عناصر الخطبة
1/بيوم القيامة تبلى السرائر ويكشف ما كان مستورا 2/على المسلم أن يخشى من يوم العرض الأكبر 3/وقفات وتأملات يوم تبلى السرائر 4/الوصية بترك ما ظهر من الإثم وما استتر 5/الحث على تقوى الله في السر والعلانيةاقتباس
إنَّ مِنَ الناسِ مَنْ يخشى من اطلاع الناس عليه حالَ المعصية، ويجعلُ ربَّه أهونَ الناظرينَ إليه، مع أنَّه سيُحاسَبُ عن كلِّ ما أسرَّه وأخفاه، وما أظهَرَه وأبداه، والله -جل جلاله- أحقُّ بالخوف والخشية...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثَّريّ، عالم الغيب، (لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ في السَّمَاوَاتِ وَلَا في الْأَرْضِ)[سَبَأٍ: 3]، يعلم سر خلقه وجهرهم، ويعلم ما يكسبون، لا تخفى عليه منهم خافية، علمه بهم محيط، وبصره فيهم نافذ، وإليه يرجعون، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، عالم السر والنجوى، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ، وسار على نهجهم واقتفى.
أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: اتقوا الله ربكم في جميع أحوالكم؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ: 18]، فهو -سبحانه- ذو خبرة وعلم بأعمالنا كلها، خيرها وشرها، لا يخفى عليه منها شيء.
أيها المسلمون: إن من الأمور الهائلة التي ستكون يومَ القيامة أن يصيرَ السِّرُّ عَلَانِيَةً، وَالْمَكْنُونُ مَشْهُورًا، كما أخبرَنا اللهُ -تعالى- عن ذلك في كتابه فقال: (يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)[الطَّارِقِ: 9]، فتُختبَر الضمائرُ، وتُكشَف الأسرارُ، وتُعْرَف العقائدُ والنياتُ الصَّالحةُ من الفاسدة، والسَّليمةُ من المَعِيْبة، وتُكْشَفُ بَواطِنُ الأمُورِ.
عبادَ اللهِ: يومَ القيامةِ يَظهَر ما كان في القلوب من خيرٍ وشرٍّ على صفحاتِ الوجوهِ: (يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ)[آلِ عِمْرَانَ: 106]، قال ابن القيم -رحمه الله-: "فمَنْ كانت سَرِيرتُه صالحةً؛ كان عَمَلُه صالحًا، فتبدو سريرتُه على وجهه نورًا وإشراقًا وحُسنًا، ومَنْ كانت سريرتُه فاسدةً؛ كان عملُه تابعًا لسريرته، لا اعتبارَ بصورته، فتبدو سريرتُه على وجهه سوادًا وظُلمةً وشَينًا".
أيها الإخوة: إنَّ الواجبَ علينا أن نستشعر عظمةَ ذلك الموقف الجليل، الذي نُعرَض فيه للحساب، وتَظهَر فيه الخفايا والخبايا؛ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ: 18]، إنه العرضُ على عالِم السرِّ والنجوى، الذي لا يخفى عليه شيءٌ من أمورنا، بل هو عالِم بالظواهر والسرائر والضمائر، وقَال -تَعَالَى-: (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ)[يُونُسَ: 30]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: (أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا في الْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا في الصُّدُورِ)[الْعَادِيَاتِ: 9-10]، فإلى كل مَنْ أيقَن أنَّ الله يراه حيث كان، وأنَّه مُطَّلِعٌ على باطنه وظاهره، وسرِّه وعلانيتِه، تَدارَكْ أمرَكَ من الآن، واحذَرِ الغفلةَ والعصيانَ، واقبَلِ الرشدَ والنصيحةَ، واعمل على تركِ ما يُوجِبُ العارَ والفضيحةَ، يوم تُكشَفُ السجلاتُ، وتُنشَرُ الصحيفاتُ، ولا يبقى فيه شيءٌ مستورٌ، بل يُحَصَّلُ ما في الصدور.
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)[الطَّارِقِ: 9]، إنها موعظة بليغة لكل غادر؛ إذ سيَعلَم غدًا نتيجةَ عملِه بظهور سريرته، وافتضاح أمره، فقد صح عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قَالَ: "يُرْفَعُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ عِنْدَ اسْتِهِ، يُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ".
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)[الطَّارِقِ: 9]، إنها أعظـمُ زاجـرٍ، وأبلـغُ موعظـةٍ لكل مَنِ اغترَّ بسِتر الله وحلمه، ممَّن أقام على ذنوب الخلوات، فاستوجب مقتَ ربِّ البرياتِ، ولم يستشعِرْ ذلك اليومَ الذي تُكشَف فيه الأسرارُ، وتُهتَكُ الأستارُ، فيا من سترَكَ اللهُ حالَ الخلوات ولم يفضحكَ، لا تَغفُلْ، واحذر -عبدَ اللهِ- من استمراء المعاصي بإطلاق بصرِكَ في مشاهَدة القبائح والمنكَرات، والاسترسال في الباطل بإصغاء سمعِكَ للمحرَّمات، وتذكَّرْ أن سريرتكَ التي لا يطَّلِعُ عليها أحدٌ الآنَ إلا اللهُ، سينكشف الحُجبُ عنها يومًا ما؛ فقد جاء عنه -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: "لأعلمنَّ أقوامًا مِن أمتي يأتون يومَ القيامةِ بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بِيضًا، فيجعلُها اللهُ -عز وجل- هباءً منثورًا"، قال ثوبانُ -رضي الله عنه-: "يا رسولَ اللهِ، صِفْهُمْ لنا، جَلِّهِمْ لنا؛ ألَّا نكونَ منهم ونحنُ لا نعلمُ"، قال: "أَمَا إنَّهم إخوانُكم، ومِنْ جِلْدتِكم، ويَأخُذُونَ من الليلِ كما تأخذونَ، ولكنَّهم أقوامٌ إذا خَلَوْا بمحارمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا".
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)[الطَّارِقِ: 9]، يا لها من مُوقِظةٍ مُذكِّرةٍ، تَكشِفُ حالَ مَنْ كان ديدنُه الغشَّ والمكرَ والخديعةَ، وسوف يظهَرُ عوارُه، يومَ الخزي والفضيحة، كما جاء في قوله -عليه الصلاة والسلام-: "من غشَّنا فليسَ منَّا، والمَكرُ والخِداعُ في النَّارِ"؛ فهو تَهْديدٌ ووعيدٌ لِمَن تَمادَى في الغِشِّ، ألَا وإنَّ المَكْرَ والخِداعَ من أنْواعِ الغِشِّ يُؤَدِّيانِ بصاحِبِهما إلى النارِ.
(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ)[الطَّارِقِ: 9]، فيا ويحَ كلِّ منافقٍ ومُراءٍ يُظهِر خلافَ ما يُخفِي ويُسِرُّ، فأكبرُ مصيبةٍ تنزلُ به، وأخطرُ ما يَدهَمُه حينَ ينكشِفُ أمرُه، وعندما يَلْقَى ربَّه يومَ القيامةِ، وتُبلَى السرائرُ؛ أَيْ تَخرُج مخبَّآتُها وتَظهَرُ، فلا يستطيعُ العبدُ حينَها سترَ ما بدَا من سيئاته، وما كان يُضمِرُ من خُبثِ نِيَّاتِهِ، قال تعالى: (يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)[النِّسَاءِ: 108]، وكَفى بِهَذِهِ الآيَةِ ناعِيَةً على النَّاسِ ما هم عَلَيْهِ مِن قِلَّةِ الحَياءِ والخَشْيَةِ مِن رَبِّهِمْ؛ أنَّهم في حَضْرَتِهِ، لا سُتْرَةَ ولا غَفْلَةَ ولا غَيْبَةَ، ولَيْسَ إلَّا الكَشْفُ الصَّرِيحُ والِافْتِضاحُ، وهو -سبحانه- مُطَّلِع على سرائرهم، وعالِمٌ بما في ضمائرهم، ويومَ القيامةِ ستظهَرُ أعمالُهم، وتَنكَشِفُ أسرارُهم؛ (يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ)[غَافِرٍ: 16]؛ أَيْ: ظَاهِرُونَ بَادُونَ كُلُّهُمْ، لَا شَيْءَ يُكِنُّهُمْ وَلَا يُظِلُّهُمْ وَلَا يَسْتُرُهُمْ، وَالْجَمِيعُ في عِلْمِ الله عَلَى السَّوَاءِ.
أقول هذا القول وأستغفر الله الجليل لي ولكم، ولجميع المسلمين، فاستغفروا وتوبوا إليه، إن ربي غفور رحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله باري البريات، العالِم بالظواهر والخفيَّات، المطَّلِع على الضمائر والنِّيَّات، والصلاة والسلام على عبده ورسوله الذي ختَم برسالته جميعَ الرسالات، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، المسارعين بالخيرات، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فقد أمَر اللهُ عبادَه أن يتركوا ما ظهَر من الآثام وما استَتَر، كما جاء في قوله -عز وجل-: (وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ)[الْأَنْعَامِ: 120]، ففيه النَّهْيُ عَنِ الإثْمِ، مَعَ بَيانِ أنَّهُ لا يُخرِجُه من معنى الإثم بِسَبَبِ إخْفائِهِ وكِتْمانِهِ، والمراد بالإثم في الآية: جميعُ المعاصي التي تُؤثِّم العبدَ؛ أي: تُوقِعُهُ في الإثم والحرج، ومع الأمر الأكيد في تركِ جميعِ المحرَّماتِ، والوعيدِ الشديدِ لكاسِبِي الإثمِ، إلَّا أنَّ كثيرًا من الناس تَخفى عليه كثيرٌ من المعاصي، خصوصًا معاصي القلب؛ كالكِبْر، والعُجْب، والرياء، والحسد، والغِلّ، والحرصِ على الشُّهرة والظُّهور، وإرادَةِ السُّوءِ للمسلمين، حتى إنه يكون به كثيرٌ منها، وهو لا يُحِسّ به ولا يَشعُر، وهذا من الإعراض عن العلم وعدم البصيرة في الدِّين.
وممَّا جاء في وصيته -صلى الله عليه وسلم- لأبي ذر -رضي الله عنه-: "أوصيكَ بتقوى الله -تعالى- في سِرِّ أمرِك وعلانيتِه"، وقال بلال بن سعد -رحمه الله-: "لا تَكُنْ وليًّا للهِ في العلانيةِ، وعَدُوَّه في السريرةِ".
عبادَ اللهِ: إنَّ مِنَ الناسِ مَنْ يخشى من اطلاع الناس عليه حالَ المعصية، ويجعلُ ربَّه أهونَ الناظرينَ إليه، مع أنَّه سيُحاسَبُ عن كلِّ ما أسرَّه وأخفاه، وما أظهَرَه وأبداه، والله -جل جلاله- أحقُّ بالخوف والخشية؛ قال ابن الأعرابي -رحمه الله-: "أخسرُ الخاسرينَ مَنْ أبدَى للناسِ صالحَ أعمالِه، وبارَز بالقبيح مَنْ هو أقربُ إليه مِنْ حبلِ الوريدِ"، وقال بعض العلماء: "وقد يُخفي الإنسانُ ما لا يرضاه اللهُ -عز وجل-، فيُظهِره الله -سبحانه- عليه ولو بعدَ حينٍ، ويُنطِق الألسنةَ به وإن لم يُشاهِده الناسُ، ورُبَّما أوقَع صاحبَه في آفةٍ يفضحُه بها بينَ الخلقِ، فيكون جوابًا لكلّ ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليَعلمَ الناسُ أنَّ هناك مَنْ يُجازي على الزَّلَلِ".
عبادَ اللهِ: وأمَّا المؤمنُ فيحرِصُ على إخلاصِ العملِ لله، ومراقَبةِ مولاه، ويخشى مِنْ سوءِ العاقبةِ؛ فعن ابن أبي مُلَيْكَةَ -رحمه الله- قال: "أدركتُ ثلاثينَ من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلُّهم يخاف النفاقَ على نفسه"، وكان الحسن البصريّ -رحمه الله- يقول: ما خافَه (أي النفاقَ) إلا مؤمنٌ، ولا أَمِنَهُ إلا منافقٌ، وعن عكرمة بن عمَّار -رحمه الله- قال: جَزِعَ محمَّدُ بنُ المنكدرِ عندَ الموتِ فقيل له: تَجْزَعُ؟ ! فقال: أخشى آيةً من كتاب الله -تعالى-: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزُّمَرِ: 47]؛ فأنَا أخشى أن يبدوَ لي مِنَ اللهِ ما لم أَحتَسِبْ"، وهكذا يكون المؤمنُ دائمَ الإجلالِ والتعظيمِ لربِّه، المطَّلِع على ضميرِه وباطنِه القريبِ منه في جميع أحواله، كما قال عز وجل: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق: 16]، فيستحيي منه أن يراه حيثُ نهاه، أو يَفقِدَه حيث أمرَه.
فاللهم صلِّ وسلِّم على محمد، أجملِ الناس وأبهاهم من بعيدٍ، وأحسنِهم وأحلاهم من قريبٍ، صلاةً وسلامًا دائمينِ، تامينِ كاملينِ، إلى يوم المزيد، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين، والصحابة والتابعين، ومَنْ تَبِعهم بإحسانٍ، وعنَّا معهم بعفوك وكرمك يا منان.
اللهمَّ أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودمِّرْ أعداءَكَ أعداءَ الدين، اللهمَّ واحفظ بلاد الحرمين، من شر الأشرار، وأذية الفجار، وكيد الكائدين، ومكر الماكرين، ومن كل متربص وحاسد وحاقد، وعدو للإسلام والمسلمين.
اللهمَّ واجعلها آمنةً مطمئنةً، رخاءً وسعةً، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ أبرم لأمة الإسلام أمرًا رشدًا، يعز فيه أهل طاعتك، ويهدى فيه أهل معصيتك، ويأمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، يا سميع الدعاء.
اللهمَّ ادفع عَنَّا الغلاء والوباء والأدواء، والربا والزنا والزلازل، والمحن وسوء الفتن، ما ظهر منها وما بطن، عن بلدنا هذا خاصةً، وعن سائر بلاد المسلمين.
اللهمَّ كُنْ لإخواننا المستضعَفين والمجاهِدينَ في سبيلك، والمرابطينَ على الثغور، وحماة الحدود، اللهمَّ كُنْ لهم معينًا ونصيرًا، ومؤيِّدًا وظهيرًا، اللهمَّ آمِنَّا في الأوطان والدُّور، وأصلِحِ الأئمةَ وولاةَ الأمور، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك، يا ربَّ العالمينَ.
اللهمَّ وفِّق وليَّ أمرنا لما تحبه وترضاه، من الأقوال والأعمال، يا حي يا قيوم، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهمَّ أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، غير مبدلين ولا مغيرين، وغير خزايا ولا مفتونين.
(سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم