مختصر خطبتي الحرمين 20 جمادى الآخرة 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-08 - 1444/03/12
التصنيفات:

اقتباس

عُقوبَة التَّعَدِّي في أعراض المسلمين، وتفتيت وحدةِ الأمةِ الإسلامية، والأُخُوَّةِ الإيمانيةِ أَمْرٌ تَرْعَدُ له الفرائص، وتَرْتَاع له القلائص، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَومٍ لهم أظفار من نُحاس يَخمشون وجُوههم وصُدورَهم، فقُلْتُ: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكُلُون لحُوم النَّاس ويقعون في أعْرَاضِهم". أخرجه أبو داود في سننه.

 

 

 

 

 

دعا فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام في مكة المكرمة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام أمس إلى الحزم في مقاضاة الطاعنين في أعراض المسلمين العاملين على نشر الفتنة والفساد بينهم، ووصفهم بقراصنة الأعراض، وبيّن أنه لكي تسلم المجتمعات من غلواء هؤلاء لا بد من الأخذ على أيديهم، والحزم في مقاضاتهم، وتطبيق أحكام الشرع فيهم، حتّى لا تكون أعراض الأمة حمى مباحًا لكل راتع. وبذلك نؤسِّس لأنفسِنا ومجتمعاتنا سَلامًا ذَاتِيًّا تَتَرَسَّخ فيه قِيم الوُدِّ والصَّفاء، وشِيَم النُّبل والإخاء، ونَهْزِم -بإذن الله- المَرْحَلَة الحَرِجَة الكَأدَاء بالمَبَادِئ القويمة؛ لأنَّ ارْتِقاء الأمم مَنُوط بارْتِقاءِ أفْرَادِها، وارتقاء أفرادِها مَنُوط بِارْتقاء أنفسهم، وسُمُوِّها وإشراقِها، وسلامَتِها وائتلاقِها ذاك الرَّجاء وذاك الأمل.

 

وقال: إنه في ظل ما يشهَدُه العالم مِنَ المِحَنِ، ومن الطَّعْن في الأعْرَاضِ والذوات، واتهام البُرَآءِ والنِّيات، موضحًا أنها بِيئة ذمِيمَة، للسُّفَهَاء هضِيمَةٌ لَقِيمَة يَسْعَى مَهَازيلُها وأغْرَارُها في نَشْرِ الإِفكِ والبُهْتان، والأقاويل المُفْسِدَة بين المسلمين بِالتَّدَابُر والهُجْرَان أضالِيل إنْ لُحْمتها إلاَّ القيل والتَّخمِين، وسَدَاها الافتراء المبين، أمَّا رُواتُها فَقَرَاصِنَة الأعْرَاض، وسَمَاسِرَة الأدْوَاء والأمْرَاض، التي تنْهَش الأعْرَاض بِالجُلامَةِ والمِقْرَاض، جَاء الزّجر الأكيد، والوعيد القاطع الأكيد، في الكتاب والسُّنة بسوء المصير والمَآب، لِكُلِّ مَشَّاءٍ بِالبُهتِ مُفْتَرٍ كذَّاب، قال تعالى: (وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا).

 

وأوضح الدكتور السديس أن عُقوبَة التَّعَدِّي في أعراض المسلمين، وتفتيت وحدةِ الأمةِ الإسلامية، والأُخُوَّةِ الإيمانيةِ أَمْرٌ تَرْعَدُ له الفرائص، وتَرْتَاع له القلائص، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَومٍ لهم أظفار من نُحاس يَخمشون وجُوههم وصُدورَهم، فقُلْتُ: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الذين يأكُلُون لحُوم النَّاس ويقعون في أعْرَاضِهم". أخرجه أبو داود في سننه.

 

المدينة النبوية:

منْ جانبه حذّر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير من مجالسة رفاق السوء وأهل الفسق والزيغ والضلال، داعيًا إلى مخالطة الأخيار والرفقاء الصالحين؛ لأنه سبيل يقود إلى النجاة في الدنيا والآخرة.

 

وحضّ الشيخ صلاح البدير في خطبة الجمعة على تحري الرفقة الصالحة، مذكرًا بأن الناس معادن مختلفة، وأصناف متعددة، وطبائع متفاوتة، وغرائز متغايرة، كلٌ يميل إلى من يوافقه، ويصبو إلى من يشاكله، ويحن إلى من يماثله، مبينًا أن الأضداد لا تتفق، والأشكال لا تفترق، مستشهدًا بما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ". رواه مسلم.

 

ودعا الشيخ البدير الناس إلى التأمل في سلوك وممارسات المرء قبل مخالطته ومرافقته، فلا يخالل إلا من يرضى دينه وخلقه؛ إذ إن الطباع تعدي، وصحبة السوء تغوي، موصيًا بمصاحبة أهل الدين، وعدم الجلوس إلى أهل الدنايا؛ لأن خلائق السفهاء تعدي، ومصاحبة شرار الناس فيها الندم، ومصاحبة خيار الناس للنجاة في الدارين.

 

وأسهب فضيلته في سرد الأقوال التي تحثّ على مخالطة الجلساء الصالحين وأهل التقوى؛ لأن في مقاربتهم خير وانتفاع بأخلاقهم، مستدلًا بما رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وَإمّا أَن تَجِدَ مِنهُ رِيحًا خَبِيثَة".

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات