مختصر خطبتي الحرمين الجمعة 18 المحرم 1435هـ

ملتقى الخطباء - الفريق الإعلامي

2022-10-04 - 1444/03/08
التصنيفات:

اقتباس

إن كل ذي لب وبصيرة يدرك أن ما يسمعه ويراه عبر الرائي أو الأثير أو مواقع التواصل يدرك بوضوح عظم الحاجة إلى أدب الحديث والمحاورة وحفظ الحقوق والحرمات والنأي بالنفس عن تتبع العورات والشماتة وبذاءة اللسان، فكما أن في تلك المواقع فوائد عظمى لنشر الخير والدعوة إلى الحق على بصيرة، وأن الكلمة الطيبة التي تسمعها ألف أذن وتقرؤها ألف عين أعظم أجرًا مما يسمعه أقل من ذلك، فكذلك الكلمة الخبيثة تكون أعظم إثمًا وأثقل وزرًا إذا كثر مستمعوها وقارؤوها؛ فإن اللسان بريد القلب، والقلم بريد اللسان.

 

 

 

 

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم كل من له سهم في العلم والدعوة ومنابر الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة أن يتقي الله فيما يأتي ويذر، وأن يتقي الزلات الفادحة وأن لا يتتبع الزلات المعفو عنها قائلاً: إن ذلكم هو الوسط الذي خص الله به أمتنا من بين سائر الأمم.

 

وقال فضيلته في خطبة الجمعة يوم أمس في المسجد الحرام: إن أمتنا أحوج ما تكون في أزمنة الشح وإعجاب كل ذي رأي برأيه إلى الألفة واعتدال بعضهم لبعض وغض الطرف عما يمكن غض الطرف عنه مما سببه الاجتهاد المقبول شرعًا إذا كان مرجوحًا أو الخطأ إن كان مبنيًا على اجتهاد سائغ حسب الاستطاعة، فينبغي ألا يغيب عنا كرم جلال الله -جل وعلا- حينما يمنح المجتهد المخطئ أجر الاجتهاد ويغفر له خطأه، إن الحق أبلج مهما أسدلت دونه ستور الباطل وقلبت لأجله الأمور، وإن الباطل لجلج مهما زوقت له الألفاظ ورقشت له الحجج.

 

وقال: إنه الحق الذي من ظن أن بملكه أن يستره فإنه كمن يستر ضوء الشمس بغربال، إذا علم ذلك فإن على كل مسلم أن يحسن القصد تجاه ربه ثم تجاه الناس وأن يجعل لإحسان الظن بالآخرين من السعة والانشراح ما لا يجعله لسوء الظن بهم، فإنه إن أخطأ في حسن ظنه لم يكن عليه من الإثم ما يكون في خطئه بسوء ظنه، ومن هنا يستطيع المرء الصادق أن يزن نفسه بميزان الشرع في تعامله مع أخطاء الآخرين بحيث يلجم نفسه إلجامًا عن أن تقع في أتون تصيد الأخطاء وتتبع العورات يقوده في ذلك العلم والعدل، بيد أن هناك فرقًا بين تصيد الأخطاء وبين تصحيحها؛ فالأول إنما هو من باب التعيير والتشهير والتشفي، والثاني من باب بيان النصح بالحق والدعوة إليه، فالبون شاسع بين التعيير والنصح كما هو شاسع أيضًا بين ما كان لحظ النفس وما كان لله، ثم إن من المجرب المشاهد أن المعيرين الذين يشهرون غيرهم بالأخطاء تدور عليهم الدوائر فيقعون في الحفر التي حفروها للمعيرين؛ لأن التعيير داء منصف يفعل بالمعيِّر فعله بالمعيَّر، والجزاء من جنس العمل؛ ولأن في التعيير شماتة ظاهرة تحيد بالمرء عن معالي الأمور إلى منادمة سفسافها.

 

وقال: إن كل ذي لب وبصيرة يدرك أن ما يسمعه ويراه عبر الرائي أو الأثير أو مواقع التواصل يدرك بوضوح عظم الحاجة إلى أدب الحديث والمحاورة وحفظ الحقوق والحرمات والنأي بالنفس عن تتبع العورات والشماتة وبذاءة اللسان، فكما أن في تلك المواقع فوائد عظمى لنشر الخير والدعوة إلى الحق على بصيرة، وأن الكلمة الطيبة التي تسمعها ألف أذن وتقرؤها ألف عين أعظم أجرًا مما يسمعه أقل من ذلك، فكذلك الكلمة الخبيثة تكون أعظم إثمًا وأثقل وزرًا إذا كثر مستمعوها وقارؤوها؛ فإن اللسان بريد القلب، والقلم بريد اللسان.

 

لافتًا النظر إلى أنه ليس عيبًا أن تخطئ؛ فالخطأ من طبيعة البشر؛ إذ الكمال لله والعصمة لرسله، ولكن العيب كل العيب ألا تقبل النصح على الخطأ، كما أن خطأ بشر ما ليس مبررًا في أن تجلب عليه بخيلك ورجلك وتسن له سيوف النصح كأنك في نزال مع العدو، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه.

 

وحذر فضيلته من الانتصار للنفس وإن كان الحق معك فإنه يمحق النية الصادقة ويأكلها كما تأكل النار الحطب.

 

المدينة النبوية:

ومن جانبه أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير المسلمين بتقوى الله لأن تقواه أفضل مكتسب، وطاعته أعلى نسب.

 

قائلاً في خطبة الجمعة: إن طريق أهل الإيمان والتوحيد يكمن في لزوم السنة، واتباع الأثر ونبذ البدع والخرافات، ورد المحدثات والضلالات والبراءة منها ومن أهلها.

 

وحذر من اتباع البدع والضلالات، موردًا أقوال بعض الصحابة -رضي الله عنهم- والسلف في ذلك.

 

وأوصى فضيلته المسلمين أن يلزموا هذا النهج القويم والطريق المستقيم للفوز بجنة النعيم، محذرًا مما تروج له المذاهب الفاسدة، والعقائد الخبيثة، من نشر للبدع، والضلالات، والخرافات، والخزعبلات، والمآتم، والشركيات بين عوام المسلمين.

 

وقال في وصف أهل البدع: إنهم قوم هم أشد الناس بغضًا وكراهية للسنة، يفارقونها ويصادمونها، ويحاربونها، ويعاندونها، يقتلون دعاتها، ويقاتلون حماتها.

 

وحث جموع المسلمين على اتباع ما جاء به النبي -صلى الله عليه وسلم-، داعيًا إياهم لأن يكونوا حماة العقيدة وجنود التوحيد، وأن يذبوا عن سنة سيد المرسلين محمد -صلى الله عليه وسلم-، قائلاً: وهل الذب عنها إلا بلزومها والتمسك بها، ونشرها وتعليمها، ومواجهة أعدائها، والدفاع عنها وعن أهلها، والجهاد في سبيل الله لإعلائها.

 

وختم خطبته قائلاً: إن في التمسك بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- نجاة وبركة، وفي تركها خزي وفتنة وهلكة.

 

 

 

 

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات