محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-

عبد الله الواكد

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ تطاول أحفاد القردة والخنازير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- 2/ مكانة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلو منزلته 3/ انتشار الإسلام وحقارة المتطاولين على نبي الإسلام 4/ مقتضيات وعلامات محبة النبي –صلى الله عليه وسلم-

اقتباس

إنّ محمدًا أسمى من كلّ مأثرة افتخَرت بها أمّة، وأعلى من كلّ وِسام اعتزَّت به أجيال، وإن راموا النيل من الإسلامِ وتطاولوا على مقام النبوّة المحمّدية، ولكن أبشروا وأمِّلوا، فمهما وصل بالمسلمين الضعف والهوان على غيرهم من شعوب الكفر والضلال، فما...

 

 

الخطبة الأولى:

 

أما بعد:

 

أحبتي في الله: إذا تطاول أحفاد القردة والخنازير وكلاب البشر على شخص أطهر من دب فوق الثرى، وسار تحت الثريا، محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-، فلا مغترب، فلهم سلف قتلوا أنبياءهم، وآذوا أصفياءهم.

 

فيا أمّةَ محمد، ويا أحبابَ محمّد -صلى الله عليه وسلم-: إنّ محمدًا أسمى من كلّ مأثرة افتخَرت بها أمّة، وأعلى من كلّ وِسام اعتزَّت به أجيال، وإن راموا النيل من الإسلامِ وتطاولوا على مقام النبوّة المحمّدية، ولكن أبشروا وأمِّلوا وافرحوا، فمهما وصل بالمسلمين الضعف والهوان على غيرهم من شعوب الكفر والضلال، فما ذلك بمدل على قاصمتهم، فلقد انتصَر المسلمون ببدر وهم أذلة، وهُزموا في أحُد، وضاقَت عليهم الأرض بما رحُبت وزُلزِلوا يومَ الأحزاب، وفُتِحت مكة الفتحَ المبين، وسقطت بغداد أيامَ المغول، ثم فتِحت القسطنطينية.

 

وها نحن نرى اليوم مخاضا عظيما في الشام سيسفر عن أمر جلل، فهي سلسلة لا نرى سوى حلقة منها، وسيرى من طال به العمر منكم -بإذن الله تعالى- مآيل الأمور، والعاقبة للمتقين.

 

أحبتي في الله: انبعث أشقاهم ليسيء للنبي -صلى الله عليه وسلم- في فيلمه المسيء للنبي -صلى الله عليه وسلم- حقدا على الإسلام وأهله، وصدا عن سبيل الله، وما علم أن هذا الدين كلما ضيق عليه اتسع: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) [الأنفال: 36].

 

ففي عصرِكم هذا وفي أيّامكم هذه أبشركم أن دينُكم واسعُ الانتشار في أرجاء الدنيا كلِّها، يتغلغَل في الديانات كلِّها، بل في معاقِلها ودورِ عباداتها وبين أحبارِها ورهبانها، فالمساجد في ازديادٍ، وارتفاع نداء الحقِّ مِن المآذن لا ينقطع، والإحصائيات في تزايُد يسر المسلم ويروِّعٍ الكافر.

 

يا أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-: ماذا قدمتم لنصرة دينكم وسنة نبيكم -صلى الله عليه وسلم-؟ هل نصرتموه بنشر دين الإسلام ودعم جهود الدعوة إلى الله؟ هل نصرتم سنة نبيكم في أنفسكم وفي بيوتكم؟

 

يا أمّةَ محمد: كلّما رأيتم تطاولاً على الإسلام سواء في نبيِّه وسنته أو في قرآنه، فذلك كلُّه من المبشِّرات والمبهِجات، فابتهِجوا وافرَحوا بفضل ربِّكم ورحمته، فإنَّ مستقبل نظام العالم مستقبلٌ دينيّ، وسوف يسود النظامُ الإسلاميّ على الرغم من ضَعفه الحالي سوف يسود العالم ولو كره الكافرون.

 

أتدرون -أيها الأحبة- أن نُسَخ القرآن الكريم وكتب سيرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- من أكثرِ المبيعات في العالم لدَى غَير المسلمين، وأعدادُ الداخلين في دين الله تَتَضاعف عندهم بشكل يريعهم، ولذلك لم يجدوا في دين الإسلام مثلبا غير أن يتطاولوا على خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم-، وأنى لهم التطاول؟

 

أيها المسلمون: إن من تجرؤوا على مقام النبوة وعلى أفضل سيرة رجل خلقه الله، لهم أقل وأذل من أن ننظر إليهم أو يهتم المسلمون بأمرهم، فقد سب سلف أولئك من الكفرة الفجرة المجرمين، النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو حي ومن بعد موته، فما ضر ذلك الكوكب الدري -صلى الله عليه وسلم-، وأنى لنباح تلك الكلاب المسعورة أن تؤثر في بريقه ولمعانه؟ وما تلك الغضبة العارمة في سائر بلاد المسلمين إلا لأن قلوبَ المسلمين كلَّ المسلمين ومشاعرهم تنبضُ بحبّ محمد –صلى الله عليه وسلم-.

 

إنما يجِده المسلمون في قلوبهم من حبِّ الله وحبِّ رسوله وحب دينه حبٌّ لا يدانيه حبٌّ ولا يحيط به وصفٌ ولا تحصره عبارة، حبٌّ برهانُه الاتِّباع والطاعة والانقياد والاستسلام، حبٌّ صادق عميق خالٍ من الغلوِّ والإطراء، نَعم -وربِّ الكعبة- إنّ الذين هاموا في حبِّه لمعذورون، وإنَّ الذين بهَرتهم عظمتُه غيرُ ملومين، وإنَّ الذين يفدونه بأنفسِهم ومُهَجِهم هم المنصورون، وإنَّ الَّذِينَ (النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [الأعراف: 157].

 

فابتهِجوا -يا أمة محمد- فوالله إنَّ دينَ الله لمنتصِر، وإسلام محمّد لمنتشِر؛ لأنّه دين فطرةِ الله التي فطر الناسَ عليها: (لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) [الروم: 30].

 

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم وبهديِ محمّد.

 

وأقول قولي هَذا، وأَستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذَنب وخطيئةٍ، فاستغفِروه إنّه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

أيها المسلم الحبيب، إخواني الشباب: الدين لا يريد منك الآن شيئا غير أن تنصره في ذاتك، وفي أسرتك فقط، هل حققت دين ربك وسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم- في ذاتك، وفي بيتك، يكفينا منك ذلك إن حققت ذلك فأنت قد نصرت سنة نبيك محمد-صلى الله عليه وسلم-، وأغضت الكفار.

 

فيا معاشر الصم البكم الذين لا يعقلون: أتريدون إقناعَ المسلمين وشباب المسلمين ليترُكوا رسالَتَهم ويتنكَّروا للحقّ الذي شرَّفهم الله به، ويعجوا خلف غوغائكم وحياتكم السافلة: (بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ) [الحجرات: 11] أم تريدون أن تطفئوا نور الله بأفواهكم فالله متم نوره ولو كره الكافرون؟

 

فأبشروا -إخوة الإسلام- فإن المستقبل لهذا الدين والنصرة لهذا الدين.

 

وصلوا سلموا على الهادي البشير، والمصطفى النذير.

 

 

المرفقات

رسول الله -صلى الله عليه وسلم-1

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات