منافع دنيوية وأخروية في حج بيت الله الحرام

أسامة بن عبدالله خياط

2023-06-23 - 1444/12/05 2023-06-23 - 1444/12/05
التصنيفات: الحج
عناصر الخطبة
1/مشاهد ومواقف تتجدد بها ذكرى خليل الله إبراهيم 2/بعض مظاهر التوحيد في الحج 3/توضيح معنى الحج المبرور 4/الحج موسم لتوثيق الصلات بين المسلمين

اقتباس

في جوار هذا البيت العتيق، وهذا الحرم الآمِن، تتوثَّق الصلاتُ بينَ أهل الإسلام، وتقوى الوشائجُ، وتسود المحبَّةُ والتعارفُ والتآلفُ والتعاطفُ، الذي هو مِنْ أظهرِ سماتِ المجتمعِ الإسلاميِّ الراشدِ، الذي يأخُذ أفرادُه بنصيبٍ وافرٍ من أعمالِ البِرِّ...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي منَّ على أهل الإسلام بفريضة الحج إلى بيته الحرام، أحمده -سبحانه- على آلائه العِظَام، ومِنَنِه الجِسَامِ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الْمَلِكِ القُدُّوسِ السلامِ، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، بين المناسك بواضح القول، وبيِّن الفعل، كيلا تضلَّ فيها الأفهامُ، ولا تَعلَق بها الأوهامُ، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، الأئمة الأبرار المتقين الأعلام، صلاةً وسلامًا دائمينِ، ما تعاقبت الليالي والأيام.

 

أما بعدُ: فاتقوا الله -عبادَ اللهِ-، واعلموا أنكم ملاقوه؛ (يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)[النَّبَإِ: 40].

 

عبادَ اللهِ: بيتُ اللهِ الحرامُ، وحرمُه الآمنُ، ومشاعرُه المبارَكةُ العظامُ كلُّ أولئك ممَّا تتجدَّد به ذكرى إمام الحنفاء، ورافع القواعد من البيت، إبراهيم أبي الأنبياء، خليل الرحمن -عليه وعلى نبينا أفضلُ صلاةٍ وأزكى سلام- كما قال عزَّ اسمُه: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127].

 

وإنَّ في الاستجابة لنداء الخليل بالحجِّ، ذلك النداءِ الذي أمرَه به ربُّه بقوله -سبحانه-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[الْحَجِّ: 27]، وفي قصدِ هذا البيتِ الشريفِ، في هذه الأشهرِ الغُرِّ، تجديدٌ لذكرى هذه النعمةِ، التي أكرَم اللهُ بها خليلَه -عليه السلام-، وهو تجديدٌ في مَواطِن الذكرياتِ الأُولى، عندَ البيتِ والحجر، والركن والمقام، والصفا والمروة، وزمزم، ومنى وعرفة والمشعر الحرام، وفيه أيضًا: توثيقُ عُرَى التوحيد الخالص للهِ ربِّ العالمينَ، وأخذ النفوس بكمالِ الالتزام به، وتمامِ العمل بما يقتضيه، والحذرِ من كل ما يضادُّه وينافيه، وهو الشركُ الذي يَحبَط به العملُ، فلا ينتفع به صاحبُه، (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الزُّمَرِ: 65]، (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا)[الْفُرْقَانِ: 23]، أي: أَشرَكُوا فيه مع الله غيرَه.

 

عبادَ اللهِ، حُجَّاجَ بيتِ اللهِ: إنَّ فرصةَ حجِّ البيت، لَهِيَ من أعظم ما يتم به تجريدُ التوحيد، وتحقيقُ العبودية لله، الذي لا معبودَ بحقٍّ إلا هو -سبحانَه-؛ إذ في كلِّ نُسُكٍ من مناسك الحج، وفي كل شعيرةٍ من شعائره، تتجلَّى العبوديةُ لله في أوضحِ صُوَرِها، ويتبدَّى أثرُها ظاهرًا في أداء هذه الشعائرِ، من نيةِ إحرامٍ، وتجرُّدٍ من المخيط، وحسرٍ عن الرؤوس، وطوافٍ بهذا البيت، واستلامِ الركنِ وتقبيلِ الحجرِ الأسودِ، والسعيِ بينَ الصفا والمروة، والوقوفِ بعرفة، والمبيتِ بمزدلفةَ ومِنًى، ورمي الجِمَار، والذبح أو النحر، وطواف الإفاضة، في كل ذلك مظهرٌ للعبودية الخالصة لله ربِّ العالمينَ، بإفراده بجميع أنواع العبادة، والتي هي الغاية مِنْ خَلقِ العِبَادِ، كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[الذَّارِيَاتِ: 56].

 

وفي مناسك الحج أيضًا تذكير بمواقف العبد في الدار الآخرة، يبعث على دوام الاستعداد لها، وعدم الغفلة عنها بزهرة الحياة الدنيا وزينتها، وهذا يقتضي من الحاج الإحسان في أداء الشعائر، بالتزام أقوم السُّبُل الموصلة إلى الغاية من رضوان الله، والظفر بكريم جزائه، الذي أبان عنه ودل عليه خبر الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- بقوله: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة"(أخرجه الشيخان في صحيحهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-).

 

وإنَّ السبيلَ الذي يتعيَّن على حاجِّ بيتِ اللهِ التزامُه وعدمُ الحيدةِ عنه، لِيحظى بهذا الموعودِ، جاء بيانُه في قوله -سبحانه-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)[الْبَقَرَةِ: 197]، وبيَّنَه رسولُ الْهُدَى -صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه- بقوله: "مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ"(أخرجه الشيخان في صحيحهما، من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-، ويشمَلُ الرفثُ غشيانَ النساءِ، وكلَّ ما يتصل به، ويشمَلُ الفسوقُ جميعَ المعاصي، ما كان منها بالقلب كالشرك بالله -تعالى-، وسائر ما قَبُحَ من الأعمال التي يكون مصدرُها القلبَ، أو ما كان بالجوارح؛ كالشتمِ واللعنِ والقذفِ والعدوانِ بمختلفِ أنواعِه، وكذلك سائرُ المحظورات التي حُظِرَتْ على الحاج أثناءَ تلبُّسِه بالإحرام.

 

ومِنَ السُّبُلِ أيضًا اختيار الحلال من الكسب، والتزود به لأداء هذه الفريضة، كما جاء في الحديث الذي أخرَجَه الإمامُ مسلمٌ في صحيحه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا، وإنَّ اللَّهَ أمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بما أمَرَ به الْمُرْسَلِينَ، فقالَ: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)[الْمُؤْمِنَونَ: 51]، وَقَالَ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)[الْبَقَرَةِ: 172]، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ بالحَرامِ، فأنَّى يُسْتَجابُ لذلكَ؟ !".

 

وإنَّ للحاجِّ في كل خطوة من خطواته، منذ أن يَبرَح بيتَه ويُفارِق وطنَه حتى يقضيَ مناسِكَه ويختمَ أعمالَ حجِّه: مواقفَ دعاء وتضرُّع، يقتضي منه أن يُطَيِّبَ كسبَه، وأن تزكوَ نفقتُه.

 

ومِنَ السُّبُلِ التي تتعيَّن على الحاج الإخلاص لله -تعالى- في كل ما يعمل من عمل، وتحري الإتيان به، على الوجه المشروع، السالم من الابتداع، قال الفضيل بن عياض -رحمه الله- في قوله -سبحانه-: (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)[هُودٍ: 7]: "إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبَلْ، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبَلْ حتى يكون خالصًا صوابًا، والخالصُ أن يكون لله، والصوابُ ما كان على السُّنَّة".

 

وإنَّ من الإخلاص -يا عبادَ اللهِ- ألَّا يَقصِدَ الحاجُّ بحجه الفخرَ والرياءَ والسمعةَ، فإنَّه خرَج ابتغاءَ رضوان الله، ورجاءَ ثوابه، جاء في الحديث القدسي الذي يرويه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن ربِّه: "أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ"(أخرجه الإمام مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-).

 

وأمَّا وجوبُ أن يكون العملُ على الوجه المشروع؛ وهو ما كان مُوافِقًا لسُنَّةِ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقد أمَر به اللهُ -تعالى- وجعَلَه أساسًا لصحةِ الاتباعِ، وسببًا لمحبةِ اللهِ، وطريقًا إلى غفرانِ الذنوبِ، فقال عز من قائل: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 31].

 

وإنه لَجديرٌ بحاجِّ البيتِ أن يتحرَّى السُّنَّةَ في كلِّ عملٍ من أعمالِ حجِّه؛ بأن يضعَ نُصبَ عينيه ما صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صفةِ حجتِه التي عُرِفَتْ بحجةِ الوداعِ، وأَنْ يتخذَ منها منارًا يهتدي به، ومَرجِعًا يثوبُ ويحتكمُ إليه، وصدَق -سبحانه- إذ يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)[الْأَحْزَابِ: 21].

 

نفعني اللهُ وإيَّاكم بهديِ كتابِه، وبسُنَّةِ نبيِّه -صلى الله عليه وسلم-، أقول قَوْلِي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولكافة المسلمين من كل ذنب، إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله القديم المنَّان، واسع العطايا، قديم الإحسان، أحمده -سبحانه- والحمدُ واجبٌ له في كل آنٍ، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وَعَدَ مَنْ حجَّ الحجَّ المبرورَ برفيع الجِنان، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ.

 

أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: في جوار هذا البيت العتيق، وهذا الحرم الآمِن، تتوثَّق الصلاتُ بينَ أهل الإسلام، وتقوى الوشائجُ، وتسود المحبَّةُ والتعارفُ والتآلفُ والتعاطفُ، الذي هو مِنْ أظهرِ سماتِ المجتمعِ الإسلاميِّ الراشدِ، الذي يأخُذ أفرادُه بنصيبٍ وافرٍ من أعمالِ البِرِّ، بالإحسانِ إلى الفقراءِ واليتامى والأراملِ، ودعمِ المؤسَّساتِ الخيريةِ الرسميةِ والمعتمَدةِ، بإمدادها بألوانِ المعونةِ، التي تُعِينُها على القيام بأعمالٍ تطوعيةٍ جميلةِ السعي، جليلةِ المرادِ، فإنَّ هذا من النفقة في الحج والعمرة، التي يُؤجَر عليها المنفِقُ، ويُشكَر له سعيُه، ففي الصحيحين وغيرهما عن أُمِّ المؤمنينَ عائشةَ -رضي الله عنها- أن رسولَ الله عليه وسلم قال لها في عمرتها: "إنَّ لكِ مِنَ الأجرِ على قَدْرِ نَصَبِكِ أو نفقتِكِ"، وفي رواية في بعض طرق الحديث بالعطف: "على قَدْرِ نَصَبِكِ ونفقتِكِ"، وهو مِنَ الإحسانِ في الحجِّ الذي يكونُ صاحبُه معدودًا في مَنْ عَنَى اللهُ -تعالى- بقوله جلَّ ذِكرُه: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)[يُونُسَ: 26].

 

فاتقوا الله -عباد الله-، واعملوا على أن تكونوا ممن أحسن في حجه، بأدائه على ما شرع الله ورسوله، وابتغى الوسيلة إليه بكل ما يرضيه، من كل قول سديد وفعل جميل.

 

واذكروا على الدوام أن الله -تعالى- قد أمركم بالصلاة والسلام على خير الأنام، فقال في أصدق الحديث وأحسن الكلام: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم بارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن سائر الآل والصحابة والتابعين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، واحمِ حوزة الدين، ودمِّر أعداء الدين، وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين، ووحِّد صفوفهم، وأصلِح قادتهم، واجمَعْ كلمتَهم على الحق يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهم انصر دينك وكتابك وسُنَّةَ نبيكَ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وعبادكَ المؤمنينَ المجاهدينَ الصادقين، اللهم آمنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاة أمورنا، وأيِّد بالحق إمامَنا ووليَّ أمرنا، وهيِّئ له البطانة الصالحة، ووفِّقه لما تحب وترضى، يا سميع الدعاء، اللهم وفِّقه ووليَّ عهده إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين، وإلى ما فيه صلاح البلاد والعباد، يا مَنْ إليه المرجع يوم التناد.

 

اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكِّها أنتَ خيرُ مَنْ زكَّاها، أنتَ وليُّها ومولاها، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلِح لنا آخرتَنا التي إليها معادُنا، واجعل الحياةَ زيادةً لنا في كل خير، واجعل الموتَ راحةً لنا من كل شر.

 

اللهم أحسِن عاقبتَنا في الأمور كلها، وأجِرْنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوُّل عافيتك، وفُجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

 

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكَرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين، اللهم اكفنا أعداءك وأعداءنا بما شئت يا ربَّ العالمينَ، اللهم إنا نجعلك في نحور أعدائك وأعدائنا ونعوذ بك من شرورهم.

 

اللهم اشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا، اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام، وسيئ الأسقام.

 

(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، وَصَلَّى الله وسلم على عبده ورسوله، نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

المرفقات

منافع دنيوية وأخروية في حج بيت الله الحرام.doc

منافع دنيوية وأخروية في حج بيت الله الحرام.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات