نصيحة العمر في فقه الخلق والأمر

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/ منظومة الإسلام في قيام المجتمعات االمستقرة   2/المالك الخالق يستحق وحده حق الأمر 3/معني الخلق والأمر والفرق بينهما   4/بيان التلازم بين الخلق والأمر وأدلته   5/نماذج من المتبعين لأوامر الله 6/نماذج من الرافضين لأوامر الله   7/ثمرات فقه قضية الخلق والأمر

اقتباس

فلا يحق أن يقدم عبد أمرا على أمر الله، ولا ينقض حكماً لله، ولا بديل لأمر الله، ومن لم يحكم بما أنزل الله ضل ضلالا مبيناً، وحاد عن الصراط المستقيم، لقد وجد الكون كله بخلق الله رب العالمين, وتسير حركته ونظامه بأمر الله وتصريفه وقضائه, وعلى النهج الذي سنَّه له, لا ينحرف ولا يتبدل...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله خالق الخلق وصاحب الأمر، الحمد لله مقلب الأيام ومدور الدهر، الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، وأمر ونهى، الحمد لله مسبل النعم، وكاشف النقم، يعفو باقتدار، وينتقم من كل جبار، سبقت رحمته عذابه، وعفوه غضبه، ورضاه سخطه.

 

والصلاة والسلام على نبي الرحمات، المؤيد بالمعجزات، الذي انشق له القمر، وسلم عليه الحجر، وركب البراق، واخترق الآفاق، فجاوز المدى، وصعد إلى السموات العلا، ثم ارتفع إلى سدرة المنتهى، وعلى آله وصحبه الطيبين الأطهار، وعلى من سار على دربه، واهتدي بهديه، وأقام سنته، ونصر شريعته، إلى يوم يبعثون.

 

أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد بن عبد الله، وخير السبل أوسطها، وخير الجنة أعلاها، وخير الرفيق الناصح الأمين، وخير الوصايا تقوى الله، وما قل وكفى خير مما كثر فألهى، وإن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين.

 

عباد الله: إن الإسلام قد وضع منظومة اجتماعية وشرعية في غاية الرقي والدقة، هذه المنظومة بمثابة صمام الأمن والاستقرار والتقدم والرقي في أي مجتمع من المجتمعات، هذه المنظومة تنطلق من نقطة أساسية في تنظيم العلاقات بين أفراد هذا المجتمع، ومفاد هذه المنظومة بأن يعرف كل فرد من أفراده حدوده ومسئولياته وواجباته، كل فرد يعرف ما له وما عليه، فلا يسأل أكثر مما له، ولا يقصر فيما عليه، ولا يتجاوز حدوده ويتدخل فيما لا يعنيه، وعندما تختل هذه المنظومة فيتدخل الفرد فيما لا يعنيه أو يخصه، ويطالب بأكثر من حقه ومما له، ويتكاسل عن أداء ما عليه من واجبات، فعندها تنهار المجتمعات وتعم الفوضى وتخرب البلاد.

 

هذا في شأن العلاقات المتبادلة بين الأفراد، فكيف بعلاقة الأفراد مع الخالق العظيم مدبر الكون ومسيره، وإذا كانت الحاجة لتنظيم العلاقة بين المخلوقين عظيمة، فإن الحاجة لتنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوقين أعظم وأهم وأخطر، ويوم أن يجهل الناس طبيعة هذه العلاقة، ويغيب عنهم فقهها وفهمها فيتجاوزون حدودهم، ويتدخلون فيما اختص الله -عز وجل- به نفسه، وينصبون أنفسهم في مقام الربوبية والألوهية، عندها يكون العذاب السريع والعقاب الأكيد، وسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين، وحديثنا اليوم بمشيئة الله -عز وجل- عن دستور هذه العلاقة، وضمانة تنظيم العلاقة بين الخالق والمخلوقين، حديثنا عن فقه الخلق والأمر الذي لا يستغني عنه أحد على وجه الأرض.

 

عباد الله: لقد تلخصت حقائق الوحي الإلهي في أن الله تعالى خالق كل شيء، وعليها فهو مالك كل شيء، ولما كان وحده المالك والخالق استحق وحده حق الأمر, وأمره ليس أي أمر بحيث يجوز في حقه الخطأ والصواب, بل أمره مبني على تمام العلم وكمال الحكمة, لذلك فكل أمره هداية ورحمة، قال الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54].

 

ولما نزل قول الله تبارك وتعالى: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]، قال عمر بن الخطاب: "من بقي له شيء فليأخذه", لقد حددت هذه الآية الجامعة النافعة الكافية حدود الإنسان التي يجب أن لا يتخطاها ولا يتجاوزها، ولو بدر منه ذلك فقد عرض نفسه للهلاك، في الوقت التي أثبتت الآية للخالق -سبحانه وتعالى- ما يجب له، وحددت للمخلوق ما لا يجب له، وهي بحق دستور هذه العلاقة الهامة والعظيمة بين الخالق والمخلوقين.

 

وكثير من الناس يختلط عليه، ولا يعرف الفارق بين الأمر والخلق، والفرق بين الخلق والأمر بصورة كلية مبسطة: أن الخلق تنشأ عنه المخلوقات والأمر تنشأ عنه المأمورات والشرائع. إذا فكل ما كان جسماً أو جسمانياً مخصوصاً بمقدار معين فهو داخل في عالم الخلق، فعالم الخلق حدث بتسخيره، وحدوث عالم الأمر حصل بتدبيره.

 

أما عن المعنى اللغوي والشرعي لكل من الخلق والأمر على حدة فهو كما يلي: الخلق: مصدر خلق وله في اللغة معنيان: الأول: التقدير المستقيم، يقال: خلقت الأديم للسقَاء إذا قدَّرته وسويته بالمقياس قبل القطع، الثاني: الإنشاء والاختراع.

 

وأما شرعًا: فهو إيجاد الله للأشياء على تقدير واستواء؛ من غير أصل سابق ولا احتذاء، ويستعمل في إيجاد الشيء من الشيء، أو نقله من حال إلى حال بعد إيجاده الأول؛ كما في قوله تعالى: (يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِن بَعْدِ خَلْقٍ) [الزمر: 6], إذ المراد نقل النطفة في أطوار الخلق المتتابعة، من العلقة, إلى المضغة, إلى العظام, ثم اللحم, كما جاء تفصيله في الآية الكريمة: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون ـ 14], وهذا المعنى صريح في أن الله تعالى له أصل الإيجاد، كما أن له نقل الأطوار في مراتب الأحوال.

 

هذا عن الخلق أما عن الأمر، فللأمر في اللغة معان كثيرة، منها: الأمر بمعنى الشأن وجمعه أمور، والأمر الذي هو مصدر أمرته إذا كلفته أن يفعل شيئًا وجمعه أوامر؛ والتكليف بالشيء يشمل الإتيان والترك، وهو لفظ عام يشمل الاعتقاد والأقوال والأفعال جميعًا، ويقال للإبداع أمرٌ كما في آية: (أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ) وهذا يختص بالله وحده دون غيره، وقد حمل على ذلك قوله تعالى: (وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا) [فصلت: 12]، وقوله تعالى: (قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي) [الإسراء: 85]، وقوله: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [النحل: 40]، ففي هذه الآيات البينات إشارة إلى إبداعه -سبحانه-.

 

والأمر من اختصاص الحق -سبحانه- أيضاً، فلا ينازعه فيه منازع، حيث شمل تحديين إن على مستوى التشريع، وإن على مستوى الروح، والتي هي جوهر إعجاز القرآن: (أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]، أي أن الله -جل وعلا- متفرد بالخلق ومتفرد بالأمر، فهو الخالق المالك لذوات المخلوقات، وله فيها الأمر وهو التشريع والتكوين والتصرف والتدبير، وله الخلق الذي صدرت عنه جميع المخلوقات، وله الأمر المتضمن للشرائع والنبوات، فالخلق يتضمن أحكامه الكونية القدرية، والأمر يتضمن أحكامه الدينية الشرعية ثم أحكام الجزاء في الدار الآخرة.

 

العلاقة بين الخلق والأمر؛ هي علاقة لزوم وترتب، فقضية الأمر فرع من قضية الخلق، أو تقع منها موقع النتيجة من مقدماتها، فإذا سلمت المقدمات؛ وجب التسليم بالنتيجة، وإذا نوزعت المقدمات؛ انتقل ذلك إلى ما يترتب عليها بالإبطال أو الإهمال.

 

وإن ترتب الأمر على الخلق فوق أنه حقيقة شرعية، فهو كذلك حقيقة عقلية مسلَّمة؛ إذ العقل والعادة عند البشر جميعًا قاضيان بأن من يملك فله أن يحكم في ملكه بما شاء، وقد شاع في المثل السائر: "من حكم فيما له فما ظلم" والله -سبحانه وتعالى- بموجب الخلق  والإبداع؛ له وحده حق الملك في الكون كله, وبناء على هذا له حق الأمر والتوجيه، وتحديد الخطوط والمناهج لمن يملكهم، وفرض القيم وسن الشرائع والأحكام التي تنظم حياتهم, وهو مرادنا من الأمر هنا.

 

وكل مالك أو ملك في الدنيا إنما هو مستخلف في ملك الله -عز وجل-, ويده يد أمانة ووكالة، ولولا إقرار المالك الأصلي له ما كان له حق التملك حتى يظن أنه ملك خالص كالرقيق, وقد قرر النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك في قوله: "إخوانكم خَوَلُكم, جعلهم الله قُنْية تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه من طعامه، وليلبسه من لباسه، ولا يكلفه ما يغلبه، فإن كلَّفه ما يغلبه فليعنه" [صححه الألباني في صحيح الجامع (238)].

 

والتقرير القرآني يقرر هذا المبدأ -ترتب الأمر على الخلق والملك- في كثير من الآيات, وقد جمعهما معًا في قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [سورة الأعراف: ـ54] , فالآية الكريمة ذكرت الخلق مرتين، والأمر مرتين، وكل منهما ذُكر أولًا في سياق الإخبار بالحقيقة التكوينية والتصريفية؛ ثم ذُكر ثانيًا لتقرير المبدأ من حيث هو حقيقة تشريعية تكليفية.

 

أما الأول: فتقرير بأن الكون كله موجود بخلق الله رب العالمين, ثم هو يمضي في حركته ونظامه بأمر الله وتصريفه وقضائه, وعلى النهج الذي سنَّه له, لا يملك مخالفة هذا الأمر الإلهي، أما الثاني: فهو تقرير بتفرده تعالى بالخلق والأمر تصريفًا كان أم تشريعًا, وهذا ملحوظ من اللام في قوله تعالى (له) التي تفيد الاختصاص والملك، والمبدأ هنا عام شامل في الخلق والأمر جميعًا, لم يقيد بشيء ما، فهو أعم من خلق الأشياء المذكورة، وأعم من الأمر الذي صدر لهذه الكائنات المذكورة بأن تمضي على نمط معين, وحساب محدد؛ ولذلك أطلق عن الإضافة والتقييد.

 

فتقرر من هذا أن الله تعالى هو الخالق بإطلاق, والمالك لما خلق بإطلاق، والذي يختص بأمرهما فهو الآمر لها على الإطلاق، وما الإنسان في ذلك إلا كهذه الأجرام السابحة المسخرة؛ يخضع لسنن الله وشريعته، لكنه تفرد عنها بالاختيار الذي وهبه الله له، حسبما اقتضته حكمته تعالى في خلق الأشياء والأحياء.

 

ولذلك استفاض حديث القرآن الكريم في تقرير هذا الأمر وشرحه وتفصيله؛ حتى يقطع على أهل الضلالة معاذيرهم، ولئلا تكون للناس على الله حجة بعد الرسل في هذه القضية الخطيرة؛ وما يترتب عليها، فإن من أعظم ما هدف القرآن الكريم إليه هو تحقيق العبودية لله رب العالمين وحده لا شريك له، بل هذا عمدته وأصله ومقصوده، ومن أجل ذلك بين الله في القرآن أسماءه الحسنى، وصفاته العلا، وأفعاله، وأنواع خلقه، وأنواع حمده، والثناء عليه، وأظهر كمال قدرته، وعظمته، وعزته وقدرته، وأنواع صنعه، وتقدم إلى عباده بأمره ونهيه على ألسنة رسله وأنبيائه، فأخبر عن أحوال الكافرين والمكذبين، الذين ردوا أمره، فدمرهم الله بألوان العذاب، فكان ذلك دليلاً على عظمة الرب، وكمال قدرته، وقهره لأعدائه، ونصره لأوليائه، وكان موقع هذا من خلقه موقع التعظيم والإجلال، والتسبيح والتنزيه، وحمده والثناء عليه بما يليق بجلاله.

 

ومن أمثلة هذا الإبداع القرآني في هذا الأصل الهام في حياة كل مسلم ما يلي: قول الله تعالى: (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ) [الزمر: 62]، وقال الله تعالى: (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ * ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ) [السجدة: 5 - 7]؛ فهو -سبحانه- المنفرد بالخلق والتدبير، والتصرف والتقدير، ولا شراكة لغيره في شيءٍ منها بوجه من الوجوه، فالكل تحت ملكه، وقهره، تصرفا، وملكا، وإحياءً، وإماتةً، وخلقا، لا ينازعه في ذلك أحد، لذلك ليعلم كل إنسان أن الذي له الخلق هو الذي له الأمر، والذي بيده الخلق هو الذِّي بيده الأمر، ويملك النهي والتشريع، ويملك الحكم: (لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص: 88]، فمن رضي بالله خالقًا، فعليه أن يرضى بالله آمراً، وعليه لابد أن يرضى بدين الله -تعالى- شرعة ومنهاجًا.

 

وأيضا قوله تعالى : (لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [المائدة: 120]، وقد فطر الله الخالق القلوب على الإقرار بأن الملك والخلق لله وحده دون سواه، قال الحق: (قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ* قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ*سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ * قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ) [المؤمنون: 84 - 89].

 

ومن هنا يتبين أن الله تعالى هو الخالق بإطلاق، والمالك لما خلق بإطلاق، والذي يختص بشؤون الخلق والملك هو الآمر لها على الإطلاق، والإنسان مع أمر الله مثله كمثل الأجرام العظيمة السابحة المسخرة، يخضع لسنن الله وشريعت، إلا أنه تفرد عنها بوصف الاختيار الذي وهبه الله له، حسبما اقتضته حكمته تعالى في خلق الأشياء والأحياء.

 

فالله -سبحانه وتعالى- الخالق المبدع رب كل شيء ومليكه، خالق الخلق بميزان الحكمة  وبالقدرة المطلقة، لم يوجد خلقه عبثاً، سبحانه صاحب الخلق والأمر، ومَن لم يأتمر بأمر الله فقد ضل سواء السبيل، والداعون إلى نبذ شرع الله والانقياد لأمره، واهمون جاهلون لا يفقهون، فكل خلل في الكون مرده إلى البعد عن أمر الله، وكل مصلحة للعباد تكمن في طاعة العباد لرب العباد، فهو المحلل والمحرم والمشرع، والمجازي على الإحسان، والمعاقب على المعصية والكفران، فلا يحق أن يقدم عبد أمرا على أمر الله، ولا ينقض حكماً لله، ولا بديل لأمر الله، ومن لم يحكم بما أنزل الله ضل ضلالا مبيناً، وحاد عن الصراط المستقيم.

 

عباد الله: لقد وجد الكون كله بخلق الله رب العالمين, وتسير حركته ونظامه بأمر الله وتصريفه وقضائه, وعلى النهج الذي سنَّه له, لا ينحرف ولا يتبدل، ولو قدر أن فلكاً خالف مداره أو جانب مساره لاحترق وزال، فأي مخلوق لا يملك مخالفة الأمر الإلهي، قال تعالى: (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [الأنبياء: 33] وفي خلق الأرض آيات وعبر، قال -سبحانه-: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [الرعد: 4].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء، لا يفنى ويبيد، ولا يكون إلا ما يريد، والصلاة والسلام على الصادق الأمين، المؤيد بالنور المبين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

 

عباد الله: إن الله -عز وجل- خلق الخلق بقدرته (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 21]، وصنَع الكون بحكمته (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 29]. ودبَّر الأمر بعظمَتِه: (اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) [الرعد: 2] وسيَّر الدنيا بقوَّته: (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس: 40].

 

فالله -سبحانه وتعالى- الخالق المبدع رب كل شيء ومليكه، خالق الخلق بميزان الحكمة وبالقدرة المطلقة، لم يوجد خلقه عبثاً، سبحانه صاحب الخلق والأمر، ومَن لم يأتمر بأمر الله فقد ضل سواء السبيل، والداعون إلى نبذ شرع الله والانقياد لأمره، واهمون جاهلون لا يفقهون، فكل خلل في الكون مرده إلى البعد عن أمر الله، وكل مصلحة للعباد تكمن في طاعة العباد لرب العباد، فهو المحلل والمحرم والمشرع، والمجازي على الإحسان، والمعاقب على المعصية والكفران.

 

فلا يحق أن يقدم عبد أمرا على أمر الله، ولا ينقض حكماً لله، ولا بديل لأمر الله، ومن لم يحكم بما أنزل الله ضل ضلالا مبيناً، وحاد عن الصراط المستقيم، لقد وجد الكون كله بخلق الله رب العالمين, وتسير حركته ونظامه بأمر الله وتصريفه وقضائه, وعلى النهج الذي سنَّه له, لا ينحرف ولا يتبدل، ولو قدر أن فلكاً خالف مداره أو جانب مساره لاحترق وزال، فأي مخلوق لا يملك مخالفة الأمر الإلهي.

 

ثم بعد ذلك تَجِد من يغيِّر شرع الله، ومَن يعاند منهج الله، ومن يعارض أوامر الله، ومن يصُدُّ عن سبيل الله، إنها مأساة! مأساة اليوم وكلِّ يوم يغيَّر فيه مِن شرْع الله, قال الله تعالى: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 54]. فقال الشيوعيون والمادِّيون: ليس له الخلْق أو الأمْر، وقال المشْرِكون والعلمانيون: له الخلق ولنا الأَمْر! أمَّا المؤمنون فقالوا: نعَم، له الخلْق، ولَه الأمر، الشَّرْع خط أحمر، والدِّين أصل الأمر.

 

ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يعلمنا كيف يكون الانقياد والإتباع لأوامر الله وشرعه، وذلك في أمر تحويل القبلة، فقد كان المسْلِمون يتَّجِهون في صلاتهم إلى بيت المقدس ستَّةَ عشر شهرًا أو سبعة عشر شهرًا، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- فقطْ يحدِّث نفْسَه أن تُحَوَّل القبلة إلى مكَّة إلى الكعبة إلى البيت الحرام، إلى المكان الذي بلَغ فيه مَراتع الصِّبا، وعلى أرضه درجَتْ قدَماه، ومِن سمائه استقبل وحي الله، كان النبي يقلِّب وجْهه في السماء؛ تأدُّبًا مع ربِّه، وما أجْملَ أن يتأدَّب المخلوق مع خالقه في طلبَاته وفي رغباته! في حركاته وفي سكناته! في يسره وعسره! في غناه وفقره! في صحته وسقمه! في قوته وضعفه! (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) [البقرة: 144].

 

كان النبي –عليه الصلاة والسلام- يحب ويرْغَب، لكنْ هل يَقترح؟ لا، هل يَطلب؟ لا؛ لأنَّ الدِّين لا يتغيَّر، والشرع لا يتبدَّل، وهو رسول الله وحبيبه وخليلُه، فلا يحبُّ أبدًا أن يَطلب منه تغييرًا في الشَّرع أو تبديلاً في الدِّين، لكنَّه كان يرغب أن يتحوَّل قِبَل الكعبة، مثْلَما كان أيُّوب -عليه السلام- يئِنُّ من المرض، كان المرض يذْبَحه ذبْحًا كلَّ يوم، لكنَّه كان متأدِّبًا مع ربه، لا يقترح عليه حتى مجرد الشِّفاء (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [الأنبياء: 83]، مسَّنِي الضرُّ وأنت يا ربِّ به أعْلم، والعبد عندما يرجع إلى ربه يناديه ويخشاه، فإنَّ الله يَهديه إلى مبتغاه، يلبِّي طلباته ويحقِّق رغباته، هكذا الأنبياء، وكذا سالِكُو دَرْب الأنبياء، الصَّالحون المصْلِحون، الذين يبلِّغون دَعْوة الله، ويحْفَظون الدِّين ويَحملون هَمَّ المسلمين، (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا) [الأحزاب: 39].

 

وفي المقابل كان هناك أقوام اقترحوا تغْيير الدِّين وتبديل الشرع، والتحايل على أوامر الله، فأذاقَهم الله صنُوفَ العذاب في الدنيا، علاوةً على ما يَنتظرهم من عقاب في الآخرة؛ لكي تعْلَموا -يا أمَّة محمد- كيف أنتم من نبيِّكم ومن شرْعة ربِّكم، ومن عظَمة دينكم؟!.

 

من هؤلاء المبدلين والمغيرين والرافضين لأمر الله؛ أصحاب السبت الذين تحايلوا على أمر الله -عز وجل- لهم بترك الصيد يوم السبت في قصة مشهورة معبرة ومليئة بالدروس والفوائد ذكرها المولى في سورة الأعراف (وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ) [الأعراف: 163 - 166].

 

قال المفسرون : كان اليهود لا يَعملون يوم السبت، وإنما يتفَرَّغون فيه لِعَبادة الله، فقد فرَضَ الله عليهم عدم الانْشغال بأمُور الدُّنيا يوم السبت بعد أن طَلبوا منه -سبحانه- أنْ يخصِّص لهم يومًا للراحة والعبادة، لا عمَل فيه سِوَى التقَرُّب إلى الله بأنواع العبادة المختلفة ،وجرت سُنَّة الله في خلْقه، وحان موعِدُ الاختبار والابتلاء، اختبارٌ لِمَدى صبْرهم وإتِّباعهم لشرع الله، وابتلاءٌ يَخرجون بعده أقوى عزمًا، وأشدَّ إرادة، تتربَّى نفوسُهم فيه على ترْك الجشع والطمع، والصمود أمام المغْرِيات، لكنْ هَيْهات هيهات، فهُم اليهود! وأمام الابتلاء المذكور في القصة انقسم أهل القرية لثلاث فرق: فرْقة عاصية، تَصطاد بالحيلة، وفرْقة لا تَعصي الله، وتقف موقفًا إيجابيًّا مما يَحدث، فتَأْمر بالمعروف وتنهى عن المكر، وتحذِّر المخالِفين من غضب الله، وفرقة ثالثة سلبيَّة، لا تَعصي الله، لكنَّها لا تَنهى عن المنكر.

 

ثم كان العذاب الشديد لمن عصى أوامر الله وتحايل عليها، لقد مسَخَهم الله، وحوَّلَهم إلى قردة عقابًا لهم؛ لإمْعانِهم في المعصية، وتحايُلِهم على شرْع الله، وتحديهم لقانون السماء (وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ) [البقرة: 65 - 66]. قال المفسرون: إنَّ الناهين أصْبحوا ذاتَ يوم في مجالسهم، ولم يَخرج من المعْتَدِين أحد، فتعَجَّبوا وذهبوا لِيَنظروا ما الأمر، فوَجدوا المعتدين وقد أصْبحوا قِرَدة، فعرَفَت القِرَدة أنسابَها من الإنْس، ولم تَعرف الإنسُ أنسابَهم من القردة; فجَعَلت القردة تأتي نسيبها من الإنس، فتشمُّ ثيابَه وتبكي، فيقول: ألَم نَنْهكم؟! فتقول برأسها: نعَم. وهذا جزاء الذين يَتحايلون على شرع الله، إنَّهم ملعونُون إلى يوم الدِّين, قال تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا) [النساء: 47].

 

عباد الله إن فقه قضية الخلق والأمر تضبط حياة المسلمين والناس أجمعين، وتضمن استقرارهم وقيام مجتمعاتهم وحركتهم الحضارية، ويوم أن ينسى المسلمون فقه الخلق والأمر، ويرتموا على أعتاب الشرق والغرب من أجل استنساخ تجارب مشوهة ومناهج ناقصة وأفكار فاسدة لا تقيم حضارة ولا تبني نهضة بمعناها الواسع؛ عندها يصيرون في ذيل الأمم ومؤخرة الركب، ينتظرون الفتات الملقى لهم من السادة والأقوياء.

 

إن القوة الحقيقية والتجرد الكامل والحرية التامة، في التوجه للخالق المالك الذي بيده الأمر والنهي، الخبير اللطيف، الذي خلق الخلق وعلم ما يصلحهم وما يفسدهم، ويعلم ما يرفعهم وما يضعهم، وما يقدمهم وما يؤخرهم، لذا فقد توجب على معاشر الدعاة والمصلحين أن يركزوا على توصيل وتأصيل هذا الفقه والفهم لعموم المسلمين في كل مكان، حتى يصبحوا على بصيرة من أهمية وخطورة هذا الفقه، فيقوموا لله رب العالمين مذعنين خاضعين منقادين للعلي الحكيم.

 

اللَّهُمَّ لك الحمد أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن ولك الحمد أنت الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق وقولك حق والجنة حق والنار حق و النبيون حق ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حق والساعة حق.

 

اللَّهُمَّ لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت.

 

اللَّهُمَّ صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللَّهُمَّ بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

 

 

 

المرفقات

العمر في فقه الخلق والأمر

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات