عناصر الخطبة
1/الحج وتحقيق التوحيد، وإخلاص العبودية لله، والبراءة من الشرك 2/الحج وسيلة لتحقيق التقوى 3/الحج وإقامة ذكر الله 4/الحج وتعميق الاستجابة لله، والطواعية لأمره 5/الحج وتقوية الإيمان 6/الحج وتهذيب الأخلاق 7/فوائد عدم التعجل في الحجاقتباس
أيها المؤمنون -عباد الله-: لقد شرع الله -جلَّ وعلا- لعبادة الحج، تلك العبادة العظيمة، والطاعة الجليلة، شرعها جل وعلا لمقاصد عظيمة، وحكَمٍ جليلة، وأهدافٍ نبيلة ينبغي على المسلم أن يعيَها؛ ليعظُم أجره، وليتمَّ عمله، وليزيد بذلك ثوابه عند الله، وليحقق بذلك ما شُرع الحج لأجله من المقاصد العظيمة، والأهداف النبيلة.أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم ذلك، وأجلَّه على الإطلاق: تحقيق التوحيد، وإخلاص العبودية لله، والبراءة من الشرك، والخلوص منه، بل إن هذا...
الخطبة الأولى:
الحمد لله ذي الجلال والإكرام، فرض على عباده حج بيت الله الحرام، ورتَّب على ذلك وافر الأجر، وجزيل الإنعام، فمن حج لله فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمّه نقيًا من الذنوب والآثام، وأشهد أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له الملكُ العلَّام، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله خير من صلى وحج وصام؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه الكرام.
أمَّا بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله -تعالى-، وراقبوه سبحانه مراقبة من يعلمُ أنَّ ربَّه يسمعُه ويراه.
وتقوى الله -جل وعلا- خير زادٍ يبلِّغ إلى رضوان الله، قال الله -تعالى-: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ) [البقرة: 197].
أيها المؤمنون -عباد الله-: لقد شرع الله -جلَّ وعلا- عبادة الحج، تلك العبادة العظيمة، والطاعة الجليلة، شرعها جل وعلا لمقاصد عظيمة، وحكَمٍ جليلة، وأهدافٍ نبيلة ينبغي على المسلم أن يعيَها؛ ليعظُم أجره، وليتمَّ عمله، وليزيد بذلك ثوابه عند الله، وليحقق بذلك ما شُرع الحج لأجله من المقاصد العظيمة، والأهداف النبيلة.
أيها المؤمنون -عباد الله-: وإن أعظم ذلك، وأجلَّه على الإطلاق: تحقيق التوحيد، وإخلاص العبودية لله، والبراءة من الشرك، والخلوص منه، بل إن هذا المقصد هو الغاية التي خلق الله الخلق لأجلها، وأوجدهم لتحقيقها، وعليها يقوم الحج وغيره من الطاعات، وفي سياق ذكرِ جابر -رضي الله عنه- لحجة النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "فَأَهَلَّ النَّبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالتوحيد، فقال: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ".
ومن مقاصد الحج -عباد الله-: تحقيق تقوى الله -جل وعلا-؛ ولذا تكررت الوصية بالتقوى في آيات الحج من سورة البقرة وسورة الحج؛ ففي أول آية من آيات الحج في سورة البقرة، قال الله -عزَّ وجل-: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)[البقرة: 196].
وفي الآية التي تليها، قال سبحانه: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ )[البقرة: 197].
وفي الآية الأخيرة من هذه الآيات، قال جل في علاه: (وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ )البقرة: 203].
وفي آيات الحج في سورة الحج، قال الله –تعالى-: (ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)[الحج: 32].
ثم قال بعدها بآيات: (لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ) [الحج: 37].
ومن مقاصد الحج -عباد الله-: إقامة ذكر الله -جل وعلا-؛ وقد تكررت الوصية بذكره جلَّ في علاه في آيات الحج في سورة البقرة وفي سورة الحج، قال الله -سبحانه وتعالى-: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ)[البقرة: 198].
ثم قال الله -جل وعلا- بعد ذلك: (فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا)[البقرة: 200].
ثم قال الله -عز وجل- بعد ذلك: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ)[البقرة: 203].
وفي سورة الحج، قال الله -عزَّ وجل-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ) [الحج: 27-28].
وفي المسند عن عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَبِالصَّفَا وَالمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-".
ومن مقاصد الحج العظيمة: تعميق الاستجابة لله، والطواعية لأمره جلَّ في علاه، والاتباع لهدي النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام-.
وتأمَّلوا -رعاكم الله- في تلك الكلمات العظيمات التي يرددها الحجاج عشرات المرات، بل مئات المرات في سيرهم إلى مكة، وفي تنقلاتهم بين المشاعر: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لَا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ، لَا شَرِيكَ لَكَ".
دعاهم جل وعلا لحج بيته الحرم، فاستجابوا لهذا النداء، وأعلنوا تلبيتهم واستجابتهم بقولهم: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ" أي استجابةٌ من بعد استجابة، وامتثالٌ يتلوه امتثال.
وفي هذا -أيها المؤمنون-: عبرةٌ عظيمة، وعظةٌ بالغة؛ فيا من دعاه الله -عز وجل- للحج، فقال: "لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ".
لقد دعاك جلَّ وعلا إلى أمور هي أعظم من الحج وأجلّ، ومنها: الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين، فما حالك مع الصلاة؟ وما حالك مع فرائض الإسلام الأخرى؟ وما حالك مع تجنُّب النواهي والبعد عن الآثام؟ هل لبَّيت النداء؟ هل استجبت لأمر الله -جل وعلا-؟
فكم في الحج -عباد الله- من عبرة عظيمة في تحقيق الاستجابة، وتعميق الطواعية، والامتثال لله -جل وعلا- والاقتداء بالرسول الكريم -عليه الصلاة والسلام- القائل: "لِتَأْخُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ".
وكما أن مناسك الحج لا تُقبل إلا بالاتباع، فإنَّ أعمال المرء كلها وطاعاته جميعها لا تُقبل إلا بالاتباع؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: "مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" أي مردود على صاحبه، وغير مقبول منه.
ومن مقاصد الحج العظيمة -أيها المؤمنون-: استشعار منّة الله على عبده بالهداية والتوفيق للطاعة، والسلامة من سبيل أهل الضلال.
وقد مر معنا قول الله -جل وعلا-: (وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ) [البقرة: 198].
وفي خاتمة الآيات الكريمات آيات الحج في سورة الحج، قال الله -عز وجل-: (كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ )[الحج: 37].
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن مقاصد الحج العظيمة: تقوية الإيمان؛ فكم في الحج من مجالاتٍ متنوعات لإصلاح النفوس، وتهذيب القلوب، وتقوية الإيمان، وزيادة الصلة بالرحمن -جل وعلا-.
أيها المؤمنون: كم في الحج من دعوات مستجابات؟ وكم في الحج من صدق إقبال على رب الأرض والسماوات؟ كم دمعة في الحج أريقت؟ وكم من دعوة صادقة أجيبت؟ وكم من خطيئة أقيلت؟ وكم من رقبةٍ من النار أعتقت؟ وكم من حالٍ في الحج تحولت من سيء إلى حسن، ومن حسن إلى أحسن؟
فإن الحج فرصة عظيمة للتحول من حال التفريط والإضاعة إلى حال الامتثال والاستجابة والطاعة.
أيها المؤمنون -عباد الله-: ومن مقاصد الحج العظيمة: تهذيب الأخلاق، والتمرين على الآداب الكريمة، والأخلاق الفاضلة العظيمة: (فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 197].
ومن مقاصد الحج العظيمة -أيها المؤمنون-: نيل الغفران، والفوز بالرضوان، والعتق من النيران.
ولقد ثبت في الصحيح عن نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ".
أي بلا ذنب ولا خطيئة، وكم لله -جل وعلا- في الحج ولاسيما في عشية عرفة من عتقاء من النار؟.
أيها المؤمنون: إن الحج شُرع لمقاصد عظيمة، وغايات جليلة، وأهداف نبيلة، ينبغي على المسلم أن يعيَها، وأن يستشعرها، ليعظُم حظه ونصيبه من عبر الحج ودروسه وعظاته، وليحقق بذلك شهود منافع الحج الجليلة التي دعا الله -سبحانه وتعالى- عباده لشهودها، وحسن الانتفاع منها في قوله جل في علاه: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ) [الحج: 27 - 28].
فإن اللام هنا لام التعليل، أي أذِّن فيهم بالحج من أجل أن يشهدوا منافعه العظيمة، وعبَره الجليلة، ودروسه المتنوعات.
اللهم انفعنا بهدي كتابك، ووفقنا لاتباع سنة نبيك صلوات الله وسلامه عليه، وأصلح لنا شأننا كله، ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله كثيرا، أحمده سبحانه حمد الشاكرين، وأثني عليه ثناء الذاكرين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله الأولين والآخرين، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين؛ صلى الله وسلَّم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
أيها المؤمنون -عباد الله-: اتقوا الله –تعالى-، اتقوا الله -عز وجل- وراقبوه جل وعلا في أعمالكم كلها؛ فإن الله -عزَّ وجل- يعلم السر وأخفى، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
أيها المؤمنون: يقول الله -جل وعلا- في خاتمة آيات الحج في سورة البقرة: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ)[البقرة: 203].
أيها المؤمنون: إن عدم التعجل فيه فوائد عظيمة، أهمها:
أن ذلك فيه موافقة لعمل النبي -صلوات الله وسلامه عليه-، فإنه صلى الله عليه وسلم تأخر ولم يتعجَّل.
والفائدة الثانية: أن ذلك أكثر عملا، وإذا كثر العمل مع الاتباع والإخلاص عظم الثواب والأجر عند الله -جل وعلا-.
والفائدة الثالثة تتعلق بوضع الحج في أيامنا هذه وما يشهده من زحام، ومن إصلاحات في المطاف؛ فإذا تأخر المسلم فإن ذلك فيه مراعاة للتخفيف ومعاونة في هذا الباب العظيم، وإنَّ المسلم ليؤجر أجرًا عظيمًا في مراعاته لحال حجاج بيت الله الحرام تخفيفًا لهم، وبُعدا عن تكثيف الزحام في يوم النفر الأول.
ونسأل الله -عز وجل- بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وبأنه الله الذي لا إله إلا هو أن ييسر لحجاج بيت الله حجهم، اللهم يسِّر لهم حجهم يا رب العالمين، اللهم يسِّر لهم حجهم يا رب العالمين، وتقبل منهم أعمالهم أجمعين، اللهم ولا تردهم خائبين، اللهم اغفر لهم ذنوبهم، وكفِّر عنهم سيئاتهم، ومنَّ علينا وعليهم بالعتق من النيران، يا رب العالمين.
واعلموا أنَّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدى هدى محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله مع الجماعة.
وصلُّوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمد ابن عبد الله، كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب: 56].
وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".
اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميدٌ مجيد.
وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين؛ أبى بكرٍ الصديق، وعمرَ الفاروق، وعثمانَ ذي النورين، وأبي الحسنين علي، وارض اللهمَّ عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين.
اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان، اللهم كن لهم ناصرًا ومُعِينا وحافظًا ومؤيِّدا.
اللهم وعليك بأعداء الدين فإنهم لا يعجزونك، اللهم إنَّا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين.
اللهم أعذنا والمسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم من أرادنا أو أراد أمننا وإيماننا بسوءٍ فأشغله في نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميره يا رب العالمين.
اللهم وفِّق ولي أمرنا لهداك، وأعِنه على رضاك، اللهم سدِّده في أقواله وأعماله، اللهم وارزقه البطانة الصالحة الناصحة يا رب العالمين.
اللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك يا رب العالمين.
اللهم ولِّ على المسلمين خيارهم، واصرف عنهم شرارهم يا رب العالمين.
اللهم آت نفوسنا تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليُّها ومولاها.
اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.
اللهم اغفر ذنوب المذنبين، وتب على التائبين، واكتب الصحة والعافية والغنيمة والأجر الموفور للحجاج والمعتمرين ولعموم المسلمين، يا رب العالمين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شر.
ربنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله: اذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم