نعمة الأمن والائتلاف، وشؤم الفرقة والاختلاف

الشيخ أ.د عبدالله بن محمد الطيار

2023-09-29 - 1445/03/14 2023-10-05 - 1445/03/20
عناصر الخطبة
1/من لوازم تحقيق التوحيد 2/نعمة الأمن وأسباب تحقيقها 3/وجوب طاعة ولاة الأمور ولزوم الجماعة 4/ما منَّ الله به على المملكة من النعم 5/واجباتنا تجاه الوطن وولاة الأمور

اقتباس

إِنَّ شُكْرَ نِعْمَة الأَمْنِ يَظْهَرُ وَاضِحًا جَلِيًّا فِيمَا يَقُومُ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ حُبٍّ لِهَذَا الْوَطَن، مَقْرُونًا بِالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ وَحِمَايَةِ سَفِينَةِ الْوَطَنِ مِنْ خُرُوقَاتِ الْفَسَادِ وَاعْتِدَاءَاتِ المُفْسِدِينَ، وَاحْتِرَامِ الأَنْظَمَةِ، وَالْحِفَاظِ عَلى مُقَدَّرَاتِ وَمُكْتَسَبَاتِ هَذَا الْبَلَد....

الخُطْبَةُ الأُولَى:

 

الحمدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، وَبِتَوْفِيقِهِ تَتَحَقَّقُ المَقَاصِدُ وَالْغَايَاتُ، أَحْمَدُهُ -سُبْحَانَهُ- في الأُولَى وَالآَخِرَةِ، أَسْكَنَنَا أَطْهَرَ الْبِقَاعِ الْعَامِرَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْنَا نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً، أَطْعَمَنَا بَعْدَ جُوعٍ، وَأَمّنَنَا بَعْدَ خَوْفٍ، وَنَصَرَنَا بَعْدَ حَيْفٍ، جَمَعَ شَمْلَنَا بَعْدَ شَتَاتٍ، وَرَزَقَنَا رَغَدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْفُتَاتِ، وَأَكْرَمَنَا بِصَلاحِ وُلاةِ الأُمُورِ، فَلَهُ الْحَمْدُ المَوْفُورُ، وَإِلَيْهِ المَرْجِعُ والنُّشُورُ، وَأَشْهَدُ أن لا إِلَهَ إِلّا اللهُ، وحدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ؛ فَإِنَّ في تَقْوَاهُ النَّجَاةَ وَالْفَلاحَ في الدَّارَيْنِ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[البقرة: 281].

 

عِبَادَ اللهِ: إِنَّ تَوْحِيدَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- هُوَ الْغَايَةُ الَّتِي لأَجْلِهَا أَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ، وَإِنَّ مِنْ لَوَازِمِ التَّوْحِيدِ تَحْقِيقَ الأَمْنِ؛ فَقَدْ رَبَطَ اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- بَيْنَ التَّوْحِيدِ وَالأَمْنِ بِقَوْلِهِ: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)؛ أَيْ: بِشِرْكٍ (أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الأنعام: 82].

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: وَلمكَانَةِ الأَمْنِ وَأَهَمِّيَتِهِ دَعَا إِبْرَاهِيمُ -عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ- رَبَّهُ بِقَوْلِهِ: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)[إبراهيم: 35]، وَقَالَ في مَوْضِعٍ آَخَر: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[البقرة: 126]، وقدّمَ الدُّعَاءَ بِالْآَمْنِ عَلَى الرِّزْقِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَهْنَأُ لِلْإِنْسَانِ عَيْشٌ مَعَ الْخَوْفِ، وَلَا يَنْتَفِعُ بِرِزْقٍ مَا دَامَ فَاقِدًا لِلْأَمْنِ.

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ الأَمْنَ نِعْمَةٌ مِنَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ، وَيَصْرِفُهُ عَمَّنْ يَشَاءُ؛ يَتَأَتَّى بِالاسْتِجَابَةِ للهِ -عزَّ وَجَلَّ-، وَلُزُومِ مَنْهَجِهِ، وَالاقْتِدَاءِ بِنَبِيِّهِ، وَطَاعَةِ وُلاةِ الأَمْرِ وَلُزُومِ جَمَاعَةِ المُسْلِمِينَ، وَقَدْ أَدْرَكَ سَلَفُنَا الصَّالِحُ مَعْنَى التَّوْحِيدِ وَالْوَحْدَةِ فَكَانُوا كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، تَحَطَّمَتْ عَلَى تَوْحِيدِهِمْ وَوَحْدَتِهِمْ جَمِيعَ المَكَائِدِ وَالمُؤَامَرَاتِ، مُسْتَجِيبِينَ في ذَلِكَ لأَمْرِ رَبِّهِمْ -جَلَّ وَعَلا- بِقَوْلِهِ: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)[آل عمران: 103]، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-: "عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ؛ فَإِنَّهَا حَبْلُ اللهِ الَّذِي أَمَرَ بِهِ، وَإِنَّ مَا تَكْرَهُونَ في الْجَمَاعَةِ وَالطَّاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ فِي الْفُرْقَةِ".

 

عِبَادَ اللهِ: وَقَدْ تَقَرَّرَ عِنْدَ أَهْلِ السُّنَّةِ أَنَّ الْجَمَاعَةَ حَقٌّ وَصَوَابٌ، وَالْفُرْقَةُ زَيْغٌ وَعَذَابٌ، وَأَنَّ الطَّاعَةَ لِوَلِيِّ الأَمْرِ وَاجِبَةٌ، وَأَنَّ الْخُرُوجَ عَلَيْهِ مُحَرَّمٌ، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ، ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ، ولزومُ جماعتِهم"(أخرجه ابن ماجه وصححه الألباني)، وَقَدْ عُلِمَ بِالضَّرُورَةِ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ أَنَّهُ لا دِينَ إِلا بِجَمَاعَةٍ، وَلا جَمَاعَةَ إِلا بِإِمَامَةٍ، وَلا إِمَامَةَ إِلا بِسَمْعٍ وَطَاعَةٍ، قَالَ -تَعَالَى-: (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)[الأنفال: 46].

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ بِلادَنَا حَمَاهَا اللهُ غُرّةُ جَبِينِ الأَوْطَانِ، وَشَامَةُ جَيْدِ الزَّمَانِ والمَكَانِ، أَحَبُّ الأَوْطَانِ إِلَى قُلُوبِ المُسْلِمِينَ عَامَّةً، وَإِلى قُلُوبِ أَهْلِهَا خَاصَّةً، هِيَ مَهْدُ الإِسْلامِ وَمَأْرِزُ الإِيمَانِ، مَنَّ اللهُ عَلَيْهَا أنْ جَعَلَهَا عَلَى الْجَادَّةِ مِنْ تَوْحِيدِ اللهِ، وَإِخْلاصِ الْعِبَادَةِ لَهُ، وَاجْتِمَاعِ الْكَلَمَةِ وَوَحْدَةِ الصَّفِّ، وَاسْتَخْلَفَ عَلَيْهَا وَلاةَ أَمْرٍ مُوَحِّدِينَ مُصْلِحِينَ، كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ، أَبْدَلَ أهلَهَا من بعد خوفِهِمْ أمنًا، وأخْرَجَ لَهُمْ مِنَ الأَرْضِ خَيْرًا، وَجَعَلَهَا لِبَيْتِهِ الْعَتِيقِ مَوْطِنًا ومَقَرًّا، فَكَانَتْ قِبْلَةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَمَنَارَةً لِلْعِلْمِ وَالدِّينِ.

 

عِبَادَ اللهِ: وَمِنْ نَعَمِ اللهِ عَلَيْنَا فِي هَذِهِ الْبِلادِ المُبَارَكَةِ مَا نَنْعَمُ بِهِ مِنْ أَمْنٍ وَارِفٍ، ضَرَبَ أَطْنَابَهُ في رُبُوعِ الْبِلادِ شَرْقًا وَغَرْبًا، يَقْطَعُ الرَّاكِبُ الْفَيَافِيَ وَالْقِفَار يَأْمَنُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَأَهْلِهِ، لا يَخْشَى إِلا اللهَ، قَدْ أُمِّنَت السُّبُلُ، وانْدَحَرَ الشَّرُّ، لا تَكَادُ تُدِيرُ وَجْهَكَ إِلا وَتَجِدُ دَوْرِيَّةً أَمْنِيَّةً، وَوِحْدَةً مُرُورِيَّةً، تَنْشُرُ الأَمْنَ، وَتُشِيعُ الْعَدْلَ، وَتَرْفَعُ الظُّلْمَ؛ وَلِذَا كَانَتْ نِعْمَةُ الأَمْنِ هِيَ النَّعِيمُ في الدُّنْيَا، قَالَ -تَعَالَى-: (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)[التكاثر: 8]، ذَكَرَ المُفَسِّرُونَ أَنَّ المُرَادَ بِالنَّعِيمِ: الأَمْنُ وَالصِّحَّةُ.

 

أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الأنفال: 63].

 

بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ؛ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:

 

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّنَاءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ- وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ، وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، وَمَا خَصَّكُمْ بِهِ مِنَ الأُلْفَةِ وَاللُّحْمَةِ، وَمَا حَبَاكُمْ بِهِ مِنَ الْعَافِيَةِ في الأَبْدَانِ، وَالأَمْنِ في الأَوْطَانِ، وَاقْدُرُوا نِعْمَةَ الأَمْنِ قَدْرَهَا، وَاحْمَدُوا اللهَ عَلَيْهَا، وَقُومُوا بِحَقِّهَا، وَاحْذَرُوا فَقْدَهَا، وَاسْتَشْعِرُوا فَضْلَهَا، وَاعْلَمُوا أَنَّهَا نِتَاجُ التَّمَسُّكِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَالالْتَفَافِ حَوْلَ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَلُزُومِ الصَّفِّ، وَاحْذَرُوا مِنَ الشِّقَاقِ وَالْخِلَافِ؛ فَإِنَّهُ بَاكُورَة الْإِفْسَادِ وَمَدْعَاة الْفَسَاد، قَالَ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "فإنَّ يَدَ اللهِ مع الجماعةِ، وإنَّ الشَّيْطانَ مع مَنْ فارقَ الجماعةَ يَرْكُضُ"(أخرجه النسائي وصححه الألباني).

 

أَيُّهَا المؤْمِنُونَ: إِنَّ شُكْرَ نِعْمَة الأَمْنِ يَظْهَرُ وَاضِحًا جَلِيًّا فِيمَا يَقُومُ بِهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مِنْ حُبٍّ لِهَذَا الْوَطَن، مَقْرُونًا بِالْبَذْلِ وَالْعَطَاءِ وَحِمَايَةِ سَفِينَةِ الْوَطَنِ مِنْ خُرُوقَاتِ الْفَسَادِ وَاعْتِدَاءَاتِ المُفْسِدِينَ، وَاحْتِرَامِ الأَنْظَمَةِ، وَالْحِفَاظِ عَلى مُقَدَّرَاتِ وَمُكْتَسَبَاتِ هَذَا الْبَلَد، وَالمُسَاهَمَةِ الْفَاعِلَةِ في الْبِنَاءِ وَالنَّمَاءِ، وَالدِّفَاع عَن الْوَطَنْ بِكُلِّ وَسِيلَةٍ مُتَاحَةٍ.

 

عِبَادَ اللهِ: وَمَعَ إِشْرَاقَةِ شَمْسِ كُلّ يَوْمٍ، نَرَى بِأُمِّ أَعْيُنِنَا إِخْوَانًا لَنَا كَانُوا بِالأَمْسِ آَمِنِينَ مُطْمَئِنِّينَ، فَمَا أَنْ دَبَّ النِّزَاعُ وَالْخِلافُ بَيْنَهُمْ، حَتَّى تَحَوَّلَتْ عَنْهُم النِّعْمَةَ، وَحَلَّ الْخَوْفُ وَالْفَقْرُ مَكَانَ الأَمْنِ وَرَغَدَ الْعَيْشِ، وَهَذِهِ نِهَايَةٌ حَتْمِيَّةٌ لِلْخِلافِ وَشَقِّ الصَّفِّ، وَالْخُرُوجِ عَلى وُلاةِ الأَمْرِ، وَإِذَا رُمْتَ مَعْرِفَةَ قَدْرِ هَذا الْوَطَنِ، فَارْمِ بَصَرَكَ إِلى مَا حَوْلَكَ مِنْ أَوْطَانٍ وَدِيَارٍ، وَمَا حَلَّ فِيهَا مِنْ تَشَرُّدٍ وَضَيَاعٍ، وَلَعَلَّ في الرَّبِيعِ الْعَرَبِي خَيْر مِثَالٍ عَلَى ذَلِكَ، قَالَ -تَعَالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)[العنكبوت: 67].

 

اَللَّهُمَّ أمِّنا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحَ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللهم وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا إِلَى مَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وخُذْ بِنَاصِيَتِهِ إِلَى اَلْبِرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ كُنْ لَهُ مُعِينًا وَنَصِيرًا وَمُؤَيِّدًا وَظَهِيرًا اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ عَهْدِهِ وِإِخْوَانَهُ وَأَعْوَانَهُ إِلَى كُلِّ خَيْرٍ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَشَرٍّ، اللَّهُمَّ احْفَظْ رِجَالَ الأَمْنِ، والمُرَابِطِينَ عَلَى الثُّغُورِ، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ مِنْ بينِ أيديهِم ومِنْ خَلْفِهِمْ وعنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَمِنْ فَوْقِهِمْ، وَنَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ يُغْتَالُوا مِنْ تَحْتِهِمْ، اَللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وثَبِّتنَا بِالْقَوْلِ اَلثَّابِتِ فِي اَلْحَيَاةِ اَلدُّنْيَا وَفِي اَلْآخِرَةِ، وَأَعِذْنَا مِنْ مُضِلَّاتٍ اَلْفِتَنِ وَقِنَا شَرِّ كُلَّ ذِي شَرٍّ ظَاهِرٍ أَوْ مُسْتَتِرٍ، اللَّهُمَّ أَدِمْ عَلَى بِلادِ الْحَرَمَيْنِ أَمْنَهَا وَإِيمَانَهَا، وَعِزَّهَا وَرَخَاءَهَا يَا رَبَّ الْعَالمِينَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ هذَا الْجَمْعَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ والمؤْمِنَاتِ، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِهِمْ، وآَمِنْ رَوْعَاتِهِمْ وارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ في الجناتِ واغْفِرْ لَهُمْ ولآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، واجْمَعْنَا وإيَّاهُمْ ووالدِينَا وإِخْوَانَنَا وذُرِّيَّاتِنَا وَأَزْوَاجَنَا وجِيرَانَنَا ومشايخَنَا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا في جَنَّاتِ النَّعِيمِ، رَبَّنَا آتِنَا فِي اَلدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي اَلْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ اَلنَّارِ.

 

(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصافات: 180 - 182].

 

وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّم عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.

 

المرفقات

نعمة الأمن والائتلاف، وشؤم الفرقة والاختلاف.doc

نعمة الأمن والائتلاف، وشؤم الفرقة والاختلاف.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات