عناصر الخطبة
1/وجوب حمد الله وشكره على إنعامه 2/إباحة الطيبات وتحريم الخبائث 3/ضوابط التمتع بالمباحات 4/في إسلامنا الغنية عما استجد من العادات والتقاليداقتباس
هذا كتاب الله يرشدكم إلى سعادة الدنيا والآخرة، ويدعوكم إلى ما فيه صلاحكم، ويبيح لكم التمتع في المباحات التي تتطلبها النفوس في حدود ما شرعه الله لعباده من النعم التي لا يأتي عليها العد...
الخطبة الأولى:
الحمد لله على نعمه التي لا تحصى، أحمده سبحانه وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إله العالمين.
وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، سيد المرسلين، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد وآله وصحابته والتابعين.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-، وراعوا حق إنعامه عليكم فيما أفاض عليكم وخولكم من الرزق، وأدوا ما يجب له -تعالى- عليكم من واجبات الشكر والإنعام.
عباد الله: إن الله -تعالى- قد أحل لنا الطيبات وحرم علينا الخبائث، وبين لنا المسلك الأسمى العادل الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، بل هو أمر كريم أحل الله به لعباده اللذات الطيبة التي فيها الغناء كل الغناء لمن رزقه الله -تعالى- حسن التبصر، واستعمال العقل لما خلق له، قال الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ)[الأعراف:31-32].
أيها المسلمون: هذا كتاب الله يرشدكم إلى سعادة الدنيا والآخرة، ويدعوكم إلى ما فيه صلاحكم، ويبيح لكم التمتع في المباحات التي تتطلبها النفوس في حدود ما شرعه الله لعباده من النعم التي لا يأتي عليها العد، ومنها: الملبس والمأكل والمشرب؛ فلقد أباح الله -تعالى- لعباده من ذلك ما هو كفيل بإصلاح أمورهم، دون تبذير أو إسراف أو تقتير، بل في حدود الشرع.
وإن الله -تعالى- بحكمته قد أحل لعباده الطيبات من الرزق، ونهاهم وحذرهم عن الوقوع في المحرمات والخبائث؛ لمقاصد سامية، وأهداف عالية.
عباد الله: إن في سماحة دين الإسلام لغنى عن بعض ما استجد من عادات يستحسنها بعض الناس، وهي في الحقيقة ضرر عظيم، يذهب الشرف والمروءة، ويفسد الأخلاق.
وإن في زينة الله التي أخرج لعباده ما يفوق تلك العادات والتقاليد التي غزت بلادنا، وأماتت مكارم الأخلاق، وأظهرت بعض الأمم الإسلامية بمظهر قد لا يكون حميد العاقبة؛ فليكن لمن سلمه الله من تلك الفتن درسا يبعده عن مساقط المذلة والخسران.
وليتب أولئك الذين يناصرون بعض تلك العادات والتقاليد إلى ربهم، وليراجعوا أنفسهم، وليعلموا: أن في دينهم من الزينة والطيبات من الرزق ما يجعلهم المثال الكامل في أخلاقهم وعاداتهم؛ فما جاءنا به نبينا -صلى الله عليه وسلم- من عند ربه كفل لنا سعادة الدنيا والآخرة، وما من خير إلا دل أمته عليه، وما من شر إلا بينه لها وحذرها منه، صلوات الله وسلامه عليه. (مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا)[النساء:80].
وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم