عناصر الخطبة
1/فلَاح ونجاح من اغتَنَم رمضان 2/الوصية بإصلاح النفس في رمضان 3/التعرض لنفحات الرحمة في رمضان 4/ضرورة إصلاح ذات البين في رمضان 5/نصائح لاغتنام شهر رمضان المبارك 6/وجوب تعظيم حرمة شهر رمضان 7/حال المسلم التقيّ في رمضان 8/الوصية بالرباط في المسجد الأقصىاقتباس
إن من الخير في شهر رمضان أن تستقبلوه بنبذ الخلافات، وتَرْك الخصومات، فلا تقاطَعُوا، ولا تدابَروا ولا تباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، وإننا نطالب بتعجيل إتمام المصالَحة بين أبناء شعبنا على أساس الثوابت الدينية والتاريخية، لقضيتنا العادلة...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، جعَل شهرَ رمضانَ شهرَ عزةٍ وتمكينٍ، وشهرَ خيرٍ وفتوحاتٍ للإسلام والمسلمينَ، فيه يُبادِرون إلى أداء الواجبات، ويتناهَوْن عن المنكرات، ويتنافسون في الخيرات.
رمضانُ أقبَل يا أُولي الألباب *** فاستقبِلوه بعد طول غيابِ
عامٌ مضى مِنْ عُمرِنا في غفلةٍ *** فتنبَّهوا فالعمرُ ظلُّ سحابِ
وتهيَّئُوا لصيامه وتصبَّرُوا *** فأُجورُ مَنْ صبَرُوا بغيرِ حسابِ
ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ما تقرَّب إليه المتقربون بمثل ما افتَرَضه عليهم، ولا يزال المسلم يتقرَّب إلى الله بالنوافل حتى يحبه، فإذا أحبه أعانه على الطاعة، وحفظه من المعصية، وأجاب دعوته، فنجا وأفلَح مَنْ صام رمضان، وترَك الشهوات ابتغاء رضوان الله، قال الله -عز وجل- في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به"، وفي رواية أخرى: "يترك طعامه وشرابه وشهوته من أَجْلِي، الصيامُ لي وأنا أجزي به، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها".
اللهم بَارِكْ لنا فيما تبقَّى من شعبان، وبلِّغْنا شهر رمضان، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه إيمانًا واحتسابًا، اللهم اجعله شهر نصر ووحدة للمسلمين، وشهر ذُل وخزي للكافرين وللمنافقين، ونشهد أن سيدنا وحبيبنا وقائدنا وقدوتنا وقرة عيوننا ومهجة قلوبنا، محمد عبد الله ونبيه ورسوله، أفضل مَنْ صلَّى وصام، وخيرُ مَنْ أطاع ربَّه واستقام، كان يُبشِّر أصحابَه برمضان فيقول لهم: "أتاكم شهرُ رمضان، شهرٌ مباركٌ، فرَض اللهُ عليكم صيامَه، تُفتَّح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم"، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ على عبدِكَ ورسولِكَ محمدٍ، وصل اللهم على آله الطاهرين، وعلى أصحابه الذين آمنوا به واتبعوه ونصروا الدين، وعلى التابعين وتابعيهم بإحسان، وصل اللهم على كل مسلم يشد الرحال للرباط والصلاة في المسجد الأقصى، إلى يوم القيامة.
أما بعدُ، أيها المسلمون: غدًا أو بعد غد يقدم علينا شهر رمضان المبارك، شهر نزول القرآن، وشهر مضاعَفة الحسنات، وشهر ليلة القدر، وشهر صلاة التراويح، وشهر النجاة من النار، وشهر الأمجاد، وشهر التضحيات، فنُهنِّئ أنفسنا، ونهنئ شعبنا الفلسطيني ونهنئ المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بقدوم هذا الضيف الكريم، وأنتهز الفرصةَ لأدعو المسلمينَ جميعًا؛ حُكَّامًا ومحكومينَ، إلى استقبال شهر رمضان بالتحاكم إلى شرع الله؛ فإن الله -عز وجل- ما خلق السموات والأرض، وما أنزَل الكتبَ وما أرسَل الرسلَ إلا ليحتكم الناسُ إلى دِينِه، وشريعتِه، كما قال سبحانه: (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)[يُوسُفَ: 40].
يا عبادَ اللهِ: والعدلُ والأمنُ والسلامُ الذي تطلُبه الشعوبُ لا يتحقق إلا بالإسلام، ورحم الله النجاشي كم كان عاقلًا حين أعطى المسلمين في بلاده حرية الإسلام، وحرية الدعوة فيها.
يا مرابطون، يا مسلمون: أصلِحُوا ما بينكم وما بين الله وأنتم تستقبلون شهر رمضان؛ فإنه لا يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فالأمة في ابتداء وجودها امتدَّ سلطانُها حتى أطراف الصين شرقًا، وإلى المحيط الأطلسي غربًا، وكانت بدرٌ وفتحُ مكةَ وفتحُ الأندلس، وعينُ جالوتَ، وغيرها من وقائع الإسلام المجيدة في شهر رمضان، ولم يكن هذا ليقع لولا حُسن انقياد المسلمين وقتئذ لله ولمنهاجه ولشريعته؛ حيث نصروا الله باتباع دينه، فنصرهم الله على من عاداهم، قال الله -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 7].
يا مسلمون، يا مرابطون: في شهر رمضان يَفتَح اللهُ أبوابَ الجنة، ويُغلِق أبوابَ النار، وتفتح أبواب السماء، وتغل الشياطين، وهذا وإن كان على حقيقته أو على المجاز فهو تغيير يُحدِثه اللهُ -عز وجل- والله لا يفعل إلا خيرًا؛ ليتعلم المسلمون أن يجعلوا شهر رمضان شهر تغيير في أنفسهم وفي أُسَرِهم وفي مجتمعاتهم، وفي واقعهم وفي حياتهم وفي ظروفهم، فتعالَوْا -يا عبادَ اللهِ- لنُغيِّر في رمضان تغييرًا يُرضي ربَّنا، ونلتقي فيه بإيماننا؛ فأبواب السماء تُفتَح في شهر رمضان ليتوبَ المذنبُ والمسيءُ، والله -تعالى- يقول: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)[الزُّمَرِ: 53]، فعَجِّلوا في التوبة وسارِعوا إليها، قبل أن يفجأكم الموتُ، ويكون العذاب في القبر وفي النار، فأحسِنوا صلتكم بالله؛ فلا تُفرِّطوا في عقارات المسلمين وأرضهم لتذهب إلى أعدائكم، وجدِّدوا نيةَ الرباط في أرض الرباط، وصحِّحوا ولاءكم لله وللرسول وللمؤمنين، فمَنْ كان ولاؤه للكافرين وللمنافقين ولأهل الضلال حُشِرَ معهم في جهنم؛ (يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[الشُّعَرَاءِ: 88-89]، توبوا يا مسلمون من إيذاء الجيران، وأكل أموالكم بينكم بالباطل، ومن إخراج نسائكم متبرجات، توبوا من كل كبيرة، فكبائر الذنوب لا تُغفَر إلا بالتوبة منها، والتوبةُ فريضةٌ، قال الله -تعالى-: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[النُّورِ: 31].
يا عبادَ اللهِ: وفي شهر رمضان تُفتَح أبوابُ الجنة، لتحرصوا على فعل الطاعات، ولتزدادوا من الأعمال الصالحات، والدنيا دارُ عملٍ ولا حسابَ، والآخرةُ دارُ حسابٍ ولا عملَ، ويوم القيامة تُعرَضون على الله، لا تخفى منكم خافية، فاتركوا التزاحم في الأسواق، على أبواب الحوانيت، وتزاحموا على أبواب الجنة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "افعلوا الخير دهرَكم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله؛ فإن لله نفحات من رحمته، يُصِيب بها مَنْ يشاء من عباده، وسَلُوا اللهَ أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم". فاللهم استر عوراتنا، اللهم آمن روعاتنا.
أيها المسلمون: وإن من الخير في شهر رمضان أن تستقبلوه بنبذ الخلافات، وترك الخصومات، فلا تقاطعوا، ولا تدابَروا ولا تباغَضوا، ولا تَحاسَدوا، وكونوا عبادَ الله إخوانًا، وإننا نطالب بتعجيل إتمام المصالَحة بين أبناء شعبنا على أساس الثوابت الدينية والتاريخية، لقضيتنا العادلة؛ لأن الفُرقة والخصومة نكبة تضاف إلى النكبات التي أُصِيبَ بها شعبُنا، وحلَّت بديارنا، فاجعوا رمضانَ هذا رمضانَ الجماعة، رمضانَ المصالَحة، رمضانَ نُصرة الدين، رمضانَ اليقينِ بالنصر العاجل المبينِ، واستمعوا واستجِيبوا لقول الله -سبحانه وتعالى-: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آلِ عِمْرَانَ: 103].
يا عبادَ اللهِ: غيروا ما بكم من معصية إلى طاعة، ومن ضلالة إلى هدى، ولا تجعلوا أيام صومكم وأيام فطركم سواء، احبِسوا ألسنتكم وأبصاركم وأسماعكم، وفروجكم وبطونكم عن كل ما حرَّم اللهُ، وعن إيذاء المسلمين، فكل المسلم على المسلم حرام؛ عِرضُه ومالُه ودَمُه، احفظوا يا شباب المسلمين أنفسَكم من المخدِّرات والمعاصي المهلِكات، احفظوا أنفسكم يا مسلمون ويا مسلمات من الزنا والتبرُّج والربا وسائر المحرَّمات، فإن الله يعظكم ويُذكِّركم بقوله: (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].
أيها المؤمنون المرابطون: هذا رمضان قد جاء ليصحبكم فأحسِنوا صُحبَتَه، فرِّجوا كربات المكروبين، واستروا العيوب، واقضوا حوائج المحتاجين؛ فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "ومَنْ كان في حاجة أخيه، كان الله في حاجته، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج اللهُ عنه كربةً من كُرَب يوم القيامة"، قُوا أنفسَكم وأهليكم -يا عباد الله- نارًا وقودها الناس والحجارة، مُروُهم بطاعة الله، وأدِّبوهم على آداب الإسلام، فلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته، واشكروا اللهَ واحمدوه أن بلَّغَكم شهرَ رمضان، وأطال في أعماركم، فطولُ الأعمارِ مع الأعمال الصالحات سببٌ في رفع درجات العبد في الجنة يومَ القيامة، فاتقوا اللهَ يا مسلمون، واعلموا أن العافية الحقيقية أن تمر أيامكم بلا ذنوب، وأن الراحة تكون بدخول جنات النعيم، فاجعلوا رمضان شهرَ مغفرةٍ لذنوبكم، وشهرَ سترٍ لعيوبكم، وشهرَ رفعٍ لدرجاتكم، وشهرَ مضاعفةٍ لأجوركم.
يا مرابطون، يا عبادَ اللهِ: عظِّموا حرمةَ شهر رمضان وشعائرَه، فلا تنتهكوها، فإن تعظيم حرمات الله من تقوى القلوب، كما قال الله -تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32]، فصوموا نهارَه، واحذروا من الإفطار فيه من غير عذر شرعيّ، وأقيموا ليلَه بطاعة الله وترك معاصيه، تسابقوا في الخيرات، فإن رمضان شهر طاعة، وتحللوا من مظالم الدماء والأعراض والأموال، فإنها تحجُب العبدَ عن الجنة، وتُوجِب غضبَ الله عليه، جاء في الحديث الشريف: "كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ: دمُه ومالُه وعِرضُه".
اللهم آتِ نفوسَنا تقواها، وزَكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، اللهم ألِّفْ بينَ قلوبِ المسلمينَ، وأَصلِح بينَهم، ووحِّد صفوفَهم على طاعتكَ ورضوانكَ، ونصرةِ دينكَ يا ربَّ العالمينَ.
عبادَ اللهِ: إن الله لا يستجيب دعاءَ قلبٍ غافلٍ ساهٍ لاهٍ، فادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، قرَّر لنا أبوابَ الخير، وفتَح لنا باب التوبة، وأرشدَنا إلى طريق الجنة، وحذَّرنا من النار وسبيل الشيطان، ونشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبدُه ورسولُه، وصفيُّه وخليلُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصَح الأمةَ، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِكْ عليه، وعلى آله وأصحابه وأتباعه وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعدُ، أيها المسلمون: صِلُوا أقرباءكم إذا قطَعُوكم، وأحسِنوا إليهم إذا أساؤوا إليكم، واحلُمُوا عليهم إذا جهلوا عليكم، فتلك هي الصلة الحقيقة للرحم، اكظموا غيظكم، واعفوا عن الناس، واتركوا الفُحش والتفحُّش، والزموا أمرَ رسولكم -صلى الله عليه وسلم- حيث يقول: "إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن شاتَمَه أحدٌ أو قاتَلَه فليقل: إني امرؤ صائم".
اقرؤوا القرآن في ليلكم ونهاركم، وصلُّوا التراويح، فالصيام والقرآن يشفعان للعبد، وقيام رمضان يغفر الذنوب، حافظوا على الصلوات الخمس، فإنها فريضة وركن من أركان الدين.
أيها المسلمون: واعلموا أن رمضان شهر الزرع والحصاد جميعًا، فازرعوا الأعمال الصالحة، واحصدوها مغفرةً ورضوانًا مِنَ اللهِ عليكم، واجعلوا الصبر زادكم في رمضان، وفي غير رمضان، فأجر الصابرين عظيم؛ (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)[الزُّمَرِ: 10].
تميَّزوا بالتقوى، وبالإيمان وبالإحسان، أنتم يا أصحاب المقاهي، متى تتقون الله فتُغلِقون المقاهيَ في شهر رمضان، وفي غير شهر رمضان، ألا تعلمون أن كسبكم من المقاهي كسب سحت وحرام، فابحثوا عن الكسب الحلال، قبل أن تمسَّكم النارُ، وأنتم أيها التجار، لا ترفعوا الأسعار فتكونوا فُجَّارًا، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به".
يا مسلمون، يا أحباب المسجد الأقصى: اجعلوا شعاركم في كل يوم من أيام حياتكم:
وخيرُ خصالِ المرءِ طاعةُ ربِّه *** ولا خيرَ فيمن كان لله عاصيَا
يا مرابطون، يا أحباب القدس والمسجد الأقصى، يا عبادَ اللهِ: جدِّدوا حُبَّكم وانتماءكم للمسجد الأقصى بدوام الرباط فيه، شدوا إليه الرحال، في الصلوات الخمس كلها، وأروا الله فيه حُسن طاعتكم، كونوا للمسجد الأقصى كما عهدناكم، أسأل الله -تعالى- أن يبارك لنا فيكم، وفي رباطكم، فأنتم المرابطون المؤمنون، وأنتم الصابرون الثابتون، الذين لا يضرهم ما أصابهم من لأواء.
يا مرابطون، يا مسلمون، يا مؤمنون: أقصانا يتعرض لهجمة مسعورة، فأقصانا تُنتهَك قدسيتُه، ولا تُراعى حرمتُه، ولسانُ شعبِنا يقول: اللهم إنَّا مغلوبون فانتصر، اللهم إنَّا مغلوبون فانتصر، اللهم إنَّا مغلوبون فانتصر.
أيها المرابطون: الأقصى هو لكم، مهما تطاولوا عليه، وهو حقكم منذ أن بني على الأرض، لا حقَّ فيه لغيركم، أجدادكم رابَطُوا فيه، وأنتم اليوم تُرابِطون فيه، وأحفادكم غدًا يُرابِطون فيه، إلى أن يأتي نصرُ اللهِ وأمرُه، فعَضُّوا عليه بالنواجذ، والأقصى مشتاقٌ إلى جموعكم المؤمنة، تزخَر فيه في شهر رمضان، وفي كل الأوقات والأزمان، فالأقصى أقصانا، والمسرى مسرانا، والله ربنا ومولانا، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
اللهم ارحم شهداءنا، اللهم عافِ مرضانا وجرحانا، اللهم ارفَعِ الحصارَ عن المحاصَرينَ، واقضِ الدَّيْنَ عن المدينين، وأطلِق سراحَ الأسرى والمعتقَلينَ، وفرِّج كرباتِ المكروبينَ، اللهم يسِّر لنا مَنْ يحكُمنا بكتابِكَ وسُنَّةِ رسولِكَ، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، اللهم أحينا مسلمين، وأمتنا مسلمين، وابعثنا مسلمين يا ربَّ العالَمين.
عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم، واسألوه يعطكم، وأنتَ يا مُقيمَ الصلاة أَقِمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم