معركة نهر طلاس

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2024-03-13 - 1445/09/03
التصنيفات: وقائع تاريخية

اقتباس

في النهاية انضمت قبائل القارقول في القتال إلى المسلمين، وكان دخولهم القتال حاسماً، فقد تمزق الجيش الصيني شر ممزق ولم ينج منها سوى أعداد صغيرة، ووقع في الأسر أكثر من عشرين ألفاً من الصينيين تم بيعهم في أسواق بغداد وسمرقند وبخارى كرقيق.

معركة نهر طلاس: المعركة المنسية التي غيرت مسار التاريخ والحضارة العالمية

 

ربما يكون العنوان صادماً ومستغرباً من الكثيرين!! فما تلك المعركة المنسية التي غيرت شكل التاريخ والحضارة العالمية؟! وكيف لم يتسنى لكثير من المسلمين معرفتها والاطلاع على سير أحداثها ونتائجها ذات الأثر العالمي المدوي؟! وهل بلغ بعد المسلمين وفصامهم عن تاريخهم المجيد إلى هذا الحد الذي دفعنا للقول بأنها واحدة من المعارك القليلة التي غيرت شكل التاريخ الحضاري والاجتماعي والديني -أيضاً-، ومع ذلك لا يعرف غالب المسلمين عنها الآن شيئاً!!

 

باختصار تلك المعركة نستطيع أن نضعها في مصاف معارك الإسلام الكبرى والفاصلة في التاريخ والتي غيرت شكل العلاقة والدول العالمية وقتها؛ فكما أنهت معركتي القادسية ونهاوند إمبراطورية الفرس في العراق وإيران للأبد، وكما أنهت معركة اليرموك إمبراطورية الروم في الشام والجزيرة، فمعركة نهر طلاس أنهت النفوذ الصيني في أسيا الصغرى ورسمت خريطة إمبراطورية الصين بشكلها الحالي، وشكلت في الوعي الصيني النظرة العدائية للمسلمين على مر العصور حتى وقتنا الحاضر.

 

معركة من هذا العيار والأثر كان لازماً علينا التعرض لأحداثها بالسرد والدراسة والتقييم لاستخلاص أهم الدروس والعبر في وقتنا الذي يتعرض فيه العالم الإسلامي لأكبر تحد له في العصر الحديث، وهو تحدي الاستهداف والرغبة العارمة لدى خصوم الأمة في استئصالها.

 

الصين تحت حكم أسرة تانج

كان للصين على مر التاريخ نفوذ كبير في قارة أسيا، حيث كانت أحد أقدم وأهم الحضارات الإنسانية في التاريخ القديم، وتبسط هيمنتها على شرق القارة الأسيوية بأكملها بمساحة شاسعة من الأرض. وقد مرت إمبراطورية الصين بالعديد من الأدوار التاريخية والأسر الحاكمة لفترات تمتد لأكثر من ألفين سنة قبل الميلاد.

 

وتعتبر أسرة أو سلالة "تانج" أحد أهم السلالات الحاكمة للصين لسببين هامين: الأول: أن الصين بلغت في عهد تلك السلالة ذروة المجد الحضاري ووصفت فترة حكمها بالعصر الذهبي للصين. الثاني: أن هذه الأسرة سيكون من قدرها تزامن قيامها مع قيام دولة الإسلام في المدينة النبوية المنورة تحت قيادة سيد البشر قاطبة؛ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فقد حكمت هذه السلالة بلاد الصين ابتداءً من سنة  618 م في نفس العام الذي حقق فيه المسلمون انتصارهم المدوي على تحالف المشركين في غزوة الأحزاب سنة 5 ه، وهي السنة التي سيتحول فيها المسلمون من الدفاع عن دولتهم الوليدة في المدينة إلى الهجوم على أعداء الدولة وبداية حركة الفتوحات الإسلامية.

 

أسرة تانج استطاعت بالعلاقات التجارية القوية والسيطرة على طريق الحرير الاستراتيجي في التجارة العالمية قديماً أن تجني ثروات ضخمة مكنتها من الازدهار والنمو والاتساع. ورغم اتباعها لأسلوب القوة الناعمة في مدّ نفوذها في قارة أسيا إلا إنها واجهت خصمين لدودين خاضت معهما معارك مريرة وطويلة.

الخصم الأول: إمبراطورية التبت والتي عاصر قيامها استلام أسرة تانج الحكم في الصين. وكانت إمبراطورية التبت ذات طموحات توسعية كبيرة وعداء كامل مع العرق والإمبراطورية الصينية، ومن ثم دخلت في معارك طويلة مع أسرة تانج من أجل السيطرة والهيمنة على مناطق أسيا الوسطى تحديداً.

 

الخصم الثاني: قبائل الإيجور الأتراك في شمال غرب الصين أو ما يُعرف في المراجع العربية بتركستان الشرقية.

 

ومازالت حتى اليوم حالة العداء الشديد بين الصينين وسكان التبت والإيجور الأتراك المسلمين حتى اليوم قائمة، والتنكيل الصيني بحقهما على أشده، حالة شكلها التاريخ القديم مما يبين جذور العداء وطبيعة العلاقة بين الصين والعالم الإسلامي.

 

ظهور القوة الإسلامية

في الوقت التي كانت أسرة تانج تمد نفوذها شرقاً وغرباً وتتنامى قوتها في شرق المعمورة، حدث تطور كبير وفارق في الساحة العالمية بظهور قوة جديدة وفتية ووثابة، هي قوة الإسلام ودولته التي استطاعت في أقل من عشرين سنة أن تحطم أكبر القوى العالمية الموجودة على الساحة وقتها؛ الروم والفرس، فكان من الطبيعي أن تتوجس إمبراطورية توسعية مثل الصين في عز مجدها واتساعها من ظهور تلك القوة الجديدة.

 

ولكن بعد المسافة بين بلاد الصين في شرق أسيا والقوة الإسلامية الجديدة والتي كانت مازالت تستكمل فتح الهضبة الإيرانية جعل إمبراطور الصين لا يتدخل في تعطيل حركة الفتوحات الإسلامية، وخاصة وأن المسلمين قد قضوا على الدولة الساسانية التي كانت تنافس الصين في السيطرة على أسيا الوسطى وطريق التجارة العالمية.

 

الدولة الأموية وجهاد في الأربع جهات

لا يُعلم تاريخياً أي دولة إسلامية حققت نجاحات وفتوحات وتوسعات استراتيجية مثلما فعلت الدولة الأموية. تلك الدولة التي تبارى الكثيرون في تشويه تاريخها العسكري المجيد استطاعت أن تصل بحدود دولة الإسلام لأقصى اتساعها. فقد فتحت الشمال الأفريقي كله، ثم وثبت إلى أوروبا وفتحت الأندلس، وحاصرت القسطنطينية عدة مرات وكادت أن تفتحها.

وفي الشرق برزت فتوحات الوالي الشهير الحجاج بن يوسف الثقفي وقواده كبار أبطال الإسلام؛ محمد بن القاسم فاتح بلاد السند-باكستان اليوم-وقتيبة بن مسلم الباهلي صاحب الأثر الكبير والبلاء الحسن في فتح أسيا الوسطى. فقد نجح في فتح الكثير من النواحي والممالك والمدن الحصينة، مثل: بلخ، وبيكند، وبخارى، وشومان، وكش، والطالقان، وخوارزم، وكاشان، وفرغانة، والشاش، وكاشغر الواقعة على حدود الصين المتاخمة لإقليم ما وراء النهر. وانتشر الإسلام في هذه المناطق، وأصبح كثير من مدنها مراكز مهمة للحضارة الإسلامية مثل بخارى وسمرقند.

 

وأول اشتباك حدث بين إمبراطورية الصين والدولة الأموية كان بعد مقتل القائد العظيم قتيبة بن مسلم-رحمه الله- بفترة وجيزة، حيث أدى تحالف الأمويين مع إمبراطورية التبت لإثارة مخاوف الصينين، فاستغلوا فرصة عزل الأمويين للإخشيد حاكم وادي فرغانة -هو وادي يقع في آسيا الوسطى وتتقاسمه اليوم كل من أوزبكستان وقيرغيزستان وطاجيكستان- ومسارعة الإخشيد للاستغاثة بملوك الصين لاستعادة منصبه.

 

وبسبب خوف الصينيين من جيش المسلمين وسمعته كجيش لا يُقهر، فقد قرر الإمبراطور الصيني شوان زونج الاستعانة بقبائل تركية اسمها "القارلوق" تعمل كمرتزقة من أجل قتال تحالف الأمويين والتبت. وبالفعل نجحت قبائل القارلوق في الانتصار عليهم سنة 98 هجرية، وتم إعادة الإخشيد إلى منصبه كحاكم لوادي فرغانة.

 

وعلى الرغم من الانتصار الصيني على تحالف الأمويين وأهل التبت إلا إن ذلك لم يغير من الوضع الجيوسياسي القائم في أسيا الوسطى، فقد ظل المسلمون يسيطرون على غالب أقاليم أسيا الصغرى وحواضرها الكبرى، والصينيون لا يسيطرون إلا على إقليم واحد وهو قيرغيزيا فقط.

 

الدولة الأموية والمتاعب الداخلية

مع دخول القرن الثاني الهجري ووصول الدولة الأموية لأقصى اتساعها، ظهرت متاعب جديدة كان من شأنها تعطيل حركة الفتوحات الإسلامية التي كانت تدور بكل قوة.

 

تمثلت هذه المتاعب في تزايد أعداد الخارجين والمعارضين للدولة الأموية؛ فالبثوق أخذت في الاتساع يوماً بعد يوم، وثورات الخوارج والشيعة لم تهدأ وتيرتها إلا أيام عمر بن عبد العزيز -رحمه الله- وتزداد حدة يوماً بعد يوماً، وثورات الشعوبيين من غير العرب والتي تسببت فيها عصبية الدولة للجنس العربي أخذت منحى جديداً بظهور الدعوة العباسية.

 

ورغم كل هذه التحديات ظلت الدولة الأموية متماسكة صامدة أمام خصومها محتفظة بميزة التفوق العسكري والسياسي ضدهم، ولكن حدث متغير كبير على ساحة الأحداث مع اعتلاء الوليد بن يزيد لكرسي الخلافة سنة 125هجرية، وكان لا يصلح للخلافة  لكونه كثير المجون والفسوق، مما أدى لحدوث شقاق داخل البيت الأموي لأول مرة منذ قيام الدولة الأموية، فثار عليه بنو أعمامه، واقتتل الأمويون فيما بينهم، ولم يفد انتهاء الصراع على كرسي الخلافة باعتلاء رجل قوي شديد الشكيمة  مروان بن محمد الخلافة في حسم المتاعب، فقد خرجت الأمور عن السيطرة وبدأ عقد الدولة بالانفراط والبداية كانت من خراسان معقل الدعوة العباسية.

 

استغل الصينيون الأزمة التي تعيشها الدولة الأموية، وانشغالها بمقاومة الثورات والمعارضين، فقامت بإرسال حملة عسكرية بقيادة القائد (جاو زيانزي) استطاعت تلك الحملة استرجاع بعض المدن المهمة من المسلمين، مثل كش والطالقان وتوكماك -تقع الآن في جمهورية أوزباكستان- بل وصل الأمر إلى تهديد مدينة كابول إحدى كبريات مدن المسلمين في آسيا الوسطى، وذلك في سنة 748م/130هـ.

 

الاستقرار وأثره في سير الأحداث

سقطت الدولة الأموية العظيمة، وورثتها الدولة العباسية وورثت معها كل الملفات العالقة والتحديات التي ظهرت في أواخر عهد الدولة الأموية، ومنها تنامي التهديد الصيني لمنطقة أسيا الوسطى واستعادة الصينيين للعديد من المدن الهامة بها.

 

مما أدى لتسارع الأحداث ووضع العباسيين تركيزهم الكبير على ملف أسيا الصغرى والتهديد الصيني ما قام به حاكم وادي فرغانة التابع للصينيين من الاعتداء على إقليم الشاش التابع للدولة العباسية والقبض على حاكمها وإعدامه، مما أدى لإثارة حفيظة أمير خراسان وأقوى شخصية في الدولة العباسية وقتها؛ أبي مسلم الخراساني الذي أرسل إلى الخليفة أبي عبد الله السفاح يخبره بالأمر؛ فأمره بالتجهز لحملة عسكرية كبيرة لتأديب حاكم وادي فرغانة ولتأمين حدود الدولة الإسلامية من التهديد الصيني، خاصة في أسيا الصغرى.

 

قام أبو مسلم بتجهيز جيش كبير زحف به إلى عاصمة خرسان وقتها مدينة "مرو"، وهناك وصلته قوات دعم من إقليم طخارستان (يقع هذا الإقليم في أفغانستان)، وسار أبو مسلم بهذا الجيش إلى سمرقند، وانضم بقواته مع قوات زياد بن صالح-الوالي السابق للكوفة-وتولى زياد قيادة الجيش.

 

القائد الفذ زياد بن صالح

من القادة الكبار مهضمي الحق في التاريخ الإسلامي؛ زياد بن صالح الحارثي الذي كان أميراً على الكوفة في عهد آخر خلفاء الدولة الأموية مروان بن محمد والذي كان معروفاً بتولية القادة العسكريين، وقد وقعت عينه الفاحصة على زياد بن صالح الحارثي فاختاره لولاية الكوفة المعروفة بميلها إلى الشيعة، فساسها زياد بن صالح سياسة حسنة وأطفأ ثائرة الثورة فيها.

 

مع قيام الدولة العباسية رأي أبو مسلم الخراساني أن رجلاً بمثل كفاءة وشجاعة زياد بن صالح، لا يمكن أن تخسره الدولة الجديدة لحاجتها إلى هذه النوعية من القادة والكفاءات، فعمل على استمالته حتى نجح، وكان مما ساعده على ذلك إعجاب زياد بن صالح بالدولة العباسية وشخصية أبي مسلم الآسرة.

 

معركة نهر طلاس

شعرت إمبراطورية الصين بالخطر مع اقتراب الجيوش الإسلامية، فقررت المواجهة وحشدت جيشاً جراراً يناهز المائة ألف مقاتل تحت قيادة أكفأ القادة العسكريين في الإمبراطورية؛ القائد (قاو تشيان تشي Kaosien-Chih)، وكان من أصل كوري استطاع رغم كونه من غير العرقية الصينية أن يصل للقيادة العامة للجيش الإمبراطوري في الصين، وتوجه الجيش الصيني إلى مدينة طرار أو طراز أو طلاس-على خلاف بين المؤرخين- وتقع على نهر كبير يفصل بين قيرغيزيا وكازاخستان، وعسكر بها استعداداً لملاحقة المسلمين.

 

وفي سبتمبر سنة 751 ميلادية الموافق أواخر ذي الحجة سنة 133 هجرية اندلع القتال بين المسلمين والصينيين عند نهر طلاس، وقد انحاز أهل التبت وقبائل الإيجور التركية وكلاهما الخصم التقليدي للصينيين إلى جانب المسلمين، فصارت كفة الجيشين متعادلة تقريباً.

 

ظل القتال مستمراً طيلة خمس أيام دون حسم حتى حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد لجأ القائد زياد بن صالح الحارثي لمكيدة حربية ذكية حسمت المعركة لصالح المسلمين. فقد أرسل القائد زياد بن صالح إلى قبائل القارقول التركية يعرض عليها الاشتراك في القتال ضد الصينيين نظير جزءً من الغنائم وأموال أخرى، على أن يكون هجوم القارقول من الخلف بحيث يقع الصينيين في كماشة محكمة.

 

قبائل القارقول سارعت بالاستجابة لعرض زياد بن صالح لعدة أسباب، منها الأموال التي سيحصلون عليها، ومنها نشوب الخلاف مع الصينيين بسبب رفض الصينيين إعطاء القارقول حكماً ذاتياً على مناطقهم في جنوب غرب الصين، ومنها خوف القبائل المتمرسة على القتال من قوة المسلمين الكاسحة إذا لم ينضموا إلى حلفهم.

 

في النهاية انضمت قبائل القارقول في القتال إلى المسلمين، وكان دخولهم القتال حاسماً، فقد تمزق الجيش الصيني شر ممزق ولم ينج منها سوى أعداد صغيرة، ووقع في الأسر أكثر من عشرين ألفاً من الصينيين تم بيعهم في أسواق بغداد وسمرقند وبخارى كرقيق.

 

وقد أدى هذا الانتصار إلى نتائج في غاية الأهمية على الصعيد الإقليمي والعالمي من أبرزها:

1-إنهاء الوجود الصيني في أسيا الوسطى التي أصبحت إسلامية تماماً، ودخلت معظم القبائل التركية في دين الله أفواجاً وصارت تلك البلاد معدن الأبطال والقادة العظام والكبار فيما بعد، ويكفي أن تعلم أن معظم سلاطين المماليك وأبطالهم المشهورين مثل قطز وبيبرس وأقطاي وقلاوون وغيرهم من أهل تلك البلاد، كما شهدت تلك البلاد نهضة علمية كبيرة أدت لظهور أعظم علماء الإسلام في شتى مجالات العلوم. كما أدت هذه المعركة لسيطرة المسلمين على طريق التجارة العالمية القديم؛ طريق الحرير.

 

2-أدت هذه المعركة لانتقال صناعة الورق من الصين إلى المسلمين ومنهم إلى أوروبا والعالم بأسره. وبدأ عصر التدوين الورقي بعد أن كانت الكتابة على الجلد والقماش والورق المستورد من الصين بأغلى الأثمان؛ فقد تم أسر بعض صناع الورق الصينيين في المعركة، وكان الصينيون يحتفظون بسر صناعة الورق ويربحون من بيعه أموالاً طائلة، وهؤلاء الأسرى قاموا بتعليم المسلمين كيفية صناعة الورق، فكان ذلك نقلة غير مسبوقة في الحضارة والعلم، لا يعدلها إلا طفرة اختراع المطبعة سنة 1455 ميلادية.

 

3-رسم خريطة العالم القديم. فقد كانت تلك المعركة أول وآخر صدام بين المسلمين والصينيين وثبتت حدود كل دولة؛ فالمسلمون وصلوا إلى أقصى اتساع لدولتهم ولم يجازفوا بمواصلة الهجوم على إمبراطورية الصين الشاسعة خوفاً من التورط واستنزاف إمكانات الدولة العباسية الجديدة، أما الصينيون فقد قبعوا عند حدودهم القائمة حتى اليوم وجعلوا كل تركيزهم في السيطرة على هضبة التبت ومناطق الإيجور المعروفة باسم تركستان الشرقية، مع إغفال الانتقام من عرقية الإيجور والتبت وهو الأمر الذي مازال مستمراً حتى اليوم.

 

 

4-انحسار الكونفوشيوسية والبوذية والهندوسية وحتى المسيحية من وسط أسيا لصالح المد الإسلامي؛ فقد انتشر الإسلام بين القبائل التركية بقوة، وصار هؤلاء الأتراك عصب الدولة العسكرية بخبراتهم العسكرية وفروسيتهم وبأسهم الشديد في القتال، بل إن من نتائج هذه المعركة اندلاع الصراع بين الكونفوشيوسية والبوذية؛ فأسرة تانج التي كانت تحكم إمبراطورية الصين كانت تعتنق العقيدة البوذية ذات الأصول الهندية، في حين عامة الشعب يعتنق العقيدة الكونفوشيوسية ذات الأصول الصينية وترى في البوذية أنها عقيدة مستوردة غازية؛ فلما وقعت الهزيمة على الصينيين في معركة نهر طلاس بدأت أسرة تانج الحاكمة في الضعف وقامت عليها عدة ثورات، وبدأت العقيدة الكونفوشيوسية في الانتشار وبدأت البوذية في الانحسار، ثم ظهرت عقيدة جديدة هي الطاوية التي تمثل مزيجاً من الكونفوشيوسية والبوذية. وكل هذا التشتت والانقسام كان لصالح الإسلام والمسلمين فانتشر الإسلام بقوة بين القبائل التركية.

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات