عناصر الخطبة
1/الحثّ على فتح الخير وإغلاق الشرّ 2/ أمثلة من أنواع الناس في ذلكاهداف الخطبة
التشويق لفتح أبواب الخيرات وغلق الشرور/ التذكير ببعض طرق الخير/ توضيح أن الناس في الخير والشر على مراتبعنوان فرعي أول
من خير الناسعنوان فرعي ثاني
حتى نكون منهمعنوان فرعي ثالث
المثبطون من الناساقتباس
فمن كان منكم مخلصاً لله، ناصحاً لعباد الله، ساعياً في الخير بحسب إمكانه, فذاك مفتاح للخير حائزٌ للسعادة، ومن كان بخلاف ذلك فهو مغلاق للخير، وقد تحققت له الشقاوة.
الحمد لله الفتاح العليم، الملك العظيم، الرب الحكيم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البَرُّ الرحيم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الذي قال فيه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4] اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم في هديهم القويم.
أما بعد:
أيها الناس, اتقوا الله تعالى بفعل الخير وترك العصيان، وتعاونوا على البر والتقوى, ولا تعاونوا على الإثم والعدوان؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الخير والشر خزائن, ولهذه الخزائن مفاتيح, فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير, مغلاقاً للشر, وويلٌ لمن كان مغلاقاً للخير, مفتاحاً للشر".
بهذا الذي ذكر المصطفى توزن الرجال، وبه يعرف أهل النقص من أهل الكمال؛ فكونوا رحمكم الله مفاتيح للخير, مغاليق للشر والآفات.
فمن كان منكم مخلصاً لله، ناصحاً لعباد الله، ساعياً في الخير بحسب إمكانه - فذاك مفتاح للخير حائزٌ للسعادة، ومن كان بخلاف ذلك فهو مغلاق للخير، وقد تحققت له الشقاوة.
من الناس من إذا اجتمع بهم في مجالسهم, حرص على إشغالهم فيما ينفعهم في دينهم وديناهم، ومنهم من يشغلهم بما يضر وما لا يعني, فهذا قد حرمهم الخير وأشقاهم.
ومنهم من يسعى في تقريب القلوب, وجمع الكلمة والائتلاف، ومنهم من يسعى في إثارة الفتن والشقاق والتنافر والخلاف.
ومنهم من يجتهد في قلع ما في قلوبهم من البغضاء، ومنهم من يلهب في قلوبهم الشحناء.
ومنهم من يحث على الجود والكرم والسماحة، ومنهم من يدعو إلى البخل والشح والوقاحة.
ومنهم من يتنوع في فعل المعروف في بدنه وقوله وماله، ومنهم من لا يعرف المعروف ولو قل فلا تسأل عن سوء حاله.
ومنهم من مجالسه مشغولة بالغيبة والنميمة والوقيعة في الناس، ومنهم من ينزه نفسه عن ذلك وينزه الجلاس.
ومنهم من تذكر رؤيته بالله، ويعين العباد في مقاله وحاله على طاعة الله، ويأمرهم بالقيام بالحقوق الواجبة والمسنونة، ومنهم المثبط عن الخير, وأحواله غير مأمونة ..؛ فتبارك الذي فاوت بين العباد هذا التفاوت العظيم.
فهذا كريم على الله وعلى خلقه وهذا لئيم، وهذا مبارك على من اتصل به وهذا داع إلى كل خلق ذميم، وهذا مفتاح للبر والتقوى وطرق الخيرات وهذا مغلاقٌ لها ومفتاح للشرور والآفات، وهذا مأمون على النفوس والأعراض والأموال وهذا خائن لا يوثق به في حال من الأحوال، وهذا قد سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا لم يسلم منه أحد, وربما سرت أذيتُه على أهله وولده..
أجارني الله وإياكم من منكرات الأعمال والأخلاق والأهواء, وعافانا من كل شر قاصر ومتعد ومن البلوى، ورزقنا الهدى التقى والعفاف والغنى، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً) [الأحزاب:70].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم