واجبات المعلم تجاه طلابه

فريق النشر - ملتقى الخطباء

2022-10-07 - 1444/03/11
التصنيفات:

 

د. طه فارس

 

أولاً: الحِرْصُ على مَصْلَحة الطُّلاب:

 

إنَّ نجاح المُعلِّم وتميُّزَه يُقاس بقدر الفائدة والنَّفع الذي يُحقِّقه في طلابه، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن يكون حَرِيصاً على نفع طلابه وإفادتهم في مجال تَخَصُّصه، فلا يبخل عليهم بمعلومة تنفعهم، ولا يتوانى ببذل جَهد يُحَسِّنُ من مُخْرَجات التَّعلِيم والتَّعلُم لديهم.

 

ثانياً: التَّشجِيعُ المُستَمِرُ للتَّعلُّم:

 

تختلف الظروفُ الاجتماعية والثَّقافية والمَادية التي يعيشها الطُّلاب، فبعضُهم يَلقون دَعمَاً اجتماعيَّاً ومعنويَّاً وماديَّاً من قِبَلِ أهليهم وذويهم لِمَواصلة التَّعلُم، والبعض الآخر قد لا يلقى ذلك لأسباب متعددة، قد تكون اجتماعيةٌ كانفصال الأبوين أو ضَعف الرَّوابط الأُسرية، أو ثقافيةٌ كجهل الوالدين والبيئة المحيطة، أو ماديَّةٌ كفقر الأُسرة وانشغالها بتأمين لُقمَة العَيْش، ففي مثل هذه الظروف ينبغي على المُعلِّم أن يُمَارس دورَهُ التَّربوي في تشجيع هؤلاء الطُّلاب لمواصلة التعلم، من خلال التَّوجيه والدَّعم المعنوي، أو الماديِّ من خلاله أو من خلال أصحاب الخير والمعروف.

 

ثالثاً: التَّنويعُ في أساليب التَّعلِيم:

 

إنَّ التزام المُعلِّم بطريقة واحدة في التَّدريس يؤدي إلى ملل وسآمة الطلاب؛ لأنَّ النفوس تُحب التنويع والتلوين، فلذلك ينبغي على المعلِّم أن ينوِّع ويلوِّن في أساليب التَّعلِيم، فيتنقل في أسلوبه من التقرير والإلقاء، إلى التفاعل والحوار، ثم إلى القصص والأمثال التي تُثبِّت المَعلومة وتقربُهَا، ثمَّ إلى المُمَارَسة والتَّكرار.

 

 

 

ولا بُدَّ من التَّأكيد على أنَّ سلوك المُعلِّم لأسلوب التعلِيم التَّفَاعلي الذي يكون للطالب فيه دورٌ إيجابي في الوصول إلى المعلومة أولى وأفضل بكثير من أسلوب التقرير والإلقاء، حيث يقتصر دورُ الطَّالب في أسلوب التقرير والإلقاء على التلقي السلبي الذي لا يُنَمِّي في الطالب مهاراتِ التَّعلُم الكافية.

كما أنَّ استعمالَ الوسائل التَّعليمية المساعدة يندرج تحت التنويع في أساليب التعلِيم، التي من شأنها أن تُحَسِّنَ من أداء المعلِّم، وتُسَهِّلَ في إيصال المعلُومة إلى عقول الطلبة، وذلك كاستخدام السَّبُّورة بأنواعها، أو اللوحاتِ التَّوضيحيَّة، والمُجَسَّمَات، أو برامجِ العروض التقديمية في الحاسب الآلي، أو غير ذلك.

 

رابعاً: إذكاءُ حُبِّ القِرَاءة والمطالعةِ والبَحثِ العلميِّ في الطلاب:

 

إنَّ من أفضل ما يمكنُ أن يَغرِسه المُعلِّم في نفوس الطَّلبة هو حُبُّ القِرَاءة والبَحث العلميِّ، وهذا ما يُسَمَّى بتعليم المُتَعلِم كيفيةَ التَّعلُّم، فالمُعلِّم لن يبقى مع الطالب في كلِّ أوقاته، كما أنَّ الطالب لن يبقى مع معلِّمه في كلِّ الأوقات، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن ينمِّيَ في طلابه حُبَّ القراءة والمطالعة، ويرشدَهُم إلى ما يقرؤون وما يطالعون، ويشجعَهم كذلك على اقتناء الكُتب، والمَجَلاَّت العِلميَّة الهادفة، ويقيم بينهم المسابقات التي تجعلهم يتنافسون في الإكثار من القراءة والمطالعة[1].

 

 

خامساً: تنميَةُ المَوَاهِبِ والإبداعات الكَامِنَة في الطُّلاب:

 

بِذْرَة الإبداع موجودةٌ كامنةٌ عندَ أكثر الطَّلبة، والفَرق بين الطالب المُبدع وغيره: أنَّ الأوَّل تَوَفَّرَت له الظروفُ المُوَاتية لِنُموِّ إبداعه وظهوره، والآخرُ لم تتوفَّر له هذه الظروف، فلذلك ينبغي على المُعلِّم ـ إن آنسَ من بعض طلابه تميزاً ـ أن يسعى لتنمية إبداعاتِهم ومواهبَهم بالتَّشجيع والتَّواصل المُسْتمر، كما ينبغي عليه أن يُطلِعَ إدارةَ الهيئة التَّعليميَّة التي يعمل لديها على ذلك؛ لتبذلَ ما بوسعها لِرِعَاية هؤلاء الطلبة والاعتناء بهم، مع ضرورة إبلاغ أولياء أمور الطلبة بذلك؛ ليمارِسوا دَوراً إيجابياً فاعلاً في تنميّةِ المَوَاهب والإبداعات عند أبنائهم.

 

سادساً: إحسانُ التَّعاملِ مع الطَّلبةِ حسبَ الفئاتِ العُمْرِية:

 

تَختلف مُتَطلباتُ التَّعاملِ معَ الطَّلبة حسبَ المَرَاحلِ الدِّراسيَّة والفِئات العُمرية التي ينتمون إليها، فكلُّ مرحلة عُمْرِية لها أسلوبٌ يختلف عن غيرها من المراحل؛ وذلك لاختلاف المُقتَضيَاتِ العقليَّة والنَّفسيَّة لكلِّ مَرْحَلة.

ولذلك ينبغي على المُعلِّم أن يُتقِنَ التَّعاملَ معَ الطلبة وَفقَ مُتطلباتِ المرحلة العمرية التي ينتمون إليها، وهذا يَستدعي منه أن يكون على علمٍ ودِرَايَةٍ بما يُسمَّى في عِلم التَّربية بـ: (علم نفس الطفولة والمراهقة).

 

 

سابعاً: الصبرُ على تعليم الطَّلاب وإفهامِهِم:

 

المُعلِّم مُربٍّ للأجيال فلذلك ينبغي عليه أن يَصبرَ على تعليم الطُّلاب وإفهامهم، ولا يتذمَّرَ من إعادة الشرح والبيان إذا طُلِبَ منه، ولا يُبدِي كذلك انزعاجَهُ إن عَبَّرَ الطَّلبةُ عن عدم فهمِهم، ويّحذّرُ من وصفِهِم بالبَلادة وعدمِ الفَهم، بل عليه أن ينوِّع أساليبَ الشرح ويَتَنَزَّل في أسلوبه حتى يفهمَه الطَّلبةُ، ويستعين بضرب الأمثلة على ذلك.

والمُعلِّم النَّاجح هو ذلك الذي يُكَلِّم طلابَه على قَدرِ فهمِهم ومستوى عقولهم، ولا يَطرح عليهم ما لا يستطيعون فهمَهُ؛ لأنَّ ذلك قد ينفِّرُهم من التَّعلُم، أو يُثِيرُ في أنفسهم الإنكارَ لتفاوت المِعيَار، وليس كلُّ ما يُعلم يُقال[2].

 

 

 

ثامناً: صحة المعلومات التي تطرح على الطلاب:

 

المُعلِّم مُؤْتَمن على عقول ومشاعر أبناء المُسْلمين، فلا يَجُوز له أن يُلقي عليهم معلومةً ما إلا بَعدَ أن يتأكَّد من صِحتهَا.

ولا بُدَّ للمُعلِّم من استحضَارِ واستشعار مسؤوليتَه أمامَ اللهِ تعالى عن كلِّ كَلِمَة يقولُها، ممَّا يدفعُه لِتَحرِّي الحَقَّ والصَّواب، والابتعادَ عمَّا سِواهُمَا[3].

أمَّا إن استهتر المُعلِّم بعقول الطَّلبة وكَثُرَتْ أخطاؤه العلميَّة أمامَهم، فليَعلَم أن ثِقَة الطُّلاب ستضعف به، وتضعف معها الاستفادة منه.

 

 

تاسعاً: الحِرْصُ على أوقات الدُّروس والمُحَاضرات:

 

الوقتُ المُحدَّد للدَّرس أو المُحاضرة هو من حقِّ الطُّلاب، فلا ينبغي للمُعلِّم أن يَتَساهَل بهذا الحَقِّ فيُضِيعه على طلابه، كأن يأتي مُتأخِّراً، أو يتغيَّب عن الدَّرس بغير سبب، أو غير ذلك.

كما أنَّه لا يجوز للمُعلِّم أن يُضيعَ وقت الحِصَّة الدِّراسيَّة بتوافِهِ الأمور، أو بحاجاته الخاصَّة، كأن يُضيع الوقتَ بتصحيح أوراقِ الاختباراتِ أو الأبحاث أو الدفاتر، أو يشتغلَ بكتابة أمرٍ خاصٍّ له، أو يتحدَّثَ مع أحدِ زُملائِهِ المُدَرِّسين في أمورِهِ الخاصَّة، أو يتركَ هاتفَهُ النَّقالَ مفتوحاً ويقومَ بالرَّدِّ على ما يَرِدُ إليه من مكالمات، أو غير ذلك.

عاشراً: عدمُ إلجاءِ الطُّلاب إلى الدُّروس الخُصوصيَّة بشكل مباشر أو غيرِ مباشر:

 

من أمانة المُعلِّم أن يُعطِي الطَّلبة مفرداتِ المَنهج المقرَّر كاملاً، ولا يقصِّر بالشرح والتَّوضيح أثناء إعطائه؛ لكي لا يلجأ الطالبَ بالحَالِ أو القَالِ إلى البحث عمَّن يُعِينُه على فَهمِ مُفردَات المنهج أو بعضِه، ممَّا يُسَمَّى بالدُّروس الخُصُوصيَّة، أو دروس التَّقوية.

 

 

 

بل عليه أن يُعزِّزَ في الطُّلاب تركيزَ الانتباه للفهم، ممَّا يُغني الطالبَ عن الدُّروس الخصوصيَّة، التي تضيعُ المالَ والوَقت.

حادي عشر: تقديرُ آراءَ الطُّلاب وعدمُ استهْجَانِ أقوالِهِم:

 

ليس بالضرورة أن يكون رأيُ الطَّلبة صواباً في كلِّ الأحيان، بل يكفي أن يعبِّرَ الطَّالب عن رَأيه ويُخْرجَ مكنوناتِ نفسِه، وهنا يَبرُز دورُ المُعلِّم في أن يتلقى هذه الآراء بالتقدير دون استهجان وتأفف، فإن كان الرَّأيُ صواباً وحقَّاً أقرَّه و أثنى على صاحبه مُشجعاً ومُعزِّزَاً، وإن كان خَطأً صحَّحَهُ وصوَّبَهُ، ولم يستهجن ولم يعنف قائلَه، بل يستعمل أسلوبَ الحكيم في بيان خطأِ هذا الرَّأي بصورة غير مباشرة، وذلك بأن يَطرح الصَّوَاب دون تعليقٍ على الخطأِ، فيتبيَّن للطالب خطأُ رأيِه من خلال ما سمِعَه من مُعَلِّمه.

ثاني عشر: العَدلُ والمُسَاواة بينَ الطَّلبة:

 

إنَّ عيون الطُّلاب مفتوحةٌ على تصرُّفَات مُعَلِّمِيهم، تَرْقُب حركاتِهم وكلماتهم ونظراتهم، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن يكون عَدْلاً بين طلابِه، فلا يظهر ميلَهُ لطالبٍ دون طالب مهما كانت الدَّوافع، بل لا يُفرِّق بينَهم في النَّظَرَات والبَسَمَات، وكذلك الحَوافِزُ الإيجابيَّة أو السلبيَّة، ويعامِلُ الجميعَ على قَدَمِ المُسَاوَاة[4].

 

ثالث عشر: لِينُ الجانب والتَّواضع للطلاب:

 

للقلوبِ مفاتيحُ، ومن أهم مفاتيحِها التَّواضع ولِينُ الجانب، والقلوبُ مَفطورة على حُبِّ من أحسن إليها، وعلى بُغض من أساء إليها، وعندَما يُحْسِنُ المُعلِّم التَّعامل مع طلابه مُتَحلِّياً بالتَّواضع ولين الجانب فإنَّه بلا شك يدخل إلى قلوبهم بلا استئذان، فيستفيدوا من علمه وأخلاقه معاً.

أما إذا كان المُعلِّم مُتَعالياً مُتَرفِّعاً أَنِفَاً، صعبَ المَنَال، فإنَّ نفوسَ الطُّلاب تَنْفُر منه، وبالتالي تَضعُفُ الاستفادة منه مهما كان يملك من العلم والإمكانات[5].

 

رابع عشر: إسداء النصح والإرشاد للطلاب:

 

لا ينبغي أن يقتصر دورُ المُعلِّم على الجانب المعرفي فحسب، بل عليه أن يمارس دورَهُ في التَّوجيه والإرشاد للأخلاق الفاضلة، والسلوك القويم، وأن يقدِّم النُّصحَ لطلابه فيما ينفعهم في الحال والمآل[6]، كما عليه أن يعالج أخطاء الطُّلاب بالتي هي أحسن، فيتعامل معهم كما يتعامل الأب الشفيق الرَّفيق مع أبنائه، الذين يريد لهم الخير، ويدفع عنهم الشرَّ[7].

 

خامس عشر: بناءُ علاقةٍ إيجابيَّةٍ مع الطُّلاب:

 

المُعلِّم النَّاجح هو ذاك الذي يبني علاقاتٍ إيجابيَّة مع طلابه، فيبادلُهم المودَّة والاحترام والتَّقدير، سواء كان ذلك داخلَ المؤسَّسة التَّعليميَّة أو خارجَها، ويبذلُ لهم التَّحيَّة والسَّلام إذا التقى بهم؛ لِيكون لهم قدوةً ويعوِّدهم على ذلك، ويكسرَ حاجزَ الخوفِ في نفوسهم، فيباسطُهم في بعض الأحيان؛ ليشعرَهم بقربه منهم، كما يسأل عن أحوالهم، ويعود مريضَهم، ويساهم بمساعدة المُحتاج منهم[8].

فإذا ما نجح المُعلِّم بذلك أصبحَ محلَّ ثقةِ الطُّلاب ومحبتِهم، وامتدت تلك العلاقةُ الإيجابيَّةُ لتتجاوزَ سني المراحلِ الدراسيَّة، وتصبحَ علاقةَ صداقةٍ ومودَّة وتواصل لا تنتهي إلى آخر العمر[9].

 

سادس عشر: قَبُولُ هديةِ الطَّلبة والمُكافأة عليها:

 

يَتحبَّبُ بعضُ الطُّلاب إلى معلمِيهم فيُقدِّمُوا لهم الهَدايا في بعض المناسبات، إمَّا بتوجيهٍ من الأهل؛ لِيغرِسوا حُبَّ وتقديرَ المُعلِّم في نفوس أبنائهم، وإمَّا من جهة الطلاب أنفسِهم؛ لِيُعبِّرُوا عن حُبِّهم وتقديرِهم لِمُعَلِّمِهِم.

 

وعلى المُعلِّم في مثل هذه الحالةِ أن يقبل هديتهم ويشكرَهم عليها، مع الاحتياطات الكامِلَة في ذلك، وعدم الإيحاء بها، ثم يقوم بعد ذلك بمكافأتهم، فَيُقَدِّمُ لهم هديةً مقابلَ هديتهم[10].

وقد حَذَّر العلماءُ أن يُتَّخَذَ التَّعلِيم سبيلاً للطَّمع بمالِ الطلبةِ أو استغلالهم في خدمتِهِ أو غير ذلك[11].

كما على المُعَلِّم أن يَحْذَرَ أن تُتَّخذَ الهديَّةُ من قِبَلِ بعض الطلاب مطية لابتزازه، ليلبي لهم مطالبَهم، ويحققَ لهم غاياتهم التي تتنافى مع الدَّورِ والواجب المَنُوط به، كأن يكشف لهم عن أسئلة الامتحان، أو يزيدَ لهم في الدَّرَجاتِ بدون استحقاقٍ، أو ينجحَهُم في مادته التي سَقَطُوا بها، أو غير ذلك مما لا يخفى على المعلم الفطن الذي يخاف الله تعالى[12].

سابع عشر: التنسيق مع إدارة المؤسسة التعليمية للقيام بأنشطة ترفيهية للطلاب:

 

للأنشطة التَّرفيهيَّة دورٌ كبيرٌ في دَفع العمليَّة التعليميَّةِ بالاتجاه الإيجابي الصحيح، كما أنَّها تُمَتِّنُ العلاقةَ القائمة بين الطلاب ومعلِّمهم، فلذلك ينبغي على المعلِّم بالتَّنسيق مع إدارة المؤسسة التعليمية أن يُنَظِّمَ رَحَلاتٍ وأنشطةً ترفيهيَّةً خارجَية.

 

[1] فأمَّة الإسلام أُمَّة عِلمٍ وقِرَاءة، ومما يؤكِّد ذلك أن أول آية أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقرأ باسم ربك الذي خلق ﴾ [العلق:1].

 

[2] قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: « مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً» رواه مسلم1/11، وانظر: إحياء علوم الدين1/96.

 

[3] قال الله تعالى: ﴿ ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً ﴾ [الإسراء:36].

 

[4] فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « إنَّ المُقْسِطِين على مَنابرَ من نُورٍ عن يمينِ الرَّحمن عزَّ وجلَّ، وكِلتَا يديه يمينٌ، الذين يَعدِلُون في حكمِهم وأهليهم ومَا وَلُوا»، أخرجه مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما 3/1458 برقم 1827.

 

[5] فقد قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ﴿ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ﴾ [آل عمران:159]، وقال له أيضاً: ﴿ واخفض جناحك للمؤمنين ﴾ [الشعراء:215]؛ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم::« إنَّ اللهَ أوحى إليَّ أن تَواضَعُوا حتى لا يفخَرَ أحدٌ على أحدٍ، ولا يَبغي أحدٌ على أحدٍ»، رواه مسلم 4/2198برقم2865.

 

[6] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:« الدِّينُ النَّصيحة»، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال:« لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»، أخرجه مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه 1/74 برقم 55 .

 

[7] قال الإمام الغزالي في صدد الحديث عن واجبات المعلم:« أن يزجر المتعلمَ عن سُوء الأخلاق بطريق التَّعرِيض ما أمكن ولا يُصرِّح، وبطريق الرَّحمة لا بطريق التوبيخ، فإنَّ التَّصرِيح يهتك حجابَ الهَيبة، ويُورِثُ الجُرْأَة على الهُجوم بالخلاف، ويهيِّجُ الحِرصَ على الإصرار»، إحياء علوم الدين1/95.

 

[8] انظر: تذكرة السامع لابن جماعة ص65.

 

[9] وكم من علاقة محبَّة ومودَّة قامت بيننا وبين من نحب من أساتذتنا لحسنِ تعاملِهم ودَماثة أخلاقهم، واستمرت حتى بعد سني التحصيل لتصبح صداقةً ومودةً، نسأل الله تعالى دوامها.

 

أما بعض المعلِّمين ممن لم يمتلكوا القدرةَ على بناء تلك العلائقِ الإيجابية، فإنهم نُسُوا بمجرد انتهاء العام الدراسيِّ، وإن ذُكروا فإنَّما يُتَنَدَّرُ ببعض فعالِهم وتصرفاتِهم.

 

[10] فقد كان صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية ويكافئ عليها، وقال صلى الله عليه وسلم :« تهادوا تحابوا» أخرجه الطبراني في الأوسط 7/190 برقم 7240؛ وانظر كشف الخفاء 1/381؛ وكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يقبل الهدية ويثيب عليها كما في صحيح البخاري عن عائشة رضي الله عنها 2/913برقم2445.

 

[11] انظر: تذكرة السامع لابن جماعة ص19، وقد قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه:« كانت الهدية في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية واليوم رشوة»، صحيح البخاري 2/916.

 

[12] وعند ذلك تصبح الهدية ضرباً من ضروب الرشوة المحرمة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:« لعنة الله على الراشي والمرتشي ». عن عبد الله بن عمرو وأبي هريرة، أخرجه أبو داود 3/300؛ والترمذي 3/622 وقال: حديث حسن صحيح؛ وابن ماجه2/775؛ والحاكم 4/115 برقم 7066.

 

رابط الموضوع: http://www.alukah.net/social/0/85641/#ixzz4vGjRmia4

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات