ميزة الإسلام على سائر الأديان

خالد بن عبدالله الشايع

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الإيمان
عناصر الخطبة
1/منة الله علينا بالإسلام 2/فروق مهمة بين أحوال المسلمين والكفار في الدنيا والآخرة 3/ذل التبعية والتقليد للغرب 4/فضائل اتباع الرسول - صلى الله عليه وسلم - والتأسي به 5/خطر التشبه بأهل الفسق والمجون 6/اعتزاز المسلم بدينه

اقتباس

بالإسلامِ يعَرف المسلمُ سِرَ وجودهِ، وغايةَ خَلْقهِ، وغيره لا هدف ولا غاية. بالإسلامِ عَرَفَ المسلمُ طريقَ الجنةِ، فعَمِلَ لِدُخولِها، وعَرَفَ طريقَ النارِ؛ فعَمِل لاجتنابِها!. بينما يعيشُ الكافرُ في هذهِ الحياةِ كما تعيش الأنعام تماما، بل رُبما لو سُئل: لماذا خُلقت؟ لقال: حتى آكُل، أو كي أتمتع بشهوات الدنيا. فالكافرُ يغذي بدنهَ، ويُطعِمُ جسدَهُ؛ لِيكونَ حطباً لجهنمَ، ووقوداً للنار: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6]. أخي المسلم: لقد فضلك الله على جميع الخلق، بل عد كثير من...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

أما بعد:

 

 فيا أيها الناس: امتدادا لما تكلمنا عنه في الخطبة الماضية من النهي عن التشبه بالمشركين؛ لما فيه من الذل والتبعية، والأمر بمخالفتهم؛ لما في مخالفتهم من العزة والاستقلالية!.

 

وعندما يتفكر المسلم في حاله، وما منَّ الله عليه من نعمة الإسلام، والتي تحوي نعما عظيمة، يرى أنه من الغباء أن يقلد غيره ممن هو دونه، ويغبطه على مكانته.

 

عباد الله: لقد امتن اللهُ –تعالى- علينا نحنُ المسلمينَ بنعمةِ الإسلامِ، فهي أعظمُ نعمةٍ، وأجلُّ منَّةٍ، قال تعالى: (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ) [الحـج: 78].

 

وقال (وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا) [آل عمران: 103].

 

بالإسلامِ يعَرف المسلمُ سِرَ وجودهِ، وغايةَ خَلْقهِ، وغيره لا هدف ولا غاية.

 

بالإسلامِ عَرَفَ المسلمُ طريقَ الجنةِ، فعَمِلَ لِدُخولِها، وعَرَفَ طريقَ النارِ؛ فعَمِل لاجتنابِها!.

 

بينما يعيشُ الكافرُ في هذهِ الحياةِ كما تعيش الأنعام تماما، بل رُبما لو سُئل: لماذا خُلقت؟ لقال: حتى آكُل، أو كي أتمتع بشهوات الدنيا.

 

فالكافرُ يغذي بدنهَ، ويُطعِمُ جسدَهُ؛ لِيكونَ حطباً لجهنمَ، ووقوداً للنار: (وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ) [التحريم: 6].

 

أخي المسلم: لقد فضلك الله على جميع الخلق، بل عد كثير من أهل العلم منهم ابن تيمية -رحمه الله- أن صالح بني آدم أفضلُ من الملائكة، ولفضلك سخر الله لك كل شيء: (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ) [الجاثية: 13].

 

هل تعلم أنك بمجرد إسلامك وموتك على ذلك، فقد حرم عليك الخلود في النار، فالنار لا يخلد فيها إلا الكافرون؟!.

 

المسلمُ في  الدنيا ما بين سراءَ وضراءَ، فإن أصابتُه سراءُ شَكرَ فكان خيراً له، وإن أصابتُه ضراءُ صَبَر فكان خيراً له، وليس هذا إلا للمؤمن.

 

أما الكافرُ، فإنه إن أصابته سراءُ بَطَرَ، وإن أصابته ضراءُ ضَجِر، وحتى لو صبر فليس له أجرا؛ لأنه كافر بالله، فلا يقبل له عمل حتى يسلم.

 

المسلمُ مأجورٌ في جميعِ تصرُفاتهِ؛ في أكلهِ وشربهِ، وجلوسهِ ومنامهِ، ومعاشرتهِ أهلَه؛ إذا أحسنَ نيتُه.

 

أما الكفارُ، فلا نية لهم فإنهم: (يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ) [محمد: 12].

 

المسلمُ إذا حضرَهُ الموتُ، يُقالُ لهُ: لا تخفْ ولا تحزنْ، فيحبَ لقاءَ اللهِ فيحب اللهُ لقاءَه.

 

أما الكافرُ؛ فإنه إذا عاين ملائكة العذاب؛ فإنه يعاين مكانه من النار، فيكرِهَ لقاءَ اللهِ، فيكرِهَ اللهُ لقاءَه.

 

المسلمُ إذا مات استراحَ من نصبِ الدنيا وآذاها إلى رحمةِ اللهِ -تعالى-.

 

أما الكافرُ؛ إذا مات فإنه يستريحُ منهُ البلادُ والعبادُ والشجرُ والدوابُ.

 

المسلمُ يعبدُ إلهاً واحدا خالقاً، رازقاً رحيماً، كريماً عظيماً.

 

أما  الكفارُ؛ فيَعبُدون الأصنامَ والأوثانَ، والقبورَ والجماداتِ.

 

فالمسلم يعبد الحق، وهم يعبدون الباطل.

 

أيها المسلمون: تأملوا فيمن حولَكم: كم يموتُ في العالمِ من أُناسٍ على غيرِ دينِ الإسلامِ؟ كم ينتحرُ من البشرِ ولماذا ينتحرون؟ كم عددُ المصابينَ بأمراضِ القلقِ والاكتئابِ؟ في إحصائيةٍ  ذَكَرتْ أن في العالمِ 400 أربعمائةِ مليون شخص  مصابون بالاكتئاب، ويزداد عددهم يوميا.

 

هل تعلم أن الاكتئاب أغلبه في الكافرين، وفي الأذكياء منهم؟!

 

لأنهم يعيشون تناقضات بين الحياة الحقة، ومعتقداتهم الباطلة.

 

وقل المكتئبون في المسلمين، ولا تجده إلا فيمن ضعف دينه، وتوكله على ربه، وما ذاك إلا للبعد عن الدين، وضعف الإيمان بالله.

 

فاشكروا الله واحمدوه على نعمة الإسلام، فليس هذا بذكائكم ولا فهمكم، بل هو محض فضل الله ونعمته: (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الحجرات: 17].

 

فمن كان في مثل هذه المنزلة والرفعة؛ فعلاما ينزل إلى الدون، ويقلد ويتشبه بالأسفلين؟ لماذا نبحث عن النقص ونعرض عن الكمال؟

 

اللهم أرنا الحق ...

 

أقول قولي هذا...

 

 

الخطبة الثانية:

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله: إن ذل التبعية ينصب على من ينظر لتخلفه في الجانب الدنيوي، بحيث لا ينظر إلى الكمال الديني الذي وهبه الله، وذلك لأنه لم يطبق تعاليم الدين كما أراد الله؛ فلا تمسك بعزه الذي وهبه الله، ولم يشق له طريقا بنفسه، فلصقت فيه تبعية المغلوب، وانطبق عليه الحديث النبوي الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبرٍ وذراعاً بذراعٍ، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه" قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال: "فمن!؟".

 

وكلما قل دين العبد؛ كلما ازداد تقليدا وتبعيه.

 

والحديث المذكور أورد مورد الزجر والتحذير، لا مجردَ الإخبار والتقرير.

 

معاشر المسلمين: لقد فطر الله الخلق على التقليد والتشبه لمن أعجبوا به، ولكن العجب من المتشبه كيف يتشبه بعدوه؟ كيف يتشبه بمن يسب دينه؟

 

كان أحمد بن حنبل-رحمه الله- إمام أهل السنة: إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال رحمه الله: "لا أقدرُ أن أنظر إلى من افترى على الله، وكذب عليه!"[طبقات الحنابلة (1/12)].

 

عباد الله: لنقرأ سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- لنقتفي آثاره، فهو القدوة الحق؛ كما قال سبحانه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].

 

والأسوة، هو: القدوة.

 

فكلما ازداد حبك لنبيك كلما ازداد اقتداؤك به، واتباعك لسنته.

 

ولنقرأ سيرة أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم أجدادنا وأسلافنا، وهم تاريخ عزنا ومجدنا، فالتشبه بهم دين وعزة وكمال.

 

وهم كما قيل فيهم إذا رأيت الصحابي فكأنك رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم-، فلقد كانوا يحاكون النبي -صلى الله عليه وسلم- في كل شيء حتى في كلامه ومشيته وحركاته، فضلا عن دينه وهديه.

 

أخي: يا من تتشبه بأعدائك: هل تعلم الفرق بين تقليد عدوك وبين اقتدائك بنبيك؟

 

إنك باتباعك لنبيك تسير على الطريق الصحيح، والعكس في تقليد عدوك!.

 

إنك باتباعك لنبيك تعتز بدينك وعلى العكس فأنت تتخلى عن دينك!.

 

إنك باتباعك لنبيك تنال الأجر من الله، وتبلغ الكمال!.

 

وعلى العكس من تقليد عدوك، فأنت تكسب إثما، وتتشبه بالناقصين!.

 

معاشر المؤمنين: إن موضوع التشبه بالكفار موضوع مهم جدا يجب التفطن له، وتحذير أبنائنا من الوقوع فيه، فله مساوئ عظيمة، ولأجل ذلك تكاثرت النصوص الشرعية؛ في التحذير منه.

 

إن التشبه بالكافرين في ظاهره إعراض عن الدين، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم".
 

أيها المؤمنون: ويقاس على ما مضى من النهي عن التشبه بأعداء الدين، النهي عن التشبه بأهل الفسق والمجون، ولو كانوا مسلمين.

 

فالواجب على العبد: أن يعتز بدينه، ولا يتشبه إلا بمن يرضى أن يحشر معه يوم القيامة؛ فمن لوازم التشبه المحبة، ومن أحب قوما حشر معهم.

 

اللهم أبرم لهذه الأمة...

 

اللهم اهد شباب المسلمين...

 

اللهم انصر دينك وكتابك وسنة...

 

اللهم اغفر للمسلمين...

 

 

 

 

المرفقات

الإسلام على سائر الأديان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات