من فضائل الأذكار

علي عبد الرحمن الحذيفي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ فضائل الذكر 2/ أقسام الذكر وأفضله 3/ ثواب الذاكرين في الدنيا والآخرة 4/ التعليق على حادثة منى 5/ أقسام الناس في الحُكم على الوقائِع والحوادِث والكوارِث 6/ سوء استغلال حادثة منى من بعض الطوائف.

اقتباس

ومنافعُ الذكر في الدنيا والآخرة وفضائلُه لا تُحصَى إلا بكُلفة، وطُول وقتٍ. والإسلامُ شرعَ الذكرَ للمُسلم في ساعات ليله ونهاره، وفي تقلُّباته، في يقَظته ومنامه، وفي حضَره وسفره. وقد دوَّنها أهلُ العلم في كتب الأذكار. فمن عمِلَ بالأذكار في جميع أحواله؛ فقد مكَّنه الله من سعادة الدارَين، ومن فرَّط في بعض الأذكار فاتَه من الخير بقدر ما فاتَه من الأذكار.

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، الحمد لله نحمدُه ونستعينُه ونستهديه، ونعوذُ بالله من شُرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مُضلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العليُّ الكبير، وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه البشيرُ النذير، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبِه الذين كانوا لدين الله خيرَ نصير.

 

أما بعد: فاتَّقوا الله كما أمَر، وانتهُوا عما عنه زجَر؛ فقد فاز المُتَّقون، وخابَ الغافِلون المُفرِّطون.

 

عباد الله: إن أيامكم هذه أيامٌ فاضِلات، تُضاعَفُ فيها حسناتُ العبادات، وتزدادُ المُضاعفةُ بالإخلاص الذي هو روحُ الطاعات.

 

وهذه الأيام التي تعقُبُ عيد الأضحى من خصائصها وفضائلها: استِحبابُ كثرة ذكر الله –تعالى- ذكرًا مُقيَّدًا، وذكرًا مُطلقًا: فالذكرُ المُقيَّد عقِب كل صلاةٍ مكتوبة، يبدؤُه بعد السلام من فجر يوم عرفة إلى آخر عصر أيام التشريق؛ لما روى ابن أبي شيبة والدارقطني، من حديث جابر - رضي الله عنه -، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلَّى الصبحَ من غداة عرفة يُكبِّر إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق، حين يُسلِّم من المكتوبات".

 

وفي لفظٍ: "كان إذا صلَّى الصبحَ من غداة عرفة أقبلَ على أصحابِه فيقولُ: مكانَكم، ويقول: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد".

 

ومن الذكر المُقيَّد: دعاءُ الاستِفتاح بالصلاة، وهو أنواعٌ مُباركة، ثابتةٌ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ويُستحبُّ أن يستفتِح بهذا مرة، وبهذا مرة؛ لينالَ ثوابَ الاقتِداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولينالَ بركةَ كل استِفتاح، وليُكرِّر أنواعَ دعاء الاستِفتاح حتى يحفظَه للعمل به، وأنواعُه مُدوَّنةٌ في كتب الأذكار.

ومن الأذكار المُقيَّدة بعد التشهُّد الأخير: قولُه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم أعنِّي على ذكرِك وشُكرِك وحُسن عبادتِك" (رواه أبو داود والنسائي من حديث معاذٍ - رضي الله عنه-).

 

وقولُه - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني ظلمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا، ولا يغفِرُ الذنوبَ إلا أنت، فاغفِر لي مغفرةً من عندِك، وارحَمني إنك أنت الغفور الرحيم" (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي بكر - رضي الله عنه -).

 

وأكَّد النبي - صلى الله عليه وسلم - على الدعاء بهذه الأربع بعد التشهُّد: "اللهم إني أعوذُ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال" (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -).

 

والأذكارُ والأدعيةُ بعد التشهُّد الأخير كثيرةٌ مُباركة، قال فيها النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهُّد: "ثم ليتخيَّر من الدعاء أعجبَه".

 

ومن أجمَعها: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201]، و"كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُكثِرُ منها" (رواه البخاري ومسلم من حديث أنسٍ - رضي الله عنه -).

 

وهذا الذكرُ بالدعاء بعد التشهُّد يجبُرُ النقصَ في الصلاة ويُزكِّيها، ويرفعُ المُسلمُ حوائِجَه إلى ربِّه في آخر الفريضة، رجاءَ الإجابة من ربٍّ كريم، بعد توسُّله بطاعةٍ عُظمى.

 

وليحرِص المُسلم على حفظ الدعوات الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهُّد؛ فمن أدامَ الدعاء فاز وأفلَح، وصُرف عنه السوء.

 

والذكرُ بعد الصلاة زيادةٌ في ثوابها، ورِفعةٌ للعبد عند ربِّه؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من سبَّح الله في دُبُر كل صلاةٍ ثلاثًا وثلاثين، وحمِد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين، فتلك تسعةٌ وتسعون، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير؛ غُفرت خطاياه وإن كانت مثلَ زبَد البحر" (رواه مسلم).

 

وعن أبي أُمامة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من قرأَ آيةَ الكرسيِّ دُبُر كل صلاةٍ مكتُوبة، لم يمنَعه من دخول الجنة إلا أن يموت".

وفي روايةٍ: "وقل هو الله أحد" ( رواه الطبراني في "الكبير"، و"الأوسط"، قال المنذري: "صحَّحه ابن حبان").

 

والذكرُ يُستحبُّ ويُشرعُ مُطلقًا في كل وقت، وقد أمرَ الله به كثيرًا فقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الأحزاب: 41، 42].

ووعدَ الله على الذكر الثوابَ العظيم، فقال تعالى: (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 35].

 

وثوابُ الذكر يتفاضلُ بتفاضُل الأوقات؛ قال الله تعالى: (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا) [طه: 130]، وقال تعالى: (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ) [آل عمران: 17]، وقال تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا) [الإنسان: 25].

 

والذكرُ يُنيرُ القلبَ، ويزيدُ الإيمان؛ قال - عز وجل -: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [الأنفال: 2].

وفي الحديث: "مثلُ الذي يذكرُ الله والذي لا يذكرُ الله كمثل الحي والميت".

 

والذكرُ يحفظُ العبدَ من الشياطين؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ورأيتُ رجلاً من أمتي احتوَشَته الشياطين - يعني: أحاطَت به -، فجاءَه ذكرُ الله فطرَدَ عنه الشياطين".

 

والذكرُ يُكفِّر السيئات، ويُضاعِفُ الحسنات؛ لحديث: "من قال حين يُصبِح وحين يُمسِي: سبحان الله وبحمده مائةَ مرة؛ لم يأتِ أحدٌ يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثلَ ما قال أو زادَ عليه" (رواه مسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -).

 

ولحديث: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في يومٍ مائة مرة؛ كانت له عِدلَ عشر رِقابٍ مُعتقَة، وكُتِبَت له مائةُ حسنة، ومُحِيَت عنه مائةُ سيئة، وكانت حِرزًا له من الشيطان يوم هُداه حتى يُمسِي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به، إلا رجلٌ عمِلَ أكثرَ منه" (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة).

 

والذكرُ يجبُرُ النقصَ والتقصيرَ من العبد في حقِّ ربه؛ لحديث: "من قال حين يُمسِي وحين يُصبِح: (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ * يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ) [الروم: 17- 19]؛ أدركَ ما فاتَه في يومِه وليلتِه" (رواه الترمذي من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما-).

 

والذكرُ يُنجِي من الشدائد، ويُنقِذُ من الكُرُبات؛ قال الله تعالى في يُونس - عليه السلام -: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143، 144].

 

وفي الحديث: "لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، لا ملجَأ ولا منجَا من الله إلا إليه؛ تدفعُ سبعين بابًا من البلاء، أدناها الهمّ".

 

ومنافعُ الذكر في الدنيا والآخرة وفضائلُه لا تُحصَى إلا بكُلفة، وطُول وقتٍ. والإسلامُ شرعَ الذكرَ للمُسلم في ساعات ليله ونهاره، وفي تقلُّباته، في يقَظته ومنامه، وفي حضَره وسفره. وقد دوَّنها أهلُ العلم في كتب الأذكار.

فمن عمِلَ بالأذكار في جميع أحواله؛ فقد مكَّنه الله من سعادة الدارَين، ومن فرَّط في بعض الأذكار فاتَه من الخير بقدر ما فاتَه من الأذكار.

 

وعن عبد الله بن بُسر - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله! إن شرائِع الإسلام قد كثُرت، فبابٌ نتمسَّكُ به جامِع. قال: "لا يزالُ لسانُك رطبًا من ذكر الله" (رواه الترمذي).

 

قال الله تعالى: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف: 205].

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعَنا وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيِّد المرسلين وقوله القويم، أقول قولي هذا وأستغفرُ الله لي ولكم وللمسلمين، فاستغفِروه.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله الذي خلقَ فسوَّى، والذي قدَّر فهدَى، أحمدُ ربي وأشكرُه على نعمه التي لا تُحصَى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحُسنى، وأشهد أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه المُجتبَى، اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدِك ورسولِك محمدٍ، وعلى آله وصحبه أُولي العلم والنُّهى.

 

أما بعد: فاتقوا الله حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعُروة الوُثقى.

 

أيها المسلمون: الناسُ في الحُكم على الوقائِع والحوادِث والكوارِث أقسام:

فقسمٌ يقول فيها بغير علم، ويخوضُ فيها بالإشاعات التي لا صحَّة لها، ويتفكَّهُ بها في المجالِس، ويُبدِئُ فيها ويُعيد، يُريد التسليةَ واللهو، وقد نهَى الله عن هذا المسلَك؛ قال تعالى: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) [الإسراء: 36]، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) [الحجرات: 6].

 

وقسمٌ يخوضُ فيها بالنوايا السيئة، والمقاصِد الدنيئة، ويُلبِّس الحقائِق بزُخرُف الباطل من القول؛ ليصِلَ إلى ما يُريد بزعمِه، من اتهام الأبرياء ومحو حسناتهم، ويجتهِدُ ليجعلَ الحسنات سيئات، وليجعلَ الخيرَ شرًّا، والعافيةَ بلاءً، لا يعرِفُ هذا الصنفُ عدلاً ولا إنصافًا ولا حياءً. قد ألِفوا الكذبَ والافتراء، ولا يكترِثُ هذا الصنفُ من انكِشاف كذبِه، ووقوعه في هاوية الهوانِ والاحتِقار، يتربّصُ بعباد الله الدوائِر.

 

بيَّن الله لنا صفاتهم لنحذرَهم، قال تعالى: (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ * قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 50، 51]، وقال تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) [التوبة: 48].

 

وقسمٌ عمِلوا بالأسباب التي شرعَها الله وأباحَها للوقاية من المُصيبة، فغلَبَ القدر، والله يفعلُ ما يشاء، له الحكمة البالغة، وله الحُجَّةُ على خلقه أجمعين، وهو ذو الرحمة الواسِعة، ويحكمُ لا مُعقِّب لحُكمه.

 

فغلَبَ القدرُ، وسلَّم هذا الصنفُ لقضاءِ الله وقدرِه، ودفَعوا الأسبابَ بالله، ثم بالأسباب المشروعة المُباحة، فهم مُثابون للتسليم بالقدر. وهؤلاء أهلُ العقول والرُّشد والفِطنة، قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) [البقرة: 155، 156].

 

ومع نهاية حجِّ هذا العام، نحمدُ الله ونشكُرُه على قيام رُكن الحجِّ ودوامِه، وقد شاهدَ العالَمُ ما تقومُ به هذه الدولةُ الرشيدةُ من رعايةٍ حانيةٍ لحُجَّاج بيت الله الحرام، وخدماتٍ جليلة في جميع المجالات، لضيوف الرحمن، وحشدٍ لجميع القوى لتسيير وتسهيل أمور الحجِّ، وقيادةٍ حكيمةٍ لكل حالةٍ في المناسِك.

 

ومن أنكرَ ذلك فهو كمُنكِر الشمس المُتَّهم في عقله، والأمرُ لله تعالى يفعلُ ما يشاء، (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23].

وربُنا ذو الرحمة الواسِعة، والحِكَم البالِغة.

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56]، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: "من صلَّى عليَّ صلاةً واحدةً صلَّى الله عليه بها عشرًا".

فصلُّوا وسلِّموا على سيِّد الأولين والآخرين، وإمام المرسلين.

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، اللهم وبارِك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميدٌ مجيد، وسلِّم تسليمًا كثيرًا.

 

اللهم وارضَ عن الصحابة أجمعين، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين: أبي بكرٍ، وعُمر، وعُثمان، وعليٍّ، وعن سائر أصحاب نبيِّك أجمعين، وعن التابعين ومن تبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، اللهم وارضَ وعنَّا معهم بمنِّك وكرمِك ورحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الكفر والكافرين، اللهم دمِّر أعداءَك أعداءَ الدين يا رب العالمين.

 

اللهم فقِّهنا والمُسلمين، اللهم فقِّهنا في الدين، اللهم فقِّهنا في الدين، اللهم فقِّه المُسلمين في دينهم يا رب العالمين.

 

اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، اللهم أظهِر هديَ نبيِّك محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - في كل مكانٍ وزمانٍ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين، اللهم اغفر لموتانا وموتى المسلمين يا رب العالمين، اللهم ارفع درجاتهم، اللهم ضاعِف حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم يا رب العالمين.

 

اللهم تقبَّل من حُجَّاج بيتك المُحرَّم يا رب العالمين، اللهم تقبَّل حجَهم، واغفر ذنوبَهم، اللهم اغفر لأمواتهم، إنك على كل شيء قدير، اللهم اغفر لهم رحمةً واسعة يا ذا الجلال والإكرام، ورُدَّ يا رب العالمين الحُجَّاج إلى بلادهم سالِمين غانِمين إنك على كل شيء قدير.

 

اللهم يا ذا الجلال والإكرام أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، ولا تجعله مُلتبِسًا علينا يا ذا الجلال والإكرام فنضلَّ.

 

(رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران: 8]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

اللهم أعِذنا وأعِذ ذريَّاتنا يا رب العالمين من إبليس وشياطينه وجنوده يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم أعِذ ذريَّاتنا وأعِذ المُسلمين يا رب العالمين من إبليس وشياطينه إنك على كل شيء قدير، يا أرحم الراحمين.

اللهم دمِّر السحَرة، اللهم دمِّر السحَرة، ولا تُسلِّطهم على أي مُسلمٍ يا رب العالمين، إنك على كل شيء قدير، اللهم أبطِل كيدَهم.

 

اللهم اقضِ الدَّين عن المدينين من المُسلمين، اللهم اقضِ الدَّين عن المدينين من المُسلمين، اللهم واحفَظ الإسلام والمُسلمين في برِّك وجوِّك وبحرِك يا رب العالمين.

 

اللهم اشفِ مرضانا، اللهم اشفِ مرضانا يا رب العالمين ومرضى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين، اللهم اشفِ مرضانا ومرضى المُسلمين يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم ألِّف بين قلوبِ المُسلمين، وأصلِح ذاتَ بينهم، واهدِهم سُبُل السلام.

اللهم أذِلَّ البدع إلى يوم الدين، اللهم أذِلَّ البدع إلى يوم الدين يا رب العالمين، اللهم أذِلَّ البدع واكبِت أهلَ البدع، إنك على كل شيء قدير، يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين.

 

اللهم إنا نسألُك يا ذا الجلال والإكرام أن ترفعَ عن المُسلمين البلوَاء والضرَّاء، اللهم يا ذا الجلال والإكرام نسألُك أن ترفعَ عنهم البلوَاء وأن ترفعَ عنهم الضرَّاء، اللهم لا تُسلِّط عليهم من لا يخافُك ولا يرحمُهم يا رب العالمين، اللهم لا تُسلِّط على المُسلمين من لا يخافُك ولا يرحمُهم يا أرحم الراحمين.

 

اللهم هيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، اللهم هيِّئ لنا من أمرنا رشدًا، ولا تكِلنا إلى أنفسنا طرفةَ عينٍ.

اللهم آمنَّا في دُورنا، وأصلِح اللهم وُلاةَ أمورنا.

 

اللهم وفِّق خادم الحرمين لما تحبُّ وترضَى، اللهم وفِّقه لهُداك، واجعل عملَه في رِضاك، وأعِنه على كل خيرٍ، وانصُر به دينَك إنك على كل شيء قدير، اللهم ارزُقه الصحةَ والعافيةَ، اللهم ارزُقه الصحةَ والعافيةَ والتوفيق، اللهم وفِّق نائبَيه لما تحبُّ وترضَى برحمتِك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم إنا نسألُك يا أرحم الراحمين نسألُك اللهم أن تُغيثَنا، اللهم أغِثنا يا ذا الجلال والإكرام، إنك على كل شيء قدير.

اللهم إنا نعوذُ بك من سُوء القضاء، ومن شماتة الأعداء، ومن درَك الشقاء، ومن جَهد البلاء.

 

عباد الله:

(إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [النحل: 90- 91].

 

واذكروا الله العظيم الجليل يذكُركم، واشكُروه على نعمه يزِدكم، ولذكرُ الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

 

 

 

المرفقات

فضائل الأذكار

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات