مختصر خطبتي الحرمين 19 رجب 1436هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

إن معركةَ المسلمين اليوم في فلسطين العزَّة، وفي سُورية الكرامة، وفي يمَن الحكمة والإيمان، لهِيَ حلقةٌ من حلقات هذه المعركة؛ إذ هي صورةٌ حيَّةٌ نابِضة من صُور المُواجهة بين الحقِّ المُدافِع عن دينِه ومُقدَّساته، الذابِّ عن حُريَّته وعزَّته وكرامتِه، وبين الباطل الغاصِب الظالِم المُعتدِي، المُنتهِكِ للحُرُمات، المُدنِّس للمُقدَّسات، الذي ضجَّت من ظُلمه وعُدوانه الأرضُ والسماوات. غيرَ أن هذه المعركة وإن يكُن طويلٌ أمَدُها، كثيرةٌ جراحاتُها، عظيمةٌ تضحياتُها، لكنها كما كانت بالأمسِ نصرًا للحقِّ ودحرًا للباطل، ورِفعةً للمُؤمنين، وذُلاًّ وصَغارًا وهزيمةً للمُعتَدين الظالِمين، فسوف تكونُ اليوم أيضًا - إن شاء الله - عزًّا وظفَرًا وغلَبَةً للإسلام وأهلِه، ورفعًا للواء الحقِّ، وكبتًا وغيظًا وكمَدًا للمُجرمين الحاقِدين الطاغِين، منَّةً من الله وفضلاً يُؤتيه من يشاءُ من عباده، وتقديرًا من العزيز الحكيم - سبحانه -، وهُدًى وموعظةً وذِكرى للذاكرين...

 

 

 

 

مكة المكرمة:

 

ألقى فضيلة الشيخ أسامة بن عبد الله خياط - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "الصراع بين الحق والباطل"، والتي تحدَّث فيها عن الصراع الدائم المستمر بين الحق والباطل، مُبيِّنًا مظاهرَه وبعضَ صُوره في ضوء كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، مع تنبيهه على بعض الصور المعاصرة لهذا الصراع.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله - عباد الله -، وراقِبُوه وأنيبُوا إليه؛ فقد فازَ من اتَّقاه، وأخذَ من دُنياه لأُخراه.

 

وأضاف الشيخ: إن المعركةَ التي قضَى الله ألا تخبُو نارُها، ولا تخمَد جذوتُها، ولا يسكُن لهيبُها؛ بل تظلُّ مُستعِرةً حتى يرِثَ الله الأرضَ ومن عليها، هي معركةُ الحق مع الباطل، والهُدى مع الضلال، والكفر مع الإيمان. وإن هذه المعركة هي انتِفاضةُ الخير في وجه الشرِّ بكل صُوره وألوانه، مهما اختلفَت راياتُه، وكثُر جندُه، وعظُم كيدُه، وعمَّ خطرُه. ولذا فهي ليست وليدَة اليوم؛ بل هي فصولٌ مُتعاقِبة، مُوغِلةٌ في القِدَم ترويها آياتُ الذكر الحكيم، ويتلُو الربُّ الكريمُ علينا من أنبائِها تبصِرةً وذِكرة للذاكرين، وهُدًى وموعظةً للمُتقين.

 

وقال وفقه الله: وتلك معركةُ الحقِّ مع الباطل، التي استعَرَت نيرانُها بين خاتم النبيين وإمام المرسلين - عليه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم -، وبين أبي جهلٍ والملأ من قومه صناديد قريشٍ وأشياعهم الأخسرين أعمالاً، الذين حسِبوا بالتِياث عقولهم، وغلبَة الشقاء عليهم، أنهم قادِرون على إطفاء نور الله بأفواههم، وإيقاف مدِّ الحق الذي دهمَهم في عُقر دُورهم. فلم تكُن العاقبةُ إلا ما قضَى الله به من ظُهور دينِه، وغلَبَة جُنده، وهزيمَة عدوِّه، وقطع دابِرِه. تجلَّت صورتُه في نهاية الأمر بوقوف رسولِ الهُدى - صلوات الله وسلامُه عليه - في هذا الحرم المُبارَك، وأمام هذا البيت المُشرَّف، يُطيحُ الأصنام من فوقِه تالِيًا قولَ ربِّه - سبحانه -: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا) [الإسراء: 81].

 

وقال وفقه الله: وإن معركةَ المسلمين اليوم في فلسطين العزَّة، وفي سُورية الكرامة، وفي يمَن الحكمة والإيمان، لهِيَ حلقةٌ من حلقات هذه المعركة؛ إذ هي صورةٌ حيَّةٌ نابِضة من صُور المُواجهة بين الحقِّ المُدافِع عن دينِه ومُقدَّساته، الذابِّ عن حُريَّته وعزَّته وكرامتِه، وبين الباطل الغاصِب الظالِم المُعتدِي، المُنتهِكِ للحُرُمات، المُدنِّس للمُقدَّسات، الذي ضجَّت من ظُلمه وعُدوانه الأرضُ والسماوات.

 

وأضاف حفظه الله: غيرَ أن هذه المعركة - يا عباد الله - وإن يكُن طويلٌ أمَدُها، كثيرةٌ جراحاتُها، عظيمةٌ تضحياتُها، لكنها كما كانت بالأمسِ نصرًا للحقِّ ودحرًا للباطل، ورِفعةً للمُؤمنين، وذُلاًّ وصَغارًا وهزيمةً للمُعتَدين الظالِمين، فسوف تكونُ اليوم أيضًا - إن شاء الله - عزًّا وظفَرًا وغلَبَةً للإسلام وأهلِه، ورفعًا للواء الحقِّ، وكبتًا وغيظًا وكمَدًا للمُجرمين الحاقِدين الطاغِين، منَّةً من الله وفضلاً يُؤتيه من يشاءُ من عباده، وتقديرًا من العزيز الحكيم - سبحانه -، وهُدًى وموعظةً وذِكرى للذاكرين.

 

وقال وفقه الله: وإن ما منَّ الله به على هذه البلاد المُبارَكة المملكة العربية السعودية - حرسَها الله -، وعلى إخوتها في التحالُف العربي الإسلاميِّ لإنقاذ اليمَن، بتكلُّل "عاصفة الحزم" بتحقُّق أهدافها، وبالنصر المُؤزَّر والفوز المُبين، وبتتوِيجِها بإعادة الأمل الذي امتدَّت واتَّسَعت فُسحَتُه، ببعثِ الرُّوح في جَنَبَاته، وضخِّ الدماء في عُروقِه.

 

وأضاف فضيلته: وبهذا البذل السخِيِّ، والدعمِ القويِّ، والإغاثة المُبارَكة التي سنَّت سُنَّتَها، وقادَت حملتَها قيادةُ هذه البلاد الشريفة ديار الحرمين الشريفين - زادَها الله عزًّا وشرفًا، وجزى الله قائدَها ووليَّ أمرها خادم الحرمين الشريفين الملكَ سلمان بن عبد العزيز - أفضلَ الجزاء وأحسنَه.

 

وقال حفظه الله: إن في العِبَر التي لا تُحصَى الماثِلة في انتِصار الحقِّ على الباطل في كل معركة، ما يجبُ أن يشُدَّ عزائِمَ المؤمنين، للثباتِ على ما هم عليه من الحقِّ، وللحذَر من التردِّي في كل ما يُضادُّه، أو يصرِفُه عن وجهِه، أو يُحوِّلُه عن طريقه، حتى يُحقِّق الله - سبحانه - وعدَه بالنصر، كما حقَّقه لسلَف هذه الأمة؛ إذ هو وعدٌ حقٌّ لا يتخلَّفُ ولا يتبدَّل، (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [الروم: 47].

 

وأضاف فضيلته: ولقد دلَّت عِظاتُ التاريخ وعِبَر الأيام أنه كلما اشتدَّت وطأةُ البغي وتعاظَمَ خطرُه، وتفاقَم أمرُه، واستفحَلَ شرُّه، كان ذلك إيذانًا بانحِسار مدِّه، وخُمود جذوَته، وتقهقُر جُنده.

 

وقال حفظه الله: وإن من تمام اليقين بالله وصحَّة التوكُّل عليه، وصدق اللُّجوء إليه، مع كمال الصبر واحتِساب الأجر، ومعونة الإخوة في كل ديار الإسلام بكل ألوان المعونة والنُّصرة والمُؤازرَة، ما يبعَثُ على قوة الرجاء في صدِّ العُدوان، وهزيمة البغي، والفرح بنصرِ الله الذي ينصُرُ به من يشاءُ، وهو العزيزُ الرحيم. فالعاقبةُ - يا عباد الله - دائمًا للمُتقين، والنصرُ والتمكينُ والغلَبَة للصابرين الصامِدين، الذين يستيقِنون أن النصرَ مع الصبر، وأن الفرَجَ مع الكرب، وأن مع العُسر يُسرًا.

 

وختم الشيخ خطبته بالتحذير من  مخططات الروافض، فقال: ألا وإن ما تُحاوله وتسعَى فيه جماعةُ الانقلابيين المُعتَدين الغاصِبين في اليمَن، من مُحاولات المساس بأمن الحُدود الجنوبية لهذه البلاد المُبارَكة، لهِيَ من أوضَح الأدلَّة على ما وصلَت إليه هذه الجماعةُ من يأسٍ وإحباطٍ، أسلَمَها إليه ما مُنِيَت به من هزائِم مُتكرِّرة، وما نزلَ بساحتِها من آثارٍ مُنكِية، وفشلٍ ذريعٍ في الوصول إلى مُبتغَاها. ولذا، فإن كل ما تفعلُه وكل ما تجترِحُه ما هو إلا بعضٌ من ضُروب العبَثِ الذي لن يُجدِيَ نفعًا، ولن يُحقِّق لها أملاً، ولن يرفعَ لها رأسًا، ولن يُقيمَ لها أُسًّا، (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)، ولا يزيدُ المُعتدين عُدوانُهم إلا هزيمةً وبُؤسًا، ومن شهَرَ سيفَ البغي قُتِل به نكالاً وبأسًا.

 

 

المدينة المنورة:

 

ألقى فضيلة الشيخ علي بن عبد الرحمن الحذيفي - حفظه الله - خطبة الجمعة بعنوان: "البدع كفران لنعمة الإسلام"، والتي تحدَّث فيها عن البدع وآثارها السيئة على مجتمع الإسلام، مُبيِّنًا أن التاريخ مليء بتأثير أهل البدع على الفساد والإفساد وخراب الديار وسقوط بلاد الإسلام في أيدي أعدائِها، كما ذكرَ طائفةً من الأحاديث الدالَّة على خطورة البِدع وترك السنة وعدم اتباعها.

 

واستهل الشيخ بالوصية بتقوى الله -تعالى- فقال: فاتقوا الله بالتقرُّب إليه بمرضاتِه، والبُعد عن مُحرَّماته؛ تفوزُوا برِضوانه وجنَّاته.

 

وأضاف الشيخ: إن المُكلَّفين مأمورون بالتِزام ما ينفعُهم ويُسعِدُهم في الدنيا والآخرة، ومنهيُّون عما يضُرُّهم ويُشقِيهم في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام: 153]، والفِطرةُ التي فطَرَ الله الناسَ عليها تُدرِك النافعَ من الضارِّ، ولا تستقِلُّ بمعرفة تفاصيل الخير والشرِّ، والحقِّ والباطل من دون الشرع.

 

وقال وفقه الله: والله - عز وجل - برحمتِه وحكمتِه وعلمِه أنزلَ على خاتم الأنبياء نبيِّنا محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - القُرآن والحكمة، فبيَّن الخيرَ كلَّه وحذَّر من الشرِّ كلِّه، ودعا النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الناسَ إلى العمل بما أُنزِل إليهم من ربِّهم، فنزل الإيمانُ في أصلِ القلوب، وعلِموا من القُرآن والسنة، وأصلحَ الله الأرضَ بالملَّة المُحمدية، وأكملَ الله لهذه الأمة دينَها وأعزَّها.

 

وأضاف حفظه الله: والبِدعُ المُضِلَّة كُفرانٌ لنعمة الإسلام، وهدمٌ للدين، وشرٌّ على الأمة، تُفرِّق بين القلوب، وتُضعِفُ الكيان، وتُشتِّتُ الصفَّ. والبِدعُ دمارٌ على أصحابِها وعلى المُسلمين، والبِدعُ إفسادٌ في الأرض، ونشرٌ للظُّلم، وتسلُّطٌ على الأبرياء؛ قال الله تعالى: (قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) [الأنعام: 65].

 

وافتِراقُ الناس شِيَعًا وأحزابًا لا يكونُ إلا بالبِدع المُضِلَّة، وقد برَّأ الله تعالى رسولَه - صلى الله عليه وسلم - وأتباعَه من أهواء المُبتدِعين؛ قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) [الأنعام: 159]، ونهَى الله أمةَ الإسلام عن البِدع واتِّباع المُبتدِعين؛ قال الله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) [آل عمران: 105].

 

وأضاف الشيخ: والبِدعُ المُضِلَّة خرابٌ للعُمران، وإفسادٌ للدين والدنيا؛ قال الله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 11، 12]، ويعظُمُ ضررُ البِدع المُضِلَّة، وتستعِرُ نارُها في كل أصلٍ من أصول الإسلام إذا كان لأهل البِدع قوة يَكيدُون بها الإسلامَ وأهلَه، وكل نكبةٍ في أمة الإسلام من داخلِها فسببُها من أهل البِدع والمُنافِقين، والمُستقرِئُ للتاريخ، والمُتتبِّعُ لحوادِث الأيام، يرى مصائِبَ الإسلام من أهل البِدع المُضِلَّة.

 

وقال حفظه الله: والأمورُ المُبتدَعة هي ما أُحدِث في الدين مما لا أصلَ له في الشريعة يدلُّ عليه؛ قال ابن رجبٍ - رحمه الله -: "فكلُّ من أحدثَ شيئًا ونسبَه إلى الدين، ولم يكُن له أصلٌ من الدين يرجِعُ إليه فهو ضلالة، والدينُ بريءٌ منه، وسواءٌ في ذلك مسائلُ الاعتقاد أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة". ولا يُحافَظُ على الإسلام الذي كان عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه - رضي الله عنهم - إلا بالتمسُّك بالكتاب والسنة، وحماية الأمة من البِدع، وكفِّ شرِّ المُبتدِعين. وحمايةُ الأمة وحفظُها من البِدع واجِبُ الأمراء وُلاة الأمر، وواجِبُ العلماء، وواجِبُ العامة.

 

وأوصى الشيخ في آخر الخطبة بالحث على التمسك بالكتاب والسنة: اعلَموا أن من آخر وصايا رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - لأمَّته: الحثُّ على كتابِ الله، واتِّباعُ سُنَّته؛ فقال - عليه الصلاة والسلام -: "فإنه من يعِش منكم فسيرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخلفاء الراشدين المهديين، عضُّوا عليها بالنواجِذ"، فطُوبَى لمن تمسَّك بالسنَّة عند الاختلاف، والاختلافُ واقعٌ في هذه الأمة، كما أخبرَ النبيُّ - عليه الصلاة والسلام - أنها ستفترِقُ على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة، قُلنا: يا رسول الله! من هي؟ قال: "من كان على مثلِ ما أنا عليه وأصحابي"، ومن أشكلَ عليه شيءٌ من أمور الدين وأمور الاختلاف، فليسأَل علماءَ الأمة؛ قال الله تعالى: (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [النحل: 43].

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات