وجوب دفع الأذية عن الناس

عبد الرحمن بن ناصر السعدي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/حرمة المسلم 2/ بعض صور أذية المؤمنين 3/ ثواب من أزال الأذى 4/ ذم اللامبالاة بمشاعر الناس 5/ آداب التخلي
اهداف الخطبة
التحذير من أذية المسلمين/ التنفير من خوارم المروءة
عنوان فرعي أول
عمل قليل بأجر جليل
عنوان فرعي ثاني
كشف العورات
عنوان فرعي ثالث
للطريق آدابه

اقتباس

وما أحسن توفيق من رفع الأذى عنهم في جميع أحوالهم وتصرفهم. وازجروا من رأيتموه يتخلى في مغاسل المساجد؛ فإنه موجب للعنة اللاعنين، وقد باء فاعل ذلك بالإثم..
وإياكم وكشف العورات بمرأى أحد في أوقات التخلي والاغتسال، كما يفعل ذلك..

 

 

 

 

الحمد لله الذي جعل الإحسان أكبر الأسباب لنيل الكرامات، وأذية الخلق والإضرار بهم موجب للعقوبات، وأشهد أن لا إله إلا الله كامل الأسماء والصفات، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, أشرف المخلوقات, اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه أولي الفض والكرامات.

 

أما بعد:

 

أيها الناس, اتقوا الله تعالى، واعلموا أن من توفيق العبد وسعادته كف أذيته عن المسلمين، ومن شقاوته عدم مبالاته في إيصال الضرر للعالمين، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم: أن إماطة الأذى عن الطريق من شعب الإيمان, ومن عزل حجراً, أو شوكة, أو عظماً, عن طريق الناس, فقد سعى لنفسه بالأمان.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: " بينما رجلٌ يمشي بطريق, إذ وجد غصن شوكة فأزاله, فشكر الله له, فغفر له, وأدخله الجنة ". فرحم الله عبداً كف أذيته عن الناس, فلم يؤذهم بالتخلي في طرقهم, ومساجدهم ومجالسهم، وما أحسن توفيق من رفع الأذى عنهم في جميع أحوالهم وتصرفهم. وازجروا من رأيتموه يتخلى في مغاسل المساجد؛ فإنه موجب للعنة اللاعنين، وقد باء فاعل ذلك بالإثم, وأذية المؤمنين؛ قال صلى الله عليه وسلم:" اتقوا الملاعن الثلاث, البراز في الموارد, وقارعة الطريق, والظل".

 

وإياكم وكشف العورات بمرأى أحد في أوقات التخلي والاغتسال، كما يفعل ذلك من لا يخشى الله من المتهاونين الأرذال، فقد لعن الناظر والمنظور، وحق عليهم الوبال؛ أفلا يستحي أحدكم أن يكون أسوأ حالة من البهائم، فيبدي عورته، والناس ينظرون؟! وهذا من أعظم الجرائم؛ فإن الله يمقت أشد المقت على العورات، فمن فعل ذلك, فقد باء بغضب من الله, وحقت عليه العقوبات.

 

عافاني الله وإياكم من جميع البليات، وستر منا العيوب والعورات, وأمننا من المخاوف والروعات، وسلك بنا مسلك أهل الأدب والحيا والصيانات، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً) [الأحزاب:58].

 

قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) [النور: من الآية 30].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
 

 

 

 

 

 

المرفقات

584.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات