مظاهر تكريم الله للإنسان

عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ الإنسان مخلوق عجيب 2/ دلائل قدرة الله في خلق الإنسان 3/ تكريم الله للبشر 4/ صور من تكريم الله للإنسان صغيرًا وكبيرًا ذكرًا وأنثى 5/ رحيل الأمير نايف وتذكرة بالموت.

اقتباس

حقوق الإنسان في شريعة الإسلام هي الحقوق العادلة، التي لا ظلم فيها ولا جور، ومن ادعى حقوق الإنسان بتعطيل الشريعة وإباحة المعاصي والسيئات والانحلال من القيم والفضائل فليست هذه إلا عدوانًا على الإنسان، إنما حقوق الإنسان ما دلت عليه شريعة الله التي بعث... ومن حق الإنسان في الشريعة الإسلامية أن الله جلَّ وعلا لم يحمله وزر غيره ممن خص به الإنسان أنه لم يحمل أوزار غيره إذا لم يكن...

 

 

 

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمدُه ونستعينُه، ونستغفرُه، ونتوبُ إليه، ونعوذُ به من شرورِ أنفسِنا؛ ومن سيِّئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلهِ وصحبِهِ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدين.

أمَّا بعد: فيا أيُّها الناسَ، اتَّقوا اللهَ تعالى حَقَّ التقوى.

عباد الله: خلق الله هذا الكون الفسيح: سماؤه وأرضه، بره وبحره، جباله وأنهاره وأوديته سهله ومزروعه جميعًا، حيوانه وجامده، كل ذلك دليلٌ على وحدانية الرب، وعظيم سلطانه، وكمال قدرته جلَّ جلاله، وخلق في هذا الكون إنسانًا صغير الحجم، عظيم القدر، ضعيف الجسم، راجح العقل والتفكير، خلقه وفضّله على سائر المخلوقات ألا وهو الإنسان قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء: 70].

فمن مظاهر تكريم الله لابن آدم أن خلقه الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته: (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ*فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ) [الحجر: 71- 72]، فأوجد ابن آدم من العدم: (إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [آل عمران: 59]، (هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا*إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) [الإنسان: 1- 2].

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أنه خلقه في أكمل صورة وأحسن تقويم: (لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) [التين: 4]، قال الحافظ بن كثير رحمه الله: "في أحسن شكل وصورة، معتدل القامة كامل المفاصل".

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أن أمده بالعقل والسمع والبصر وسائر الحواس قال تعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمْ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) [النحل: 78]، وقال: (أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ*وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ*وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ) [البلد: 8- 10]، وقال: (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ*الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ*فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ) [الانفطار: 6- 8].

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أن أمر الملائكة بالسجود لأبينا آدم تكريمًا له وإعلامًا بفضله وذريته: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 34].

ومن مظاهر تكريم الله للإنسان: أنه أسكن أبانا الجنة قالَّ جل وعلا مبينا ذلك: (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا) [البقرة: 35]، فعصى أبونا آدم فأهبطه الله إلى الأرض ليعود لها نقيًّا من الخطايا وربك حكيم عليم.

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أنه خلقه على الفطرة السليمة لديه الفطرة السليمة التي تؤدي إلى عبادة الله وإخلاص الدين له، وهي الفطرة التي خلقه عليها: (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30]، فعنده الاستعداد للحق، ففطر الله ابن آدم على توحيده وإخلاص دينه إلا من شذ وعرض له عارض حال بينه وبين ذلك، ففي الحديث يقول صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ"، ويقول صلى الله عليه وسلم قال الله: "خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ فجاءتهم الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ فطرتهم، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بي مَا لَمْ أُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا".

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم أن استخلفه في الأرض: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة: 30]، ليقوم بدور هذه الخلافة وأنشأه في الأرض واستعمره فيها ليؤدي ذلك بالإيمان بالله وتوحيده وشكره والثناء عليه ليؤدي خشية الله: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) [فاطر: 28].

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أن سخر له الكون كله سخر له الأرض وما فيها من الخيرات: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) [الملك: 15]، سخر البحر وما فيها من الخيرات والنعم العظيمة، سخر كل الكائنات لابن آدم ليحقق ما ينفعه ويدفع ما يضره، وليحمل رسالة الإيمان، وليعمر الأرض بطاعة ربه.

ومن مظاهر تكريم الله له: أنه أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ليحيوا الفطرة التي فطر العبد عليها، ويقيموا حجة الله على العباد، ويرشدوهم إلى دين الله، ويحذرونهم من معاصي الله: (رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ) [النساء: 165].

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أنه خاطبهم جميعًا تكريما لهم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [البقرة: 21].

ومن مظاهر تكريم الله لابن آدم: أنه تفضل على المؤمنين من بني آدم بأن شرفهم بقبول شرع الله، والقيام بما فرض الله عليهم، فالمؤمنون شرحت صدروهم للخير فأدوا الفرائض الإسلام وواجبات الدين، وترفعوا عن الدنايا والرذائل.

ومن تكريم الله له أن جعل جزاء الأعمال مضاعفة: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) [الأنعام: 160]، ومن تكريم الله لابن آدم أن فتح له باب التوبة والإنابة إليه، ليتوب من خطاياه وسيئاته فهو (يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222]، (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنْ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ) [الشورى: 25].

ومن مظاهر تكريم الله له أنه سن لابن آدم الاعتناء بميتهم بأن يغسلوه ويكفينه ويصلوا عليه ويواره في لحده تكريما له: (ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ) [عبس: 21]، وكسر عظم الميت ككسر عظم الحي تكريمًا للمسلم وتعظيما له وإجلالا له.

أيُّها المسلم: هذه الكرامات لابن آدم لهذا الإنسان المكرم المقدر الذي منحه الله خصائص لم يعطها أيا من مخلوقاته سوى لابن آدم، هذه الخصائص لهذا الإنسان أحيطت بأحكام شرعية فمن اختصه به الإنسان أن الله حرره من عبودية غيره فأمره بعبادته وحده لا شريك له، إذ تشعب المعبودات دليل على الضياع: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) [النحل: 29]، فحرره من الشرك وأمره بعبادته، وأنه ليس بينه وبين خلقه وسائط ولا شفعاء كما يقولوه الوثنيون والرهبانيون وأمثالهم، وإنما على المسلم أن يرفع يديه لربه السميع القريب: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي) [البقرة: 186]، (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) [غافر: 60]، فلا واسط بيننا وبين ربنا، لا واسط ولا شفعاء؛ لكن نفضي إليه أمرنا ونرجوه وندعوه بأي لحظة وساعة شئنا فهو الحي الذي لا ينام والقريب المجيب، يسمع كلامنا، ويرى مكاننا، ويعلم سرنا وعلانيتنا، ولا يخفى عليه شيء من أمرنا: (يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) [الرحمن: 29].

حرر الإنسان من عبودية غير الله، فالأصل حرية الإنسان من العبودية والرق للمخلوق؛ لأن الأصل أن الله خلق أبانا آدم وذريته أحرارًا، والرق جاء عارض لسبب ، وأسباب التخلص منه كثيرة فلله الفضل والمنة.

ومن حق الإنسان في الشريعة الإسلامية أن الله جلَّ وعلا لم يحمله وزر غيره ممن خص به الإنسان أنه لم يحمل أوزار غيره إذا لم يكن له سبب فيها: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [الأنعام: 164]، وكل مسئول عن خطيئته وذنبه فلا يحمل أحد وزر الآخر: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْمًا وَلا هَضْمًا) [طه: 112]، لا زيادة في سيئاته ولا نقص من حسناته.

ومن خصائص ذلك الإنسان أن الله سوى بين البشرية والإنسانية فجعل البشرية والإنسانية شيئًا واحدًا من حيث النظر العام، كلهم خلق الله وعباده، وكلهم عبيده جلَّ وعلا ليس اللون ولا اللغة ولا الجنس لتفضل البعض على البعض إنما التفاضل بالإيمان، والتفاضل بالتقوى بين المؤمنين: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [الحجرات: 12]، يقول صلى الله عليه وسلم: "أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلاَ لاَ فرق بين عَرَبِي ولا عْجَمِي، وَلاَ أَسْوَدَ ولا أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى".

ومن حق الإنسان في شريعة الإسلام: أن الله حفظ حياته، فحرم التعدي على حياته، لا من الغير ولا من نفسه، فجعل جريمة القتل جريمة في الشرك والعدوان قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [المائدة: 32]، وقال: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) [الأنعام: 151]، وقال: "لَزَوَالُ الدُّنْيَا أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ نفسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ"، وقال: "لاَ يَزَالُ الْمُسلم فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا"، وقال: "كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى أَنْ يَغْفِرَهُ اللَّهُ إِلاَّ مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا به أَوْ قَتَلَ نَفْسٍ بِغَيْرِ حَقٍّ".

كما حرم على الإنسان التعدي على نفسه بإزهاق روحه، فجعل ذلك حرامًا عليه: (وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) [البقرة: 195] (وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) [النساء: 129]، وفي الحديث: "مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَمات، فإنه يَتَرَدَّى فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سَمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسَمُّهُ فِي يَدِهِ، يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ في يَدِهِ، يَجَأُ بِهَا بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا".

ومن حق الإنسان أن الله حفظه صبيًّا، فسن الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في الأذن اليسرى، وسن العقيقة عنه، وشرع لأبيه أن يختار له اسمًا مناسبًا، وأمر بالإنفاق عليه، وجعل ذلك واجب الآباء: (وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ) [البقرة: 233]، وحفظ هذا الإنسان عند كبر سنه فأوجب على الأولاد الطاعة والإحسان والرفق به: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) [الإسراء: 23- 24]، حفظه يتيمًا فأمر بإكرام اليتيم، وحفظ ماله والعناية به، وهدد الذين يهينونه، وجعل إذلال اليتيم من أخلاق المكذبين بيوم الدين، وقال لنبيه مذكرا: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى: 9].

حفظ هذا الإنسان إذا كان فقيرا ومعوزا فأوجب في أموال الأغنياء حقا لإخوانهم المساكين وفي الحديث: "فأعلمهم أن الله افترض زكاة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم"، حفظ الإسلام ذلك الإنسان فحرم التعدي عليه بالظلم والعدوان ولو كان غير مسلم، ولذا قال الله: (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى) [المائدة: 8]، وقال: (فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [المائدة: 42].

وحرم الظلم والعدوان وفي الحديث: "اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ وَلو كَانَ فَاجِرًا فَفُجُورُهُ عَلَى نَفْسِهِ"، كان سلفنا الصالح من هذه الأمة يرفعون الظلم عن كل أحد، فلا يتركون الظلم ولو على غير المسلمين؛ بل يراعون أهل الذمة والعهد فيوفونهم حقوقهم ويواسونهم ويرحمون عجزتهم وضعفائهم فيقررون لهم من الأموال العامة ما يحفظ به إنسانيتهم؛ لأن شريعة الإسلام جاءت بتحقيق العدل: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الممتحنة: 8].

ومن حق الإنسان أنه حفظ للمرأة حقها فأمر بإكرامها زوجةً وأمًا وبنتًا وأختًا مسلمة، أمر بإكرامها والصبر عليها واحتساب ذلك عند الله، نهى عن ظلمها والتعدي عليها، فأمر باستئذانها عند خطبتها، وحرم الشغار ، وأمر باستئذانها في النكاح: "لاَ تُنْكَحُ الْبِكْرُ حَتَّى تُسْتَأْذَنَ"، ونهى عن ظلمها والتعدي عليها، وأمر بحفظ حقوقها: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً) [النساء: 4].

ومن حق الإنسان في الإسلام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والحد بين الظلم والعدوان، فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ الحقوق ويصونها ويحميها عن ظلم الظالمين وعدوان المعتدين، فحقوق الإنسان في شريعة الإسلام هي الحقوق العادلة، التي لا ظلم فيها ولا جور، ومن ادعى حقوق الإنسان بتعطيل الشريعة وإباحة المعاصي والسيئات والانحلال من القيم والفضائل فليست هذه إلا عدوانًا على الإنسان، إنما حقوق الإنسان ما دلت عليه شريعة الله التي بعث بها محمدًا صلى الله عليه وسلم.

 

أسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنَّه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية

الحمدُ لله، حمدًا كثيرًا، طيِّبًا مباركًا فيه، كما يُحِبُّ ربُّنا ويَرضى، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه، صلَّى اللهُ عليه، وعلى آله وصحبه وسلّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ.

أما بعدُ: فيا أيُّها النَّاس، اتَّقوا اللهَ تعالى حقَّ التقوى.

عباد الله، لما اهبط الله أبانا آدم إلى الأرض قال له: (وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ) [البقرة: 36]، فكل الخلق لهم مقر ومتاع إلى حين، أي ليس لأحد حق البقاء والخلود؛ بل كلنا راحلون عن هذه الدنيا، نسأل الله أن يجعله على الإسلام والسنة.

أيُّها الأخوة: إن الله جلَّ وعلا أخبرنا أن الموت مكتوب على كل الخلق، وما استثنى إلا إبليس اللعين أنظره الله إلى يوم الدين لحكمة أرادها قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمْ الْخَالِدُونَ*كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً) [الأنبياء: 34- 35]، وقال جلَّ وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ*ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) [الزمر: 30- 31]، لما توفي محمد صلى الله عليه وسلم فجعة الأمة بهذا المصاب الجلال وحق لهم ذلك فاضطربت أمرهم وغابت أفكارهم وأصبحوا في أمر عظيم، فلما رأى الصديق ذلك جاء وأقبل عليهم، وكان عمر يقول: ليخرجن رسول الله فيقطعن أيدي رجال وأرجلهم، فجاء الصديق وعلا المنبر فأقبل الناس عليه فقال: أيها الناس، مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ثم تلا قوله: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) [الزمر: 30- 31]، فخرج الصحابة وكأنهم لم يسمعوا هذه الآية إلا تلك الساعة رضي الله عنهم وأرضاهم.

أيُّها المسلم: هذا الموت له أجل مكتوب مقدر في علم الله جلَّ وعلا، وما فيه علم الله جلَّ وعلا، فالجنين في بطن أمه إذا بلغ مائة وعشرين يومًا جاءه الملك فكتب رزقه وأجله وعمله وشقيا أم سعيد، وفي أي مكان يموت، وفي أرض الله يموت كل هذا من تقدير العزيز العليم، أخبرنا ربنا أن هذا الموت لا فرار منه لأي أحد قال جلَّ وعلا: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [آل عمران: 78]، وأخبرنا أن الأجل إذا حان لن يستطيع تأخيره ولا تقديمه: (وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [المنافقون: 11]، وقال جلَّ وعلا: (فَلَوْلا إِذَا بَلَغَتْ الْحُلْقُومَ*وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ*وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ*فَلَوْلا إِنْ كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ*تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) [الواقعة: 83- 87]، صدق الله وبلغ رسالته نبيه صلى الله عليه وسلم.

إخوتي: فقدنا في هذه الأيام أخًا عزيزًا على نفوسنا، وأخًا نحبه في قلوبنا، فقدنا رجلاً ذا تقوى وصلاح وخير، خدم أمته سنين عديدة وساهم في حفظ هذا الأمن العظيم وخدمة الحجيج نصف قرن من الزمن فقدناه؛ ولكنا نقول ما قاله الصابرون: (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ) [البقرة: 156- 157]، فالقلب يحزن، والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراق نايف لمحزنون، فالحمد لله على قضاء الله وقدره الذي لا راد له.

ولكن هوّن هذه المصيبة وسلَّم المسلمون ذلك العدل الصادقة والقرار الشجاع النافع الذي اتخذه إمام المسلمين عبدالله بن عبدالعزيز وفقه الله وأمده بالصحة والسلامة والعافية، حيث أصدر أمره الكريم بأن جعل أخاه سلمان بن عبد العزيز وليًا لعهد هذا البلد فتلقاه الناس بالقبول واطمأنت القلوب وارتاحت النفوس والحمد لله على فضله وكرمه، هذا الرجل نرجو له من الله التوفيق والسداد فقد أمضى أكثر من نصف قرن في إمارة الرياض وساهم مع إخوانه الملوك في أمن هذا البلد وتخطيتها وسياستها وفقه الله وأمده بالصحة والسلامة والعافية، ورزقه البطانة الصالحة التي تذكّره إن نسي وتعينه إذا ذكر.

إننا في نعمة عظيمة من الله، إن ولاة الأمر لهم حق علينا السمع والطاعة لهم بالمعروف والدعاء لهم بالتوفيق والسداد، وأن لا نصغي أذاننا عن الأراجيف والأباطيل والأكاذيب، ها نحن في زمن اختلاف في التوجهات وتنوعت في المؤامرات على الإسلام وأهله، وهذا البلد لا يزال بخير ولله الحمد، وفي أمن واستقرار رغم التحديات العظيمة، إلا أنه صامد أمامها بسياسته الحكيمة وما نعمة من الله، هذا البلد احتضن الحرمين الشريفين، هذا البلد الأمن المطمئن يعيش في ظل هذه الحكومة المباركة التي أسسها عبدالعزيز رحمه الله الذي منَّ الله على المسلمين في القرن الرابع عشر فجمع شتات الأمة ووحد صفها وثبت أمنها وتعاقب أبناؤه بعده كل يقوم بواجبه ويؤدي مهمته فبارك الله فيهم، وجعل خلفهم يعقب سلفهم على أحسن حال إنه على كل شيء قدير.

إن هذه النعمة التي نرى نايف فيها نعمة عظيمة نعمة سابغة تحتاج منا أن نشكر الله عليها في كل أحوالنا: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ) [إبراهيم: 7]، فما مُنحت النعم إلا بطاعة الله، فلنتقرب إلى الله بما يرضيه ولنسعَ في إصلاح أنفسنا ومجتمعنا، فعسى الله أن يجمع الشمل ويوحد الصف ويُعيذنا من زوال نعمته، ومن تحول عافيته، ومن فجاءت نقمته إنه على كل شيء قدير.

واعلموا رحمكم الله أنّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وعليكم بجماعةِ المسلمين، فإنّ يدَ اللهِ على الجماعةِ، ومن شذَّ شذَّ في النار.

وصَلُّوا رحمكم الله على عبد الله ورسوله محمد كما أمركم بذلك ربكم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56] اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على عبدك ورسولك محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائه الراشدين المهدين، أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن سائرِ أصحابِ نبيِّك أجمعين، وعن التَّابِعين، وتابِعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين، وعنَّا معهم بعفوِك، وكرمِك، وجودِك وإحسانك يا أرحمَ الراحمين.

اللَّهمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمَّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين، واجعل اللَّهمَّ هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين يا رب العالمين، اللَّهمَّ أمنَّا في أوطاننا، اللَّهمَّ أمنَّا في أوطاننا وأصلح وولاة أمورنا، اللَّهمَّ وفقهم لما فيه خير الإسلام والمسلمين، اللَّهمّ وفِّقْ إمامَنا إمامَ المسلمينَ عبدالله بنَ عبدِالعزيزِ لكل خير، سدده في أقواله وأعماله، وامنحه الصحة والسلامة والعافية إنك على كل شيء قدير، واجعله بركة على نفسه وعلى مجتمعه، اللَّهمَّ وفق ولي عهده سلمان بن عبدِالعزيزِ لكل خير، وسدده في أقواله وأعماله، وأعنه على مسئوليته، اللَّهمَّ اغفر لنايف بن عبدالعزيز اللَّهمَّ أغفر له ورحمه وعافيه وعفوا عنه، وأكرم منزله ووسع مدخله، واغسله بالماء والثلج ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وفرجه عن سيئاته وأقِلَّ عثراته، وجعله راضيا عنه، إنك على كل شيء قدير، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)، (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ).

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، فاذكروا اللهَ العظيمَ الجليلَ يذكُرْكم، واشكُروه على عُمومِ نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
 

 

 

 

المرفقات

تكريم الله للإنسان

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات