معركة غزة: حملة البارونات الصليبية

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2024-01-08 - 1445/06/26
التصنيفات: وقائع تاريخية

اقتباس

وكتبت صيغة الاتفاقية باللغتين العربية والفرنسية، ووقع عليها الطرفان وحلفا على التزامها ووقع الإمبراطور عليها بعد أسبوع، فيما وقع على بنودها الملك الكامل في الوقت نفسه، على أساس أن يتسلم الإمبراطور مدينة القدس، وبيت لحم...

التاريخ ينبئك عن كثير من الأمور التي كنت تغفل عنها، وتلك التي تراها كل يوم ولا تجد لها تفسيراً واضحاً ولا تعرف مغزاها!!

 

التاريخ يغوص بك في أعماق الزمان ليأتي لك بجذر الحقيقة التي طمرتها ركام المآسي والنكبات وسرديات المحتل وروايات المنتصر الذي يهندس مسرح الأحداث!!

 

التاريخ يصف لك الداء، ويقدم لك الدواء، ويضعك على أول طريق الشفاء.

 

التاريخ هو رصيد ذاكرة الأمة، ومضمار تجاربها الثرية والضخمة عبر القرون ومع مختلف الأحداث.

 

ومهما كان الحدث جديداً وفريداً وغير مسبوق بالنسبة للأجيال الحالية؛ ففي خزانة التاريخ ستجد العديد من المثلات.

 

وهذه واحدة من شواهد التاريخ ومثلاته على ديمومة الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة، ومن حقبة تاريخية هي الأكثر ثراءً عبر التاريخ؛ حقبة الحملات الصليبية.

 

لماذا حي الشجاعية؟!

ففي الوقت الذي يأن فيه قطاع غزة العزة من أرض فلسطين المحتلة -حررها الله- من عدوان حملة صهيونية صليبية مشتركة عنيفة وغير مسبوقة في العصر الحديث، يتشارك فيها نيف وعشرون دولة غريبة صليبية مع المحتل اليهودي لأرض فلسطين، نجد أن حي "الشجاعية" في وسط غزة في قلب الحدث كأنه عين العاصفة!!

 

 فالحي الذي تبلغ مساحته 14كيلو متر مربع يعتبر بوابة مدينة غزة وبه أكبر تجمع سكاني في فلسطين كلها، وتوجد به تلة "المنطار"، وترتفع بنحو 85 متراً. يعتبر الحيّ مفتاحاً لمدينة غزة، إذ عسكرت فيه قوات نابليون بونابرت، وعلى أرضه قتل الآلاف من جنود الحلفاء في أثناء الحرب العالمية الأولى، ودفنوا جميعاً في مقبرة بالحي، كما أن لليهود خصوصية تاريخية فيه -أيضاً-، حيث يعتقد اليهود أن بطلهم الشهير " شمسون الجبار" مدفون في الشجاعية.

 

هذا الحي التاريخي اليوم هو الهدف الرئيس للعدوان الصهيوني الصليبي، وكان له النصيب الأوفر من المجازر والقصف الجوي المجنون في استهداف واضح كأن ثمة ثأر شخصي مع هذا الحي الباسل وسكانه الشجعان.

 

فلماذا هذا القصد المركز على هذا الحي؟! لماذا الشجاعية تحديداً؟

هذا الحي الباسل له تاريخ عظيم تشهد له صفحات الزمان وتراب الأرض ورفات الأجداد والأجيال تلو الأجيال تشهد أن هذا الحي هو أحد معاقد الصراع التاريخي بين الإسلام وخصومه سواءً من اليهود أو النصارى، وأن قصته قديمة قدم النشأة والبداية.

 

وحتى ندرك جذر الحقيقة ونسبر أغوارها لابد لنا من العودة إلى أرشيف ذاكرة الأمة ونقلّب سجلاتها ودفاتر أحوالها في واحدة من أهم حقبها التاريخية؛ حقبة الحملات الصليبية.

 

الحملة الصليبية السادسة

تعتبر الحملة الصليبية السادسة من أغرب الحملات الصليبية على الإطلاق، إذ واكبتها متغيرات إقليمية ودولية على الصعيدين السياسي والديني مهدت السبيل لتحقيق إنجاز عجزت عنه الحملات الصليبية السابقة، وهو إعادة احتلال بيت المقدس مرة أخرى بعد أن حرره السلطان صلاح الدين الأيوبي سنة 583 ه، ولكن هذه المرة تمت إعادة الاحتلال من غير ضرب ولا طعان ولا سنان، ولكن عبر مفاوضات السلام واتفاقيات الصلح والأرض مقابل السلام، في تشابه غريب وفريد مع ما حدث في اتفاقيات السلام الوهمية مع المحتل الصهيوني لأرض فلسطين.

 

الإمبراطور فريديك الألماني عاهل الإمبراطورية الرومانية القديمة وأكبر ملوك أوروبا وقائد الحملة الصليبية السادسة كان سياسياً محنكاً، وواسع الاطلاع على الثقافة العربية والإسلامية بحكم نشأته في جزيرة صقلية، والتي ظلت تحت حكم المسلمين لأكثر من ثلاثة قرون، وقد شاهد واستفاد فريديك من بقايا الحضارة الإسلامية هناك، مع كونه غير محب للقتال وخسارة الأموال الجزيلة على حملات عسكرية لتحقيق أهداف يمكن تحقيقها بالمكر الدبلوماسي والتفاوض السياسي.

 

في تلك الفترة كان على رأس الدولة الأيوبية السلطان الكامل محمد الأيوبي وكان شر خلف لخير سلف، فعمه هو السلطان العظيم الناصر صلاح الدين قاهر الصليبيين ومحرر بيت المقدس، وأبوه هو الملك العادل أبو بكر الأيوبي والذي سار على درب شقيقه الأكبر الناصر صلاح الدين. ولكن للأسف كان السلطان الكامل محمد سار على درب السقوط والوهن. فبالرغم كونه البطل الذي قاد المسلمين لهزيمة الحملة الصليبية الخامسة قبل سبع سنوات فقط إلا إنه انشغل بالصراع مع إخوته أمراء الشام على أماكن النفوذ والاستئثار بخيرات المسلمين. ووصل الأمر به لئن يكاتب الإمبراطور فريديك مع الاشتراك معه في الحرب ضد إخوانه وبني عمومته المسلمين!! ثم بلغ الدرك الأسفل من الانبطاح والذلة، فعرض عليه تسليم بيت المقدس وأماكن أخرى، أن ساعده في التصدي لتهديدات ابن أخيه الملك الناصر داود، والجنود الخوارزمية التي استنجد بها الناصر داود لمحاربة عمه السلطان الكامل محمد.

 

عقد الملك الكامل في ربيع الأول 626هـ/ فبراير 1229م اتفاقية مع الإمبراطور فردريك الثاني، عرفت بصلح يافا، وكتبت صيغة الاتفاقية باللغتين العربية والفرنسية، ووقع عليها الطرفان وحلفا على التزامها ووقع الإمبراطور عليها بعد أسبوع، فيما وقع على بنودها الملك الكامل في الوقت نفسه، على أساس أن يتسلم الإمبراطور مدينة القدس، وبيت لحم، وشريطًا من الأرض يصل بين عكا والقدس، ويبقى في حوزة المسلمين المسجد الأقصى وقبة الصخرة والمناطق الريفية، وفي المقابل يتعهد فردريك بمنع أي حملة صليبية طوال عشر سنوات من أوروبا.

 

وبعد أن تُوِّج فردريك الثاني ملكًا على مملكة بيت المقدس الصليبية عاد في رجب 626هـ/ يونيو ١٢٢٩م إلى أوروبا بمكاسب لم تستطع أية حملة أخرى قبله أن تحققها منذ الحملة الأولى في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، مع أنه كان يقود أضعف الحملات، واستطاع بالمفاوضات والاتفاقيات إهدار جهود عدة أجيال سابقة بذلت الغالي والنفيس من أجل تحرير بيت المقدس.

 

أما أعجب المواقف في هذه الحملة فموقف البابا جريجوري التاسع الذي رفض شكلاً وموضوعاً ما فعله الإمبراطور فريديك الثاني واعتبر أن ما فعله لا يليق بملك صليبي مؤمن بتعاليم الكنيسة، فالملوك الصليبيون لا يذهبون إلى بلاد الإسلام من أجل التفاوض وعقد اتفاقيات السلام، ولكن للقتال وسفك دماء الكفار -على حد وصفه- وعمل البابا بقوة على إفشال مساعي فريديك الثاني، ولكنه في النهاية اضطر للرضوخ للأمر الواقع، فما فعله فريديك الثاني أكسبه شهرة ومكانة في أوروبا كانت أقوى من تهديدات البابا وقرارات حرمانه السابقة لفريديك، بل إن فريديك حاز لقباً لم يُؤته ملك أوروبي من قبل، حيث لقبوه بمعجزة العالم!!

 

حملة البارونات الصليبية

أُجبر البابا "جريجوري التاسع" المتعطش لسفك دماء المسلمين، وإعادة أمجاد الحملات الصليبية الأولى على الانتظار عشر سنوات كاملة، بسبب اتفاقية يافا التي أوقفت الحملات الصليبية على بلاد الشام ومصر عشر سنوات، وما إن انتهت تلك المدة حتى سارع البابا بالإعداد لحملة صليبية من نوع جديد لم يسبق أن دعا إليها بابا الكنيسة من قبل.

 

عمل البابا جريجوري التاسع على إضفاء طابع العالمية على الحملة الجديدة بدعوة عدة دول مثل المجر وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا للمشاركة في الحملة الجديدة مع تركيز خطابه الدعائي الصليبي على طبقة البارونات في أوروبا الذين لم يكن لديهم أمل في تأسيس إمارة خاصة بهم في أوروبا بسبب النظام الملكي الوراثي السائد في أوروبا والذي يعطي العرش لأكبر الأبناء في حين يكون باقي إخوته مجرد تابعين لوريث العرش يتفضل عليهم ببعض الامتيازات والإقطاعات. ومن ثم وجود جريجوري التاسع في هؤلاء البارونات الطامحين للإمرة والحكم بديلاً عن ملوك أوروبا الكبار وخاصة كبيرهم الإمبراطور فريديك الثاني الذي انصرف تماماً عن فكرة الحملات الصليبية وانشغل بالعمران والعلم.

 

استجاب عدة بارونات من أوروبا لدعوة جريجوري التاسع منهم الإسباني ثيوبالد الأول ملك نافارا الفرنسي هيو الرابع دوق بورغندي، الفرنسي والتر الرابع، كونت بريين، والإنجليزي بطرس الأول دوق بريتاني، إضافة لبعض الأمراء الصليبيين الموجودين بالفعل على رأس النقاط والبقاع الصليبية التي مازالت تحت قبضتهم والتي سيحررها المماليك فيما بعد، ومنهم باليان صاحب صيدا، ويوحنا سيد أرسوف، وأودو مونتبليار الوصي على عرش بيت المقدس الصليبي، وعموري مونتفورت.

 

بداية العدوان

كان الهدف الرئيسي للحملة تأمين وضع ما تبقى من البؤر الصليبية في سواحل الشام، خاصة في فلسطين مع العمل على توسيعها واستعادة ما فُقد خلال العقود الماضية. لذلك كانت حركة الحملة سريعة معتمدة في المقام الأول على حالة التشرذم والاحتراب الداخلي بين أمراء الدولة الأيوبية في مصر والشام.

 

انتقل الجيش الصليبي إلى عسقلان بحوالي 4000 رجل في 2 نوفمبر سنة 1239ميلادية الموافق شهر ربيع الآخر سنة 637ه، حيث تعين عليهم إعادة بناء قلعتها التي سبق وأن هدمها صلاح الدين قبل نصف قرن من الزمان، لتكون قاعدة انطلاق للعمليات الصليبية والهجوم على مصر والشام، وتأمين الجناح الجنوبي للمملكة من هجوم المصريين.

 

أبلغت كشافة الجيش الصليبي، عن وجود قافلة كبيرة من قطعان الماشية في طريقها من غور الأردن إلى مصر. فنصبوا لها كميناً في صباح اليوم التالي بقيادة الدوق بطرس الأول، وانقضوا عليها بقوة فهزموا حراس القافلة بعد معركة قصيرة، وقتلوا جميع رجال القافلة، وعادوا بالغنائم حيث كانت هناك حاجة ماسة إلى المؤن الجديدة.

 

كان هذا الهجوم بمثابة بدء العدوان على المسلمين، وجرس إنذار لآخر سلاطين الأيوبيين في مصر وهو الصالح أيوب بن السلطان المفرط في مقدسات المسلمين الكامل الأيوبي، ولم يكن مثل أبيه في الخور وإيثار المناصب والمصالح على قضايا المسلمين الكبرى، فسارع بإرسال جيش من مصر على وجه العجلة لمنع تقدم الصليبيين ناحية مصر، وعسكر هذا الجيش بقيادة القائد ركن الدين الحجاوي في غزة بوابة فلسطين الجنوبية.

 

الغرور القاتل

الانتصار الصغير على حراس قافلة تجارية غرّ بعض قادة الصليبيين، فلما اجتمعوا في يافا في 12 نوفمبر سنة 1239، حاولت مجموعة من قادة الجيش الصليبي الهجوم على الجيش المصري المكلف بحماية غزة. وكان قادة هذه المجموعة المتحدية هم هنري بار، عموري من مونتفورت، هيو من بورغندي، جنبًا إلى جنب مع أربعة من اللوردات المحليين الرئيسيين.

 

لم تعجب هذه الفكرة القادة الكبار للحملة الصليبية وهما ثيوبالد وبيتر درو وسادة التنظيمات الصليبية القديمة؛ فرسان الهيكل والاسبتارية والداوية، وقد اعترضوا صراحةً على هذه الخطة، بحجة أنه على الجيش أن يسير بكامله إلى عسقلان لمواجهة العدو، وبالطبع كانوا هم أكثر خبرة في القتال مع المسلمين أدرى بطبيعتهم وقت الشدة والاستنفار، فرفضوا الفكرة تماماً.

 

 لم يكترث الثائرون المغترون بانتصارهم الصغير بتلك الاعتراضات والتحذيرات وقرروا الهجوم بمن وافقهم من الفرسان الصليبيين.

 

معركة غزة واسترداد بيت المقدس

سار هذا القسم المنشق من الجيش الصليبي ليلاً من يافا، ومر بعسقلان حتى وصل إلى النهر الذي يشكل حدوداً طبيعية بين المملكة الصليبية والسلطنة الإسلامية. وعندها اقترح والتر صاحب يافا التراجع إلى عسقلان، وإراحة الخيول هناك، لكن الآخرين أصروا على المضي قُدماً. وتمكنوا من تأمين عبور النهر في البداية، مما سمح للصليبيين بعبور النهر وإقامة معسكرهم الذي لم يختاروا موقعه بعناية، فقد كانوا في أرض منبسطة محاطة بالكثبان الرملية، علاوة على ذلك، فشلوا في توفير الأمن اللازم لتوقفهم في أراضي العدو، مع غياب الدوريات أو نقاط الحراسة على الكثبان الرملية المحيطة.

 

سار القائد المصري ركن الدين الحجاوي بحذر أكبر. وسرعان ما رصدت كشافته المعسكر الصليبي واحتل رماة النبال والمقاليع المصريين الكثبان الرملية المحيطة. كان رجال والتر صاحب يافا أول من اكتشف القوات الأيوبية، ودعا رجاله إلى السلاح وجمع القادة في مجلس الحرب. أراد والتر صاحب يافا وهيو دوق بورغندي العودة إلى عسقلان؛ لكن عارضهما عموري مونتفورت وهنري كونت بار وأصروا على القتال على إثر ذلك الخلاف وقع الشقاق بين الصليبيين لثاني مرة، ورحل والتر وهيو ومعظم القادة الآخرين إلى عسقلان.

 

ورغم تقلص حجم الجيش الصليبي بكثرة الانشقاقات إلا إن الغرور أعماهم لدرجة مواصلة التقدم لملاقاة الجيش المصري في غزة. وفي شهر نوفمبر سنة 1239 ميلادية /ربيع الآخر سنة 637 ه بدأ القتال عندما أمر عموري الرماة بإطلاق سهامهم، حتى نفذت رؤوس السهام.

 

فلاحظ الفرسان ممراً عميقاً وضيقاً بين الكثبان الرملية قد يوفر غطاءً، اندفع الفرسان إلى الأمام وتفرقوا. في غضون ذلك، وصل سلاح الفرسان المصري -أيضاً-، وبدلاً من أن يلتحموا بالفرسان الصليبيين المدججين بالسلاح في الممر الضيق، بدأوا هجوماً مخادعاً وانسحاباً وهمياً. فانطلت الحيلة على الصليبيين، وركبوا خلف المصريين المنسحبين بطريقة غير منظمة، تاركين الممر الحصين، فبادر سلاح الفرسان الإسلامي بإغلاق ملاذهم وأطبقوا الحصار على الفرسان الصليبيين. وعندها دار قتال في غاية الشراسة؛ قتال حتى الموت، حيث لا مفر، فقُتل الكثير من الصليبيين على رأسهم المغرور هنري كونت بار، ووقع عموري وعشرات من النبلاء والعديد من الجنود في الأسر.

 

وفي المقابل استشهد العديد من فرسان المسلمين على رأسهم قائد سلاح الفرسان البطل "شجاع الدين عثمان الكردي" ومنها جاء اسمه الحيّ مشتقاً من اسمه "الشجاعية" تخليداً لذكرى هذا البطل الهمام وتكريماً له على دوره في منع الصليبيين من احتلال غزة.

 

أما عن أهم تداعيات هذا الانتصار الرائع في معركة غزة فتمثل في استعادة بيت المقدس مرة أخرى من أيدي الصليبيين بعد تفريط الكامل محمد الأيوبي فيه. حيث استطاع الناصر داود حاكم الأردن أن يقود جيشاً قوياً ويتجه ناحية بيت المقدس مستغلاً انشغال الصليبيين بحملة البارونات ولعق جراحهم من هزيمة معركة غزة، وبعد حصار دام شهر ونصف تم تحرير بيت المقدس. وأصدق مثل على ما وقع للصليبيين بسبب هزيمة غزة، ما قالته العرب قديماً: خرجت النعامة تطلب قرنين، فرجعت بلا أذنين.

 

وتلك قصة حي ّالشجاعية؛ قصة متجذرة في التاريخ، تربط بين المسلمين جميعاً بشتى عرقياتهم -العرب والأكراد والتركمان-وبالتالي تبرز أهمية التاريخ في تفسير هذا التركيز الصهيوصليبي على تلك البقعة المباركة. فهي تجسيد عملي لتاريخ الأمة وصراعها الأبدي مع خصومها التاريخيين والدينيين.

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات