اقتباس
ومن شأن التحكم الجيد في الموضوع الذي تلقيه والتمكن من حجم المعلومات الكثيفة والكبيرة التي بجعبتك أن يزيد من نسبة نجاح عرضك أو محاضرتك وتأكد أن من تخاطبهم لا يلاحظون الارتباك الذي قد...
لما نتحدث عن الإلقاء يمكن ان نقول بأن أي إنسان بإمكانه إلقاء كلمة أو محاضرة أو مداخلة أمام الجمهور، ولكن القيام بذلك بأفضل وأنسب طريقة يختلف من شخص لآخر، وذلك راجع إلى عدة أسباب ولعل أبرزها يرجع للخبرة ومحاولة تطوير الأسلوب من خلال التدرب على المهارات والتقنيات التي تساعد على ذلك؛ فإتقان مواجهة الجمهور أمر مهم خصوصاً لمن تتطلب أعمالهم الإلقاء كالمحاضرين أو السياسيين وحتى الخطباء من الأئمة ورجال الدين وكذا رؤساء المؤسسات والشركات وغيرها من المهن والأدوار.
فمواجهة الجمهور للإلقاء تتطلب ثقة في النفس وابتسامة خاصة أمامه ومحاولة إقناع نفسك بأنك في حوار مع الجمهور يعني أخذ ورد معهم لكي تخفف من الضغط على نفسك، وكذا حاول عدم النظر في عيون المتلقين أو التركيز عليها إلا عند الضرورة أو لما يوجه لك أحدهم سؤال، ويمكن -أيضا- أن تنظر إلى رؤوسهم وتغير من زوايا رؤيتك عبر كل نواحي القاعة لتثبت شخصيتك وحضورك لديهم، ويجب مراعاة أيضاً أن يصل صوتك لجميع المنصتين مع التركيز على رفعه بعض الشيء عند ذكر الأمور التي تستدعي الانتباه أكثر أو عند الشعور ببرودة ونقص الحماس لدى المتلقين.
ولا باس من إضافة نوع من روح الفكاهة والمزح مرة على مرة دون التمادي في ذلك، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن مزج وتقديم المعلومة مع نوع من الضحك أو الفكاهة يزيد من نسبة ترسخها في الذهن هذا دون إغفال حسن استخدام ملامح الوجه ومختلف حركات الأيدي لتتناسق مع الكلام أمر بدوره -أيضا- أن يساعد على إيصال المعلومة للمتلقين أو الجمهور.
ومن شأن التحكم الجيد في الموضوع الذي تلقيه والتمكن من حجم المعلومات الكثيفة والكبيرة التي بجعبتك أن يزيد من نسبة نجاح عرضك أو محاضرتك وتأكد أن من تخاطبهم لا يلاحظون الارتباك الذي قد تشعر به والذي غالباً ما يحصل مع أي إنسان لم يعتد ولم يتدرب على مواجهة الجمهور.
وكل ما ذكرناه من تقنيات ومهارات لتطوير فن الإلقاء من شأنها أن تحسن من حجم مردودك في مواجهة الناس، ولا يكون ذلك للمرة الأولى بل بالتدرب والتعلم والتجربة تدريجياً، ويمكن أن تقيم طريقة إلقائك من خلال إعادة متابعة محاضرتك أو عرضك عبر شريط فيديو مسجل لتتمكن من تعديل وتحسين نقاط ضعفك التي توضحت لديك أكثر.
أما إن تحدثنا عن واحدة من أصعب مواقف الإلقاء في التاريخ البشري فقد كان أحد أطرافها سيدنا موسى -عليه السلام- لما قابل "الديكتاتور" المتسلط فرعون وحاشيته؛ ذلك أن سيدنا موسى كان أمام ملك قوي ويعتبره عدواً له وله فضل عليه لأنه رباه، وسيدنا موسى قتل واحداً من أتباعه، إضافة إلى أن سيدنا موسى يدعو للتوحيد، أما الطرف الآخر فيعتبر نفسه إلهاً ورباً وعلى الرغم من ذلك.
فقد ثبت الله -عز وجل- سيدنا موسى وأعطاه القوة واليقين وشرح صدره ويسر أمره وحلل العقد من لسانه ففقه قوله وواجه الطاغية فرعون بالحكمة والثبات والحق اليقين وألقى عليه رسالته وبكل طلاقة ومرونة وعزة إلى أن انتهت القصة أو الحادثة بنصر سيدنا موسى وقومه وغرق الضال المتكبر فرعون في البحر.
ولذا لا بأس وقبل الصعود للإلقاء أن تتوكل على الله وتدعوه التوفيق وتقرأ بعض الآيات من القرآن الكريم وتدعو بما دعاه سيدنا موسى والموجود في القران الكريم لتكتمل أسباب نجاح إلقائك بإذنه -تعالى-.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم