذا كانت الصور من ذوات الأرواح من بني آدم أو غيرهم، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لعلي -رضي الله عنه-: "ألا تدع صورة إلا طمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته" رواه مسلم في صحيحه؛ ولما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها علقت على سهوة لها ستراً فيه تصاوير، فلما رآه النبي -صلى الله عليه وسلم- هتكه، وتغير وجهه -صلى الله عليه وسلم- وقال: "يا عائشة! إن أصحاب هذه الصور يُعَذَّبُون يوم القيامة، ويقال لهم أحيوا ما خلقتم" أخرجه مسلم وغيره. وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة ولا كلب" متفق عليه.

وقال -رحمه الله-: "فالواجب على المسلمين ترك هذه الستور التي فيها الصور، وأن لا يعلقوا صورة، لا في مسكن، ولا في مكتب، ولا في مجلس، ولا في غير ذلك، فتعليق الصور لا يجوز.

وثبت عند النسائي وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "أن جبرائيل كان له موعد مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فتأخر عن موعده، فلقيه النبي -صلى الله عليه وسلم- خارج البيت فسأله عن المانع فقال: إن في البيت تمثالاً وستراً فيه تصاوير، وكلباً. فقال له جبرائيل: مُر برأس التمثال أن يقطع حتى يكون كهيئة الشجرة، وبالستر أن يتخذ منه وسادتان توطآن منتبذتان، ومر بالكلب أن يخرج. ففعل النبي -صلى الله عليه وسلم- ، فدخل جبرائيل".

 

 

 

 

 

 

المرفقات

تحاسدوا

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات