وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون

راكان المغربي

2022-02-25 - 1443/07/24 2022-10-06 - 1444/03/10
عناصر الخطبة
1/توقف الإمام مالك عن الفتوى فيما لا يعلم 2/خطورة الجرأة على الإفتاء في الدين 3/حذر الصحابة والتابعين من الفتوى 4/وجوب الاحتياط للدين وأخذ الفتوى من الثقات الربانيين.

اقتباس

فتجدُ المسألةَ تُطْرَحُ فِي بعضِ المجالسِ أوْ بعضِ الصُّحُفِ أوْ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ فيتكلمُ الناسُ، هذَا يُحَلِّلُ وهَذَا يُحَرِّمُ، وهذَا يُناقِشُ، وإذَا سألتَ أحدَهُمْ عنِ الدليلِ مِنَ القرآنِ أوْ مِنْ ثابتِ السُّنَّةِ؛ فلنْ تسمعَ إلَّا همسًا.. وإذَا سألتَهُ عنْ شروطِ الصلاةِ وأركانِهَا فلنْ يستطيعَ إجابتكَ.

الخطبةُ الأولَى:

 

يقدمُ منْ بلادٍ بعيدةٍ.. فيقطعُ المسافاتِ الطويلةَ طالبًا عالِمَ زمانِهِ، وإمامَ المسلمينَ فِي وقتِهِ بعدَ مَا جمَعَ منْ أهلِ بلدِهِ أربعينَ مسألةً؛ ليسألَ ذلكَ العالِمَ عنهَا.

 

يقدمُ ذلكَ السائلُ فيدخلُ علَى إمامِ دارِ الهجرةِ مالكِ بنِ أنسٍ؛ ذلكَ العالِمُ الَّذِي عَمَّتْ شهرتُهُ الآفاقَ، فجمعَ مِنْ العِلْمِ والفقهِ والحديثِ مَا فاقَ بِهِ أقرانَهُ حتَّى ضُرِبَ المَثَلُ المشهورُ: "لاَ يُفْتَى وَمَالِكُ بالمدينَةِ".

 

يسألُ ذلكَ الرجلُ الإمامَ مالكًا عنْ تلكَ المسائلِ؛ فيُجيبُ مالكٌ عنْ أربعةٍ منهَا, وستٌّ وثلاثونَ مسألةً يقولُ فيهَا: لَا أدرِي، لَا أدرِي، لَا أدرِي.

فيقولُ لهُ السائلُ: قدْ جئتكَ منْ بلادٍ بعيدةٍ؛ فماذَا أقولُ للناسِ؟

فيقولُ لهُ: قلْ لهمْ: سألتُ مالكًا، وقالَ: لَا أدرِي.

 

قارنُوا -أيُّهَا المؤمنونَ- بينَ هذَا الفعلَ مِنْ رجلٍ كانَ منْ أعلمِ الناسِ فِي الدُّنيَا، وبينَ مَا يحدثُ فِي كثيرٍ منَ المجالسِ ومواقعِ التواصلِ، منَ القولِ علَى اللهِ والجرأةِ علَى الكلامِ فِي الدِّينِ بغيرِ عِلْمٍ.

 

فتجدُ المسألةَ تُطْرَحُ فِي بعضِ المجالسِ أوْ بعضِ الصُّحُفِ أوْ مواقعِ التواصلِ الاجتماعيِّ فيتكلمُ الناسُ، هذَا يُحَلِّلُ وهَذَا يُحَرِّمُ، وهذَا يُناقِشُ، وإذَا سألتَ أحدَهُمْ عنِ الدليلِ مِنَ القرآنِ أوْ مِنْ ثابتِ السُّنَّةِ؛ فلنْ تسمعَ إلَّا همسًا.. وإذَا سألتَهُ عنْ شروطِ الصلاةِ وأركانِهَا فلنْ يستطيعَ إجابتكَ.

 

عبادَ اللهِ: إنَّ الفتوَى إنَّمَا هيَ توقيعٌ بالنيابةِ عنْ ربِّ العالمينَ، فمنْ أفتَى فهوَ يتكلمُ عنِ اللهِ فِي دينِهِ، فإذَا كانَ الكلامُ عنِ اللهِ بغيرِ عِلْمٍ فمَا أعظمَ إثمَهُ! ومَا أكبرَ جُرْمَهُ!؛ يقولُ اللهُ -تعالى-: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا علَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ)[الأعراف:33].

 

قالَ الإمامُ ابنُ القَيِّمِ: "مَراتبُ المحرماتِ أربعُ مراتبَ، وقدْ بدأَ بأسهلهَا وهوَ الفواحشُ، ثمَّ ثنَّى بمَا هوَ أشدُّ تحريمًا منهُ وهوَ الإثمُ والظلمُ، ثمَّ ثلَّثَ بمَا هوَ أعظمُ تحريمًا منهمَا وهوَ الشركُ باللهِ -سبحانَهُ-، ثُمَّ ربَّعَ بِمَا هوَ أشدُّ تحريمًا منْ ذلكَ كلِّهُ وهوَ القولُ عليهِ بغيرِ عِلْمٍ، وهذَا يَعُمُّ القولَ عليْهِ -سبحانَهُ- بلاَ عِلْمٍ فِي أسمائِهِ وصفاتِهِ وأفعالِهِ وفِي دينِهِ وشرعِهِ".

 

وقالَ -رحمهُ اللهُ-: "وإذَا كانَ مَنصِبُ التوقيعِ عنِ الملوكِ بالمحلِّ الَّذِي لا يُنْكَرُ فضلُهُ ولاَ يُجْهَلُ قَدْرُهُ، وهوَ منْ أعلَى المراتبِ السَّنيَّاتِ، فكيفَ بمنصبِ التوقيعِ عنْ ربِّ الأرضِ والسمواتِ؟ فحقيقٌ بمَنْ أُقِيمَ فِي هذَا المنصبِ أنْ يُعِدَّ لهُ عُدَّتَهُ، وأنْ يتأهَّبَ لَهُ أُهْبَتَهُ وأَنْ يَعْلَمَ قَدْرَ المَقامِ الَّذِي أُقيمَ فيهِ".

 

لقدْ كانَ الصحابةُ -وهمْ مَنْ همْ فِي العِلْمِ والفِقْهِ ومشاهدَةِ الوحيِ والتنزيلِ وصحبةِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كانُوا يتدافعونَ الفتوَى ويخافونَ منهَا؛ لأنهمْ يستشعرونَ أنهُمْ بقولِهِمْ: هذَا حلالٌ، وهذَا حرامٌ؛ فإنَّهُمْ يُوقِّعُونَ عنْ اللهِ ربِّ العالمينَ، ولذلكَ أورَثَهُمْ ذلكَ الشعورُ خشيةً وخوفًا شديدًا مِنْ الفتوَى، يقولُ عبدُ الرحمنِ بنُ أبِي ليلَى: "أدركتُ عشرينَ ومائةً منَ الأنصارِ منْ أصحابِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يُسْأَلُ أحدُهُمْ عنِ المسألةِ فيردَّهَا هذَا إلَى هذَا، وهذَا إلَى هذَا حتَّى ترجعَ إلَى الأولِ".

 

يقولُ عمرُو بنُ ميمونَ: "اخْتَلَفْتُ إلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رضيَ اللهُ عنهُ- فحَدَّثَ بِحَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ رَسُولَ اللَّهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-؛ فَعَلاَهُ كَرْبٌ شَدِيدٌ حتَّى رَأَيْتُ الْعَرَقَ يَحْدِرُ عَنْ جَبْهَتِهِ".

 

فهذَا عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ أحدُ أكابِرِ علماءِ الصحابةِ، وهؤلاءِ مئةٌ وعشرونَ صحابيًّا يتحرَّجُونَ منَ الفتوَى، ويخافُونَ منَ الكلامِ عنِ اللهِ، وعنْ رسولِهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-، واليومَ يتجرأُ أصحابُ البضاعَةِ المزجاةِ منَ العلمِ فِي الكلامِ فِي الدِّينِ، وليسَ عندهُمْ أدْنَى أَدْنَى حَرَجٍ ولاَ استشعارٍ لمقامِ الكلامِ والتوقيعِ عنْ ربِّ العالمينَ.

 

جاءَ رجلٌ إلَى القاسمِ بنِ محمدِ بنِ أبِي بكرٍ فسألَهُ عنْ شيءٍ فقالَ: "لَا أُحسنُهُ. فقالَ السائلُ: إنِّي جئتُ إليكَ لَا أعرفُ غيرَكَ. فقالَ القاسمُ: لَا تنظرُ إلَى طولِ لحيتِي وكثرةِ الناسِ حَوْلِي، واللهِ مَا أُحْسِنُهُ، واللهِ لأنْ يُقْطَعُ لسانِي أحبُّ إليَّ مِنْ أنْ أتكلَّمَ بمَا لَا عِلْمَ لِي".

 

وسُئِلَ الشعبيُّ عنْ شيءٍ فقالَ: "لَا أدرِي"، فقيلَ لهُ: ألَا تستحِي منْ قولكَ "لَا أدرِي" وأنتَ فقيهُ أهلِ العراقِ؟! فقالَ: "لكنَّ الملائكةَ لَمْ تستحِ حينَ قالتْ: (لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا)[البقرة:32].

 

فليسَ مِنَ العيبِ -واللهِ- أنْ تقولَ: لَا أدرِي، وليسَ منَ العيبِ أنْ تردَّ الكلامَ إلَى أهلِ العِلْمِ الَّذِين يعرفونَ الأحكامَ بأدلتِهَا، فيكفونكَ هذِهِ المهمَّةَ الشاقَّةَ الصعبَةَ، ويتحملونهَا همْ فِي رقابِهِمْ.

 

رأَى رجلٌ ربيعةَ بنَ عبدِ الرحمنِ يبكِي فقالَ: مَا يُبكيكَ؟ فقالَ: "اسْتُفْتِيَ مَنْ لا عِلْمَ، وظهرَ فِي الإسلامِ أمرٌ عظيمٌ. لَبَعْضُ مَنْ يُفْتِي هاهُنَا أَحَقُّ بِالسَّجْنِ مِنَ السُّرَّاقِ".

 

يقولُ هذَا الكلامَ وهوَ عاشَ فِي القرنِ الثانِي الهجريِّ؛ فرحمكَ اللهُ أيُّهَا العالِمَ الربانيَّ تَشكُو زمانَكَ! وزماننَا أحقُّ بالشكوَى، فكيفَ لوْ رأيتَ مَا وقَعَ فِي زماننَا منَ التَّصَدُّرِ والتَّقَحُّمِ علَى الفتوَى، والتوقيعِ عنْ ربِّ العالمينَ فِي المجالِسِ والصُّحفِ ومواقعِ التواصلِ وغيرِهَا؟! لوْ رأيتَ ذلكَ لبكيتَ الدمَ بدلَ الدمعِ.

 

إنَّ هذَا الأمرَ -أيُّهَا المؤمنونَ- مُؤْذِنٌ بخطرٍ عظيمٍ؛ فإنَّ الناسَ إذَا اتَّخَذُوا رؤوسًا جهالاً ضلُّوا وأضلُّوا.

 

قالَ حصينٌ الأسديُّ -رحمِهُ اللهُ تعالَى-: "إنَّ أحدَكُمْ ليُفْتِيَ فِي المسألةِ، ولوْ سُئِلَ عنهَا عمرُ بنُ الخطابِ لَجَمَعَ عليهَا أهلَ بدرٍ!!"

 

إنَّ الكلمةَ التِي لَا تُلْقِي لهَا بالاً، قدْ تبلغُ عندَ اللهِ شأوًا بعيدًا؛ فعنْ بلالِ بنِ الحارثِ -رضيَ اللهُ عنهُ- قالَ: قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: "إنَّ أحدَكُمْ ليتَكَلَّمُ بالكلِمةِ منْ رضوانِ اللَّهِ مَا يظنُّ أنْ تبلُغَ مَا بلغتْ فيَكْتبُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- لَهُ بِهَا رِضوانَهُ إلَى يومِ القيامةِ، وإنَّ أحدَكُمْ ليتَكَلَّمُ بالكلِمَةِ منْ سَخَطِ اللَّهِ مَا يَظنُّ أنْ تبلُغَ مَا بلغتْ فيَكْتبُ اللَّهُ -عزَّ وجلَّ- عليهِ بِهَا سَخطَهُ إلَى يومِ يلقاهُ".

 

 قالَ عَلقَمَةُ راوِي الحديث مُعَلِّقًا عليْهِ: فانظُرْ وَيْحَكَ ماذَا تَقولُ، وماذا تَكَلَّمُ بِهِ؛ فرُبَّ كلامٍ قدْ مَنَعَنِي أنْ أتَكَلَّمَ بِهِ مَا سمِعتُ منْ بلالِ بنِ الحارثِ.

 

فاحذرُوا -يَا عبادَ اللهِ- منَ الوقوعِ فِي هذَا المنزلقِ الخطيرِ، فمَا ضلَّ اليهودُ ولاَ ضلَّ النصارَى، ولاَ ضلَّ المشركونَ إلَّا بعدَ أنْ تساهلُوا فِي القولِ علَى اللهِ بغيرِ عِلْمٍ؛ (وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا علَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ علَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)[النحل: 116-117].

 

عبادَ اللهِ: يمرضُ أحدُنَا، أوْ أحدٌ منْ أحبابنَا؛ فيتعرَّضُ إلَى خَطَرٍ علَى جسدِهِ، فتجدُ الإنسانَ يبحثُ عنِ الطبيبِ الحاذقِ، والمستشفَى الجيِّدَةِ، ويستعدُّ أنْ ينفقَ النفقاتِ الكبيرةَ منْ أجلِ أنْ يَتَعَافَى هذَا الجسدُ، وحُقَّ لَهُ ذَلِكَ.

 

لكنْ -يَا أيُّها المؤمنونَ- أليسَ دِينُ اللهِ أَوْلَى بالعافيةِ؟! لماذَا إذَا تَحَيَّرْنَا فِي أجسادِنَا لَا نَرْضَى إلَّا بقولِ طبيبٍ مختصٍّ عالِمٍ بالأمراضِ وعلاجاتِهَا؟! وإذَا تحيَّرْنَا فِي ديننَا نَرْضَى بأنْ نتلقَّفَ قولَ كلِّ قائلٍ لَا نعلمُ عِلْمَهُ منْ جهلِهِ وتَقْوَاهُ مِنْ فُجُورِهِ؟!

 

فكمَا نحتاطُ لدنيانَا -يَا عبادَ اللهِ- فعلينَا أنْ نحتاطَ لديننَا. قالَ محمدُ بنُ سيرينَ: "إنَّ هذَا العِلْمَ دِينٌ فانظُرُوا عمَّنْ تأخُذُوا دينكُمْ". فخُذْ مِنَ الحَلالِ مَا تَيَقَّنْتَ، ودَعْ مَا عَلِمتَ حُرْمَتَهُ، ومَا اشْتَبَهَ عَليكَ فدَعْهُ، ورُدَّهُ إلَى أهلِ العِلمِ العَارِفِينَ بكتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.

 

عبادَ اللهِ: وممَّا يجدُرُ التنبيهُ علَيْهِ أنَّ كلامنَا السَّابِقَ لَا يعنِي أنَّ هذَا الدِّينَ والكلامَ فيهِ لَا يَحِقُّ إلَّا لطبقةٍ منَ الكهنوتِ كمَا فِي الأديانِ المُحرَّفَةِ، ولكنَّنَا نَعْنِي أنْ لَا يتكلمَ أحدٌ فِي الدينِ إلَّا بعِلْمٍ، فمنْ سَلَكَ طريقَ العِلْمِ، وأتقنَ فُنُونَهُ، فَلَهُ أنْ يتكلَّمَ بِمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ.

 

فإذَا تكلمْتَ فِي دِينِ اللهِ فلَا تتكلَّمَ إلَّا بعلمٍ وبصيرةٍ، ولَا تتساهلَنَّ بهذَا الأمرِ؛ فإنَّهُ جِدُّ خطيرٍ؛ (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)[الإسراء: 36].

 

اللَّهُمَّ ارزقنَا العِلْمَ النافعَ والعملَ الصَّالِحَ.

 

اللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا ينفعنَا، وانفعْنَا بِمَا علَّمْتَنَا، وزِدْنَا عِلمًا يَا رَبَّ العالَمِينَ.

المرفقات

وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.pdf

وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات