من يشهد لك إذا رحلت؟

حسان أحمد العماري

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: التربية
عناصر الخطبة
1/ منزلة ذكر الله الحسَن لأوليائه وثنائه عليهم 2/ أهمية ثناء الناس على المؤمن وذكره بالخير 3/ الحرص على نيل شهادة الخيريّة من الناس 4/ التحذير من الحكم على الناس بجنة أو نار

اقتباس

وبقاء الذكر الجميل، واستمرار الثناء الحسن، والصيت الطيب، والحمد الدائم للعبد بعد رحيله عن هذه الدار، نعمةٌ عظيمةٌ يختصُّ الله بها من يشاء من عباده ممن بذلوا الخير والبر، ونشروا الإحسان، ونفعوا الخلق، وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارم الخصال، وجميل الخلال.

 

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي جعل بعد الشدة فرجا، وبعد الضر والضيق سعة ومخرجا، ولم يُخْلِ محنة من منحة، ولا نقمة من نعمة، ولا نكبة ورزية من موهبة وعطية. خلق فقدَّر، ودبّر فيسّر، فكل عبد إلى ما قَدَّره عليه وقضاه صائر.

 

أحمده -سبحانه- على خفيّ لطفه، وسعة عفوه، وجزيل بره المتظاهر؛ أكرم مسؤول، وأعظم مأمول، عالم الغيوب و مفرّج الكروب، ومجيب دعوة المضطر المكروب.

 

  سَهِرَتْ أعينٌ ونامت عُيُـونُ *** في شؤون تكون أو لا تكونُ

  فاطرح الهـمَّ مـا استطعت عن النفــْ *** ــسِ فحمـلانك الهمـوم جنـونُ

  إن ربا كفاك ما كان بالأمـــْ *** ــسِ سيكفيـك فـي غدٍ ما يكونُ

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كثير الخير، دائم السلطان؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صاحب الآيات والبرهان، اللهم صل على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيراً.

 

أمَّا بَعْـد: عبـاد الله: ما أجمل أن يذكر الإنسان بالذكر الحسن، والثناء الجميل عند الله -سبحانه وتعالى-! فيكون هذا الذكر وهذا الثناء سبباً للنجاة يوم القيامة، وطريقاً موصلاً إلى مرضاته، وسبباً لتوفيق الله ومعيته في هذه الدنيا.

 

قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ * وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الكِفْلِ وَكُلٌّ مِّنَ الأَخْيَارِ) [ص:45-48]...

 

وذكر الله -سبحانه وتعالى- زكريا -عليه السلام-، ووصفه وأهله بصفات عظيمة، وأثنى عليهم، فقال: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء:90].

 

وقال -تعالى-: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً) [مريم:41].

 

وأثنى -سبحانه وتعالى- على أهل الإيمان والصدق والإخلاص من النصارى الذين استمعوا إلى الحق الذي جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم- فآمنوا واتبعوا فقال: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) [المائدة:83].

 

إنها ليست شهادة من ملك أو زعيم أو رئيس أو عالم، إنها شهادة من الله، وثناء منه! لأنهم آمنوا بالحق واتبعوه... (فأكرمهم) بالثناء الحسن إلى يوم القيامة.

 

ويوم أن جاء الفقراء من المسلمين إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أن دعا للجهاد في سبيل الله يوم تبوك، يريدون الجهاد لنشر الحق وإعلاء راية الدين وصد المعتدين، لكنهم فقراء ليس لديهم مال ولا راحلة، فردهم -صلى الله عليه وسلم- وقال لا أجد ما أحملكم عليه؛ هل شعروا بالراحة لعدم خروجهم، أو لأن رسول الله عذرهم، فقالوا الحمد لله فقد كفينا شر هذه الحرب وهذه المواجهة مع الروم؟ كلا! لم يقولوا ذلك! بل تولوا يبكون حسرة وندامة؛ لأنهم حرموا من هذا الشرف والأجر والثواب بسبب ضيق الحال، فذكر الله قصتهم وأثنى عليهم فقال: (وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ) [التوبة:92].

 

لقد نالوا الذكر الحسن والأجر والثواب معاً بسبب إخلاصهم وصدقهم مع الله، فقد قال -صلى الله عليه وسلم- عند عودته من غزوة تبوك: "إنَّ أقْواماً خَلْفَنَا بالْمَدِينَةِ مَا سَلَكْنَا شِعْباً وَلا وَادياً، إلا وَهُمْ مَعَنَا؛ حَبَسَهُمُ العُذْرُ" رواه البخاري. وَفي روَايَة: "إلا شَرَكُوكُمْ في الأجْرِ" رواه مسلم.

 

ولقد أثنى الله -سبحانه وتعالى- على رسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، ووصفهم بأطيب الصفات وأجمل الكلام، فقال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) [الفتح:29].

 

أيها المؤمنون عبــاد الله: مَن ذكره الله بخير وأثنى عليه فقد فاز في الدنيا والآخرة، وحصلت له أسباب السعادة، وراحة القلب، وبرد اليقين؛ ومنزلة الذكر الحسن والثناء الجميل عند الله لا ينالها العبد إلا بالإيمان الصادق، والعمل الصالح، والبذل والعطاء، والإخلاص لله -سبحانه-.

 

فجدِّدوا إيمانكم، وأصلحوا أعمالكم، وأخلصوا نياتكم، لتكونوا ممن يذكرهم الله ويثني عليهم من فوق سبع سموات؛ فيحبهم أهل السماء والأرض، ويكتب لهم القبول.

 

وإن من علامات حسن الثناء والذكر الجميل للعبد عند الله وقبول العمل هو ذكر الناس له والثناء عليه.

 

وبقاء الذكر الجميل، واستمرار الثناء الحسن، والصيت الطيب، والحمد الدائم للعبد بعد رحيله عن هذه الدار، نعمةٌ عظيمةٌ يختصُّ الله بها من يشاء من عباده ممن بذلوا الخير والبر، ونشروا الإحسان، ونفعوا الخلق، وجمعوا مع التقوى والصلاح مكارم الخصال، وجميل الخلال.

 

وشهادة الناس لك من حولك وثناؤهم عليك خيراً قد تكون سبباً لدخولك الجنة؛ عن أنس -رضي الله عنه- قال: مُرّ على النبي -صلى الله عليه وسلم- بجنازة، فأُثني عليها خيراً، وتتابعت الألسن بالخير، فقالوا: كان -ما علمنا- يحب الله ورسوله، فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت! وجبت! وجبت!"، ومُر بجنازة فأثني عليها شراً وتتابعت الألسن لها بالشر، فقالوا: بئس المرء كان في دين الله! فقال نبي الله -صلى الله عليه وسلم-: "وجبت! وجبت! وجبت!"، فقال عمر: فدىً لك أبي وأمي! مُرّ بجنازة فأثني عليها خيراً، فقلت: وجبت! وجبت! وجبت!، ومُر على جنازة فأثني عليها شراً، فقلت: وجبت! وجبت! وجبت!. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أثنيتم عليه خيراً وجبت له الجنة، ومن أثنيتم عليه شراً وجبت له النار، الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض، أنتم شهداء الله في الأرض".

 

وفي رواية: "والمؤمنون شهداء الله في الأرض، إن لله ملائكة تنطق على ألسنة بني آدم بما في المرء من الخير والشر" أخرجه البخاري ومسلم، وغيرهما...

 

وعن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض، وهم يموتون موتاً ذريعاً، فجلست إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فمرت جنازة، فأثني خيراً، فقال: عمر: وجبت! فقلت: ما وجبت يا أمير المؤمنين؟ قال: قلت كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أيما مسلم شهد له أربعة بخير أدخله الله الجنة"، قلنا: وثلاثة؟ قال: "وثلاثة"، قلنا: واثنان؟ قال: "واثنان"، ثم لم نسأله في الواحد. أخرجه البخاري وغيره.

 

وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إذا صلوا على جنازة فأثنوا خيراً، يقول الرب: أجزت شهادتهم فيما يعلمون، وأغفر له ما لا يعلمون" صحيح الجامع.

 

وقال -تعالى-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) [البقرة:143]. شهداء على الناس جميعاً! ليست هيئة الأمم ولا مجلس الأمن ولا المنظمات الدولية ولا منظمة العفو ولا منظمات حقوق الإنسان هي من يشهد على خيرية الإنسان والمجتمعات والشعوب والدول؛ بل أنتم من يشهد بذلك. وأنتم من تعتمد شهادته ويكون الرسول -صلى الله عليه وسلم- شهيداً عليكم.

 

من هذه النصوص الصحيحة والصريحة يتبين مدى أهمية ثناء الناس من حولك وذكرهم لك بالخير في حياتك وبعد مماتك، وكذلك خطورة الذكر السيئ للإنسان ممن حوله بسوء أعماله وتصرفاته وسلوكه، وأثر ذلك عليه في الدنيا والآخرة.

 

وعليه؛ فإن المسلم يجب أن يسعى لتكون صفحته ناصعة بأحسن الأعمال، وأجمل الأفعال والأقوال، وأصدق النيات، يبتغي بذلك رب الأرض والسماوات، فهو وحده من يلقى الحب في قلوب العباد، ومن يجري على ألسنتهم الذكر الحسن، والثناء الجميل.

 

فليحذر أولئك الذين فسدت أخلاقهم وساءت أعمالهم من شهادة الناس من حولهم، فستكون لعنة عليهم، وإن لم يسمعوا بها في حياتهم فقلوب العباد تلعنهم.

 

ولْيحذر الظلَمة وأعوان الظلَمة والجبابرة والطغاة من الظلم والقتل وسفك الدماء وهتك الأعراض وترويع الناس والتسلط عليهم، فمهما خاف الناس من الإفصاح بشهادتهم وذكرهم بسوء أعمالهم وقبيح أفعالهم فإنها ستكون نقمة عليهم؛ فالمؤمنون الصالحون المتقون شهداء الله في أرضه.

 

وليحذر الابن العاق، والجار الذي يؤذي الجيران، والموظف المقصر في عمله، والمدير، والوزير، والأمير، والقاضي، الذي يخون في أمانته، ويجور في حكمه.

 

أخلص في عملك لله، وقم بواجبك كما ينبغي، واحذر شهادة الناس لك بالسوء، وثناءهم القبيح على أعمالك، فتحرم رحمة الله وعفوه ومغفرته؛ قال -تعالى-: (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) [يس:12].

 

عبـاد الله: كونوا ممن يشهد لهم ويثنى عليهم بعمارة المساجد، بالصلاة وقراءة القرآن، وممن يشهد لهم بصلة الرحم وحسن الجوار، وممن يشهد لهم بحسن الأخلاق وبذل المعروف وكف الأذى وحب الخير لجميع الناس.

 

وكونوا ممن يشهد لهم الناس بالتزام الحق وكلمة الحق، ممن لا يعرفون النفاق ولا المجاملة على حساب الدين والقيم والوطن ومصالح الناس.

 

احرصوا بحسن أعمالكم على شهادة الصالحين وأهل الخير لكم من حولكم، وسل نفسك: كيف سترحل؟ وماذا سيقول الناس عنك؟ وبماذا سيشهدون لك؟ ماذا قدمت؟ يقول الشاعر:

كم طامع بالثنا من غير بذل يد **** ومشتهٍ حمداً لكن بمجانِ

والناس أكيس من أن يمدحوا رجلاً *** حتى يروا عنده آثار إحسانِ

 

لقد رحل العظماء والصالحون، رجالاً كانوا أو نساءً، فبكت عليهم الدنيا، وتأثر الناس لفقدهم؛ لجميل صنيعهم، وحسن أعمالهم، وتقواهم لربهم؛ ومازالت مآثرهم تذكر إلى اليوم، وهي في ميزان حسناتهم.

 

مات عمر بن عبد العزيز وما مات ذِ‏كره، ولا يموت ذِكرُ الصالحين، لهج المسلمون بالدعاء والثناء عليه، ليس المسلمون فحسب، ها هو ملك الروم ليون الثالث يقول: لو كان رجل يحيي الموتى بعد عيسى لكان عمر، واللهِ! لا أَعجَب من راهبٍ جلس في صَوْمعته وقال إنَّي زاهد، لكنِّي أعجب من عمر يوم أَتَتْه الدنيا حتى أناخت عند قدميه فركلها بقدميه وأعرض عنها واختار ما عند الله.

 

ليس هذا فحسب؛ بل بكى عليه أحد رُهبان النصارى، فقيل له: لِمَ تبك عليه وعمر على غير دينك؟ قال: يرحمه الله! قد كان نوراً في الأرض فأُطفِئ.

 

يقول الشاعر: فَارْفَعْ لِنَفْسِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ذِكْرَهَا *** فَالذِّكْرُ لِلإِنْسَانِ عُمْرٌ ثَانِ

 

فاللهم اجعل لنا لسان صدق في الآخرين، ولا تُخزنا يوم يبعثون، يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ فاستغفروه.

 

 

الخطبة الثانية:

 

عبـاد الله: الناس شهداء الله في أرضه، لكن لا ينبغي أن يحكموا على إنسان بالجنة، ولا على آخر بالنار، ولذلك ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما في صحيح مسلم وغيره؛ أن رجلاً من بني إسرائيل كان عابداً، فكان يأتي إلى رجل آخر من الفساق الفجار فينهاه عن معصيته فيقول له: خلِّ بيني وبين ربي. ولا يستجيب له، فقال هذا الرجل العابد: والله لا يغفر الله لفلان! فقال الله -عز وجل-: مَن ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت له وأحبطت عملك.

 

ولكن؛ أن نشهد بصلاح الأعمال وحسن الأخلاق وجميل الصفات، ونثني الثناء الحسن على هذا الإنسان بصدق وأمانة، فهذا هو المطلوب، ونكل أمر الجنة والنار إلى الله.

 

وعلينا أن نحذر من الشهادة السيئة لنا من الناس حولنا من أهل الدين والاستقامة والصلاح، فهم من تقبل شهادتهم، ولْنحرص على الأعمال الصالحة ولا نحقر منها شيئاً؛ فرب عمل يسير بنية صالحة يكون سبباً لدخول الجنة.

 

وعلى المسلم أن يكسب مودة إخوانه المسلمين وجيرانه من حوله بالقيام بواجبات الأخوة وحقوقها، وبحسن التعامل، ولين الجانب، وبذل المعروف، وتقديم النفع، وإصلاح ذات البين، ونصرة المظلوم، وغيرها من الأعمال.

 

اللهم يا من لا تراه في الدنيا العيون، ولا تُخالِطه الظنون، ولا يصِفه الواصفون! يا من قَدَّر الدهور، ودبَّر الأمور، وعلِم هواجس الصدور! يا من عزَّ فارتفع! وذلّ كلُّ شيء له فخضع، وجهك أكرم الوجوه، وجاهُك أعظم الجاه، وعطيِّتك أعظم العطيِّة، تجيب المضطرَّ، وتكشف الضرَّ، وتغفر الذنب، وتقبل التوب، لا إله إلا أنت، اختم بالصالحات أعمارنا، وحقق آمالنا، وأصلح أعمالنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

والحمد لله رب العالمين...

 

 

 

 

المرفقات

يشهد لك إذا رحلت

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات