معالم في الوطنية

سامي بن خالد الحمود

2022-10-05 - 1444/03/09
عناصر الخطبة
1/بين حب الدين وحب الوطن 2/ اليوم الوطني وحقيقة الانتماء 3/ الوطنية والاختطاف 4/ بين حق الوطن وحق المواطن 5/ لماذا يا شباب الوطن؟ 6/ هدية راعي الوطن .
اهداف الخطبة
توضيح معالم الوطنية الحقيقية للناس / تعليم الناس حقيقة الوطن والانتماء .
عنوان فرعي أول
فتوى العيد الوطني
عنوان فرعي ثاني
المواطَنَة الصالحة
عنوان فرعي ثالث
مائتا جامعة أمريكية غير مختلطة

اقتباس

إن الوطنية ليست مجرد احتفالات ومظاهر شكلية، وليست مجرد مادة دراسية باسم "التربية الوطنية" تحولت إلى زائدة دودية في مناهج التعليم التي تعاني من التخمة..إن الوطنية عقيدة فكرية وتربية نفسية تزرعها في نفوس أبنائنا.. إن العناية بتعزيز الانتماء الوطني النفسي أهم من هذه المظاهر من أغاني وشعارات وأعلام وعبارات..

 

 

 

1. بين حب الدين وحب الوطن
حب الوطن أمر فطري، لا ينازع فيه إلا مكابر.. وقد قرنَ الله الإخراج من الديار بقتل الأنفس حين قال تعالى: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيَارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ) [النساء: 66]..

ولشدة مفارقة الديار على النفس رتب الله الثوابَ العظيم للمهاجرين في سبيله الذين فارقوا أوطانهم وأوطان أهليهم استجابةً لربهم.. وجعل الله من عقوبة الزاني بعد جلده التغريبَ والإبعادَ عن وطنه.

ولما أخرجت قريش نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم وقف بالحزورة على مشارف مكة، والتفت إلى مكة، وبدأ يخاطب أطلال الوطن الحبيب ويقول: "أما -والله- إني لأعلم أنك أحب بلاد الله إلي وأكرمها على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت".

وفي هذا الكلام لفتة نبوية من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى أن هذه القيمة -أعني قيمة الوطن- قيمة غالية، لكنه صلى الله عليه وسلم ترك وطنه المحبوب مراعاة لسلم الأولويات بين القيم في الإسلام، ذلك أن قيمة الدين قيمة محورية في حياة المسلم، وهي أعلى وأسمى القيم، وبسبب هذه القيمة هاجر النبي صلى الله عليه وسلم من مكة وهي إذ ذاك دار شرك إلى المدينة دار الإسلام.

ولنا أن نتساءل: هل نعيش في هذه البلاد المباركة تعارضاً بين هاتين القيمتين، قيمة الدين وقيمة الوطن؟.

إن الناظر المنصف يدرك أنه لا تعارض -بحمد الله- بين القيمتين؛ لأن هذه البلاد -بحمد الله- قائمة على الدين، وقد ربانا حكامنا على قاعدة: الدين ثم المليك والوطن.. بل يحق لكل مسلم مواطن أو غير مواطن أن يمتلأ قلبه بحب هذه البلاد، ويضحي من أجلها، فهي قبلة المسلمين، ورافعة راية الدين، ومعقل الشريعة، ومأرز العقيدة.. مع أننا لا ندعي الكمال والسلامة من الخطأ والقصور لبلادنا ولا لأنفسنا حكاماً ومحكومين.

2. اليوم الوطني وحقيقة الانتماء:
مع اتفاق الجميع على حب الوطن ونعمة توحيد البلاد على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، وقع خلاف فقهي فرعي في جواز الاحتفال باليوم الوطني؛ فعلماؤنا الكبار يرون التحريم؛ لعلة التشبه بالكفار وأعيادهم وعلل أخرى، فيما يرى آخرون جواز الاحتفال من باب العادات دون أن يشتمل على محرم، ودون أن لا يكون فيه مبالغات وتضخيم ترفعه إلى منزلة العيد وتضاهي به منزلة الأعياد الشرعية.. وعلى كل حال المسألة فرعية والمرجع في هذا الخلاف هو العلماء الكبار حفظهم الله.

وقد ذكر الزركلي في كتابه الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز ص: 198 أنه في شهر شوال من عام 1369هـ كان بعض المسؤولين قد أعدُّوا العدة لإقامة احتفال بمناسبة مرور خمسين عاماً على دخول الملك عبدالعزيز مدينة الرياض، وقد وُضعت الترتيبات بحيث تعطل المدارس والدوائر الحكومية في الرابع من شهر شوال، ويفتح أمراء المناطق أبوابهم؛ لاستقبال المهنئين نيابةً عن الملك، وتوزع الأطعمة والأكسية على الفقراء احتفالاً بالمناسبة.

فصدر بيانٌ من وزارة الخارجية جاء فيه: " كانت الحكومة قد قرَّرتْ الاحتفال بالذكرى الذَّهبية لدخول جلالة الملك إلى الرياض منذ خمسين سنة. وقد استفتُي علماء الدين في ذلك، فأفتوا بأنه ليس من سنن المسلمين، ولا يجوز أن يتخذ المسلمون عيداً إلا عيدي الفطر والأضحى. ونزولاً من جلالة على حكم الشريعة أمر بإلغاء المراسم والترتيبات " ا.هـ.

وبعيداً عن هذا الخلاف الفقهي في هذه المظاهر الشكلية أقول: الوطن بحاجة إلى الجوهر أكثر من المظهر..

إن الوطنية ليست مجرد احتفالات ومظاهر شكلية، وليست مجرد مادة دراسية باسم "التربية الوطنية" تحولت إلى زائدة دودية في مناهج التعليم التي تعاني من التخمة..

إن الوطنية عقيدة فكرية وتربية نفسية تزرعها في نفوس أبنائنا.. إن العناية بتعزيز الانتماء الوطني النفسي أهم من هذه المظاهر من أغاني وشعارات وأعلام وعبارات..

إن ذكرى توحيد هذه البلاد تدعونا -والله- لتذكر نعمه، والتي من أجلَّها وأعظمها أننا نعيش في وطنٍ واحدٍ آمن في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة.. وهي تدعونا لتعزيز الحب والانتماء لهذه البلاد وترجمة هذا الحب إلى أقوال صادقة، وأفعال نافعة.. وهي تدعونا للحفاظ على الأمن والاستقرار داخل الوطن، وعدم السماح لأي عابثٍ أو دخيلٍ بالإخلال بأمن الوطن أو المزايدة عليه.

3. الوطنية والاختطاف
عندما نتحدث عن الوطنية فإننا نتحدث عن نسيج متكامل من القيم، منها ما هو جوهر ولب، ومنها ما هو فروع وقشور..

جوهر الوطنية: بيعة في العنق، وأداء للحق، وولاء وطاعة.. وعدم خروج على الجماعة.. وثمة فروع وقشور ربما تختلف فيها أنظار العلماء، وربما يكون بعضها دخيلاً على الوطنية.

إن من الخطر أن تختطف الوطنية، وتبتدع لها معايير شكليّة، يفتن بها الناس ويمتحنون بها.. كيف تصبح مسألة جزئية؛ كتعليق الصور أو تحية العلم الوطني أو الاحتفال بيوم الوطن محكًّا للمواطنة الصحيحة؛ فمن قام بها فهو المواطن المخلص، ومن تحرّج منها فوطنيّتُه مشكوكٌ فيها، ولو كان أميناً مخلصاً مطيعاً بالمعروف، ولو كان قد أخذ بفتوى علماء الوطن الكبار.. حتى كتب أحد المسؤولين عبارة: (تحية العلم وحب الوطن).. تصفية حسابات، وهل علماؤنا الكبار الذين أفتوا بتحريم هذه المسائل الجزئية ليس عندهم وطنية أولا يحبون الوطن؟.

نعم ربما نترك بعض المظاهرَ الشكلية؛ تأثّماً لفتوى تحرمها، لا كرهاً أو استخفافاً، ويبقى حب الوطن في قلوبنا ونربي عليه أبناءنا.. بل نشهد الله أن في كثير من المواطنين الصالحين الذين يأخذون بفتاوى علماء البلاد الكبار في تحريم بعض المظاهر؛ أن فيهم من الحب للوطن ما لو نزلت نازلة لبذلوا أرواحهم رخيصة دونه ودون ولاة أمره ولم يفروا كبعض المرتزقة الجبناء الذين لا يعرفون من حق الوطن سوى الأغاني الوطنية وتمجيد العلم.. وأن في كثير من شيبنا وعجائزنا من الحب والدعاء لخادم الحرمين ما يغنيهم عن تعليق صورته؛ لأنها محفورة في قلوبهم، وبيعة في أعناقهم.

وإن من التناقض العجيب اتخاذ بعض العلمانيين والليبراليين والتغريبيين دعوى المواطنة وحب الوطن مركباً لتسويغ أفكاره، ومحاصرة وإرهاب كل من يخالفه، ورميه بالإرهاب والتمرد على الوطن، وينسى هذا المتعسف صاحب الإرهاب الفكري أنه هو أول من ينقض دعواه بأطروحاته التي لا تخدم المصلحة الوطنية، ولا تتفق والأسس التي قامت عليها البلاد، واجتمع عليها شمل الوطن.

إن الواجب علينا جميعاً أن نعزز قيم التعايش والعدل، ونحذر من اتخاذ الوطنية لتصفية الحسابات والوشاية والتحريض، والاحتراب الداخلي الذي يفرح الأعداء المتربصين.

4. بين حق الوطن وحق المواطن:
هل هناك من يكره الوطن؟
نعم، ذلك أنه إذا ذكرت الوطنية اختزل معناها في طاعة عمياء لحاكم مستبد، تشعر الناس أنهم مجرد عبيد لأسياد، وهذا أمر ممجوج مشوّه للوطنية، لا يرضاه حتى ولاة الأمر وفقهم الله. إن الوطنية علاقة متبادلة بين راعي الوطن والرعية وبين الرعية أنفسهم.

إن طاعة الإمام الواجبة بقيدها الشرعي دعامة ضرورية للمواطنة الصالحة، لكنها لا تعفيه من أداء حقوقهم لتحقيق الوطنية وتعزيز المواطنة، ولذا قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ)[النساء: 58] ثم قال بعدها: (أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء: 59] فذكر ما يجب على الطرفين.

ثم إن طاعة الإمام تعالج فقط صلة المحكوم بالحاكم، ولكنها لا تعالج صلة المجتمع بعضه ببعض، فلا بد كذلك من حسن الصلة بين المحكومين أنفسهم؛ وأي معنى لمواطن مطيعٍٍ للحاكم ظالم لأهله وجيرانه وأهل وطنه!..

إن للوطن حقاً على كل مواطن.. كما أن لكل مواطن حقاً على الوطن وولاة أمره ومسؤوليه في كل وزارة، وهو ما يؤكده خادم الحرمين -حفظه الله- دائماً في وصيته بالمواطن.

إن من حق كل مواطن أن تحفظ حقوقه وأن يعيش حياة كريمة وأن يجد وظيفة مناسبة ورعاية صحية لائقة مما يزيده حباً وولاءً وانتماءً للوطن. وهذه مسؤولية كل من ولي أمراً من أمور المسلمين في شتى المجالات.

نقول إن من خيانة الوطن أن يعصى ولي الأمر في غير معصية الله، أو تخلع يد من بيعته، أو يهان ويسخر منه في المجالس.. ونقول كذلك إن من خيانة الوطن أن يخونَ المسؤول -أي مسؤول الأمانة-، ويظلم الآخرين، ويستخفَ بالمسؤولية، أويوظِّفَها لمصالحه الشخصية؟! ولو علق صورة ولي الأمر فوقه وزين بها مكتبه، وجعل النشيد الوطني وِردَه اليومي.

5. لماذا يا شباب الوطن؟
اطلعت بكل أسف وحزن على ما نشرته العديد من وسائل الإعلام المحلية من صور وأفلام مصورة لما وقع من أحداث الشغب من بعض الشذاذ من الشباب في اليوم الوطني.

هل حب الوطن في الفوضى وتكسير المحلات وسرقتها، والتفحيط والإخلال بالأمن في الطرقات؟

هل حب الوطن في الإزعاج والرقص وهز الوسط على الموسيقى المحرمة؟.. واختلاط وقلة حياء بين الشباب والفتيات.. وقطع للإشارات المرورية وتجاوز السرعة القانونية في شوارع الوطن، وقذف للعلب والمخلفات في شوارع الوطن..

أي وطن في العالم يفرح بهذه النماذج من الشباب؟

يا هؤلاء.. حب الوطن بالدفاع عنه وعن دينه ومقدساته ومواطنيه وليس بأذيتهم..

حب الوطن باحترام الكبير والعطف على الصغير، واحترام الجار واحترام النظام ونظافة الشارع وعدم مضايقة المسلمين..

حب الوطن بالحرص على كل ممتلكاته والتعامل بأخلاق المسلم مع المسلم في كل مكان..

حب الوطن ليس يوماً في السنة فقط!! حب الوطن في كل يوم وفي كل حين.

نسأل الله أن يهدي شبابنا ويسلك بهم سبيل الرشاد... وأن يجعلهم مواطنين صالحين.. مصلحين في أسرهم ومجتمعهم، إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.

 

الخطبة الثانية

6- هدية راعي الوطن
من لوازم الوطنية الحقة في الإسلام، القيام بحق ولاة الأمر والدعاء لهم والنصح لأئمة المسلمين كما ورد في الحديث. كلنا أو جلنا يعرف مدى حب خادم الحرمين -وفقه الله- لشعبه، وسعيه في رقي هذه البلاد ونهضتها ولاسيما في مجال التعليم.. وقد كانت الجامعات السعودية قبل عدة أعوام لا تتجاوز السبع جامعات وها هي الآن -ولله الحمد- تجاوزت أكثر من 20 جامعة حكومية ناهيك عن الجامعات الأهلية المنتشرة..

ومن آخر الجامعات وأضخمها الجامعة الجديدة المفتتحة قريباً جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.. وهي هدية خادم الحرمين -حفظه الله- لهذا الوطن، فشكر الله سعيه وجزاه عنا خيراً..

ومع الشكر والسرور يجدر التنبيه إلى مسألة كدرت السرور وأقلقت الأنفاس وأزعجت المدامع، وهي أن الجامعة ستطبق نظام الاختلاط في تعليمها, وأنها ستتمتع بنظام متحرر يخالف سياسة البلاد التعليمية، وما درج عليه ولاتها وأهل العلم والفتيا فيها, بل قال نائب الجامعة للشئون الخارجية: " إن أجواء حرية الحركة واختلاط الجنسين داخل الجامعة تشبه جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية " ا.هـ.. أهذا هو الفخر والعزة بقيم الإسلام، نفتخر بأننا سنشبه ضاحية لأمريكا؟.

لا يخفى ما في الاختلاط وتقليد الغرب في الأخلاق والسلوك والقيم من فتنة وشر, ولا يبرره وجوده في أرامكو منذ عقود؛ لأن المنكر لا يبرر بالمنكر.

في هذا المقام يجب التذكير بركيزتين -الركائز التي قامت عليها الدولة السعودية- الأولى: هي الفصل بين الجنسين في التعليم، والثانية: الالتزام من قبل الطالبات المسلمات بالحجاب الشرعي، وغير المسلمات يلزمهن الاحتشام قدر الإمكان؛ احتراماً لأنظمة البلاد وهذا أمر لا حرج فيه.

إن الواجب على أعضاء مجلس أمناء الجامعة، الذين أُنيط بهم المسؤلية، وحُمًُلوا الأمانة من قِبل ولي الأمر -سدده الله على الخير- أن يتذكروا أنهم في مهبط الوحي وبجوار قبلة المسلمين، وأن عزة بلادنا في تمسكها بقيمها ومنهجها، وأن النجاح والتطور ليس بمجرد مسخ التجربة الغربية وزرعها في البلاد، بل النجاح في حسن الانتقاء وضبط المنهج بما يوافق قيمنا والبعد عن الشذوذ..

ليس بالضرورة أن يكون التعليم مختلطاً سافراً خارجاً عن أحكام الدين حتى يكون متطوراً وناجحاً، بل إن التعليم المختلط له سلبياته التي ظهرت بوضوح في المجتمع الغربي الذي يتجرع كأس مرارة الاختلاط في المراحل التعليمية؛ لكونه أحد أسباب التأخر العلمي والإعراض عن التحصيل بسبب المثيرات والفتن، وهناك دعوات للفصل بين الجنسين، ويوجد في أمريكا أكثر من مائتي جامعة غير مختلطة, وتعطي الإدارة الأمريكية معونات إضافية للمدارس التي تطبق الفصل تشجيعاً لها.

إن الأمل بالله -تعالى- ثم بالعلماء وكبار القوم أن يؤدوا النصيحة والكلمة الصادقة لولاة الأمر، ثم الباب مفتوح لكل مسلم بالتواصل مع ولاة الأمر والنصح الهاديء بالكتابة والبرقية, مع مراعاة مقام الولاة والعلماء, والإكثار من الدعاء لهم في ظهر الغيب, بأن يصلحهم الله ويسددهم, ويرزقهم بالبطانة الناصحة.. والظن كبير في خادم الحرمين في ضبط دفة العمل وتقليل الشر قدر الإمكان.. أمده الله بطول العمر على حسن العمل، وجعله سداً منيعاً أمام تيار التغريب.. ونسأل الله أن لا يؤاخذنا بذنوبنا، وأن لا يغير علينا بتغييرنا.

اللهم صل على محمد...

 

 

 

المرفقات

751

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات