عناصر الخطبة
1/انتهاء موسم الحج بنجاح وأمان 2/جهود المملكة في حماية الحجيج 3/مشاهدات ومواقف رائعة من حج العام 1439.اقتباس
لقدْ تحمّلَ الإعلامَ الكاذبَ جريرةَ توقعاتِهِ وتكهناتِهِ وشَرِق بما نفثَ من سمومٍ وكان المرتزقةُ المأجورونَ من الإعلاميّينَ يراهنونَ على فشلِ حجِّ هذا العام ولكنَّهم باءُوا بالفشلِ الذريعِ وخابوا وخسِروا، وفضحَ اللهُ كيدَهُمْ، واللهُ غالبٌ على أمرِهِ. عبادَ الله: لقدْ أُتيحْت لي هذا العام الفرصةُ أن أكونَ مِمَّن منَّ اللهُ –تعالى- عليهمْ بالحجِّ وكانَ من مشاهداتي لحجِّ هذا العامِ 1439هـ ما يأتي:
الخطبة الأولى:
الحمدُ للهِ ربّ العالمين، الرحمنِ الرحيمِ، مالكِ يومِ الدّينِ، والعاقبةُ للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ وليُّ الصالحين، وأشهدُ أنّ نبيّنَا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ النبيُّ الأمينُ؛ صلى الله عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ ومن اقتفى أثرهُ إلى يومِ الدينِ، وسلّم تسليمًا كثيرًا.
أمّا بعدُ: فاتقوا اللهَ أيُّها المؤمنونَ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: الآية 102].
عبادَ اللهِ: نحمدُ الله -جلّ وعلَا- حمدًا جزيلاً كثيرًا مباركًا فيهِ على ما أَولى وأَنعم على بلادِنا بتمامِ المناسكِ لحجّاجِ بيتِ اللهِ الحرامِ بكلِّ يسرٍ وسهولةٍ، وأمنٍ وأمانٍ، وسكينةٍ وطمأنينة، وما ذاك إلا بفضلِهِ -سبحانَهُ وتعالى-، ثمَّ بالجهودِ المبذولةِ بدايةً من دعمِ ومتابعةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملكِ سلمانَ بن عبدِالعزيز ووليِ عهدهِ الأمينِ، ثمّ بجهودِ جميعِ الرجالِ المخلصينَ لهذا البلدِ المِعْطَاء.
لقدْ أخذت حكومةُ بلادِ الحرمينِ الشريفينِ المملكةُ العربيةُ السّعوديةُ على عاتِقها خدمةَ حجّاج بيتِ اللهِ الحرام، وتقديمِ الخدماتِ المتميزةِ والجبارةِ لهم في كلِّ موسمٍ من مواسمِ الحجِّ المتتابعةِ في كل عامٍ.
وقد طالبتْ بلادُنا بعدم تسييسِ الحجِّ، أو رفعِ شعاراتِ الحزبيّةِ في المشاعرِ المقدّسةِ؛ تنفيذًا لقولِ اللهِ -جلّ وعلا-: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)[البقرة: 196].
وقد كان نجاحُ موسمِ حجِّ هذا العام 1439هـ منقطعَ النظيرِ وبشهادةِ الجميعِ، ومنها منظّماتٌ أجنبيةٌ ودوليةٌ، وكلُّ ذلك تم بتوفيقِ اللهِ -جلَّ وعلا- وبدعمٍ من حكومتِنَا الرّشيدة وجهودِ العاملين من جميعِ القطاعات.
فنحمدُ اللهَ -جلّ وعلَا- على عونِهِ وتوفيقِهِ، وامتنانِهِ وتيسيرِهِ، وفضلِهِ وجودِهِ وعطائِهِ، وما جاءَ هذا النجاحُ الكبيرُ إلا ليُسقَطَ جميعَ الأقنعةِ المزيّفةِ، ويُخرسَ أبواقَ الكذَبَةِ والمرتَزَقَةِ، ويدحرَ حقدَ الحاقدينَ وحسدَ الحاسدينَ، وينهي أحلامَهم وأمنياتِهم الخبيثةَ تجاهَ هذا البلدِ المِعطاءِ.
لقدْ تحمّلَ الإعلامَ الكاذبَ جريرةَ توقعاتِهِ وتكهناتِهِ وشَرِق بما نفثَ من سمومٍ وكان المرتزقةُ المأجورونَ من الإعلاميّينَ يراهنونَ على فشلِ حجِّ هذا العام ولكنَّهم باءُوا بالفشلِ الذريعِ وخابوا وخسِروا، وفضحَ اللهُ كيدَهُمْ، واللهُ غالبٌ على أمرِهِ.
عبادَ الله: لقدْ أُتيحْت لي هذا العام الفرصةُ أن أكونَ مِمَّن منَّ اللهُ –تعالى- عليهمْ بالحجِّ وكانَ من مشاهداتي لحجِّ هذا العامِ 1439هـ ما يأتي:
أولاً: مشهدُ التنظيمِ والترتيبِ والإعدادِ لجميعِ مناسكِ الحجِّ، بدايةً من منافِذِ دخولِ الحجّاجِ حتى وصولِهم إلى أماكنِ النُّسُكِ، والجميعُ يشاهدُ الانسيابيةَ والتيسيرَ في جميعِ الإجراءاتِ عند التعاملِ مع الحجيجِ، سواءٌ من الدّاخِلِ أو الخارجِ.
ثانياً: مشهدُ ضيوفِ الرحمنِ القادمينَ من بلدانٍ مختلفةٍ وهم فرحونَ مستبشرونَ بقدومهمْ لهذهِ البلادِ المباركةِ لأداءِ مناسكِ الحجِّ لهذا العام، وشوقُهم العظيمُ لزيارةِ بيتِ اللهِ الحرامِ والمناسكِ والوقوفِ بعرفاتِ.
ثالثاً: الفرحةُ العظيمةُ والبكاءُ الحارُّ من الحجاجِ الذينَ استضافتْهم المملكةُ العربيةُ السُّعوديةُ – أعني ضيوفُ خادم ِالحرمينِ الشريفينِ – وقد امتلأت قلوبُهم حبّاً وشوقاً وثناءً ودعاءً لكلِّ من كان سببًا في حضورهمْ وأدائهمْ لحجِّ هذا العام.
رابعاً: ما رأيتُهُ من صورٍ جميلةٍ ورائعةٍ لرجالِ أمنِنَا من رجولةٍ وعزيمةٍ وقوةٍ وتفانٍ في خدمةِ الحجيجِ منذُ الدخول إلى منافذ التفويجِ، وحتى الوصولِ إلى أماكنِ إقامتهِم.
خامساً: ما رأيتُهُ من المناظرِ الرائعةِ في جميعِ المناسِكِ، من إعدادٍ، وتنظيمٍ، وسهولةٍ في الحركةِ، وأمنٍ وأمانٍ بدايةً من مكةَ إلى مِنى، ثمَّ منْ مِنى إلى عرفاتٍ، ثم من عرفاتٍ إلى المزدلفةِ، ثم من المزدلفةِ إلى مِنى لرمي جمرةِ العقبة، ثم من منى إلى مكةَ لأداءِ الطوافِ والسّعي للحجِّ، ثمّ منْ مكة إلى مِنى للمكوثِ فيها أيّامَ التّشريقِ لرميِ الجمراتِ.
سادساً: ما رأيتُهُ من الانسيابيةِ والسهولةِ في حركةِ الحافلاتِ والأفرادِ وتيسيرِ حركةِ الطرقِ في جميعِ الاتجاهات.
سابعاً: ما شاهدتُهُ من صورةٍ مشرّفةٍ لرجالِ الأمنِ والكشّافةِ وسائرِ القطاعاتِ، ومن ذلك:
- وجودُ أصحابِ الرتبِ العاليةِ من العسكريّينَ بجوارِ جنودِهِمْ، عملاً وتفانياً وحرصاً على تقديم كافةِ الخدماتِ والمساعداتِ للحجيجِ.
- حُسن الخُلُقِ والابتسامةُ الجميلةُ والتواضعُ الجَم.
- تقديمُ المساعدةِ للمحتاجِ، والإرشادُ للتّائِهِ، وتيسيرِ الصّعابِ للحجيجِ في جميعِ الطّرقاتِ.
- العنايةُ بالمرضى، وسِقايةُ العطشى، وإعانةُ أصحابِ الإعاقاتِ، وحملُ الضّعيفِ.
- إرشادُ التائهينَ، وإعانةُ الضعفاءِ، والسعيُ في قضاءِ حوائجِ المرضى والمعاقِينَ.
- سِقايةُ الحجّاجِ، وتوزيعُ الوجباتِ، ونشرُ الأمنِ بينهم.
ومن أروع الصورِ التي شاهدتُها قيامُ أحدِ العسكريّين بحملِ بعضِ كبارِ السّنِّ عندَ رميِ الجمرة، وقيامُ آخرَ بخلعِ حذائِهِ وإعطائِهِ لكبيرةِ سن في شدّةِ الحرِّ، وقيامُ ثالثٍ بسقيِ حاجٍّ وإطعامِهِ، وقيامُ رابعٍ بالوقوفِ مع تائهٍ حتى جاءَ من يوَصله إلى مخيّمِهِ.
هذهِ صورٌ مشرفةٌ تلامسُ القلوبَ وتغمرُها سعادةً وفرحةً لِمَا رأتْ منْ هؤلاء الرجالِ الأبطالِ الأفذاذِ الذين قاموا بعملهم ابتغاءَ مرضاتِ اللهِ تعالى، واستجابةً لأمر وليِّ أمرِهِمْ، فشرّفُوا بلادَهُمْ، وحازوا ثناءَ الحجّاجِ والعمّارِ وغيرهمْ من المسلمينَ.
عبادَ اللهِ: هذا غيضٌ من فيضُ مما رأيتُهُ، وما خفيَ من ذلك كان أكثرَ وأعظمَ.
أسألُ اللهَ -جلّ وعلا- أن يكتبَ الأجرَ والمثوبةَ لكلِّ من قدَّم وسعى وبذل من أجلِ تيسيرِ حجِّ هذا العام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيق* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِير* ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيق)[الحج:27- 29].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والعظات والذكر الحكيم أقول ما سمعتم فاستغفروا الله يغفر لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ ربّ العالمينَ، والصّلاةُ والسلامُ على الرسولِ الكريمِ محمدٍ بن عبدِ اللهِ الذي علَّم أمتَهُ كلّ خيرٍ، وحذَّرهم من كلّ شرٍّ؛ صلى الله عليهِ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعينَ، أمّا بعدُ:
وممّا شاهدتُهُ في حجِّ هذا العامِ 1439هـ:
ثامناً: تلكَ الجهودُ المبذولةُ والمقدمةُ من وزارةِ الشؤونِ الإسلاميةِ والدّعوةِ والإرشادِ ممثّلةً في الأمانةِ العامّةِ للتّوعيةِ في الحجِّ والعمرةِ والزيارةِ في نشرِ التوعيةِ بمناسكِ الحجِّ والعمرةِ والزيارةِ بينَ الحجّاجِ، وفتحُ مراكزِ الفتوى والإرشاد، وتوزيعُ الدعاةِ على الحملاتِ، وتوزيعُ الكتبِ والإهداءاتِ على الحجيجِ بجميعِ اللّغاتِ.
لقدْ لمسنا تنظيماً بديعاً، وعملاً مرتّباً، وتعاملاً راقياً من الدعاةِ وطلبةِ العلم، وألسنةِ الحجّاجِ تلهجُ بالدُّعاءِ للمسؤولينَ في الوزارةِ وعلى رأسهِم معالي الوزير ونائبه وكبار المسؤولين في الوزارةِ على هذهِ الجهودِ المباركةِ التي لها الأثرُ الكبيرُ في تصحيحِ حجِّ الحجاجِ وتبصيرهمْ بما يعودُ عليهم بالنّفعِ في الدنيا والآخرةِ، وقد جنّدَتِ الوزارةُ مئاتِ الدعاةِ من كبارِ طلاّبِ العلمِ وأساتذةِ الجامعاتِ والقضاةِ لهذهِ المهمّةِ النّبيلةِ؛ فجزاهم الله خيرَ الجزاءِ وباركَ في جهودِهِم.
تاسعًا: ما رأيتُهُ وشاهدتُهُ منْ خدماتٍ جليلةٍ مقدّمةٍ من جميعِ القطاعاتِ الحكوميّةِ والخدميّة الأخرى نالتْ ثناءَ الحجيجِ بجميعِ جنسياتهم على ما رأوهُ من جهودٍ مبذولةٍ من حكومةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ.
فنحمدُ اللهَ -جلّ وعلاَ- على هذا التوفيقِ والنّجاحِ، ولتفرحْ قلوبُ المؤمنينَ منْ المواطنينَ والمقيمينَ على ثَرى هذه البلاد، ولتَشرقَ قلوبُ كلِّ حاقِدٍ وحاسِدٍ ممن يكيدُ ويترصَّدُ لبلادِنَا ويريدُ لها الضعفَ والوهنَ والشّتَاتْ.
وأقدمُ خالصَ شكري لمقامِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده -وفقهما الله- على دعمهما ومساندتهما وتوجيهاتهما من أجل نجاح برنامج الحج لهذا العام، وعلى استضافة خادم الحرمين لآلاف الحجاج على نفقته الخاصة، وقد أثنوا وشكروا لحكومة هذه البلاد وقيادتها ما رأوه وعاينوه من دعم ومساعدة للحجاج القادمينَ من بلادِ العالمِ الإسلامي لحجِّ هذا العام.
وإني لأرجو صادقاً أنْ يكونَ لكلِّ مسؤول عن الحجِّ بدءًا من خادمِ الحرمينِ الشريفينِ وسمو وليّ عهدهِ الأمين، وإلى أصغرِ مسؤولٍ من رجلٍ أمن أو موظف ممّن ساهموا في خدمةِ الحجيجِ أنْ يكونَ لهمْ أجر كلّ حاج ومعتمر وزائر لمسجدِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أدوا نسكهمْ بيسرٍ وسهولة.
فهنيئاً لبلادِنا هذا التوفيق الكبير، ومزيداً من الجهود المباركة.
أسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والأمان والسلامة والإسلام، واجتماع الكلمة ووحدة الصف ، وأن يصرف عنها كل كيد وشر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى؛ فقد أمركم الله بذلك فقال -جل من قائل عليماً-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)[الأحزاب: ٥٦].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم