وجوب العناية بحقوق الله

عبد الرحمن بن ناصر السعدي

2022-10-06 - 1444/03/10
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/ضرورة تدارك العمر بالطاعات 2/ذم الاغترار بالدنيا وتسويف التوبة 3/ حرص الإنسان على استيفاء ما له وبخس غيره 4/ الاعتناء بأداء حق الله إليه كما أراد
اهداف الخطبة
تفريح المعتني بحقوق الله بما له من الثواب/ تذكير الغافل بوجوب العناية بحقوق الله
عنوان فرعي أول
وجاءكم النذير
عنوان فرعي ثاني
قدمك على الخلق فقدمه بقلبك
عنوان فرعي ثالث
فواعجبا لحالنا!

اقتباس

يا عجباً لنا! نضيّع أوقاتنا- وهي أنفس ما لديْنا- باللهو والباطلات، وقد جعلنا الدنيا دار قرار, وإنما هي دار العمل والتزوُّد, واغتنام الخيرات.
يا عجباً تستوفي جميع مراداتك من مولاك، ولا تستوفي حقهُ عليك!
أكرمك وقدَّمك على سائر المخلوقات؛ فقدمه في قلبك، وقدم ...

 

 

 

الحمد لله الذي أيقظ الغافلين، ونفع بالتذكرة المؤمنين، فلم يشتغلوا بالدُّنيا وحدها، بل جمعوا بين الدُّنيا والدين، وعرفوا ما لربهم من الحق؛ فقاموا به قيام الصادقين.
أحمدُه حمد الحامدين، وأشكره وأستعينه، فهو نعم المولى, ونعم المعين. وأشهدُ أن لا إله إلا الله الملك الحقُّ المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المصطفى الأمين, اللهم صل وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:

أيها الناس, اتَّقوا الله حق تقواه؛ فإن الله خلقكم لمعرفته وعبادته، فطوبى لمن قام بحق مولاه، فحقّهُ عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شركاً خفياً ولا جلياً، وأن تحققوا المتابعة والإخلاص, ويكون الله وحده لكم ناصراً وولياً.

فتداركوا أعماركم بالتوبة النصوح, وإصلاح الأعمال، قبل اخترام النفوس, وحضور الآجال، قبل أن تقول نفسٌ: يا حسرتى على ما فرَّطت في جنب الله، وطاعة ذي الجلال.

كيف تغترون بالدنيا, وقد أمدَّكم بعمر يتذكُر فيه من تذكَّر، وجاءكم النذير؟ وقد علمتم أن الأجل ينطوي، والإنسان في كل لحظة يرحل ويسير.

يا عجباً لنا! نضيّع أوقاتنا- وهي أنفس ما لديْنا- باللهو والباطلات، وقد جعلنا الدنيا دار قرار, وإنما هي دار العمل والتزوُّد, واغتنام الخيرات.

يا عجباً تستوفي جميع مراداتك من مولاك، ولا تستوفي حقهُ عليك! وأنت متبع لهواك, وتعرض عن مولاك وقت الرخاء والسرَّاء، وتلجأ إليه حين تصيبك الضراء!

أكرمك وقدَّمك على سائر المخلوقات؛ فقدمه في قلبك، وقدم حقه على كل المرادات.

من أقبل على ربه تلقاه، ومن ترك لأجله وخالف هواه؛ عوضه خيراً مما تركه، ورضي عنه مولاه، ومن قدم رضا المخلوقين على رضاه؛ فقد خسر دينه ودنياه..

ومن أعرض عن ذكره فإن له معيشة ضنكاً؛ وذلك بما قّدمت يداه..

ومن توكل عليه -صادقاً من قلبه- يسّر له أمره، وكفاه؛ قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [الطلاق: 2-3]. وحفظه من الشر وحماه؛ قال تعالى: (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) [فصلت:46].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم...
 

 

 

 

 

 

المرفقات

534

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات