عناصر الخطبة
1/تكريم الإسلام للمرأة 2/المؤامرة التغريبية على المرأة وأهدافها 3/من صفات المرأة المسلمةاقتباس
إنَّ من صفات المرأة المسلمة: أنَّها تعي ما يقوم عليه التغريب من سعيه لتغيير ما هي عليه من صفات فاضلة وأخلاق زاكية وحياء لا نظير له؛ فالمرأة المسلمة تحذرُ أشدَّ الحذر من الوسائل التغريبية التخريبية الهادمة للفضائل والأخلاق الحسنة، وكذلك تُحذِّر غيرها من الوقوع فيما وقع فيه من اغتررن بالتغريب وانسقن خلفه، وتعمل...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي خلق الذكر والانثى، وبيَّن حقوق كل منهما على الآخر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، خلقنا من العدم ومَنَّ علينا بالإسلام، وأمدَّنا بالنعم والأرزاق التي لا نحصيها عدَّا، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله وخيرته من خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله -أيها المؤمنون-، وأطيعوا الله ورسوله (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النساء:1].
معاشر المسلمين: إنَّ الإسلام كرَّم المرأة وصانها وأعطاها مكانتها اللائقة بها؛ فرفعها عمَّا كانت عليه في الجاهلية، وجعل لها حقوقاً على زوجها وعلى ابنها وعلى والدها وعلى أخيها، وجعل لها حقاً في الميراث، وجعل لها حقاً في الموافقة على الرجل الذي تقدم لخطبتها، وجعل لها حقاً خالصاً يدفعه الزوج لها وهو الصداق، وجعل لها أن تشترط عليه ما ترغب اشتراطه مالم يكن إثماً، وجعل لها حقَّ النفقة؛ فالرجل ملزمٌ بالإنفاق عليها، وأكَّد أحقيتها في برِّ ابنها وابنتها مُقدَّماً على حقِّ الأب؛ للحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: "أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أُمُّكَ" قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: "ثُمَّ أَبُوكَ"(أخرجه البخاري، ومسلم).
قال النووي -رحمه الله-: "قَالَ الْعُلَمَاءُ وَسَبَبُ تَقْدِيمِ الْأُمِّ كَثْرَةُ تَعَبِهَا عَلَيْهِ وَشَفَقَتُهَا وَخِدْمَتُهَا وَمُعَانَاةُ الْمَشَاقِّ فِي حَمْلِهِ ثُمَّ وَضْعِهِ ثُمَّ إِرْضَاعِهِ ثُمَّ تَرْبِيَتِهِ وَخِدْمَتِهِ وَتَمْرِيضِهِ وَغَيْرِ ذَلِكَ".
معاشر المسلمين: إنَّ كثرة الكلام عن المرأة، ما كان ليكون إلا للهجمة الشرسة عليها من الأعداء؛ فقد تدخَّلوا في شأنها إعلامياً وسياسياً واقتصادياً، في مؤامرة تغريبية تهدفُ إلى إفساد المرأة وابتذالها ورميها في وحل الفساد والرذيلة؛ بكسر حاجز الحياء الذي هو من أعزِّ صفاتها، ومن ثَمَّ خلعَ حجابها باسم الحرية، ورفعَ ولاية الرجل عليها وإبطالَ قوامته عليها، واختلاطَها بالرجال وخلوتَها بهم! يريدونها جريئةً سافرةً خرَّاجةً ولاجة، وليست مطالب المؤامرة التغريبية على المرأة لأجل حفظ حقوقها فقد كذبوا في قولهم، ولبَّسوا في أمرهم؛ فإنَّما هم يريدون إذلالَها، وأخذَ حقوقها، واستعبادَها لشهواتهم ونزواتهم الشيطانية كما فعلوا بالمرأة الغربية عندهم؛ فهي تعيش عيشة تتمنى الخلاصَ منها، وتتمنى أن تعيش كما تعيشه المرأة المسلمة مصونة معززة مكرمة.
معاشر المسلمين: إنَّ من صفات المرأة المسلمة: أنَّها تعي ما يقوم عليه التغريب من سعيه لتغيير ما هي عليه من صفات فاضلة وأخلاق زاكية وحياء لا نظير له؛ فالمرأة المسلمة تحذرُ أشدَّ الحذر من الوسائل التغريبية التخريبية الهادمة للفضائل والأخلاق الحسنة، وكذلك تُحذِّر غيرها من الوقوع فيما وقع فيه من اغتررن بالتغريب وانسقن خلفه، وتعمل على نصحهن وإرشادهن.
معاشر المسلمين: ومن صفات المرأة المسلمة: التزامها بحجابها الكامل الطويل الواسع وتجنبها الضيق الفاتن اللافت للنظر إليها، ولا تكشِف شيئاً من بدنها، وأذن لها بنقاب صغير، لترى به الطريق إذا احتاجت إلى ذلك، والنقاب قد توسع فيه بعض النساء هذا الزمان، فاصحبن يُخرجن شيئاً من جباههنَّ وحواجبهنَّ وشيئاً مما تحتَ عيونهنَّ وشيئاً من وجوههنَّ، والواجب أن يكون النقاب على قدر حجم العين فحسب، لا يزيد عليه شيئاً، قال الإمام ابن عثيمين -رحمه الله-: "النساء في عهدنا توسَّعنَ فصرنَ لا يقتصرنَ على خرقٍ يسيرٍ تنظر به المرأة، وإنما توسعن حتى فتحن فتحة تُرى منها الحواجب وربما بعض الجبهة وربما الوجنة مع تجميل العيون بالكحل، لما توسعن بذلك أمسكتُ عن الإفتاء بجوازه، فنحن لا نفتي بجوازه بناء على ما يترتب عليه من الفتنة والاتساع" ا.هـ.
معاشر المسلمين: ومن صفات المرأة المسلمة: أنَّها تمشي على حافة الطريق إذا كان في الطريق رجال، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ لِلنِّسَاءِ وَسَطُ الطَّرِيقِ"(أخرجه ابن حبان والبيهقي وحسنه الألباني). وعَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، -رضي الله عنه- أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: وَهُوَ خَارِجٌ من المسجد فاختلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطرِيقِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِلنِّسَاءِ: "اسْتَأْخِرْنَ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ" فَكَانَتِ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ (أخرجه أبو داود، وحسنه الألباني)؛ فعلى المرأة عدم مزاحمة الرجال في الطريق وإفساح الطريق له ليمشي وسَطَه.
معاشر المسلمين: ومن صفات المرأة المسلمة: محافظتها على صلاتها فلا تؤخرها إلى أن يخرج وقتها، ولا تُقدِّم على صلاتها أي عمل آخر، لأنَّ تأخير الصلاة إلى خروج وقتها من كبائر الذنوب، فانصحوا من يؤخرها من نسائكم، بأن يصلوها في أول وقتها، فإنَّ ذلك من أفضل الأعمال، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي العمل أفضل؟ قال: "الصلاة في أول وقتها"(أخرجه الحاكم وصححه).
ومن صفات المرأة المسلمة: طاعتها لزوجها وتأدية حقوقه كاملة فيما يرضي الله تعالى، فحق الزوج على زوجته عظيم، فالواجب عليها أن تطيعه إذا أمرها مالم يأمرها بإثم وأن تحفظه في نفسها وماله وولده، وأن تحترمه عند كلامها معه، قَالَتِ امْرَأَةُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ: "مَا كُنَّا نُكَلِّمُ أَزْوَاجَنَا إِلَّا كَمَا تُكَلِّمُوا أُمَرَاءَكُمْ" انتهى ما قالته رحمها الله، وكذلك فإنَّ المرأة لا تصوم نافلة وزوجها شاهد إلا بإذنه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لاَ تَصُومُ المَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ"(متفق عليه).
ومن صفات المرأة المسلمة: حسن تربيتها لأبنائها، فتربيهم على محاسن الأخلاق، ليصبحوا لَبناتٍ صالحة في المجتمع.
ومن صفات المرأة المسلمة: قرارها في بيتها، وعدم خروجها منه إلا لحاجة، مثل صلة رحم وعيادة مريض وتعلُّمٍ وتعليم مع أمن الفتنة ولبس لباس الحشمة وعدم التطيب وهي تعلم أنها تمر بالرجال الأجانب حتى ولو كانت خارجة إلى المسجد، عَنْ زَيْنَبَ، امْرَأَةِ عَبْدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنهما، قَالَتْ: قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا شَهِدَتْ إِحْدَاكُنَّ الْمَسْجِدَ فَلَا تَمَسَّ طِيبًا"(أخرجه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا رِيحَهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ"(أخرجه ابن حبان والحاكم، وصححه الألباني).
ومن صفات المرأة المسلمة: غَضُّ بصرها عما حرَّم الله من النظر إلى ما لا يحل من النظر إلى العورات والرجال بشهوة، فعلى المرأة أن تحفظ بصرها ولا تبدي زينتها ولا ترفع صوتها عند غير محارمها.
اللهم أصلحنا وأصلح نساءنا وذرياتنا.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه؛ إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدلله حمداً طيباً مباركاً فيه كما يُحبُّ ربنا ويرضى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمداً رسول رب العالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى.
معاشر المسلمين: ومن الصفات التي ينبغي على المرأة التحلي بها: كتمان أسرار بيتها؛ فلا تخبر فلانة ولا فلاناً بأخبار بيتها، ولا فيما يدور بينها وبين زوجها وأبنائها وبناتها، ولا تُخرج ما يحصل من الخلاف والمشكلات؛ فكلُّ بيتٍ لا يخلو من ذلك، والمرأة العاقلة تكتم وتعالج ذلك بالحكمة والرفق؛ فإنَّ بعضاً من الناس إذا علموا عمَّا يدور في البيت أخذوا يُخبِّبون النساء على أزواجهن؛ فيزيدون المشاكل إضراماً، ويتسببون في خراب البيوت وتفريق شمل الأسرة وتشتيت الأبناء والبنات، قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ خَبَّبَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا"(أخرجه أبو داود والحاكم، وصححه الألباني).
معاشر المسلمين: ومن الصفات التي ينبغي على المرأة التحلي بها: كثرة ذكر الله؛ اغتناماً للأوقات بتحصيل الأجور والحسنات، وكذلك فإنَّ الذاكرة لله كثيراً لا تنشغل بقيل وقال، قالت فلانة وفعلت، فلانة يحبها زوجها وفلانة يبغضها، وغير ذلك من الكلام الذي تأثم به، فإذا أشغلت نفسها بذكر الله، وحفظت لسانها عمَّا حرَّم الله من الكلام فالبشرى لها بصلاح الحال والمآل.
عباد الله: قال -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا"، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم؛ إنك حميد مجيد.
اللهم رحمتك نرجو؛ فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، وأصلح لنا شـأننا كله لا إله إلا أنت.
اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم واكشف الغمة عنهم، اللهم عليك بأعداء الإسلام في كل مكان، مزقهم كل ممزق، اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم، اللهم عليك بالصهاينة والروس والصليبيين والمجوس والحوثيين والخونة، اللهم عليك بهم جميعا فإنهم لا يعجزونك، اللهم اجعل تدبيرهم تدميرا عليهم، اللهم صب عليهم عذابك وأليم عقابك، اللهم إنهم طغوا وأكثروا في الأرض الفساد فصُبَّ عليهم سوطاً من عذاب.
اللهم انصر جنودنا في الحد الجنوبي وسدد رميهم وزدهم قوة وثباتاً واجزهم عن المسلمين خيرا.
اللهم إن بالمسلمين من الفتن والنوازل والحروب ما لا نشكوه إلا إليك، اللهم عليك بمن يثير الحروب والفتن ويؤجج الصراعات والنزاعات في بلدان المسلمين، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا.
اللهم أقم علم الجهاد واقمع أهل الشرك والزيغ والفساد وانشر رحمتك على العباد.
اللهم ارفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن عن بلدنا هذا خاصة وعن سائر بلاد المسلمين.
اللهم زد بلادنا قوة وأمناً ورخاء وزدها شكرا لك، اللهم احفظ ولاة أمرها وعلماءها وأهلها وانصرها على أعدائها، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين في كل مكان واجمع كلمتهم على الحق، واجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم أنت الله لا إله إلا أنت أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، واجعل ما أنزلته قوة لنا وبلاغا إلى حين، اللهم أسق عبادك وبهائمك وانشر رحمتك اللهم أنبت لنا الزرع وأدر لنا الضرع، يا مغيث المستغيثين أغثنا أغث قلوبنا بالإيمان وبلادنا بالغيث المبارك العميم، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا.
اللهم أصلح قلوبنا واستر عوراتنا واغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين اللهم أصلح شباب المسلمين وأصلح نساءهم وبارك لنا في أزواجنا وذرياتنا وأموالنا وأوقاتنا.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) [الصَّافَّاتِ:180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم