معركة الأرك كسر الغرور الصليبي

شريف عبدالعزيز - عضو الفريق العلمي

2022-10-12 - 1444/03/16

اقتباس

وفى ليلة الجمعة الرابع من شعبان 591 هـ قام الخليفة يعقوب المنصور يصلي من الليل, ويدعو ويبتهل إلى الله – عزوجل - طلبا ً للنصر, وبينما هو راكع فى مصلاه إذ غلبه النوم فرأى كأن بابا ً قد فتح فى السماء, ونزل منه فارس أبيض حسن الوجه, وبيده راية خضراء منشورة, وقد سدت الأفق من عظمها, فسلم عليه, فقال له: " من أنت يرحمك الله ؟ " فقال: " أنا ملك من السماء جئت...

 

 

 

 

في تاريخ أمتنا الإسلامية مواقف وأيام حق لها أن تكتب بماء الذهب, وحروف النور على صفحات الذاكرة, لا على صفحات الكتب والمراجع ,لأنها خير شاهد على عظمة هذا الدين ومكانة جنده, والعجب كل العجب أن هذه الايام والوقعات لا يعرفها معظم المسلمين, حتى من انتسب للدعوة منهم – إلا من رحمه الله عزوجل – رغم أنها من دواعي الفخر والعزة والكرامة أن نحفظ هذه الأيام, ونحفظها لأبنائنا وأحفادنا, وليعلموا أنه كانت لأمتهم أيام و دول, وصولات وجولات ,حتى تكاثر علينا أعداء الإسلام, وبأيدينا أعطيناهم زمامنا, ورفعنا سيفنا على أنفسنا, لذا فيجب علينا وسط ظلمات الحاضر الأليم أن نضيء شمعة من تاريخ أمتنا, حتى يأنس بها المستوحشون من ظلمة الواقع, ويلتف حولها اليائسون من نصرة الله, ولعلها تتحول يوما ً إلى شمس مشرقة لنا ومحرقة لعدونا.

 

الأندلس فى القرن السادس الهجري:

 

كانت الأوضاع داخل الاندلس فى القرن السادس الهجري فى جملتها مستقرة رغم التغيير الكبير الذي حدث فى السلطة المسلمة الحاكمة فى الأندلس, حيث كانت دولة المرابطين العظيمة هى التي تحكم الاندلس والمغرب العربي فى أواخر القرن الخامس الهجري وأوائل القرن السادس الهجري, ولكن سرعان ما ظهرت قوة جديدة أخذت فى النمو تدريجيا ً حتى أحاطت بالدولة المرابطية, وهذه القوة هى دولة الموحدين, التي قامت على يد رجل ادعى المهدية اسمه: محمد بن تومرت, ولكن المؤسس الحقيقي لهذه الدولة وباني مجدها هو خليفة ابن تومرت واسمه: عبد المؤمن بن علي, والذى كان فى بدايته يعمل فى صناعة الفخار, واستطاع بعلو همته, وعزيمته الحديدية أن يكون رأس دولة الموحدين, التي ورثت دولة المرابطين, وحكمت المغرب العربي كله من تونس وحتى ساحل الأطلنطي, وأيضا حكمت الأندلس الإسلامية, وكان أول من حكم الأندلس من الموحدين هو عبد المؤمن بن علي, وذلك حتى سنة 558 هـ, ثم تولى من بعده ولده يوسف بن عبد المؤمن, الذي ظل يحكم حتى استشهد فى معركة شنترين سنة 580 هـ, وتولى بعده ولده يعقوب بن يوسف, وكان رجل الساعة, فقد كان يعقوب هذا – الملقب بالمنصور – متصفا ً بالورع والعدل والحزم, مع التبحر فى العلوم الشرعية والعقلية, مع شدة فى تحري الحق, ومطاردة الظلم والبغي, وكان يعاقب الولاة الظالمين بأشد العقوبات إذا ثبتت فى حقهم الجنايات, هذا غير قدرته القيادية والسياسية الكبيرة, وعمله الدءوب فى رعاية شئون الدولة العظيمة, مما جعل عهده أزهى عهود الدولة الموحدية, وكذلك عهد الانتصارات المتتابعة للأندلس على إسبانيا الصليبية.

 

أما الأوضاع فى إسبانيا النصرانية فى هذا القرن فقد كانت هناك ثلاث ممالك صليبية كبيرة تسيطر على إسبانيا النصرانية, وهذه الممالك هي: مملكة قشتالة, وهي أكبرهم, وملكها هو ألفونسو الثامن, ومملكة ليون, ومملكة نافارا, وكلاهما أصغر حجما ً وشأنا ً من قشتالة, التي ظلت طوال حلقات الصراع الطويل بين المسلمين والصليبين بالأندلس رأس الحربة الصليبية ضد المسلمين.

 

الاضطرابات الإفريقية:

 

لم يكن سقوط دولة المرابطين بالشيء اليسير والهين على قلوب الكثيرين من أولياء وأتباع هذه الدولة العظيمة, صاحبة الفضل الكبير فى نشر الإسلام بغرب ووسط القارة الإفريقية, لذلك بقيت فلول من أتباع تلك الدولة العريقة تحارب وتناوىء دولة الموحدين, وعلى رأس هؤلاء: بنو غانية, وكانوا ولاة الشرق الأندلسي أيام المرابطين وقد استطاعوا الاستقلال بحكم جزائر الأندلس الشرقية – ميورقة وغيرها – ولم تستطع الدولة الموحدية التغلب عليهم, حتى ظهر نجم الدولة : يعقوب المنصور, الذي لم يدخر وسعا ً فى حرب بني غانية, واستمر على ذلك عدة سنوات حتى أجلاهم عن جزائر الاندلس الشرقية, ولكنهم انتقلوا الى شمال إفريقيا, وبالتحديد تونس وأجزاء من الجزائر, وأحكموا سيطرتهم عليها, وأوقعوا بالموحدين هزيمة مروعة سنة 583 هـ, وأثاروا الكثير من الاضطرابات بإفريقيا, مما حدا بيعقوب المنصور أن يتفرغ لقتال بني غانية, ويقضي على ثورتهم مهما كلفه ذلك.

 

كانت هذه الاضطرابات الإفريقية, وإنشغال المنصور بقمعها دافعا ً للصليبين بالأندلس للهجوم على الأراضي المسلمة, و احتلال المزيد من المدن والحصون لصالح إسبانيا, وبالفعل استطاع ملك البرتغال: سانشوالأول, أن يقوم بغارات مخربة على غرب الأندلس استولى فيها على مدينة شلب الكبيرة, ومدينة باجة و يابرة, وهذه الغارات شجعت ألفونسو الثامن ملك قشتالة على الهجوم من ناحيته على أجوار مملكة إشبيلية, واستولى على عدة حصون كبيرة, وقتل الكثير من المسلمين.

 

بعد أن انتهى المنصور من القضاء على الأضطرابات الإفريقية التفت إلى الأندلس, وقررتأديب البرتغاليين فى غرب الأندلس, وأعلن النفير العام فى بلاد المغرب العربي, وجاءته جموع المتطوعين من كل مكان, وعبر المنصور الى الأندلس سنة 586 هـ, وقاد المسلمين لحملات جهادية ناجحة استرد خلالها المدن التي سبق وأن احتلها البرتغاليون, ودمر فيها القوة البرتغالية الناشئة, وقمع شرها, وأجل الإنتقام من ألفونسو الثامن ملك قشتالة, ذلك لأن أخبارا ً مقلقة وردت مرة أخرى من إفريقيا تفيد بأن بني غانية قد أعادوا ترتيب أوراقهم, وأستأنفوا نشاطهم بهمة مضاعفة – وكان ذلك سنة 590 هـ - ووجد المنصور نفسه بين نارين: نار الإضطرابات الإفريقية على يد أولياء و أتباع الدولة المرابطية السابقة "بنو غانية ", ونار العدوان الصليبي فى شمال وغرب الأندلس, ولكنه قرر أن يتجه مرة أخرى إلى شمال إفريقيا للقضاء على الفتنة بها, لأن ضياع المغرب يعني ضياع الدولة كلها, ولكنه فوجىء بأمر لم يكن فى الحسبان جعله يغير كل خططه ويتفرغ لألفونسو الثامن ملك قشتالة الصليبي.

 

الغطرسة الصليبية:

 

كان الفونسو الثامن ملك قشتالة الصليبي يضطرم بنوازع صليبية كبيرة, مغلفة بغطرسة وتكبر شديد, فلما أحس بالقلاقل والإضطرابات تحدث هنا وهناك, وانشغال المنصور بالحرب على الجبهتين قرر انتهاز الفرصة وأرسل" مارتن لويث" مطران" طليطلة" في حملة تخريبية محضة إلى أراضي الأندلس, أفسدت فيها أشد الفساد, ثم أتبع ذلك العدوان برسالة استفزازية تفيض بمشاعر العداء والكراهية والغطرسة والتحدي, قام بإنشائها وزير ألفونسو – وهو رجل يهودي حاقد اسمه " يوسف بن الفخار " وهذا هو نص الرسالة كاملة, لنرى فيها العقلية الصليبية المحضة فى التعامل مع المسلمين: " أيها الأمير لا يخفى عليك أنك أمير الملة الحنيفية كما إنني أمير الملة النصرانية, وأنك لا يخفى عليك ما هو عليه رؤساء الأندلس من التخاذل والتواكل, وإهمال الرعية, وأنا أسومهم الخسف, وأسبي الذراري, وأمثل بالكهول, وأقتل الشباب, ولا عذر لك فى التخلف عن نصرتهم, وقد أمكنتك يد القدرة, وأنتم تعتقدون أن الله قد فرض عليكم قتال اثنين منا بواحد منكم, ونحن الآن نقاتل عددا ً منكم بواحد منا, ولا تقدرون دفاعا, ولا تستطيعون امتناعا, ثم حكي لي أنك أخذت فى الاحتفال, وأشرفت على ربوة القتال, وتمطل نفسك عاما ً بعد عام, وتقدم رجلا ً وتؤخر الأخرى, ولا أدري الجبن أبطأ بك أم التكذيب بما أنزل عليك, ثم حكي لي عنك أنك لا تجد سبيلا ً إلى الحرب, ولعلك لا يسوغ لك التقحم فيها, فها أنا أقول لك ما فيه, وأعتذر عنك, ولا أن توفيني بالعهود والايمان أن توجه ما عندك من المراكب والشواني لتحملني إليك بحملتي حتى أبارزك فى أعز الاماكن عندك, فإن كان ذلك غنيمة عظيمة جاءت إليك, وإن كانت لي يدي العليا عليك, واستحققت إمارة الملتين, والتقدم على الفئتين ".

 

ويتضح لنا من نص الرسالة مدى الروح الصليبية المسيطرة عليها, وأن الحرب بين المسلمين وعدوهم ليست حرب مكاسب ولا أراض, وليست حربا ً اقتصادية, إنما هي حرب دينية محضة وخالصة, ولا هدف لها إلا إبادة المسلمين والتحكم فى مصائرهم, وتملك أعناقهم, ومهما تغلفت حروبهم وتسمت بأسماء كثيرة زائفة, فهي فى النهاية حرب دينية لا تنتهي لقيام الساعة.

 

لما وصلت الرسالة الى يعقوب المنصور كتب على ظهرها سطرا ً واحدا ً جاء فيه قوله عزوجل: ( ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون ) [النمل: 37], وأعلن النفير العام فى جميع أنحاء مملكته الواسعة فى المغرب والأندلس, وقرر هذه المرة ان تكون الحملة الجهادية أضخم الحملات الجهادية على أرض الأندلس, فاجتمع عنده عشرات الآلاف من المجاهدين فعبر بهم إلى جزيرة طريف فى جمادى الآخر سنة 591هـ

ومنها توجه إلى إشبيلية عاصمة الإسلام فى الأندلس, فاجتمع عنده الجنود الاندلسيون يقودهم البطل الكبير: ابن صناديد.

 

كانت أنباء العبور الإسلامي والجيوش الجرارة إلى الأندلس قد هزت جنبات الاندلس, وجعلت ألفونسو الثامن يجتمع مع مجلس شورته للتأهب للحرب, واستدعى كل الأمراء والأشراف والأبطال, وبعث إلى زميليه ملكي ليون, وناقارا يطلب منهما العون فوعداه بذلك, ولكن من شدة غرورة وثقته بالنصر لم ينتظر قدومهما, وتحرك بقواته إلى قلعة رباح – وكانت مركزا ً للتجمع والعدوان الصليبي على الأندلس لسنوات طويلة – وبجوارها أنشأ ألفونسو الثامن حصنا ً جديدا ً ليكون معسكرا ً لجيوشه عند منطقة الأرك التي تعتبر النقطة الحدودية الفاصلة بين أراضي المسلمين والصليبين بالأندلس.

 

على طريق النصر:

 

انطلقت الجيوش الإسلامية لتبادر الصليبين بالهجوم حتى وصلت قريبا ً من محلة الجيش الصليبي, وهناك نصبت معسكرها, وذلك فى يوم 3 شعبان سنة 591 هـ, وما أن حط الجيش الإسلامي رحاله حتى ظهرت سرية من فرسان الصليبين خرجت لتستطلع أخبار التحركات الإسلامية, فاشتبكت معها طائفة من الجند المسلمين وأبادوها فى الحال, فكان ذلك بشارة أولية على الفتح القريب.

 

وفى ليلة الجمعة الرابع من شعبان 591 هـ قام الخليفة يعقوب المنصور يصلي من الليل, ويدعو ويبتهل إلى الله – عزوجل - طلبا ً للنصر, وبينما هو راكع فى مصلاه إذ غلبه النوم فرأى كأن بابا ً قد فتح فى السماء, ونزل منه فارس أبيض حسن الوجه, وبيده راية خضراء منشورة, وقد سدت الأفق من عظمها, فسلم عليه, فقال له: " من أنت يرحمك الله ؟ " فقال: " أنا ملك من السماء جئت لأبشرك بفتح من رب العالمين لك ولعصابتك المجاهدين, الذين اتوا تحت رايتك ", فنهض المنصور من نومه مستبشرا ً, وموقنا ً بالنصر والظفر.

 

فى يوم السبت 5 شعبان سنة 591 هـ قام يعقوب المنصور باستعراض الجيوش الإسلامية, وعين القواد والأمراء, وقسمها لعدة أجزاء على أن تكون القوات الأندلسية هي رأس الحربة فى القتال, تعاونها قبائل العرب والبربر, على أن تكون القوات الخاصة بالخليفة مرابطة خلفهم للتدخل فى الوقت المناسب.

 

فى يوم الثلاثاء 8 شعبان سنة 591 هـ حاول الصليبين الإشتباك مع المسلمين ولكن المنصور آثر أن يتمهل ليوم الأربعاء ليستكمل تنظيم الجيوش, وفيها قام القائد العام للجيوش الوزير أبو يحيى, وصاح بصوت جهوري يقول الناس: " إن أمير المؤمنين يطلب إليهم أن يغفروا له, فإن هذا موضع غفران, وأن يتغافروا فيما بينهم, وأن يطيبوا أنفسهم وأن يخلصوا نفوسهم ونياتهم لله ", فبكى الناس, وصاحوا من جانبهم بطلب الغفران من الخليفة, ثم قام القاضي أبو علي بن حجاج, وألقى خطبة بليغة تفيض حماسة وبيانا ً فى الحث على الجهاد وفضله ومكانته, وكان لها أبلغ الأثر فى إنعاش النفوس, وتنبيه الضمائر, وتقوية العزائم, وتنقية السرائر, والإستعداد للمعركة الفاصلة.

 

معركة الأرك الرهيبة:

 

وفى ضحى هذا اليوم التاسع من شعبان سنة 591 هـ نشبت المعركة الرهيبة بين الفريقين, وكان الصليبين قد رأوا جيوش المسلمين تزحف نحو معسكرهم ببطء, فنزلوا بجموعهم الجرارة كالليل الدامس, وقد احتجبوا بالدروع والتروس, واعتمدوا فى هجومهم الأول على الصدمة العنيفة الصاعقة, مع التركيز على قلب الجيش المسلم, الذي يقوده القائد العام أبو يحيى اعتقادا ً منهم أن الخليفة المنصور موجود بالقلب, ذلك لأن المنصور قد لجأ لحيلة ذكية: حيث رفع الأعلام الخليفية الخاصة به فى القلب لينخدع الصليبيون بذلك, ويركزوا على القلب فى حين أن المنصور بالخلف, وليس بالقلب كما يظنون.

 

كانت الصدمة عنيفة وقوية لدرجة أن القائد العام أبا يحيى قتل هو وكبار فرسانه بعد أن قاتلوا قتال الأبطال, وكان لسقوطه فى ميدان القتال شهيدا ً أثر بالغ, حيث انطلق البطل الكبير ابن صناديد الأندلسي, وقاد جموع المسلمين, واصطدم بمقدمة الصليبين بشدة وعنف, فى حين أمر القبائل العربية وجموع المتطوعين بالإلتفاف حول جيوش الصليبين, ومهاجمة معسكرهم من الخلف, فأحاطوا بالصليبين من كل مكان, ودارت رحى الحرب الطاحنة, وسالت الدماء بغزارة, وكثر القتل فى مقدمة الصليبين التي اضطربت بالهجمة الأولى.

 

قام ألفونسو الثامن بحمل هجمة ثانية لإنقاذ مقدمة جيشه التي طحنها المسلمون, وركز هجومه على ميسرة الجيوش المسلمة, وبالفعل تقهقرت ميسرة المسلمين, فلما رأى المنصور ذلك نهض بنفسه, وخرج من معسكره, وتقدم منفردا ً وهو يحث الجند على الثبات والجهاد, وكان لتلك الحركة أعمق وقع فى نفوس الجنود, فاضطرمت هممهم وعزائمهم, واندفع الجيش المسلم بكامله على صفوف الصليبين الذيم لم يتحملوا هذا الهجوم الشامل الكاسح, وحاول ألفونسو عبثا ً أن يثبت جيشه خاصة بعد سقوط كبار قواده وفرسانه قتلى الواحد تلو الآخر, وذهبت جهوده أدراج الرياح مع زيادة أعداد القتلى والجرحى فى جيشه, وجاءه كبير القساوسة فى جيشه وأفهمه أن الله قد تخلى عن النصارى, ولا فائدة من مواصلة القتال, فهرب ألفونسو تحت جنح الظلام فى عشرين من رجاله إلى العاصمة طليطلة.

 

فرت فلول الصليبين ولجأت إلى حصن الأرك يقوده: دون ديجو, وتعدادهم خمسة آلاف, فطوق المسلمون الحصن, وكان المنصور يعتقد أن ألفونسو بالحصن, وقد أصر على أخذه أسيرا ً لكسر غطرسته وتكبره, وليخضد شوكة الصليبين بالأندلس لفترات طويلة, ولما علم المنصور أن ألفونسو قد فر إلى طليطلة وافق على فك الحصار عن فك الحصار عن الحصن نظير إطلاق سراح جميع أسارى المسلمين عند الصليبين.

 

انتهت تلك المعركة الخالدة بنصر عظيم, وفتح هائل للمسلمين تأخر به سقوط الأندلس لسنوات كثيرة, وخسر الصليبيون عشرات الآلاف, وغنائم لا تعد ولا تحصى, وفتحت الطريق أمام استئناف الحملات الحملات الجهادية على أراضي إسبانيا النصرانية, والقضاء على البؤر المشتعلة مثل: قلعة رباح وغيرها, وبدأت كفة ميزان القوى تميل لصالح المسلمين.

 

من المواقف العجيبة حقا ً فى هذه المعركة, والتي تبين مدى النزعة الصليبية التي تحكم الصراع بين المسلمين والصليبين: أن ألفونسو الثامن قد كان واثقا ً من النصر لدرجة أنه قد اصطحب معه مجموعة من التجار اليهود بأموالهم لشراء أسرى المسلمين !!, أما الموقف الآخر أن الأندلس لما سقطت بيد الصليبين بعد ذلك بثلاثة قرون قاموا ببناء كنيسة كبيرة مكان أرض المعركة, لتنسي الأجيال الآتية المعركة وأثرها, ولا تتذكر إلا الكنيسة الظاهرة أمامهم.

 

 

المراجع:

 

  • الكامل فى التاريخ
  • البيان المغرب
  • دولة الإسلام فى الأندلس
  • النجوم الزاهرة
  • البداية والنهاية
  • موسوعة التاريخ الإسلامي
  • نفخ الطيب
  • وفيات الأعيان

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات