من أحق بالمسجد الأقصى؟

سامي بن عبد العزيز الماجد

2011-03-07 - 1432/04/02
عناصر الخطبة
1/ مكانة المسجد الأقصى 2/ دلالات حادثة الإسراء 3/ بنو إسرائيل والمسجد الأقصى 4/ تأريخ المسجد الأقصى حتى انتقال ولايته للمسلمين 5/ حقيقة العداء مع اليهود

اقتباس

وهكذا، ببعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبإمامته للأنبياء في المسجد الأقصى ليلة الإسراء، وبتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، تحوَّل الاختيار الربَّاني من بني إسرائيل إلى هذه الأمة المحمدية. وبفتح بيت المقدس زمن عمر -رضي الله عنه- انتقلت الولاية على المسجد الأقصى إلى أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

 

 

 

أما بعد: فإن لكل أمةٍ مقدساتها، ولكل مقدس حرمته، ولا تهون مقدساتٌ على أمةٍ إلا حين يهونُ عليها دينها، وتضعف في القلوب هُويته.

والمسجد الأقصى أرضٌ مباركةٌ مقدسة، أمر الله -جل جلاله- بتقديسها، وببركته بارك الله ما حوله، وقدّسها خليله إبراهيم والأنبياء من بعده -عليهم الصلاة والسلام-، ولا تزال كذلك في ملة الإسلام، فهو أُولى القبلتين، وثالثُ الحرمين، ومهاجَرُ المرسَلين، ومسرى خاتَمِ النبيين، ومن تعظيم هذه المساجدِ الثلاثة أن نهى الإسلام شدَّ الرحال لغيرها من المساجد والبقاع بقصد العبادة، وهو أول مسجد بُني لله تعالى في الأرض بعد المسجد الحرام، والصلاةُ فيه مضاعفة على الصلاة في غيره؛ إلا المسجد الحرام والمسجد النبوي.

وفي إسراء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى رسالةٌ تذكر بعظمته وقداسته، وفي صلاته -صلى الله عليه وسلم- فيه إماماً لإخوانه الرسل رسالة أخرى بأن رسالة الرسل واحدة، ودعوتهم واحدة، وأن المسجدَ الأقصى ملتقى الرسالات، وأنه في رسالة النبي محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- معظمٌ كما هو كذلك في رسالات إخوانه الأنبياء.

(سُبحَانَ الَّذِي أسْرَى بعَبْدِهِ ليْلاً مِن المسْجِدِ الحَرَامِ إلى المسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي باركْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَه مِن آياتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصِيرُ) [الإسراء:1].

وفي مَبدأ الإسراء ومنتهاه إثبات للترابط التأريخي والشرعي الوثيق بين المسجدين، فأحق الناس بالمسجد الأقصى مَن كان حقيقاً بالمسجد الحرام.

حتى بناء المسجدين كان متقارباً في الزمان وإن تناءا في المكان، ففي صحيح مسلم عن أبي ذر -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى، قلت: كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة". ورجح كثير من أهل العلم أن خليلَ الرحمن لما بنى الكعبة وعاد إلى موطنه في المقدس بنى هناك بأمر الله المسجدَ الأقصى.

يزعم يهود مزاعم تروج في عقول البسطاء، فيزعمون أنهم أحقُّ بالمسجد الأقصى وما حوله من المسلمين، فقد كانوا إلى دخول الأرض المقدسة أسبق، ولهم فيه تاريخ أقدم، ثم احتلها المسلمون زمن عمر -رضي الله عنه-، بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- بست سنين، قالوا: وسميتم احتلالكم لها فتحاً! هكذا يزعمون.

والحقيقة التي لا نواريها ولا نحرفها بنقص أو تلفيق: أنهم كانوا مستوطنين في الأرض المقدسة، بيتِ المقدس وما حوله، زمنَ أبيهم يعقوب -عليه السلام-، ثم خرجوا معه إلى أرض مصر لمـَّا آواهم إليها يوسف -عليه السلام-، وتحققت بذلك رؤياه، ثم بقوا في مصر إلى زمن موسى -عليه السلام-، فحررهم بأمر الله من استعباد فرعون، وخرج بهم من مصر إلى أرض سيناء قاصداً الأرض المقدسة، فتبعهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله، وأنجى موسى ومن معه، فتوجه بهم نحو بيت المقدس، فوجدوا قوماً جبَّارين قد احتلوها، فأمرهم موسى بمجاهدتهم، فتخاذل بنو إسرائيل عن نصرته، وقالوا له بخطاب في غاية القِحة: (اذْهَبْ أنتَ وربُّك فقاتِلا إنَّا هاهُنَا قاعِدون) [المائدة:24]، فعوقبوا بالتِّيهِ أربعين سنة في أرض سيناء، وفي ذلك يقول الحق -جل جلاله-: (قالَ فإنَّها مُحَرَّمَةٌ عليهِم أربعينَ سَنةً يَتِيهُونَ في الأرْضِ فَلا تأْسَ على القَومِ الفَاسِقِين) [المائدة:26].

وظل بنو إسرائيل في التيه أربعين سنة توفي فيها هارون ثم موسى -عليهما السلام-، وحصل فيها معجزات لموسى ذكرها القرآن، وهناك نزلت التوراة، وشرعت الأحكام، وبعد وفاة موسى وهارون -عليهما السلام- تولى أمرَ بني إسرائيل نبيٌّ آخرُ وهُو يوشع بنُ نون، وهو فتَى موسى المذكور في سورة الكهف في قوله -جل جلاله-: (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ البَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً) [الكهف:60]، فسار يوشعُ ببني إسرائيل من الجيل الثاني بعد انتهاء التيه قاصداً بيت المقدس، فحاصَرَها، ففتحها.

وأمر الله يوشع بن نون أن يأمر بني إسرائيل أن يدخلوا بيت المقدس سُجَّدَاً، وأنْ يقولوا: حِطَّة. أي: حُطَّ عَنَّا ذنوبنا، فبدَّلوا ما أُمروا به، ودخلوا يزحفون على قفاهم، وهم يقولون: حبة في حنطة! استهزاءً بأمر الله، وفي ذلك يقول الحق سبحانه: (وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ القَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا البَابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ المُحْسِنِينَ * فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) [البقرة:58-59].

ثم بعد يوشع بن نون انتشرت في اليهود عبادةُ الأوثان، وقتلوا الأنبياء، فسلَّط الله عليهم الجبابرة من الكنعانيين مرة أخرى فاستولوا على الأرض المقدسة وطردوهم، وصار بنو إسرائيل كالغنم بلا راع، فعمدوا إلى نبي، لهم وطلبوا منه أن ينصِّب عليهم ملكاً لدفع الجبابرة عن أرضهم، وقد استجاب لهم هذا النبي بأمر الله، وبعث لهم طالوت ملكاً، ولم يقبلوه إلا بعد جدال ومماحكة، وكان داود -عليه السلام- أحد رجاله، وبرز في الجيش المعادي جالوت فبارزه داود وقتله، فأصبح داود هو الملك الثاني بعد طالوت، واجتمع فيه الملك والنبوة، وفتح داود بيت المقدس، وأعد العدة ليعيد بناء المسجد الأقصى، ويزعم اليهود أنه الهيكل، وقد سماه عمر -رضي الله عنه- مسجدَ داود لما دخل القدس فاتحاً، ثم إن داود لم يمهله الأجل فعهد بمهمة البناء إلى ابنه سليمان، فبنى المسجد الأقصى بناءً محكماً ضخماً، وكذبت يهود فزعموه هيكل سليمان.

وبعد وفاة سليمان -عليه السلام- ظهر من اليهود تمرُّدٌ وفساد عريض، وتتابعوا على قتل الأنبياء، وهذا هو الإفساد الأول على ما ذهب إليه كثير من المفسرين في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً) [الإسراء:4].

فسلَّط الله عليهم مَن سامهم سوء العذاب بالقتل والتشريد والاستعباد، فزحف "بُخْتُنَصَّر" على فلسطين وهزم اليهود، ودمر المسجد الأقصى، وجاس جيشه خلال الديار، وحرق التوراة، وسبى أكثر السكان إلى بابل، وقتل بعضهم، وفر بعضهم إلى مصر و المغرب و الحجاز و اليمن، وأنهى بذلك مُلك بني إسرائيل في فلسطين، ويزعم يهود أن هذا التدمير هو التدمير الأول للهيكل، وذهب كثير من المفسرين إلى أن هذا السبي والتدمير هو المقصود بقوله تعالى: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً) [الإسراء:5]. وكان من بين السبي نبيُّ الله دانيال، وهو أحد أنبياء بني إسرائيل على أحد الأقوال.

وظل بيت المقدس في خراب تام وظل بنو إسرائيل في الأسر لأكثر من أربعين سنة؛ حتى هُزم البابليين، فرجع اليهود إلى فلسطين لوقوفهم مع الفرس فيحربهم للبابليين، فذلك قوله تعالى: (ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) [الإسراء:6] كما عند بعض المفسرين ، فعمد العائدون إلى إعادة بناء ما يسمونه بالهيكل مرة أخرى، ولم يكن إلا المسجد الأقصى، وظلوا تحت حكم الفرس إلى أن احتل أرضَهم الإسكندرُ الأكبر المقدوني اليوناني تلميذ أرسطو، وبقي المسجد الأقصى قائماً حتى قتل اليهود يحيى، ثم والده زكريا- عليهما السلام-، وكان هذا هو الإفساد الثاني المذكور في قوله تعالى: (وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ، وَلَتَعْلُنَّ عُلُواًّ كَبِيراً) [الإسراء:4].

واتخذ اليهود المسجد الأقصى المسمى بالهيكل سوقاً للصيارفة والمرابين وملهى لهم، ولما استيأس منهم عيسى –عليه السلام- حذَّرَهم من أن الهيكل سوف يهدم وقال: "الحق أقول لكم، إنه لا يترك ها هنا حجر على حجر لا يُنقض".

ثم تواصى اليهود على خسيستهم من قتل الأنبياء وإيذائهم، فحرَّضُوا السلطة الرومانية على نبي الله عيسى وأتباعه من الحواريين؛ فقرَّرت مجالس اليهود الدينية الحكم عليه بالموت، ولما أحكموا المؤامرة وحان القتل كان قدَر الله قد سبق بأمر آخر، فرفعه الله إليه.

ثم ظل المسجد الأقصى قائماً بعد عيسى -عليه السلام– حتى تمرد اليهود على الحكم الروماني، فأرسل قيصر الروم جيشاً سامهم سوء العذاب، فقتل منهم كثيراً، وأسَر كثيراً، وأحرق المدينة المقدسة، ودمر المسجد التدمير الثاني، وتحققت نبوءة عيسى -عليه السلام- فلم يبق فيه حجر على حجر، وفي ذلك يقول الحق -جل جلاله-: (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُوا وُجُوهَكُمْ، وَلِيَدْخُلُوا المَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ، وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً) [الإسراء:7]، وبذلك انتهى أمر اليهود في الأرض المقدسة، وتفرَّقوا شيعاً في الأرض.

ثم لما وقعت معجزة الإسراء والمعراج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في عهد الحاكم الروماني كان المسجد الأقصى خالياً من أي بناء، إلا أنه محاط بسور فيه أبواب، داخله ساحات واسعة هي المقصودة بالمسجد الأقصى في كتاب الله، وقد بقي المكان معروفاً مقدَّساً في داخله الصخرة، رغم زوال الآثار.

ثم جاء الفتح الإسلامي لبيت المقدس صلحاً في عهد عمر –رضي الله عنه- في السنة السادسة عشرة للهجرة، فطلب عمر من أحد القساوسة أن يدله على مسجد داود، فانطلق به حتى انتهى إلى مكان الباب، وقد انحدر الزبل على درج الباب، فقال: الله أكبر! هذا والذي نفسي بيده مسجد داود الذي أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أسري به إليه، ثم أخذ عمر والمسلمون يكنسون الزبل عن الصخرة حتى ظهرت كلها.

ثم بقي المسجد الأقصى على حالته بعد الفتح الإسلامي إلى عهد عبد الملك بن مروان، فبدأ بناء المسجد الأقصى سنة ستٍ وستين على صورته القائمة اليوم، ثم أتم البناء ابنه الوليد، وأما الصخرة فأول من بنى فوقها مسجداً في العصر الإسلامي عبد الملك بن مروان، وهو المسجد المعروف بمسجد الصخرة، والمشهور بقبته الذهبية، فأصبح المسجد الأقصى يحوي مسجد عمر المشهور بالمسجد الأقصى، ومسجد الصخرة، والساحات المحيطة.

وهكذا، ببعثة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وبإمامته للأنبياء في المسجد الأقصى ليلة الإسراء، وبتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، تحوَّل الاختيار الربَّاني من بني إسرائيل إلى هذه الأمة المحمدية؛ وبفتح بيت المقدس زمن عمر -رضي الله عنه- انتقلت الولاية على المسجد الأقصى إلى أتباع محمد -صلى الله عليه وسلم-.

اللهم فطَهِّر المسجد الأقصى من رجس يهود، وأخْرِجْهم من أرض فلسطين أذلَّةً صاغرين...
أقول قولي هذا وأستغفر الله...

 

الخطبة الثانية:

أما بعد: فإذا تقرر أن الذي بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم -عليه السلام-، فإن أولى الناس بهذا المسجد المقدس هم أتباعه المؤمنون من ملة محمد -صلى الله عليه وسلم-، (إنَّ أوْلَى النَّاسِ بإبْراهيمَ لَلَّذِين اتَّبَعُوه، وهَذا النَّبِيُّ، والَّذِين آمنُوا، واللهُ وَلِيُّ المؤمنين) [آل عمران:68].

وقد كان اليهود أحقَّ الناس بالمسجد الأقصى والأرض المقدسة زمن موسى -عليه السلام- ومَن بعده من أنبياء بني إسرائيل لما كانوا مسلمين موحدين، ثم لما بدلوا وحرّفوا وأجرموا، نُسختْ شريعتهم المحرفة ببعثة النبي -صلى الله عليه وسلم-، المرسَلِ للناس كافة، فلا يسع أحداً إلا اتباعه؛ ولذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أُرسِلتُ به إلا كان من أصحاب النار" رواه مسلم.

ولقد أمر الله سبحانه أن تطهَّر مساجدُه من مظاهر الشرك والخرافات والمشركين النجَس، وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً، والمسلمون معنيُّون بتحقيق هذا الأمر، وأولى المساجد بهذا التطهير المساجدُ الثلاثة المقدسة.

ومن هنا ندرك يقيناً أن العداء مع اليهودِ شُذَّاذِ الآفاق إنما هو عِداءٌ دينيٌّ، وليس تاريخياً، كما يتوهم بعضهم، وكما يريده بعضهم أن يكون.

والإسلام بشريعته السمحة لا يمنع اليهود من دخول فلسطين ليعيشوا في كنف الدولة الإسلامية ويعامَلوا فيها معاملةَ أهل الذمة، وهذا في التأريخ معروف مشهور، بيد أن الإسلام لا يبيح أن يكون لليهود هيمنة وسلطة نافذة في بقعة من بقاع الإسلام، ولا أن يدنسوا المساجد بما لم يأذن به الله من الأباطيل والخرافات، فكيف بالأرض المقدسة التي باركها الله للعالمين؛ ليقصوا فيها شريعة الإسلام، ويدنسوا المسجد الأقصى بمعتقداتهم الباطلة؟!.

إن المسجد الأقصى -على مَرِّ التاريخ- كان مسجداً إسلامياً من قبل أن يوجد اليهود ومن بعد ما وجدوا، فإبراهيم - عليه السلام - أول من اتخذ تلك البقعة مسجداً، وقد قال الله تعالى عنه: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِياًّ وَلاَ نَصْرَانِياًّ وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ) [آل عمران:67].

واليهود اليوم لا يريدون حماية المسجد الأقصى، ولا تعظيمه وعمارته بالصلاة والذكر، بل يخططون لهدمه ليقيموا على أنقاضه هيكلهم المزعوم، الذي لا أصل لتعظيمه إلا في كتبهم المحرفة.

وإذ تقرر أن الخلاف على المسجد الأقصى وما حوله هو خلافٌ ديني، فإن القولَ بضرورة التنازل عن القدس لليهود؛ درءاً للمفاسد، وإنهاءً للصراع الذي لم ينل منه إخوانُنا في الأرض المقدسة إلا الضررَ، قولٌ يفضي إلى مَسخِ الهُوية، وتضييعِ المقدسات، وإسقاطِ رمز من رموز الإسلام المقدسة، التي لا يجوز إسقاطُها بثمن، فكيف بدونه؟.

ثم إن هؤلاء الذين قُصِد حقن دمائهم، ورفْعُ الضَّرَر عنهم بالتطبيع مع اليهود، والتنازلِ عن الأقصى لهم، هم أكثرُ الناس حرصاً على مقاومة ذلك، ولا تزال لهم نداءاتهم المشهودة المشكورة، يصرخون بها في وسائل الإعلام، ويحرِّضون بها الدول الإسلامية على مقاومة تهويدِ القدسِ وهدمِ المسجدِ الأقصى.

 

 

 

 

 

المرفقات

أحقُّ بالمسجد الأقصى؟

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات