الكتابة
26اقتباس
ترجع معظم مسببات اضطراب الخطبة إلى الإهمال؛ فلو أن كل خطيب أعطى الخطبة حقها من: الإعداد، والتدرب على إلقائها؛ لاستقامت خطبته، وسارت وفق استدامة، يألفها المصلون...
الثانية -مما يجب أن يحذر منه الخطباء-: الكبر والتميز:
لا أفسد للخطبة من كبر خطيبها، مهما أوتي من روعة البيان، وسداد الموقف والرأي، والكبر من أبغض الأخلاق وأكثرها جرما؛ لأثره الضار على صاحبه، وعلى الناس من حوله.
بعض الخطباء فيهم كبر وتعال وإعجاب بالنفس؛ وإن زعموا غير ذلك، لكن بعض الخطباء تصدر منه مؤشرات الكبر، ويمارس الكثير من أفعال الكبير؛ ويحسب أنه متواضعا!، أو على الأقل معتدلا! ويجب على الخطيب -والجميع- أن يظل في حذر دائم؛ فإذا ما رماه الناس بالكبر؛ فليتيقن أن له في التهمة نصيب، وعليه أن يفتش في نفسه عن جذور هذا المرض، لأن مرض الكبر والإعجاب بالنفس يختبئ دوما خلف نصرة الحق، وحسن السمت، بل إن الكبر قد يختبئ خلف مظاهر التواضع وسماتها، فتجد بعضا ممن يتعمد مظاهر التواضع؛ وهو في حقيقة الأمر متعال متكبر.
إن الكبر لا يعالج بنفيه؛ بل تعمد كسر سورته، كما فعل عمر -رضي الله عنه- عندما آنس من نفسه عجبا بالنفس في موسم الحج؛ فقام في الناس قائلا: "لا إله إلا الله العظيم المعطي ما شاء لمن شاء... كنت أرعى أبل الخطاب بهذا الوادي، في مدرعة صوف، وكان فظاً، ويتعبني إذا عملت، ويضربني إذا قصرت، وقد أمسيت ليس بيني وبين الله أحد".
إن الكثير من الإجراءات المتبعة في الخطبة، وأفعال الخطيب قد تكون طقوسا تؤدي إلى الكبر والتعالي، فحجز موقف لسيارة الإمام هو الأقرب للمسجد يبدو منطقيا بمصلحة الخطبة؛ لكنه في الوقت عينه يحمل صفات التميز عن بقية المصلين، ويزداد أثر هذا السلوك ضررا عندما يكون أول من يخرج وطريق سيارته سالك! قد لا يحسن الخطيب إصلاح المكرفون أو تعديل درجة الصوت؛ لكن أن يعتاد أن يقوم المؤذن أو غيره في كل خطبة لتعديل المكرفون، أو يتخذ في محرابه، وعلى كرسي خطبته من فاخر السجاد والأثاث ما لا يوجد في بقة أثاث المسجد.. فهذه كلها من التميز الذي لا يحسن بالخطيب.
هذه الإجراءات بريئة في أصلها؛ لكنها تحولت لطقوس فرضت بينهم وبين الناس حواجز، وأسبغت عليهم تميزا؛ يؤول إلى شيء من الكبر والتعالي على الناس.
كان في العصور المتأخرة شيخ للسجادة؛ مهمته تسوية سجادة إمام الحرم! وبالغ بعض السلاطين في تحلية ثياب الخطيب؛ حتى وشوها بالذهب والفضة، وبالغوا في حجم عمامته؛ حتى بلغت حجما مستنكرا! وبعض الخطباء بالغ في الكثير من هذه المحسنات في: لبسه، وهيئته، وحركته، وتعامله مع الناس تحولت إلى طقوس تحمل الكثير من مظاهر الكبر.
يجب على الخطب أن يتعمد التنازل والتواضع، فلا بأس أن يأتي بدون عباءة فاخرة؛ فهذا لا ينقص من علمه ولا مهابته، والأفضل أن يوقف سيارته مع الناس، أو يـأتي ماشيا؛ بدلا من حجز موقف لسيارته، وليبكر حتى لا يتأخر، ولا بأس أن يصلح مكرفونه بيده، وأن يحتضن أبناء المصلين، وأن يلاعبهم، ولو أساؤوا إلى لباسه وهندامه، لا بأس أن يأتي بثوب قديم، وعباءة مهترئة، خصوصا إن كانت الناس في شدة، وضيق؛ فهذا لا يخالف التزين المأمور به في كل مسجد، ولصلاة الجمعة؛ إن كان قد حقق: النظافة، وطيب الريح، وحسن الهيئة، قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ البذاذةَ من الإيمانِ، إنَّ البذاذَةَ من الإيمانِ".
الثالثة: الفوضى والاضطراب:
بعض الخطباء لا تستديم طباعه وسيرته في الخطبة، في كل جمعة يربك المصلين بشيء، هذا الإرباك يكرهه المصلون؛ فالحضور لصلاة الجمعة، والاستماع لخطبتها أمر يرتب المصلون عليه حياتهم في هذا اليوم، وبقد ما يتطلعوا للإفادة من الخطيب وخطبته، والصلاة وفضلها؛ بقدر ما ينزعجوا من فوضى الخطيب وعدم انضباطه وإهماله، ويمكن أن تصنف مظاهر الفوضى في أداء الخطيب ضمن التقسيمات التالية:
أولا: اضطراب الخطبة:
ترجع معظم مسببات اضطراب الخطبة إلى الإهمال؛ فلو أن كل خطيب أعطى الخطبة حقها من: الإعداد، والتدرب على إلقائها؛ لاستقامت خطبته، وسارت وفق استدامة، يألفها المصلون، في كثير من الأحيان يكون الخطيب غير مستعد للخطبة، فلم يحضّر موضوعا، وإن عنّ بباله موضوع -حتى وإن مناسبا- ففي الغالب لا يعد له عناصر، ولا أركان، ولا أدلة ولا شواهد، ولا صياغة، ولا مدخل وبداية، ولا خاتمة ونهاية، ولا تتلخص في ذهنه أهداف محددة، وخلاصة نافعة.. وبعد كل هذا يعتلي المنبر مرتجلا؛ كأنه قس بن ساعدة الإيادي!.
إن كتب لم يحسن قراءة خطه، وضبط شكله. وإن وضع لخطبته نقاطا نسي معظمها، وإن ذكرها فاته ما يتعلق بكل نقطة، وإلى ماذا تؤول. لا يقيم الأدلة والشواهد. ولا يحسن عرض الحجج والبراهين. لا يقيم الضروري من الإعراب. وفي أحيان كثيرة يخونه الخطاب؛ فيقف كمن تعطل عقله، يلحن لحنا قبيحا في الآيات. يقف حيث لا يجوز الوقف، ويصل ما لا يوصل في اللفظ. جملة مبتورة عن سياقها، نفي في عرض إثبات، إجمال في محل تفصيل، واسترسال في محل إيجاز، وموضوع دخل في أخر، ودليل في غير محله، وفكرة "مطهّا" حتى فقدت طعمها!. يشتد وينفعل في غير محل. ويتلعثم، ويخلط مكونات الجمل. يزداد الوضع سوءً، والطين بلة إذا كان الموضوع لا يحتمل الكلام المرسل، غير المستقصى، أو كان كثير التفريعات، دقيق المعاني. فترى أعين المصلين شاخصة فيه، حائرة؛ تحاول أن تتفهم، أو عقولها سارحة ساهمة؛ لا تبالي بما يقول.
ثانيا: عدم الانضباط:
تارة يتأخر في الصعود للمنبر، وفي أخرى يبكر. أحيانا يطيل خطبته حتى تضجر الناس، وأحيانا يقصرها حتى يستغربوا من مقصده. قد يقرأ بالمعوذتين. وقد يقرأ بطوال السور. قد يلقي بترسل وتأن. وقد يهذ خطبته فلا يكاد المصلون يستبينون كلامه!. قد يحضر وفي كثير من الأحيان يفوض غيره بالخطبة. وكل من فوضه له: دل وهدي وسمت مختلف. فمنهم المرتجل (إلف المنبر) -من اعتاد صعود المنابر، والتحدث في الجموع- ومنهم من لا يحسن الخطبة، وفي الغالب يكون البديل غير مستعدا، غير مدركا لعادات جماعة المسجد وخطيبها؛ فلا يحسن خطبة تناسبهم: لا شكلا، ولا مضمونا.
مثل هذا الاضطراب يضر كثيرا بالمصلين. خصوصا في الدول التي تكون فيها صلاة الجمعة جزء يسيرا من يوم عمل. بل حتى إن كانت إجازة؛ ففي الغالب تمثل صلاة الجمعة وخطبتها موعدا دقيقا؛ يرتبط به إيقاع الحياة قبل الصلاة وبعدها. والاضطراب في هذه الشكليات يفسد على الناس ترتيب أمور حياتهم في يوم الجمعة، الذي يكون يوما خاصا فيه تجتمع الناس والعوائل، وتكثر المناسبات.
إن الدافع على هذه الفوضى وهذا الاضطراب: الاستهانة بالمصلين، وعدم تقديرهم قدرهم، والمبالغة في الثقة بالنفس وقدراتها، والأمن من العقاب والمحاسبة. بل - حتى - مجرد لفت النظر أو التنبيه.
الرابعة: الضعف النسبي:
عندما يكون الخطيب أقل من المصلين علما وقدرة من المصلين في إحدى خصائص الخطبة. فإنه يكون في وضع حرج من حيث قدرته على الإقناع. ذلك أن ضعفه النسبي سيحول دون تحقيق الالتفات الكافي لموضوعه. نظر لكون ما سيأتي به من علم وطرح سيكون في حكم لمحصل المعروف بالضرورة بالنسبة للمصلين. ومن جهة أخرى وهي الأهم: أن ما يعتريه من ضعف وعيوب ستنكشف بشكل جلي للمصلين؛ وسيسهم هذا -حتى وإن أبدى المصلون تسامحا مع الخطيب- في التقليل من أثر الخطبة بل وربما تعطيل الاستفادة منها. أهم القدرات المتعلقة بالخطبة تتمثل في ثلاثة عناصر أساسية -يأتي بسطها في حلقة موضوع الخطبة- تمثل في مجملها أركان الخطبة وهي:
الركن الأول: العلم الشرعي الذي يمثل الأساس سواء في الأدلة والشواهد، أو في الأحكام والفقه.
الركن الثاني: علوم اللغة العربية والتعبير والبلاغة وفقه اللغة. وفنون الألقاء ومهارات الخطابة.
الركن الثالث: العلم المختص بموضوع الخطبة؛ كأن تكون الخطبة متخصصة في عقائد الفرق، أو تحرير قضية فقهية، أو عن قضية متعلقة بعلم النفس، أو علم الاجتماع، أو السياسة والتربية.. وغيرها من العلوم المتخصصة في الشريعة والحياة.
الضعف الذي قدي يعتري الخطيب سببه قصور في هذه الثلاثة الأركان، أو في بعضها. وقد يكون إحدى حالتين:
1- الضعف الدائم:
يكون الخطيب في المطلق أقل من المصلين في الأركان الثلاثة، أو أحد المطلين الأولين، أو كليهما. كأن يكون الخطيب لا حظ له في العلم الشرعي، ويخطب في مجمع في طلبة، أو أساتذة وعلماء. سواء أكانوا متخصصين في العلم الشرعي أو في اللغة العربية. إن هذا الضعف لا يعني عدم قدرة الخطيب على كسب التفات المصلين -الذين يفضلونه علما- لخطبته. قد يستطيع أن يحقق الاستماع المثمر أن اجتهد، أو كانت لديه مهارات تسد القصور الذي لديه. وربما فاق من يخطب فيهم؛ وهم أعلم منه!. قد يكون متحدثا بارعا. أو له معرفة بصياغة المواضيع، ونحتها في إطار بديع قد يعجز عنه المتخصصون. أو لديه قدرة على إبداع مواضيع يعجز عنها المتخصصون، أو يجدوا فيها فائدة حقيقية. لكن المؤكد أنه يواجه تحديا أكبر؛ يتطلب منه جهدا غير عاديا في تحقيق الاستماع المثمر لمن هم أعلم منه مطلقا.
2- الضعف الموضوعي:
حال من الضعف تجعل الخطيب أقل علما ممن يخطب فيهم بناء على طبيعة الموضوع. قد يكون الخطيب عالما مفتيا؛ لكن موضوعه يجعله أقل علما ممن يخطب فيهم. وهنا يأتي دور الركن الثالث في الخطبة: المعرفة المتخصصة تبعا للموضوع. قد يكون موضوع الخطبة متعلق بمجال علمي تخصصي، وينحو فيه الخطيب إلى التوسع في الجوانب العلمية في خطبته. هنا تكثر أخطاء الخطباء بشكل كبير وبدرجة فاحشة. قد يكون الموضوع عن نقاش نظرية فلسفية في التربية أو في علم الاجتماع أو في علم النفس. ويعتم الخطيب في نقده لها على رؤيته وفهمه للتناقض الحاصل بين ما يراه من أدلة متعلقة بالموضوع، وبين أصول هذا العلم. مثلا: قد يتحدث الخطيب عن: نظرية النشوء والارتقاء، أو نظرية التحليل النفسي عند علماء النفس، أو عن تحليل سياسي لمجريات الأحداث. يكون توجهه في خطبته ذو طبيعة نقدية رافضة للمسلمات أو مبادئ هذا الموضوع عند المتخصصين. وقد يكون محقا في النقد النهائي؛ لكنه غير موفق بتاتا في بناء هذا النقد. إن حاله أشبه ما تكون بمن يجد الحل الرياضي النهائي عبر معادلات خاطئة.
حتى على مستوى العلم الشرعي قد يحدث هذا الضعف النسبي؛ كمن يتصدى لنقد مذهب الأشاعرة، في بيئة أشعرية دون أن يكون له حظ علمي تخصصي في المسألة.
إن الكثير من الخطباء يقترفون أخطاء فادحة في تقرير مواضيع أو في نقد أمور علمية تخصصية دون هدى ودليل؛ سواء في المجال الشرعي، أو في المجالات الحياتية التطبيقية في الطب، والسياسة، والفكر، وعلوم الاجتماع، والتربية.
في بعض الأحيان يتوفر العلم الصحيح؛ لكن دون إحاطة حقيقية، ومتانة وفهم عميق. فيبدو أمام من يخطب فيهم كالببغاء التي تردد ما لا تفهم. هذه أسوأ حالات الخطيب على الإطلاق: أن يرى المصلون أنه مجانب للصواب، على الخطيب أن يعرف قدر نفسه.
الخامسة: تجاهل الظرف، وعدم التقدير:
بعض الخطباء كأنما هو كاتب أنزل من الرف، أو شريط مسجل؛ لا علاقة له بالواقع، ما يكابده الناس أو ما هم عليه ويحتاج لتنبيه أو استغلال في تذكيرهم أو تحسين سلوكهم وعبادتهم. دائما في حال انفصال عن المصلين. هذا التجاهل المطلق لأحوال الناس وظروفهم يورث في قلوب الناس بغض الخطيب، وعدم واقعيته.
النفس الإنسانية مجبولة على محبة من يمتدح محاسنها، و يواسيها في ظروفها القاهرة، ومن يخصها بشيء لها ولذاتها. وهذا المحبة تورث في القلب قبولا للمطالبات التالية، وتفهما لما قد يفرضه الإمام مما تأنفه النفس.
إن تجاهل الخطباء لهذا خطا عظيم، وقد يصدر من بعض الخطباء مثل هذا السلوك انطلاقا من كونهم يعتبرون الخطبة للتعليم وليست للوعظ -سيأتي في حلقة: موضوع الخطبة-، ويكتفي بخطب المناسبات في معالجة الظرف والواقع وتقدير الحال -سيأتي في حلقة: معضلة المناسبات-.
تقدير المصلين مفتاح القلوب لتوجيههم ونهيهم عما هم فيه من خطأ أو دفعهم لتمثل ما عليهم من واجب. فاعتبار المروءة والأنفة والكرامة في القبيلة ذات الشكيمة أساس في نهيها عن الأخلاق الدميمة، واعتبار الانتساب لآل البيت أقرب في حثهم على الدفاع عن السنة. وتقدير المتصوفة في محبتهم للنبي -صلى الله عليه وسلم- أقرب في وعظهم وحثهم على ترك ما هم فيه من باطل. بدلا من تجاهل الدافع لهذه البدعة. ومثل هذا يصدق في تقدير ذوي المهن، والتخصصات، والعسكريين. على الخطيب البدء بما يخصهم، أو توظيف امتيازاتهم، وخصائصهم في الدخول إلى قلوبهم بالأمر والنهي. فيختار في أمثلته من الإعجاز الطبي إن كان يخطب في أطباء. ويختار في مواضيعه من شجاعة الفرسان؛ إن كان يخطب في العسكر. يتكئ في خطبته على رقة قلوب رعاة الغنم. يحذر رعاة الإبل من القسوة والغلظة. يذكر الزراع بزراعة الجنة؛ وأنها قيعان غراسها ذكر الله. يختار في موعظته ما ورد في فضل التاجر الصدوق؛ إن كان في سوق.. هذه هي الحكمة.
إن أهم فئة يجب تقديرها في المصلين الشباب قولا واحدا! وللأسف فإن الشباب هم أقل الناس حظا في خطب الجمعة، وأقلهم منها إفادة. وهذا بسوء فعل الخطيب قولا واحد!. -لعل الله ييسر حلقة خاصة: خطبة الشباب-.
الخطيب الذكي الحصيف الداعية الموفق: الذي يقدِر خطبته على قدر الشباب، فيجعل هدفها، وموضوعها، وثمرتها، وسمتها، وأدبها، ووعظها، ونهيها، وأمرها، وجلها، ودقها للشباب!.
اعتبار الظرف أساس الموعظة: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص في كل مناسبة على استغلال الظرف القائم في موضوع خطبته. كمما في خبته البليغة في خسوف الشمس. كلها كانت للترهيب والتحذير من معصية الله. وهذا ديدنه -صلى الله عليه وسلم- في كل شانه وتعليمه لأصحابه وتزكيتهم. فإن رأوا نعيما ذكرهم بنعيم الآخرة. وأن رأى منهم خوفا وقنوطا ذكرهم برحمة الله . وإن رأى فيهم وجلا ويأسا نزلت آيات الله وبشاراته بالفتح والنصر المبين!. والقرآن نزل منجّما على الحوادث والمناسبات؛ فهل يعتبر الخطباء؟!.
على الخطيب أن يحسن توظيف الظرف في توجيه المصلين. فلا يستخدمه في إحداث أثر عكسي؛ بل يحرص أن يكون إيجابيا. فالتقريع والاتكاء على الجانب السلبي من المناسبة والظرف ليس محمودا على المنبر في أغلب الأحيان. بل النفس أقرب إلى التحفيز والمواساة والتأميل منها إلى التيئيس والتخويف.
إن تعمد الخطيب تقدير المصلين، واعتبار فضائلهم، وتوظيف خصائصهم وامتيازاتهم، وتقدير ظرفهم وتوظيفه؛ سيجعلهم يقدرونه، ويقدرون عنايته بهم. وإن تجاهله لكل هذا؛ سيجعلهم يتعاملون معه "كملف صوتي" ؛يتجاهلون سماعه، أو "صفحة كتاب"؛ يشيحون عنها أبصارهم.
وللكلام بقية.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم