عناصر الخطبة
1/من عجائب الخلق في كون الله الفسيح 2/من دلائل رحمة الله تعالى بخلقه 3/خطأ من يعتقد أن العقوبات الكونية غضب دائما 4/تأملات في الزلازل والأعاصير 5/دور المسلمين في إغاثة إخوانهم المنكوبين 6/جهود بلاد الحرمين الشريفين في إغاثة المنكوبين 7/توضيح المقصود بالشهيد من أمة الإسلاماقتباس
كل حي سيموت، لكنَّ الذي ابتلي وعانى صنوفَ البلايا، واشتدَّت مصيبتُه فصبَر واحتسَب فأجرُه أعظمُ، وجزاؤُه أجزلُ، ورحمةُ اللهِ تكتنِفُه، مع كل ما يُرجى له من سموِّ المقامِ في الدرجات العُلَا عندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ، دموعُه التي تنساب على وجنتيه نورٌ له في قبره...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، خلَق كلَّ شيء فقدَّرَه تقديرًا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أشرقت الأرض برسالته، وعمت الرحمة بدعوته، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، البررة الأتقياء، والصفوة الأنقياء.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي سبيل النجاة في الدنيا والآخرة، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
يُقلِّب الإنسانُ نَاظِرَيْهِ في هذا الكون الفسيح؛ فيقف مشدوهًا وهو يرى الجَمال والجلال، والكمال والانسجام، في كونٍ لا تنقضي عجائبُه، ولا تنتهي أسرارُه، والقرآن يحثُّ على التدبُّر والتفكُّر في ملكوت السماوات والأرض؛ قال الله -تعالى-: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ)[الزُّمَرِ: 5]؛ ترى في كل يوم إعجازًا وإتقانًا؛ ليلٌ يجيء، ونهارٌ يذهب، ونهارٌ يجيء، وليلٌ يذهب، في حركة دائبة وجريٍ لا يَقِرّ، ولم تَقُلِ البشريةُ يومًا منذ بَدْء الخليقة: تأخُّر الليلُ عن المجيء في وقته، أو طلوع الشمس قبل موعدها؛ فمن يدبِّر الأمرَ؟! ومَنْ يُنظِّم الحركةَ في تعاقُبٍ لا يختلُّ؟! وتبادُلِ مواقعَ لا يتوقفُ.
ولو اجتمع الخلقُ كلُّهم على أن يأتوا بالليل في موضع النهار، أو بالنهار في موضع الليل ما استطاعوا، يقول سبحانه: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)[الْقَصَصِ: 71-72].
الليلُ يَسدُلُ أستارَه بضياء القمر اللطيف الهادئ؛ ليحققَ السكونَ والهدوءَ، والشمسُ تضيء الدنيا كلَّها بسراج وهَّاج، تبثُّ في الكونِ الحياةَ، وفي النفوسِ النشاطَ للمعاش والأعمال، وفي معرض الإعجاز والإبداع يقول -تعالى-: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا)[يس: 38]، حركةُ الشمسِ جريٌ هادئٌ غير مضطربٍ وغيرُ محسوسٍ، ويقول سبحانه عن القمر: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ)[يس: 39]؛ قدَّر للقمر منازلَ وأزمانًا يمر بها حتى يصير هلالًا دقيقًا، حتى أنَّه لا يكاد يُرى مِنْ فَرطِ دقتِه، وانحنائه بانتظامٍ بالغٍ؛ فمَنْ خلَقَهُما؟! ومَنْ أودَع فيهما النورَ والضياءَ؟! ومَنْ حَفِظَ سيرَهما ومسارَهما؟! ومَنْ يُدبِّر أمرَهما صباحَ مساءَ؟! -سبحانه- ما أعظمه؛ (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)[النَّمْلِ: 88].
وفي صفحة أخرى من صفحات هذا الكون، الذي يُبهِر العقلَ ويُثير الدهشةَ يقول سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا)[النَّحْلِ: 14]، ويقول -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ)[لُقْمَانَ: 31]، ويقول سبحانه: (وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ)[الْحَجِّ: 65]، كيف تجري الفلك بأمره -سبحانه-؟! خلَق اللهُ البحرَ على هذه الصفة العظيمة، وجعَله ميسَّرًا للانتفاع، قابلًا لحَمْل المراكب، وألهَم الإنسانَ صُنعَ المراكبِ على كيفيةٍ تَحفَظُها من الغَرَق في عُباب البحر، وعصَمَهم من توالِي الرياح والموج في أسفارهم؛ إنه تقديرُ قادرٍ، ونظامُ خالقٍ.
ولا تُخطئ العينُ ذلك المنظرَ البهيجَ؛ البساطَ الأخضرَ الذي يُغطِّي اليابسةَ؛ (وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ)[الشُّعَرَاءِ: 148]، نجد النباتَ وقد وشَّح الأرضَ بأجمل الألوان، وكساها بأبهى الأغصان، نرى ثمارًا مختلفة، تُسقى بماء واحد، يُفضِّل اللهُ بعضَها على بعض في الأُكُل، يقول سبحانه: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ)[فُصِّلَتْ: 53].
تَقِفُ البشريةُ مذهولةً أمامَ كونٍ غايةٍ في الإبداع والإعجاز والإتقان؛ فمراكز البحوث تدرس وتكشف لنا كل يوم عجيبة من عجائب هذا الكون، والأقمار الاصطناعيَّة تجوب الفضاء، تستطلع كُنهَه، والغواصات تبحر في عمق المحيطات، فترى العجب العجاب.
وما يزال الحقُّ -سبحانه- يكشِف للناس شيئًا من أسرار هذا الكون وآياته، وباهرِ صَنعَتِه في كل أمة ومكان، وفي كل عصر وزمان؛ لتقوم الحجةُ، وتظهَرَ المحجةُ إلى قيام الساعة.
أما الأرض فيرى كلُّ مَنْ مشى عليها عظمةَ خَلْقِها؛ سهولها، مهادها، مدِّها، استقرارها، أنهارها، عيونها، جبالها الشامخة الراسية، وهوائها النقيّ، الذي به تنتعِش الأنفاسُ، ولو تعطَّل لحظاتٍ لعطبت الحياةُ وفني الخلقُ، لكنَّها رحمة الله التي تَحُفُّنا، وتحفظنا في يقظتنا ونومنا؛ ذلك ظاهرُ ما نرى؛ فكيف بباطن ما لا نراه، وهو أكثر إبداعًا وإعجازً؟!
ولكي نُدرِكَ رحمةَ اللهِ بحفظ الأرض واستقرارها، انظر إلى أثر الزلازل والأعاصير والفيضانات، التي تَحدُث للحظات، ثم تَأَمَّلْ ثباتَ الأرض على مدار الحياة كلِّها، وعبرَ العصور وتعاقُب الأجيال؛ مَنِ الذي أَرسَاها؛ لكيلا تميد، وثبَّتَها حتى لا تضطربَ؛ هذه الزلازلُ والأعاصيرُ والفيضاناتُ جاريةٌ في نظام سُنَن الله في الكون لحكمةٍ لا نعلمُ كُنهَها؛ وهي رحمةٌ من رب العالمينَ، ولو ظهَر للخَلق خلافُ ذلك، وقد يطلع العلم على طرف من أسبابها وأسرارها، والعلم مهما بلغ مداه فهو قاصر، والعالم مهما اشتد ذكاؤه فهو مخلوق ضعيف، قال الله -تعالى-: (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)[الْإِسْرَاءِ: 85].
وإسقاطُ هذه الأحداثِ على قومٍ بعينِهم، في زمنٍ بعينِه على أنَّها عقوبةٌ رجمٌ بالغيب، وافْتِئَاتٌ على الشرع؛ فقد يكون البلاءُ تنقيةً، أو تطهيرًا، أو اصطفاءً وتكريمًا، وقد تجتمع كلُّها، والبلاءُ له صنوفٌ وأحوالٌ؛ فقد يُبتلى أقوامٌ بأشدَّ مما ذُكر؛ مِنْ فقدِ الأمنِ، وعلوِّ صوتِ الرصاصِ في الحروب، وتفشيِّ الظلمِ، واشتدادِ القتلِ والأوبئةِ والأمراضِ، ولا شكَّ أن هذه الأحداث من المصائب العظيمة بلاء على من نزلت بهم، وابتلاء وتمحيص لغيرهم من المسلمين، ممن كان مقتدِرًا، فبقيت يده مغلولة إلى عنقه، ومن ملك ما لا فلم يبذل، وابتلاء بمقدار الرحمة بين المسلمين، ومعيار الأُخُوَّة في النفوس، تلك فاجعة أليمة، ومصيبة عميقة، تتجاوز الأضرارَ الماديَّةَ إلى الآثار النفسيَّة والعلل الجسديَّة، وحين نرى الجثامين المتناثرة، والبيوت المهدَّمة، والأجساد المنهكَة، والأطفال والأُسَر بلا مأوى، مع ما يقاسيه بعضهم من موت عزيز أو والد أو ولد، أو تراه وحيدًا يشكو إلى ربه فقد عائلته، مع تفاقهم الأوبئة والأمراض؛ فإنَّ واجبَ الوقت الذي لا محيدَ عنه، ولا يتقدَّمُه غيرُه في مثل هذه الأحوال النصرةُ والدعمُ والمؤازرةُ والإغاثةُ، وتقديمُ كلِّ ما يمكنُ من مواساةٍ بالكثير والقليل، الواجبُ استيعابُ آلامِ الذين يئنُّون، وتهدئة روع النفوس المثقَلة بالجراح، ورفعُ الهِمَم، وشَحْذ المعنويات، والكلمةُ الطيبةُ التي تكون بَلسَمًا يُضَمِّد الجراحَ ويمسحُ الأحزانَ، النابعة من قِيَم التراحم والتضامُن والتكافل بين المسلمين.
وكانت قيادةُ هذه البلادِ؛ المملكة العربيَّة السعوديَّة، النموذجَ المحتذى في النصرة والدعم؛ بفتح القنوات الرسميَّة، وتسيير قوافل الإغاثة برًّا وبحرًا وجوًّا، يُعزِّز ذلك شعبٌ معطاءٌ، يَبذُل بسخاءٍ؛ ولا يغيبُ عن الأذهانِ النصوصُ الشرعيةُ التي تؤكِّد حفظَ اللهِ للمنفقينَ، وتفريجَ كربة مَنْ فرَّج كربَ المكروبينَ، وقضى حوائجَ الناس.
كل حي سيموت، لكنَّ الذي ابتلي وعانى صنوفَ البلايا، واشتدَّت مصيبتُه فصبَر واحتسَب فأجرُه أعظمُ، وجزاؤُه أجزلُ، ورحمةُ اللهِ تكتنِفُه، مع كل ما يُرجى له من سموِّ المقامِ في الدرجات العُلَا عندَ مَلِيكٍ مُقتَدِرٍ، دموعُه التي تنساب على وجنتيه نورٌ له في قبره، وحزنُه الذي يعتصر بين جنبيه، على فقد عزيز سيجازى به فرحًا وحُبورًا وسرورًا، في جنات الخلد، وأسرته التي فقدها سيلتقي بهم في جنات عدن، على سرر متقابلين، (لَا يَمَسُّهُمْ فِيهَا نَصَبٌ وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ)[الْحِجْرِ: 48]، وفي الحديث: "المقتول في سبيل الله شهيد، والمطعون شهيد، والغريق شهيد، وصاحبُ ذاتِ الجنبِ شهيدٌ، والمبطون شهيد، وصاحب الحريق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيدة".
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قَوْلِي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله عددَ خلقه، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، لا يكون في الكون شيء إلا بعلمه وأمره، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، اصطفاه ربه واجتباه ورفع ذكره من بين خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، السائرين على نهجه ودربه.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله.
القلوب المخبِتة تدرك أن من حكم هذه السنن العظة والاعتبار للأمة كلها، تُورِث اليقظةَ بإصلاح النفس، والالتجاء إلى الله، ورد المظالم، وهجر المعاصي، مع صدق التوبة، وفي التنزيل: (وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ)[لُقْمَانَ: 34]، ويجب الأخذ بالحسبان قوله -تعالى-: (وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا)[الْإِسْرَاءِ: 59].
أخرَج البخاريُّ من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقومُ الساعةُ حتى يُقبَضَ العلمُ، وتَكثُرَ الزلازلُ، ويَتقارَبَ الزمانُ، وتَظهَرَ الفتنُ، ويَكثُرَ الهرجُ -وهو القتلُ القتلُ- حتى يَكثُرَ فيكم المالُ فيفيضُ".
اللهمَّ ادفع عَنَّا الغلا والوبا والربا والزنا والزلازل والمحن، وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصَّة، وعن سائر بلاد المسلمين عامَّة يا ربَّ العالمينَ، اللهُمَّ ارحم الموتى وألهم ذويهم الصبر وأنعم بالشفاء على الجرحى والمصابين.
اللهُمَّ أصلح أحوا المسلمين في كل مكان يا ربَّ العالمينَ.
ألَا وصلُّوا -عبادَ اللهِ- على رسول الْهُدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلَّم تسليمًا كثيرا، اللهمَّ وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، ، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودمر اللهمَّ أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهمَّ هذا البلد آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهمَّ إنَّا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهمَّ إنَّا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهمَّ إنَّا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، نسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهمَّ إنَّا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير الفلاح، وخير العمل، وخير الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلًى إلا عافيتَه، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ احفظ رجال أمننا، واحفظ حدودنا، واحفظنا بحفظك يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ من أرادنا وأراد بلادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا ربَّ العالمينَ، اللهمَّ وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهمَّ وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ يا ربَّ العالمينَ، ووفق ولي عهده لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم