الشيخ ابن باز
س: سائلة تقول: أنا أعمل ممرضة في وحدة مدرسية، وأنكرت منكرًا رأيته في عملي كان ذلك سببًا لطردي من العمل، وسببًا لتعاستي ومتاعبي النفسية، وأصبحت أنهى أولادي عن إنكار أي منكر، أرجو التوجيه أثابكم الله.
ج: لا شك أن الذي حصل عليك غلط كبير ممن فعله، إذا كنت قد أنكرت المنكر عن علم وبصيرة، والواجب عليك إنكار المنكر، ولا يضرك كونك طردت من العمل واستغني عنك، فقد أرضيت ربك عز وجل، وفعلت ما يجب عليك فعله، والأمور جميعها بيد الله سبحانه، وقد صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان والله يقول في كتابه العزيز جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71] ويقول عز من قائل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ [آل عمران:110]. فإذا فعلت ذلك طاعة لله، والتماسا لمرضاته، فإن العاقبة تكون لك حميدة، ولا يضرك ما حصل، وسوف يغنيك الله عن ذلك، والله هو الرزاق جل وعلا، وبيده الخير كله. وهو القائل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2-3] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4]
فعلى المؤمنة تقوى الله ، سواء كانت مدرسة أو ممرضة أو غير ذلك، وهكذا الطبيبة والمديرة ونحوهما، وعلى الجميع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يجب على الرجال لما تقدم من الآيات والحديث.
وقد أخطأت في نهيك أولادك عن إنكار المنكر، فاتقي الله وتوبي إليه من ذلك، وأوصيهم بما أوجب الله عليهم[1].
هذه الأسئلة منتقاة من برنامج نور على الدرب الذي يبث من الإذاعات السعودية] (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 3/447).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم