عناصر الخطبة
1/من نعم الله المفاضلة بين الأماكن والأزمان 2/بعض فضائل وبركات العشر الأول من ذي الحجة 3/سبب اختصاص عشر ذي الحجة بالفضل 4/بعض ما يستحب فعله في عشر ذي الحجة 5/من الاستطاعة الحصول على تصريح للحج 6/من فضائل الأضحية وبعض أحكامهااقتباس
تمسَّكُوا -رحمكُم اللهُ- بآدَابِ الإسلامِ المُثْلى، وأخلاقِهِ العُليا، وتوبُوا إلى اللهِ عمَّا مضَى مِنْ حياتِكُم، وأحسِنُوا فيمَا بَقِي مِنْ أعمارِكُم، واعلمُوا أنَّ العبادةَ أعظمُ كرامةٍ يُكرِمُ اللهُ بهَا العابِدينَ، ويَرْفَعُ بهَا المتقينَ، فهنيئًا ثمَّ هنيئًا لِـمَنْ عَزمَ على استغلالِ هذهِ العَشْرِ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، الحمد لله الذي يصطفى من الأيام والشهور ما يشاء ويختار، ويختص من الأزمنة ما يريد، رحمةً منه وتذكرةً لأُولِي الأبصارِ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، العزيز الغفار، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، المصطفى المختار، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، ما تعاقب الليل والنهار.
أما بعدُ: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله؛ فاتقوه حق تقاته، وتعرضوا لأسباب رحمته وإحسانه، واغتنموا مواسم فضله ورضوانه، واجتهدوا فيما يقربكم من جنته، ويباعدكم عن ناره.
معاشرَ المسلمينَ: إنَّ مِنْ نِعَمِ اللهِ على عِبادِهِ أنْ فَاضَلَ بينَ الأماكنِ والأزمانِ، وخصَّ منهَا مَا شَاءَ بمَزيدٍ مِنَ الأفضالِ والإحسانِ، وها أنتُم اليوم -يا عبادَ اللهِ- تَستقبلُونَ عشرَ ذي الحجةِ، بمَا فيهَا مِنَ الهِباتِ الإلهيةِ، والأُعطياتِ الربانيةِ، تستنشِقُونَ عَبيرَ نَسَماتِهَا، وَتنعَمُونَ بشَذَا نَفَحَاتِهَا، هيَ أعظمُ الأيامِ عندَ اللهِ فضلًا، وأَعلَاها شَأنًا، وأكثرُهَا أجرًا، هِيَ للمؤمنينَ مَغْنَمٌ لاكتسابِ الخَيراتِ، ورفعِ الدّرجاتِ، وفُرصةٌ لتحصيلِ الحسناتِ والحَطِّ مِنَ السيِّئاتِ، واستدراكِ مَا فاتَ مِنَ الطاعاتِ، وهيَ موسمٌ لإجابةِ الدعواتِ، وإفاضةِ البركاتِ والرَّحماتِ.
أَقسَمَ اللهُ بها، فَقَالَ: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [الْفَجْرِ: 1-2]، وهِيَ الأيامُ المعلُومَاتُ التِي أَخبَرَ اللهُ عنهَا بِقَولِهِ: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ في أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)[الْحَجِّ: 28]؛ فأيامُهَا مِنْ أَنْفَسِ نفحاتِ الزمانِ، ومِنْ أطيبِ مَا يُعْمَرُ بهِ الجِنانُ، والعملُ فيهنَّ مبارَكٌ ومحبَّبٌ إلى الرحمنِ، فليسَ في الأيامِ مَا يُمَاثِلُهَا، وَلَا في أُجُورِ الأَعمَالِ مَا يَعدِلُهَا، فعَنِ ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا مِنْ أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذهِ الأيَّامِ العَشْرِ". قَالوا: يا رَسُولَ اللهِ، ولا الجِهادُ في سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ -صلى الله عليه وسلم-: "ولا الجِهَادُ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرجِع مِن ذَلِكَ بِشَيءٍ"(رواهُ التِّرمِذِيُّ).
أيهَا المؤمنون: لَقَدْ خُصَّتْ هذِهِ الأيامُ بهذِهِ الفَضَائِلِ؛ لاجْتِمَاعِ أُمَّهَاتِ العِبَادَةِ فِيهَا؛ وذلكَ لا يَتَأَتَّى في غَيْرِهَا، ولا يَتَسَنَّى في سِوَاهَا، ومِنْ أَعظمِ الأعمالِ التي يَنبَغِي لِلعَبدِ أَنْ يَحرِصَ عليهَا في هذِهِ العَشرِ: تَجدِيدُ النِّـيَّةِ، وإِخلَاصُ العَمَلِ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى-، مَعَ تَمامِ مُتابَعةِ النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فالأعمالُ لا تُقْبَلُ إلا بهِمَا، قَالَ تَعَالَى في الحَديثِ القُدسِيّ: "أَنَا أَغنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيرِي تَرَكتُهُ وَشِرْكَهُ"(رواهُ مُسلِمٌ)، وَعنْ عائشةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ"(رواهُ مُسلمٌ).
ويُشْرَعُ في هذهِ الأيامِ: المبادَرةُ بالتوبةِ النَّصوحِ، والرجوعِ إلى اللهِ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)[التَّحْرِيمِ: 8]، كَما يجبُ على المسلمِ المحافظةُ على الفرائضِ والواجباتِ؛ مِنْ صلاةٍ وزكاةٍ، وصيامٍ وحجٍّ، فذلكم أفضلُ مَا يَتقرَّبُ بِهِ العبدُ لربِّهِ جَلَّ وعَلَا، قَالَ اللهُ -تعالى- في الحَدِيثِ القُدسِيّ: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افتَرَضتُهُ عَلَيهِ..."(رَوَاهُ البخاريُّ).
ولِذَا كانَ مِنْ أَجَلِّ الأعمالِ الصالحةِ، وأزكاهَا عندَ مَليكِكُم في هذهِ الأيامِ الحجُّ إلى بيتِ اللهِ الحرَامِ، والذي جاءَ الأمرُ بِبلوغِ رِحابِهِ لأدَاءِ رُكنٍ هو خامسُ أركانِ الإسلامِ، قالَ الله -سبحانه-: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)[آلِ عِمْرَانَ: 97].
وها هِيَ قلوبُ الحُجَّاجِ قَدْ أمَّتِ البيتَ العَتيقَ، وبدأَتْ وفودُهم تَصِلُ مِنْ كلِّ فجٍّ عميقٍ؛ تلبيةً لدعوةِ إبراهيمَ عليهِ السلامُ: (وَأَذِّنْ في النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[الْحَجِّ: 27]، ولَقَدْ وعَدَ اللهُ ضيوفَهُ بالخيرِ العظيمِ، والثَّوابِ العَميمِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَجَّ هَذَا البَيْتَ فَلَمْ يَرْفُثْ، وَلَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَمَا وَلَدَتْهُ أُمُّهُ"(مَتَّفَقٌ عليهِ).
واعلمُوا -يا عبادَ اللهِ- أنَّ الحجَّ واجبٌ مرةً واحدةً في العُمُرِ على كلِّ مسلمٍ مُستطِيعٍ، فسارِعُوا إلى أَداءِ هذَا النُّسُكِ العظيمِ، وتداركُوا أَعمارَكُم قبلَ الرحيلِ، فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "تَعَجَّلُوا إِلَى الحَجِّ، -يَعْنِي: الفَرِيضَةَ-، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ" رواهُ أحمدُ.
ومِنَ الاستطاعةِ في هذَا الزمانِ الحصولُ على تصريحِ الحجِّ، الذي اشترطتْهُ الجهاتُ المُختصةُ؛ تحقيقًا للمصالحِ الشرعيةِ، وَقَدْ أكَّدَ البيانُ الصادرُ عنْ هيئةِ كبارِ العلماءِ أنَّ الالتزامَ باستخراجِ تصريحِ الحجِّ يَستندُ إلى مَا تقرِّرُهُ الشريعةُ الإسلاميةُ، مِنَ التيسيرِ على العبادِ في القيامِ بعبادتِهِم وشعائرِهِم، ورفعِ الحرجِ عنهُم، وَقَدْ جاءَتِ الشريعةُ بتحسينِ المصالحِ وتكثيرِهَا، ودَرْءِ المفاسدِ وتقليلِهَا.
أيُّها المسلمونَ: وإنَّ مِمَّا يُشرَعُ في هذهِ الأيامِ صِيَامُ تسعةِ أيامٍ مِنَ العَشرِ، وأفضلُهَا صيامُ يوم عرفةَ؛ فعَنْ أَبِي قَتَادَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"(رواهُ مسلمٌ).
وَمِمَّا يُشرَعُ في هذهِ العَشرِ أيضًا: الإكثارُ مِنَ التَّهلِيلِ وَالتَّسبِيحِ وَالتَّكبِيرِ وَالتَّحمِيدِ؛ فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التَّهْلِيلِ وَالتَّكْبِيرِ وَالتَّحْمِيدِ"(رواهُ أَحمَدُ)، فهذهِ أيامٌ مُبَاركةٌ، وأوقَاتٌ بالخيرِ عَامِرَةٌ، فاقْدرُوهَا حقَّ قَدرِهَا، وعظِّموا شعائرَ اللهِ فيها؛ (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الْحَجِّ: 32].
عبادَ اللهِ: بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، الحمد لله الذي جعَل أيامَ العشرِ مِنْ أفضلِ الأيامِ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الْمَلِكِ القُدُّوسِ السَّلامِ، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، أفضلُ الخلقِ وسيدُ الأنامِ، وَصَلَّى الله وسلم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه البررة الكرام.
أما بعدُ، معاشرَ المسلمينَ: إنَّ مِنْ أعظمِ مَا يَتقرَّبُ به المسلمونَ مِنَ الأعمالِ، في خِتامِ هذهِ الأيامِ: الأُضحِيَةُ في اليومِ العاشرِ مِنْهَا، وينبغي لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُضَحِّيَ ألَّا يَأخُذَ مِن شَعرِهِ وَأَظفَارِهِ شَيئًا، مِن دُخُولِ شَهرِ ذِي الحِجَّةِ إلى أَنْ يُضَحِّيَ، فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ -رضي الله عنها-، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ"(رَوَاهُ مُسلِمٌ).
فتمسَّكُوا -رحمكُم اللهُ- بآدَابِ الإسلامِ المُثْلى، وأخلاقِهِ العُليا، وتوبُوا إلى اللهِ عمَّا مضَى مِنْ حياتِكُم، وأحسِنُوا فيمَا بَقِي مِنْ أعمارِكُم، واعلمُوا أنَّ العبادةَ أعظمُ كرامةٍ يُكرِمُ اللهُ بهَا العابِدينَ، ويَرْفَعُ بهَا المتقينَ، فهنيئًا ثمَّ هنيئًا لِـمَنْ عَزمَ على استغلالِ هذهِ العَشْرِ، واغتَنَمَ أيامَهَا بالاجتهادِ؛ لينالَ الثوابَ والأجرَ، فجِدُّوا واجتهِدُوا، فمَا هيَ إلا أيامٌ قليلةٌ، يَنقَضِي تَعَبُهَا، ويَبقَى عَظِيمُ أَجْرِهَا.
حُجَّاجَ بيتِ اللهِ: هَا أنتُم وصلتُم إلى بيتِ اللهِ الحرامِ، وقدْ سُهِّلتْ لَكُمُ السُّبلُ، فاحمدُوا اللهَ على نِعَمِهِ، واسألُوهُ المزيدَ مِنْ فضلِهِ، واشكرُوهُ على نعمةِ الأمنِ والأمانِ، وعلى ما يَسَّرَ لكُم مِنْ أسبابِ الخيراتِ، وأداءِ العباداتِ، في ظلِّ خدماتٍ وجهودٍ فائقةٍ، وفَّقَ اللهُ لهَا المملكةَ العربيةَ السعوديةَ، التي شرَّفَهَا اللهُ بخدمةِ الحرمينِ الشريفينِ، فوفَّرتْ منظومةً متكاملةً مِنَ الخدماتِ والتسهيلاتِ، وهيَّأتْ كلَّ السُّبُلِ لتيسيرِ وصولِ ضيوفِ الرحمنِ، واستقبالِهم بكلِّ حفاوةٍ وإكرامٍ، ليَنعَمُوا بأداءِ مناسكِهِم، بكلِّ يُسرٍ وسكينةٍ واطمئنانٍ.
وإنَّنَا في هذَا المقامِ لَنلْهَجُ بالدعاءِ لولاةِ أمرِنَا في هذِهِ البلادِ الموفَّقةِ على توجيهاتِهِم ومُتابَعتِهِم الحثيثةِ، وبذلِهم للغالي والنفيسِ في كلِّ مَا مِنْ شأنِهِ خدمةُ ضيوفِ الرحمنِ، فجزاهُم اللهُ عنَّا وعنكُم -حُجَّاجَ بيتِ اللهِ- وعنِ الإسلامِ والمسلمينَ خيرَ الجزاءِ وأجزلَ الثوابِ، وباركَ في مساعِيهِم وجعلَ ذلكَ في ميزانِ حسناتِهم.
عبادَ اللهِ: هذا وصلُّوا وسلِّموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقال جل من قائل عليمًا: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، فاللهم صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على الرسول الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهمَّ عن الخلفاء الأربعة الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهُمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وانصُرْ عبادَكَ الموحِّدينَ، واحم حوزة الدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا رخاء، وسائرَ بلاد المسلمين، يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ يسر على الحجاج حجهم، واجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، وأعدهم إلى بلادهم بعد أداء النسك سالمين غانمين.
اللهمَّ من أرادنا وأراد بلادنا ومقدساتنا وأمننا بسوء فأشغله في نفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرا عليه، يا قوي يا عزيز، اللهُمَّ وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده وأعوانهم لكل ما تحب وترضى، وأجزل لهم الأجر والثواب، على كل ما يبذلونه للحرمين الشريفين وقاصديهما، واجز جميع العاملين في خدمة ضيوف الرحمن خير الجزاء.
اللهمَّ انصر رجال أمننا، وجنودنا على ثغورنا، وكن لهم عونًا ونصيرًا، ومؤيدا وظهيرًا، اللهُمَّ وفق ولاة أمور المسلمين لهداك، واجعل عملهم في رضاك، اللهُمَّ لا تدع لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ولدًا إلا أصلحته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجة من حوائج الدنيا هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها، (رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201].
عبادَ اللهِ: اذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبِّحُوهُ بُكرةً وأصيلًا، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم