هل أثمرت فيك العبادة بعد رمضان؟

محمد عدنان الأفيوني

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/ رحيل رمضان وانتهاؤه 2/ أهمية التقوى في حياة المؤمنين 3/ سمات المتقين وأوصافهم 4/ الحث على المداومة على الطاعات بعد رمضان.

اقتباس

التقوى ليست شعارات ولا علامات وليست أقوالاً ولا عبارات إنما هي أخلاق المؤمنين، أخلاق المتقين الذين يريدون أن تتحقق فيهم أوصاف تليق بأن يكونوا عند الله رب العالمين من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. التقوى ليس لحية ولا ثوبًا ولا كلامًا نردده ثم ندعي أننا أهل تقوى، التقوى هي ذلك الخوف من الوقوف أمام الله في يوم الحساب الكبير ليسألنا ربنا -تبارك وتعالى- عن الفتيل والقطمير...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:    

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102]،  (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها الإخوة المؤمنون: منذ يومين رحل شهر رمضان المبارك بعد أن ذاقت فيه أرواحنا حقائق الإيمان وارتوت من بحور العطاء الإلهي وغمرت في سحائب الطهر والعبودية.

رحل شهر رمضان محملاً بالرجاء إلى الله -تبارك وتعالى- أن نكون فيه من المقبولين وأن يكون الله رب العالمين قد قبل منا فيه الطاعات وتجاوز فيه عن السيئات وأن يكون قد رحمنا وغفر لنا وأجاب سألنا وأعتق رقابنا من النار.

 

رحل شهر رمضان المبارك على أمل أن يعود إلينا وقد فرج الله -عز وجل- عن هذا البلد عن هذه الأمة ما ألم بها من عظيم المصاب ذلك أن الخير مأمول عند الله أيها الكرام.

 

نعم رحل رمضان لكن أيها السادة الكرام قبل أن نطوي صحيفة رمضان نقول: عندما فرض الله -تبارك وتعالى- الصيام على المؤمنين ما أراد من ذلك مجرد تجويع العباد ولا حرمانهم مما ألفوه وأحبوه في حياتهم اختبارا لامتثالهم لعبوديتهم لله -تبارك وتعالى-.

 

ما أراد من ذلك تجويع العباد فحسب بل أراد من هذه الطاعة العظيمة المباركة أن تحقق لدى الصائمين ملكة التقوى.

 

خاطبنا ربنا -تبارك وتعالى- فقال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة:183]؛ كتب عليكم الصيام فرض عليكم الصيام من أجل أن تصبحوا  متقين، من أجل أن تتحقق فيكم التقوى ومن أجل أن يتحقق هذا المقصد العظيم أيها الكرام فتح الله أبواب الجنة وغلق أبواب السعير، وصفّد الشياطين، وضاعف الأجر والمثوبة للمتقين، ثم ناداهم مناد الخير يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر من أجل أن تتحقق التقوى في العباد أمرهم ربنا -تبارك وتعالى- أن يمتنعوا عن الحرام تماما كما يمتنعون عن الطعام.

 

لما أمرهم بالصيام أن يمتنعوا عن الطعام أمرهم في ذات الوقت أن يمتنعوا عن الحرام عن كل الحرام عن قول الحرام، وفعل الحرام، ثم حذرهم مما ينقص أجرهم أو يفسد صومهم كالرفث والفسوق وقول الزور والكذب على الله وعلى الناس، حذرهم من الغيبة والنميمة، حذرهم من أن يأكلوا أموال الناس بالباطل، حذرهم من إيذاء الخلق والظلم والبغي والعدوان من أجل أن يصبحوا متقين أيها السادة.

 

ثم يأتي السؤال واضحًا بعد أن مر شهر رمضان المبارك السؤال الذي يطرح نفسه هل صرنا بعد شهر كامل من المتقين هل تحققت فينا التقوى؟

 

سؤال ينبغي أن يطرحه كل واحد منا على نفسه أولا قبل أن يطرحه على الناس هل تحققت فينا التقوى؟ وقد أمرنا أن بالصيام من أجلها، لكن الجواب لن يأتي إلا بعد أن نتكلم عن التقوى عن بيانها عن المعايير والأوصاف التي يتصف بها أهلها حتى نعرض أنفسنا عليها فإن وافقت حمدنا الله وشكرناه، وإن خالفت أو قصرت أو ابتعدت أصلحنا بقدر الوسع والطاقة ما أفسده منا شهوة أو رزيلة أو شيطان، نحاول أن نصحح الخطأ ونتدارك التقصير لأننا نريد أن نصبح متقين.

 

أيها السادة الكرام من أهمية التقوى في حياة المؤمنين ذكرها ربنا -تبارك وتعالى- ثلاثمائة وتسع مرات في هذا القرآن المعجز يذكر التقوى مع ملحقاتها وما ذاك إلا دليل على أهميتها وحرص المولى -تبارك وتعالى- أن تكون في حياة المؤمنين ثم رتب على تحققها في حياتهم الثواب العظيم، خاطبنا فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) [الحجر:45]، وخاطبنا فقال: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ) [القمر:54]، وخاطبنا فقال: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا * جَزَاء مِّن رَّبِّكَ عَطَاء حِسَابًا) [النبأ:31- 36].

 

وعلمنا أن التقوى من لوازم الإيمان لا يكمل إيمان العبد إلا بها، ومن هنا من خلال هذا الفهم الذي استقيناه من كلام الله واستقيناه من كتاب الله، واستقيناه من أوامر الله -تبارك وتعالى- حرصنا أن تتحقق فينا التقوى لتكون زادًا لنا إلى يوم لقاء الله -تبارك وتعالى- لأننا ببساطة أيها الكرام نريد أن نكون من أهل الجنة، لأننا ببساطة نعيش ونتحرك في هذه الحياة والعين على الجنة لذلك إذا كان الثمن للوصول إلى الجنة أن نكون من المتقين فلنبادر.. ولكننا لم نستطيع أن نعرف حقيقة الخلل إلا إذا عرفنا التقوى وأوصاف أهلها.

 

عرفها العلماء فقالوا هي فعل الأوامر واجتناب النواهي وعرفوها باعتبار المكان فقالوا التقوى هي "ألا يجدك مولاك حيث نهاك، وألا يفتقدك حيث أمرك"، وعرفوها باعتبار السلوك الذي يرافق أهلها كما ورد عن سيدنا عمر -رضي الله عنه وأرضاه- وهو يسأل سيدنا أبي بن كعب حافظ القرآن -رضي الله عنه وأرضاه- يسأله أمير المؤمنين يا أُبي ما التقوى؟ فيجب أُبي: يا أمير المؤمنين! أمشيت يوم في أرض ذات شوك؟ قال: نعم، فقال فماذا فعلت؟ قال: شمرت وحذرت، فقال هي التقوى يا أمير المؤمنين، هي التقوى يا أمير المؤمنين.

 

وأنا لا أعجب من جواب سيدنا أبي بقدر ما أعجب من سؤال سيدنا عمر عن التقوى وما ذاك إلا دليل على أهميتها.

 

عمر العظيم أيها السادة كان مهتمًا بالإيمان، إنسانًا يريد وجه الله يريد أن يصل إلى دار الفوز، وأن ينعم بالنعيم بجنب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لذلك كان يتحرى عن التقوى لا يمنعه ذلك من أن يسأل، وأن يتفهم حتى يتحقق بأوصافها وأوصاف أهلها.

 

نحن أحرى أيها السادة نحن أحرى من سيدنا عمر أن نعرف حقائق التقوى لأن عمر هو عمر، ولأننا أهل تقصير، إن كنا نريد أن نكون هناك في الجنة أن نكون من أهل التقوى عرفها سيدنا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه- قال: "التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والرضا بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل".

 

وفهمنا أن نتيجة التقوى هي فعل الطاعات والتمسك بمكارم الأخلاق، واجتناب النواهي والسيئات، وترك رذائل الأخلاق، لذلك عندما تنظر في أوصاف المتقين تجدهم أولئك الذين يقيمون الصلاة ويحافظون عليها، ويرغبون في معرفة ميزانهم عند الله من خلال إقبال قلوبهم وأدبهم في الوقوف أمام الله.

 

الصلاة ميزان في التقوى أيها السادة؛ لأن أهل التقوى لا يمكن أن يفرطوا في عمود الدين، فإذا رأيت أناسًا يهملون صلاتهم ويتركونها وينسونها ويضيعونها ولا يستحضرون قلوبهم في حقائق وصال مع الله فما أولئك بأوصاف المتقين.

 

المتقون هم الذين يأتون الزكاة، ويدفعون من مال الله الذي بين أيديهم، فإذا رأيت أناسًا يمنعون حق الله وحق الفقير فاعلم بأنهم ليسوا بمؤمنين.

 

إذا رأيت الناس يقبلون على كتاب الله ويذكرون الله فاعلم بأنهم متقون وإذا رأيتهم غير ذلك فاعلم بأنهم غير متقين.

 

أيها المسلمون: باختصار شديد التقوى ليس لحية ولا ثوبًا ولا كلامًا نردده ثم ندعي أننا أهل تقوى، التقوى هي ذلك الخوف من الوقوف أمام الله في يوم الحساب الكبير ليسألنا ربنا -تبارك وتعالى- عن الفتيل والقطمير والقليل والكثير؛ كما قال ربنا -تبارك وتعالى- يخاطبنا فيقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ..) [الحشر: 18].

 

يكرر الأمر في آية واحدة مرتين يكررها لأنها من ضرورات تنبيه المؤمنين والتي جعلتها لازمة في خطبة أعظ بما وعظ الله به: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].

 

وعلمنا أن التقوى سلوك أيها السادة وعلمنا أن المتقي لا يكذب؛ لأن الله -تبارك وتعالى- يقول (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأُوْلئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) [النحل:105].

 

وعلمنا أن التقي لا يأكل الحرام؛ لأن الله -تبارك وتعالى- يقول: (وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) [البقرة:188].

 

وعلمنا أن التقي يعرف ما يخرج من فمه فلا يقول إلا حقًّا ولا ينقل إلا صدقًا ولا يجرح بكلامه شعور الناس، ولا يقدح في أعراضهم، ولا يظن من شأنهم وعلمنا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم سبعين خريفًا".

 

وعلمنا أن التقي لا يؤذي عباد الله لا بالكلام ولا بالفِعال وهو أحرص على أن يقدم لهم الخير من أن يكون أداة في الشر لأن الله -تبارك وتعالى- يقول: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) [الأحزاب:58].

 

علمنا أن المؤمن لا يظلم، وأن المؤمن لا يستحل دماء المسلمين ولا أموالهم ولا أعراضهم؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه"، فلا يمكن أن نقول عن أناس: إنهم في رفقة الإيمان والإسلام والتقوى وهم يستحلون الدماء والأعراض ثم يعلنون أنهم متقون.

 

التقوى أيها السادة ليست شعارات ولا علامات وليست أقوالاً ولا عبارات إنما هي أخلاق المؤمنين أخلاق المتقين الذين يريدون أن تتحقق فيهم أوصاف تليق بأن يكونوا عند الله رب العالمين من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة.

 

أيها السادة الكلام كثير ولكن التقوى تستوجب منا أن نبحث في مضامينها سنبدأ بإذن الله -تبارك وتعالى- سلسلة من البحوث التي توضح هذا المعنى في قلوبنا لا لشيء ولكن لأجل أن نصبح متقين لا لشيء، ولكن من أجل أن نتحقق بأوصافهم فإن وجدنا أن الله قد منَّ علينا بشيء من أوصافهم كما قلت لكم حمدنا الله وشكرناه، وإذا رأينا أن أخلاقنا وأفعالنا وأقوالنا تخالف أقوالهم وتخالف أفعالهم توقفنا حذرين وصححنا الخطأ ودققنا في كل ما يخرج منا، ثم تداركنا التقصير حتى لا نخسر في الدنيا ونخسر في الآخرة.

 

أيها السادة: رمضان الذي ذهب، ذهب ليشهد على كل منا لا نريد أن يشهد علينا إلا بما كنتم تفعلون في رمضان من الخير من إقبال قلوبكم على الله، من حبكم للمساجد من قراءتكم للقرآن.

 

أيها السادة لا تجعلوا الأيام فوارق ولا تجعلوا الأيام تباينات ولكن اجعلوها سلوكا يقربكم إلى الله في كل يوم.

 

تعالوا نحافظ على ما كنتم عليه وعلى ما كنا عليه تعالوا لا نتخلى عن هذا القرآن عن الإيمان عن علاقتنا مع المساجد فتلك هي العناوين التي تميز المتقين عن غيرهم، العاشقين عن غيرهم، أصحاب الآمال في أن يكونوا يوم القيامة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن الغافلين الذين ما عرفوا من الدنيا مع وجودهم فيها إلا أن يأخذوا منها وما هم بآخذين.

 

أيها الإخوة: أذكركم أن المؤمن لا يستريح ولا يشبع من الخير حتى يلقى الله -تبارك وتعالى- يوم القيامة حتى يقول له مولاه: عبدي ادخل إلى الجنة وعندها يستريح المؤمن في دار لا وصب ولا نصب.

 

اللهم وفقنا توفيق الصالحين واجعلنا عندك من المقبولين ولا تحل بيننا وبين قلوبنا فنشقى يا رب العالمين ولا تجعلنا ممن يعبدوك عبادة المواسم..

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله..

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر أشكره تعالى وهو الذي وعد المزيد لمن شكر، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد ما اتصلت عين بنظر وسمعت أذن بخبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله صفيه وخليله خير نبي اصطفاه وهدى ورحمة للعالمين، أرسله اللهم صل وسلم وبارك وأنعم على سيدنا وحبيبنا وشفيعنا وقرة أعيننا محمد كما صليت وسلمت على إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد.

 

وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وارض الله تعالى عن أصحاب الرسول الكريم.

 

أيها الإخوة الكرام أذكركم بصيام ستة أيام من شهر شوال لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صام رمضان ثم أتبعه بصيام ست من شوال كان كمن صام الدهر كله" هي دعوة من الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لمتابعة جدكم وإقبالكم على الله في صيامكم وأيضًا في قيامكم وفي إقبال قلوبكم وفي لزومكم للقرآن وحب الخير وفعل الخير.

 

لكن الصيام صورة تنعكس على بقية عبادتكم وإقبالكم بقلوبكم على الله.

 

أوصيكم أو أذكركم بما لستم ناسين له بصيام ست من شوال، وسارعوا أيها السادة إليها فما نعرف ماذا تطوي الأيام ربما من مرض أو انشغال يفوت لأحدنا أن يخسر هذه الأيام أو جزء منها فيخسر الدهر كله وإنها لعظيمة تلك المثوبة التي يتفضل بها ربي على أهل الامتثال.

 

وارفعوا أكفكم داعين ربكم موقنين بالإجابة في هذه اللحظات المباركة.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات..

 

 

المرفقات

أثمرت فيك العبادة بعد رمضان؟

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات