عناصر الخطبة
1/المسلم أخو المسلم 2/بعض حقوق المسلم على أخيه المسلم 3/بعض صور ظلم المسلم لأخيه المسلم في المال 4/بعض صور ظلم المسلم لأخيه المسلم في العرضاقتباس
أيها المؤمنون: كونوا إخوانا كما جعلكم الله إخوانا، لا يظلم بعضكم بعضا، ولا يحدث أحدكم الآخر حديثا، وهو فيه كاذب، ولا يحقرن أحدكم صغيرا ولا كبيرا، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى فهو عند الله أفضل وأكرم وأولى. لا يظلم بعضكم بعضا لا في المال ولا في العرض ولا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي حرم على عباده الظلم والطغيان، وأوعد الظالمين بالعقوبة والخسران، وجعل دعوة المظلوم مستجابة لإقامة العدل والميزان.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي حرم الظلم على نفسه، فأفعاله وأحكامه دائرة بين العدل والإحسان، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من بني عدنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها المؤمنون: اتقوا الله -تعالى-، وكونوا -عباد الله- إخوانا: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه، ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه".
أيها المؤمنون: كونوا إخوانا كما جعلكم الله إخوانا، لا يظلم بعضكم بعضا، ولا يحدث أحدكم الآخر حديثا، وهو فيه كاذب، ولا يحقرن أحدكم صغيرا ولا كبيرا، ليس لأحد على أحد فضل إلا بالتقوى، فمن كان لله أتقى فهو عند الله أفضل وأكرم وأولى.
لا يظلم بعضكم بعضا لا في المال ولا في العرض ولا في الدم.
ألا وإن من الظلم: أن تأخذ مال أخيك بغير حق.
ومن الظلم: أن تبيع على بيع أخيك المسلم مثل أن تقول لمن اشترى سلعة بثمن: أنا أعطيك مثلها بأقل منه، أو أعطيك أطيب منها بثمنها.
ومن الظلم: أن تسوم على سوم أخيك مثل أن يسوم شخص من إنسان سلعة، فيركن صاحبها إليه، ويرضى بسومه، فتزيد عليه.
وأما بيع المزاد العلني الذي في الأسواق،/ فلا بأس به.
ومن الظلم: أن تستأجر على إجارة أخيك مثل أن يكون في دار أو دكان، وقد رضي صاحبه بالأجرة، فتنغص عليه، وتزيد في الأجرة.
وأما إذا كان صاحب الدار أو الدكان هو الذي يطلب الزيادة، فلا بأس بالزيادة.
ومن الظلم: أن يحل لك طلب على فقير معسر فتجبره على أن يتدين ويوفيك، أو تتحيل على قلب الدين عليه، فإن الله يقول: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ)[البقرة: 280].
أي فيجب انظاره، حتى يوسر الله عليه.
ومن الظلم: أن تقرض إنسانا دراهم ثم تشترط عليه زيادة في وفائها أو تشترط عليه نفعا تنتفع به ما دامت الدراهم في ذمته، مثل أن تقول: أريد أن أقرضك ألفا على أن أسكن بيتك حتى توفيني أو تعمل هذا العمل، حتى قال العلماء -رحمهم الله-: "لو أهدى له المستقرض هدية ما جرت بها العادة فإنه لا يجوز له أن يقبلها إلا أن ينوي المقرض مكافأته عليها أو يسقط ما يقابلها من دينه".
ألا وإن الغيبة والنميمة من الظلم؛ فأما الغيبة، فهي: ذكرك أخاك بما يكره سواء كان فيه ما تقول أو لم يكن.
فمن اغتاب أحدا فعليه: أن يستغفر الله، ويتوب إليه، وأن لا يعود إلى الغيبة، ثم إن كان صاحبه قد علم فعليه أن يستحله، وإن كان لم يعلم فعليه أن يثني عليه بما فيه من الخصال الحميدة في مقابلة غيبته إياه.
وأما النميمة، فهي: أن تنقل كلام الناس من بعضهم في بعض لتفسد بينهم، مثل أن تقول: فلان يقول فيك كذا وكذا، تحرش بينهما، فإن هذا لا يحل ولا يجوز، وهو سبب للعقوبة في الدنيا والعذاب في الآخرة.
وليحذر الإنسان من النمام، فإن من نقل كلام الناس فيك إليك فإنه سينقل كلامك في الناس إليهم: "وقد مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقبرين، فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما أحدهما: فكان لا يستنزه من البول، وأما الآخر: فكان يمشي بالنميمة"(البخاري (215) مسلم (292) الترمذي (70) النسائي (2068) أبو داود (20) ابن ماجة (347) أحمد (1/225) الدارمي (739)).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)[الحجرات: 11 - 12].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ... الخ ...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم