منحة السماء وهديتها

أ زياد الريسي - مدير الإدارة العلمية

2022-10-05 - 1444/03/09
التصنيفات: مقالات في الوعي

اقتباس

أول العبادات تشريعا وأجل العبادات تشريفا، أولى التكاليف مساءلة وأهم الفرائض مطالبة، كانت على من قبلنا كما فرضت علينا ومن بعدنا، أقامها الأنبياء وحرص عليها الأتقياء، وصية الله لأنبيائه ودعوتهم بها للأهل والذرية، قلوب...

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسلما كثيرا، وبعد:

 

حديثي إليكم -أيها الكرام- عن شعيرة عظيمة وقربة جليلة؛ إنها منحة السماء وهديتها([1]) وعمود الدين([2]) وركن الشريعة وأحد مبانيها،([3]) دليل العبودية الحقة وشعارها([4]) ونور الصدور وانشراحها، تسلية الخواطر وبلسمها وراحة القلوب وطمأنينتها،([5]) صفاء الأذهان ونقاؤها وشفاء الأبدان ودواؤها،([6]) تهذيب النفوس وزكاؤها وصلاحها وطهارتها،([7]) الوسيلة النافعة لتجنب الأخطار وتجاوزها وتعدي الخطوب والكروب وتنفيسها،([8]) النهر الجاري الذي أجراه اللطيف الباري،([9]) مكفرة للسيئات والخطايا ومقيلة العثرات والرزايا([10]).

 

صلة العباد بخالقهم([11]) والعهد بينهم وبين أعدائهم، ([12]) همزة الوصل بين الإخوان ورابطهم ولقاء الأحباب واجتماعهم، ([13]) صلاح البيوت وسلامتها وأمان المجتمعات واستقرارها([14]).

 

الفريضة الربانية والشعيرة اليومية،([15]) الجرعة الإيمانية والراحة القلبية، الوصية النبوية([16]) واللفتة العمرية،([17]) دليل الإسلام وعلامة الإيمان، العهد والميثاق بين الإيمان والنفاق،([18]) جامعة الرفاق وجالبة الوفاق،([19]) ميدان السباق وطاردة النفاق،([20]) أفضل الطاعات بعد توحيده([21]) وأعلاها بعد الإيمان به.

 

فضل من الله وإحسان جعلها خمسا في العمل وخمسين في الميزان([22]) من أقامها فهو لغيرها أقوم ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع،([23]) من حافظ عليها فتجارته لن تبور وحياته سعادة وسرور وبرزخه أنس وحبور وعلى الصراط يهون عليه العبور،([24]) ومن تهاون فيها فبئست في الدنيا بضاعته وعظمت في الأخرى عند الله خسارته، إذا قبلها الله يوم القيامة عرض عليه غيرها وإذا ردها لم يقبل سواها([25]).

 

هي النور والبرهان من الجواد الرحمن،([26]) والفوز والنجاة من الخزي يوم لقاه([27]) والنظرة النضرة لربنا حين رؤياه،([28]) بآثارها يميز الواردين للحوض الرسول،([29]) ويسهل على أصحابها عند رؤية ربنا السجود والنزول، ([30]) قربة تؤهل لرفقة الرسول في جنة عدن عالية القصور،([31]) يقيم أهلها في طمأنينة وراحة، على الأرائك([32]) بأكرم ضيافة([33]).

 

أول العبادات تشريعا([34]) وأجل العبادات تشريفا، أولى التكاليف مساءلة وأهم الفرائض مطالبة،([35]) كانت على من قبلنا كما فرضت علينا ومن بعدنا، أقامها الأنبياء وحرص عليها الأتقياء،([36]) وصية الله لأنبيائه([37]) ودعوتهم بها للأهل والذرية، ([38]) قلوب أهلها في بيوت ربنا معلقة([39]) وما سواها أرواحهم دونها مغلَّقة،([40]) لا يشبع أهلها من المكوث في المساجد تراهم فيها بين راكع وساجد،([41]) تصلي على أصحابها الملائكة ما لم يمارسوا فيما بينها مخالفة،([42]) وهم عند انتظارها مرابطون كأنهم ضد العدو يواجهون([43]).

 

روضة القانتين وحديقة الخاشعين، قرة المخبتين وسلوى القائمين، رجاء المناجين ونزهة المتهجدين، أنس المحبين ولذة العاشقين، مزامير التالين وتأوه الدامعين، مع الديان يهيمون ولآياته يرتلون، في ركوعهم يقدسونه ويعظمونه وفي سجودهم يمجدونه ويخاطبونه،([44]) دموعهم فيها تذرف وقلوبهم معها ترجف([45])، آذانهم تصغي وعقلوهم تعي،([46]) فلله ربي درهم وعند الله ما أجمل مقامهم!.

 

مفزع نبينا الكريم إذا أمر حزبه وملجأه إذا موضوع أغمه، ([47]) نداؤه إذا أراد اجتماعا وشعاره إذا رغب تشاورا،([48]) إذا شحت السماء إليها هرع وإذا أجدبت الأرض قام لها وخضع،([49]) إذا انخسفت الشمس والقمر إليها فزع،([50]) وإذا تردد في مهمة ندب إليها ولباب السماء قرع،([51]) يخرج لها في يوم عيده([52]) ويدعى لها عند جنازة،([53]) يفزع إليها كلما كرب أو اغتم ويهرع لها إذا حزن أو اهتم،([54]) يقيمها فريضة ونفلا ويندبها فرحا وشكرا([55]) ويقصدها حاجة وسؤلا، قرة عينه وسلوى فؤاده([56]) وسمير ليله([57]).

 

شعيرة لا يقبل الله عذر تاركها طالما كان قادرا على أدائها، ولا يرفع عمن وجبت عليه حرج ما دامت روحه باقية في الجسد،([58]) من تركها جاحدا قال بكفره محمد ومن تركها تكاسلا فهو إلى الكفار أقرب([59]).

 

لكنه -للأسف يا عباد الله- برغم هذه المزايا والمكارم وهذه الأوصاف والفضائل وهذه الثمار والجمائل، ومع علو قدرها وعظيم مكانتها وسمو منزلتها وشرف مشروعيتها؛ إلا إنها لم توف حقها كما ينبغي ولم تعط قدرها كالمفترض؛ فالمشاغل دونها كثيرة والصوارف عنها عديدة؛ بيع وتجارة وربح وخسارة، ([60]) صاحبة وولد([61]) وجاه وتلد، ([62]) مهمة ووظيفة([63]) نزهة وحديقة، مسابقات ومباريات، راحة ونوم، أصحاب وأصدقاء، هاتف وتلفاز، سمرة وسهرة، مقابلات ولقاءات، أخبار ومسلسلات، تفاهات وتراهات([64]).

 

كل هذه الملهيات وجميع هذه المشغلات كان سببا في تضييعها، وعذرا في التخلف عنها ونسيانها، أو التكاسل عنها والتفريط بها، أو أدائها مجردة عن الخشوع خالية من الخضوع حتى ذهب روحها وشوهت صورتها؛ فذهب على العبد أجرها وحرُم المكلف ثوابها،([65]) وتحمل المفرط وزرها وجنى إثمها.

 

ولعلنا -أيها الكرام- بعد هذا الإسهاب في وصف هذه العبادة الشريفة لا يشك مسلم ولا يتردد أنها شعيرة الصلاة. وانطلاقا من هذه القيمة الفاضلة لهذه الشعيرة المباركة؛ لم يزل عليه الصلاة والسلام يحث عليها ويرغب فيها؛ طول عمره النبوي وجهده الدعوي قولا وعملا وتوجيها، وحيثما ولى وجهه ويمم وجهته كانت الصلاة معه حاضرة؛ في السماء وفي الأرض، في السفر والإقامة، عند الأمن والخوف، حال المطر والجدب، في العسر واليسر، في الخلوة والجماعة، في الغنى والفقر، عند الصحة والمرض، حال النصر وعند الهزيمة، بل وجهه ربه لها أن ينصب بها عند فراغه، ويرغب إليه في قيامه([66]).

 

ألزمها الكبير وروضها الصغير،([67]) وعهد بها إلى الأمير، وعلمها الأعرابي،([68]) وخصها بالمتابعة والتوجيه أهله، ودعي بالاصطبار عليها وأن يستمر بها لهم نصحه([69]) وما نسي الحديث عنها (عليه الصلاة والسلام) فضلا عن نسيان إقامتها؛ حتى سلم روحه لباريها ولسانه يلفظ بها،([70])

 

فيا أيها المكرمون بها: عبادة هذا شأنها وطاعة هذا فضلها حري بكل عاقل لبيب يدرك نفائس الأمور ويعلم أثمانها أن يحرص عليها، ولا يفرط فيها مقابل متاع من الدنيا قليل، أو يشغله عنها حطام من الدنيا حقير؛ بل الكيس من يقدمها على ذلك كله. نرجو الله لتاركها العودة والصواب، وللمفرط فيها التوبة إلى الله قبل المعاد، وللمحافظ عليها القبول والفوز يوم التناد.

 

وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الأطهار وصحابته الأبرار والتابعين الأخيار ما تعاقب الليل والنهار.

----

([1]) فإنه لما عرج بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى سدرة المنتهى كانت الصلاة بمثابة الهدية له ولأمته؛ وهي الفريضة الوحيدة التي خصها الله بتشريعها في السماء وفي الأرض.
([2]) كما في حديث معاذ -رضي الله عنه- أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "... رأسُ الأمرِ الإسلامُ وعمودُهُ الصلاةُ..." (الألباني صحيح الترغيب (٢٨٦٦).
([3]) عن عبدالله بن عمر قال عليه الصلاة والسلام: "بُنِي الإسلامُ على خمسٍ: شَهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ.." (البخاري (٨) واللفظ له، ومسلم(١٦).
([4]) وذلك لما يشترك فيها من عبادة القلب والفكر والجوارح؛ خشوع القلب وخضوعه وتدبر الفكر وحضوره وسكون الجوارح وسجودها وركوعها وقيامها.
([5]) قال الله: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28]. والصلاة من الذكر بل من أفضله وأنفعه للروح والبدن.
([6]) عن بلال وأبي أمامة وأبي الدرداء وسلمان وجابر بن عبدالله قال عليه الصلاة والسلام: "عليكُم بقيامِ اللَّيلِ، فإنَّهُ دَأْبُ الصَّالِحينَ قبلَكُم، وقُربةٌ إلى اللهِ تعالى ومَنهاةٌ عن الإثمِ وتَكفيرٌ للسِّيِّئاتِ، ومَطردةٌ للدَّاءِ عن الجسَدِ" (الألباني صحيح الجامع (٤٠٧٩).
([7]) لقول الله: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ) [العنكبوت: 45]، وقوله سبحانه: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا * إِلَّا الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ) [المعارج: 19 - 23].
([8]) لقول الله: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
([9]) كما في حديث جابر قال عليه الصلاة والسلام: "مثلُ الصلواتِ الخمسِ كمثلِ نهرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم . يغتسلُ منهُ كل يومٍ خمسَ مراتٍ" مسلم (٦٦٨).
([10]) عن أبي هريرة أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: "الصَّلواتُ الخمسُ والجمعةُ إلى الجمعةِ كفَّاراتٌ لما بينَهنَّ" (مسلم (٢٣٣)، وعن ثوبان و أبي الدرداء عليك بكثرةِ السجودِ، فإنك لا تسجدُ للهِ سجدةً إلا رفعَك اللهُ بها درجةً، وحطَّ بها عنك خطيئةً" (الألباني صحيح الجامع (٤٠٥٠).
([11]) لأنها الصلة التي بين العبد وربه في يومه وليلته في سرائه وضرائه في سفره وحضره يناجي فيها ربه ويتحدث إليه لا ينقطع عنها حتى تنقطع روحه.
([12]) عن بريدة بن الحصيب الأسلمي قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ العهدَ الذي بيننا وبينهم الصلاةُ . فمن تركها فقد كفر" (الألباني صحيح النسائي (٤٦٢).
([13]) لأن كثيرا ما يغيب الناس عن بعضهم بسبب مشاغل الدنيا والأهل ولا يجدون فرصة تجمعهم إلا المسجد والصلاة فيه.
([14]) فالبيوت التي نشأ أفرادها رجالا ونساء وأطفالا على الطاعة والمحافظة على الصلاة تكون أكثر سعادة وأفضل استقرارا وأبعد عن الشيطان ومسكنا لملائكة الرحمن بخلاف غيرها.
([15]) كما في قول النبي لمعاذ لما أرسله إلى اليمن: "فإن هم أطاعوكَ لذلِكَ فأعلمْهم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليْهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ" (الألباني صحيح أبي داود (١٥٨٤).
([16]) عن أم سلمة هند بنت أبي أمية كانت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللهِ -ﷺ-: "الصلاةَ الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكم حتى جعل يُغرغِرُ بها في صدرِه وما يُفيضُ بها لسانُه"(السلسلة الصحيحة (٢/٥٢٥).
([17]) عن عروة بن الزبير عن المسورِ بنِ المخرمةِ وابنِ عباسٍ: أنهما دخلا على عمرَ -رضيَ اللهُ عنهُ- حين طُعِنَ فقال: "الصلاةَ، إنَّهُ لا حظَّ لأحدٍ في الإسلامِ أضاع الصلاةَ "، فصلى وجُرْحُه يشعبُ دمًا، -رضيَ اللهُ عنهُ- (الألباني الإيمان لابن أبي شيبة (١٠٣) إسناده صحيح على شرط الشيخين).
([18]) لحديث ابن مسعود: "ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ، معلومُ النفاقِ. ولقد كان الرجلُ يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ" (مسلم (٦٥٤).
([19]) كونها من أعظم العبادات التي تساهم على جمع المسلمين والتأليف بينهم؛ سواء على مستوى الحي في (الصلوات الخمس) أو ما هو أكبر منه في (الجمعة) أو ما هو أكبر وأوسع (العيد).
([20]) عن أنس بن مالك قال عليه الصلاة والسلام: "مَن صلَّى للهِ أربعينَ يومًا في جماعةٍ، يُدركُ التكبيرةَ الأولى، كُتِبَ له بَراءتانِ: براءةٌ من النارِ، وبراءةٌ من النفاقِ" (صحيح الترغيب (٤٠٩) وحديث ابن مسعود "ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ، معلومُ النفاقِ . ولقد كان الرجلُ يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ" (مسلم (٦٥٤).
([21]) عن عبدالله بن مسعود سألتُ رسولَ اللهِ -ﷺ- أيُّ العملِ أفضلُ؟ قالَ: "الصَّلاةُ لوقتِها قالَ قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ برُّ الوالدين قالَ قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قالَ الجهادُ في سبيلِ اللهِ فما تركتُ أستزيدُهُ إلَّا إرعاءً عليهِ" (مسلم (٨٥).
([22]) عن أنس بن مالك: "فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ -ﷺ- ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا، ثُمَّ نودِيَ: يا محمَّدُ: إنَّهُ لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ، وإنَّ لَكَ بِهذِهِ الخمسِ خَمسينَ" (البخاري (٣٤٩) مسلم (١٦٣).
([23]) وهذا معلوم شرعا وعقلا وواقعا فعبد يحافظ عليها كل يوم مع جماعة المسلمين مهما كانت ظروفه وأشغاله فهذا يعني أنه سيحافظ على بقية الواجبات الشهرية والسنوية والعمرية، كما أن المحافظة عليها وسيلة لترك الذنوب والمعاصي.
([24]) عن أبي مالك الأشعري قال عليه الصلاة والسلام: "..والصلاةُ نورٌ، والصدقةُ برهانٌ، والصبرُ ضياءٌ، والقرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك، (صحيح الترغيب (١٨٩)، وقال الله: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا) [الحديد: 13].
([25]) عن أنس بن مالك قال عليه الصلاة والسلام: "أول ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإنْ صلحَتْ صلحَ له سائِرُ عملِهِ، وإن فسدَتْ فسَدَ سائِر عملهِ" (السلسلة الصحيحة (١٣٥٨)
([26]) عن عبدالله بن عمرو قال عليه الصلاة والسلام: "مَن حافظ عليها يعني الصلاةَ. كانت له نورًا وبرهانًا ونجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافظْ عليها لم تكنْ له نورًا ولا برهانًا ولا نجاةً، وحُشِرَ يومَ القيامةِ مع فرعونَ وهامانَ وقارونَ وأُبَيِّ بنِ خلَفٍ" (ابن باز مجموع فتاوى ابن باز (٢٧٨/١٠) إسناده حسن)، وعن سهل بن سعد الساعدي قال عليه الصلاة والسلام: "بشِّرِ المشَّائِينَ في الظُّلَمِ إلى المساجدِ بالنُّورِ التَّامِّ يومَ القيامةِ" (صحيح الترغيب (٤٢٥).
([27]) عن عبدالله بن عمرو قال: أنَّهُ: عليه الصلاة والسلام ذَكَرَ الصَّلاةَ يومًا فقالَ: "من حافظَ علَيها كانت لَهُ نورًا وبرهانًا ونَجاةً يومَ القيامةِ، ومن لم يحافِظ عليها لم يَكُن لَهُ نورٌ، ولا برهانٌ، ولا نجاةٌ، وَكانَ يومَ القيامةِ معَ قارونَ، وفرعونَ، وَهامانَ، وأبيِّ بنِ خلفٍ" (أحمد شاكر - مسند أحمد (١٠/٨٣) إسناده صحيح).
([28]) لقول الله: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ) [القيامة: 22، 23].
([29]) فقد ورد في الحديث أن رجلا سأل نبينا كيف تعرف أُمَّتَك يا رسولَ اللهِ من بين الأُممِ فيما بين نوحٍ إلى أُمَّتِك؟ قال: "هم غُرٌّ مُحَجَّلون، من أثَرِ الوضوءِ، ليس لأحدٍ كذلك غيرِهم، وأَعرفُهم أنهم يؤتون كتبَهم بأيمانِهم، وأعرفهم تسعى بين أيديهم ذريَّتُهم" (الألباني - صحيح الترغيب (١٨٠)
([30]) قال الله: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ) [القلم: ، 4342].
([31]) عن مصعب الأسلمي انطلقَ غلامٌ لنا فأتى النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال: أسألكَ أن تجعلنِي ممن تشفعُ له يومَ القيامةِ . فقال: "من علمكَ أو أمركَ أو دلكَ؟ فقال: ما أمرني إلا نفسِي . قال: إني أشفعُ لكَ ثم ردَّهُ فقال: أعنِّي على نفسِكَ بكثرةِ السجودِ" (الوادعي الشفاعة (٢٨٧).
([32]) قال الله: (عَلَى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ * مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ) [الواقعة: 15، 16].
([33]) قال الله: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ) [المعارج: 34، 35].
([34]) عن أنس بن مالك قال: "فُرِضَتْ عَلى النَّبيِّ ﷺ ليلةَ أُسرِيَ بِه الصَّلواتُ خَمسينَ، ثُمَّ نَقصَتْ حتَّى جُعِلَتْ خَمسًا، ثُمَّ نودِيَ: يا محمَّدُ: إنَّهُ لا يُبَدَّلُ القولُ لديَّ، وإنَّ لَكَ بِهذِهِ الخمسِ خَمسينَ" (البخاري (٣٤٩)، ومسلم (١٦٣).
([35]) ففي الدينا حديث معاذ لما أرسله النبي إلى اليمن فقال: "فإن هم أطاعوكَ لذلِكَ فأعلمْهم أنَّ اللَّهَ افترضَ عليْهم خمسَ صلواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ" (الألباني صحيح أبي داود (١٥٨٤)
وفي الآخرة حديث أنس بن مالك "أول ما يُحاسَبُ به العبدُ يومَ القيامةِ الصلاةُ، فإنْ صلحَتْ صلحَ له سائِرُ عملِهِ، وإن فسدَتْ فسَدَ سائِر عملهِ" (الألباني السلسلة الصحيحة (١٣٥٨)
([36]) قال ربنا: (وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) [البقرة: 125].
([37]) قال الله: (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا) [مريم: 31]. وغير ذلك من الآيات.
([38]) قال الله: (رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ) [إبراهيم: 40].. (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا) [مريم: 54، 55].
([39])عن أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: "سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تحتَ ظِلِّ عرشِه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: رجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ بالمساجدِ.." (البخاري (٦٦٠)، ومسلم (1031).
([40]) يدلل على هذا كثيرا تكراره -صلى الله عليه وسلم- لبلال بقوله: "أرحنا بها يا بلال".
([41]) عن أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: "سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ تحتَ ظِلِّ عرشِه يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه: رجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ بالمساجدِ.." (البخاري (٦٦٠)، ومسلم (1031).
([42]) كما في الحديث قال عليه الصلاة والسلام: "والملائِكةُ يصلُّونَ علَى أحدِكم ما دامَ في مجلسِه الَّذي صلَّى فيهِ ويقولونَ اللَّهمَّ اغفر لَه اللَّهمَّ ارحمهُ اللَّهمَّ تب عليهِ ما لم يؤذِ فيهِ أو يُحدث فيهِ" (البخاري (٦٤٧)، ومسلم (٦٤٩).
([43]) عن أبي هريرة "ألا أدُلُّكم على ما يمحو اللهُ به الخطايا ويرفعُ به الدَّرجاتِ؟ إسباغُ الوضوءِ على المكارِه، وكثرةُ الخُطى إلى المساجدِ، وانتظارُ الصلاةِ بعد الصلاةِ، فذلكم الرِّباطُ، فذلكم الرِّباطُ، فذلِكُم الرِّباطُ" (الألباني - صحيح الجامع (٢٦١٨).
[44])) كما في حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: " أقرَبُ ما يكونُ العبدُ من ربِّه وهو ساجِدٌ؛ فأكثِروا الدُّعاءَ" (مسلم صحيح مسلم (٤٨٢).
[45])) فعن عبدالله بن الشخير قال: رأيْتُ رسولَ اللهِ -ﷺ- يُصلِّي وفي صدرِهِ أزيزٌ كأزيزِ المرجلِ منَ البكاءِ" (ابن رجب (٧٩٥ هـ)، فتح الباري لابن رجب ٤/٢٤٥ - إسناده على شرط مسلم)
([46]) قال سبحانه واصفا لهم: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) [السجدة: 16]. وقوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ) [الزمر: 9].
([47]) عن حذيفةَ قالَ: "كانَ النَّبيُّ -ﷺ- إذا حزبَهُ أمرٌ صلَّى" (الألباني (١٤٢٠ هـ)، صحيح أبي داود (١٣١٩)
([48]) كما في حيث كان عليه الصلاة والسلم "إذا أراد جمع أصابه أمر أحد أصحابه أن ينادي فيهم" الصلاة جامعة".
([49]) عن عبدالله بن زيد أنَّ النَّبيَّ ﷺ "خرجَ يَستَسقي، فصلَّى رَكْعتينِ، واستقبلَ القِبلةَ" (الألباني صحيح النسائي (١٥١٩).
([50]) عن قبيصة بن مخارق الهلالي قال: "إنَّ الشمسَ انخسفَت، فصلَّى نبيُّ اللهِ ﷺ ركعتَينِ، حتى انجلَتْ" ابن حجر العسقلاني - إتحاف المهرة (١٢/٦٩٣) له طرق أخرى.
([51])عن جابر بن عبدالله قال: "كانَ رسولُ اللَّهِ -ﷺ- يعلِّمنا الاستخارةَ كما يعلِّمنا السُّورةَ منَ القرآنِ يقولُ إذا همَّ أحدُكم بالأمرِ فليرْكع رَكعتينِ من غيرِ الفريضةِ..." (البخاري (١١٦٢).
([52]) عن عبدالله بن عمر قال: "كان النبيُّ -ﷺ- يَغْدو إلى المُصلَّى، والعَنْزَةُ بين يديه تُحْمَلُ، وتُنْصَبُ بالمُصَلَّى بين يديه، فيُصَلِّي إليها" . البخاري (٢٥٦ هـ)، صحيح البخاري (٩٧٣)
([53]) عن عطاء بن السائب قال: "إنَّ رسولَ اللَّهِ -ﷺ- صلَّى علَى جنازةٍ، فَكَبَّرَ عليها أربعًا، وسلَّمَ تسليمةً واحدةً" (الألباني أحكام الجنائز (١٦٣) إسناده حسن).
([54]) كما في دعائه في غزوة بدر قال عمر بن الخطاب "ما زالَ يَهتِفُ بربِّهِ مادًّا يدَيهِ مُستقبِلَ القِبلةِ حتَّى سقطَ رداؤُهُ عن مَنكِبَيهِ.." (الألباني صحيح الترمذي (٣٠٨١).
([55]) عن نفيع بن الحارث الثقفي أبي بكرة قال: "كان عليه الصلاة والسلام إذا جاءَهُ أمرٌ يُسَرُّ به خرَّ ساجِدًا شكرًا للهِ تعالى" (الألباني صحيح الجامع (٤٧٠١) وهكذا لما دخل منتصرا مكة فإنه صلى ثمان ركعات داخلها شكرا لله على فتحه مكة وتخليصها من الوثنية.
([56]) عن أنس بن مالك قال عليه الصلاة والسلام: "حُبب إليَّ من دنياكم النساءُ والطيبُ وجُعل قرةُ عيني في الصلاةِ." (ابن باز حاشية بلوغ المرام لابن باز (٢٣٤) إسناده صحيح).
([57]) عن عائشة أم المؤمنين قالت قام أي رسولَ اللهِ -ﷺ- ليلةً من الليالي فقال: "يا عائشةُ ذَريني أتعبَّدُ لربي قالت: قلتُ: واللهِ إني لَأُحبُّ قُربَك وأحبُّ أن يُسرَّك قالت: فقام فتطهَّر ثم قام يصلي.." (السلسلة الصحيحة (١/١٤٧).
([58]) عن عمران بن الحصين قال عليه الصلاة والسلام: "صلِّ قائمًا فإن لم تستطع فقاعدًا فإن لم تستطِع فعلى جنبٍ" (البخاري (١١١٧)، فلا تسقط على عبد في حضره أو سفره في صحته أو في مرضه في فراغه أو في انشغاله في خوفه أو في أمنه؛ فما دام الروح في جسده فيجب أن يؤديها على أية حال.
([59]) قال الله: (مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) [المدثر: 42، 43]. وعن بريدة بن الحصيب الأسلمي "العهدُ الذي بيننا وبينهم تركُ الصلاةِ، فمن تركها فقد كفرَ" (الألباني - الإيمان لابن أبي شيبة (٤٦) على شرط مسلم).
([60]) قال الله: (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ) [النور: 37].
([61]) قال الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) [المنافقون: 9]. وفي عن عائشة أم المؤمنين سألتُ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها: ما كانَ يصنعُ النَّبيُّ في أهلِهِ؟ فقالت: كان يكونُ في مِهْنَةِ أهلِهِ، فإذا حضرتِ الصَّلاةُ خرجَ" (الألباني صحيح الأدب المفرد( ٤١٨)
([62]) كما قال الله تعالى: (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) كان الجزاء، ( خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ)، والسبب (إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الحاقة: 28 - 34].
([63]) قال ربنا: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4، 5].
([64]) قال الله: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) [مريم: 59].
([65]) عن عمار بن ياسر قال عليه الصلاة والسلام: "إنَّ العبدَ لينصرفُ من صلاتِه ولم يُكْتَبْ له منها إلا نصفَها، إلا ثُلُثَها، حتى قال: إلا عُشْرَها" (الألباني - الإيمان لابن تيمية (٢٨) حسن).
([66]) قال الله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ) [الشرح: 7، 8].
([67]) عن أبي هريرة قال عليه الصلاة والسلام: "علِّموا أولادَكُمُ الصلاةَ إذا بلَغُوا سبعًا، واضربوهم عليها إذا بلغوا عشْرًا، وفرِّقُوا بينهم في المضاجِعِ" (الألباني - صحيح الجامع (٤٠٢٦).
([68]) كما في حديث الأعرابي المسيء صلاته الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة بعد أن رآه لا يحسن الصلاة (الألباني - صحيح الترمذي (٣٠٢).
([69]) قال الله: ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) [طه: 132].
([70]) عن أم سلمة قالت: كانت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللهِ -ﷺ- "الصلاةَ الصلاةَ وما ملكتْ أيمانُكم حتى جعل يُغرغِرُ بها في صدرِه وما يُفيضُ بها لسانُه" (السلسلة الصحيحة (٢/٥٢٥).
إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات