مكانة الحج في الإسلام

عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان

2022-10-10 - 1444/03/14
عناصر الخطبة
1/بيان فضيلة الحج ومكانته 2/ شروط قبول الأعمال عند الله تعالى 3/ بيان حكم الحج وشروطه 4/ ذكر بعض آداب الحج
اهداف الخطبة
الترغيب في الحج / تعليم الناس بعض أحكام الحج وآدابه
عنوان فرعي أول
كيوم ولدته أمه
عنوان فرعي ثاني
حتى يكون الحج مبرورا
عنوان فرعي ثالث
شروط وأحكام

اقتباس

وينبغي لمن أراد الحج أو العمرة، أن يستحضر فيه التقرب إلى الله، في جميع حالاته؛ لتكون أقواله، وأفعاله، ونفقاته، محتسباً فيها الأجر عند الله. وينبغي أيضاً أن يبادر إلى الخروج من المظالم، وردها لأهلها، ويستحل من له عليه ظلامه من نفس، أو مال، أو عرض، وأن يؤدي الديون والأمانات، ويرد العواري إلى أهلها. وينبغي أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة: من الكرم، والجود، والمسامحة، والشهامة، وبساطة الوجه، وقضاء حوائج المسلمين، وإعانتهم في أمورهم، وإدخال السرور عليهم.

 

 

 

الحمد لله الذي رتب على حج بيته الحرام كل خير جزيل، ويسر أسبابه، وهون الوصول إليه والسبيل، وقال: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) [الحج: 27]، في محكم التنزيل.

وأشكره سبحانه على إنعامه، وإقامة الدليل، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الملك الحق الجليل.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله، أفضل الخلق، وأكملهم في كل خُلق جميل، اللهم صل وسلم، وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين له بإحسان، في كل عمل نبيل.

أما بعد:

  فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى، وراقبوه مراقبة الخائف الذليل، وأعلموا أن الحج كما هو فريضة لازمة على كل مسلم فإنه أيضاً من أفضل الأعمال.

كما في الحديث عن نبي الأنام، عليه أفضل الصلاة، وأكمل السلام، إنه قال: "من حج ولم يرفث، ولم يفسق، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

والحج من أفضل القربات، وأعظم العبادات، وأجل الطاعات؛ لأنه أحد أركان الإسلام، التي بعث الله بها نبيه محمداً عليه الصلاة والسلام. والعبادات لا يتم التقرب إلى الله بها، ولا تكون مقبولة عنده، حتى تتضمن شرطين:

الأول: إخلاص العمل لله، بأن يفعل العبادة قاصداً بها وجه الله، والدار الآخرة.

والشرط الثاني: تجريد المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله. والعبادات تارة تكون باللسان، كالذكر والدعاء، وتارة تكون على القلب، كالخوف والرغبة والخشوع، وتارة تكون على البدن، كالصلاة، وتارة تكون على المال، وتارة تكون على البدن والمال جميعاً، والقلب واللسان، كالحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم واجب لا زم.

يقول صلى الله عليه وسلم في شأن الحج: "خذوا عني مناسككم".

وقال في شأن الصلاة: "صلوا كم رأيتموني أصلي".

وبين النبي صلى الله عليه وسلم أهمية الحج فقال: "أيها الناس أن الله كتب عليكم الحج فحجوا؛ فإن أحدكم لا يدري ما يعرض له".

ويجب الحج والعمرة بشروط خمسة، وهي: الإسلام، والعقل، والبلوغ، والحرية، والاستطاعة. فلا يصح الحج من كافر، ولا مجنون، ولا يكفي الصغير والعبد، عن حج الإسلام، بل يصح منهما إلا إذا بلغ الصبي، أو عتق العبد، قبل الخروج من عرفة؛ فإنه يكفيهما عن حجة الإسلام. والاستطاعة: قال ابن عباس رضي الله عنهما: " هي الزاد والراحلة المبلغة إليه". وللحج خصوصية من بين سائر العبادات، منها أنه يجوز النيابة فيه وهي أنه ينطق عند الإحرام بما يريد من حج، أو عمرة أوهما جمعا، والنيابة إنما تجوز عن الميت، أو المريض الذي لا يرجى برؤه، أو الكبير الذي لا يستطيع الثبوت على الراحلة، إذ كان النائب قد حج عن نفسه حجة الإسلام، وإلا فليبدأ بنفسه أولاً، ثم عن من أنابه.

لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم للرجل الذي قال: لبيك عن شبرمة، قال: " ومن شبرمة؟". قال: أخي مات ولم يحج، قال: " أحججت عن نفسك؟". قال: لا. قال: " حج عن نفسك، ثم حج عن شبرمة".

ويقصد من أخذ النيابة؛ ليحج ويزور المشاهد العظام، لا يكون قصده بالحج ليأخذ المال؛ فإن ذلك خللاً في نية الإنسان.

كما قال صلى الله عليه وسلم: " إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

ولا يجوز للمرأة أن تسافر للحج، أو لغيره بدون محرم من الرجال، كما حرم ذلك عليها نبي الله صلوات الله وسلامه عليه بقوله: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر، أن تسافر ميسرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم".

وينبغي لمن أراد الحج أو العمرة، أن يستحضر فيه التقرب إلى الله، في جميع حالاته؛ لتكون أقواله، وأفعاله، ونفقاته، محتسباً فيها الأجر عند الله. وينبغي أيضاً أن يبادر إلى الخروج من المظالم، وردها لأهلها، ويستحل من له عليه ظلامه من نفس، أو مال، أو عرض، وأن يؤدي الديون والأمانات، ويرد العواري إلى أهلها. وينبغي أن يتخلق بالأخلاق الفاضلة: من الكرم، والجود، والمسامحة، والشهامة، وبساطة الوجه، وقضاء حوائج المسلمين، وإعانتهم في أمورهم، وإدخال السرور عليهم. وينبغي أن يقول عند سفره وفي سفره: ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنه: اللهم أنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى، اللهم هون علينا سفرنا هذا، واطوِ لنا بعده، اللهم أنت الصاحب في السفر و الخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من عناء السفر، وكآبة المنظر، وسوء المنقلب، في المال والأهل.

وإذا وضع رجله في المركوب قال، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.

سبحان الذي سخر لنا هذا، وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون.

ويحرص على الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإرشاد رفقته، وإخوانه المسلمين لما ينفعهم، ونهيهم عن ما يضرهم، في أمر دينهم، ودنياهم؛ فإن هذا من أهم الأمور في كل زمان ومكان؛ وعليه مبنى الشريعة وهو دعوة الرسل عليه السلام.

اللهم إنا نسألك هداية الصراط المستقيم، والتوفيق للعمل الصالح والثبات على دينك،يا ذا الجلال والإكرام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) [آل عمران: 97].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

المرفقات

479

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات