ما خاب من استخار ولا ندم من استشار

سلمان بن يحيى المالكي

2022-10-11 - 1444/03/15
عناصر الخطبة
1/ أهمية صلاة الاستخارة ومشروعيتها 2/ المقصود بصلاة الاستخارة 3/ دعاء الاستخارة ومعانيه 4/ بعض أحكام صلاة الاستخارة وآدابها 5/ الجمع بين الاستخارة والاستشارة

اقتباس

الاستخارةُ دليلٌ على تعلّق قلبِ المؤمنِ بالله في سائر أحواله وهي ترفع الروحَ المعنويةَ للمستخير، فتجعلَه واثقًا من نصر الله له، وفيها تعظيمٌ لله وثناءٌ عليه، وهي مخرجٌ من الحيرة والشك، ومدعاةٌ للطمأنينة، وراحةٌ للبال، وامتثالٌ للسنة النبوية، وتطبيقٌ لها، وإن...

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونثني عليه الخير كله، خلقنا من العدم، وأسبغ علينا النعم، أحمده سبحانه وقد تفضل وتكرم، وأشكره وقد أجزل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلهُ الخلق ورب الأمم، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبيُ الأكرم، صلى الله عليه وسلمَ، وعلى آله وأصحابه خيرُ القرون والأمم وعلى التابعين أهل المكارم والقيم، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

 

فيا عباد الله: قد يتعرض المسلم في حياته اليوميةِ لكثيرٍ من الأمور الغيبيةِ النتائج، ويُقْدمُ على أمورٍ مجهولةِ العواقب، لا يدري خيرَها من شَرِّها ونَفْعَها من ضُرِّها، فيقع في حيرةٍ من أمره، أيُقدم على هذا العمل أم لا؟ أيخطبُ تلك الفتاةِ أم لا؟ أيشاركُ هذا الرجلَ في أعماله وأسهمه الماليةِ أم لا؟ أيُطلق زوجته أم يبقيها في ذمته؟ أيدرُسُ هنا أو هناك؟ ماذا يعمل؟ وماذا يذر؟ تراه يسأل القريبَ والبعيدَ والصغير والكبير؟ ويعيشُ في حالة من الصراع والتردي ويقعُ أسيرَ الخوف والهلعِ والقلقِ النفسي، ويصيبُه الهم، ويعتريه الغم، ويغشاه الكرب، وتتعطل حركتُه، ويُشَلُّ تفكيره، فلا يدري ماذا يفعل؟ وماذا يصنع؟ أين يسير وكيف يخطو؟ أين يذهب؟ وإلى أي اتجاهٍ يمضي؟

 

وفي هذه الحالة -عباد الله- شرع الله لعباده عبادةً عظيمة وصلاةً مهمة جهلها كثير من الناس وتركوها، وابتعدوا عنها وتغافلوها، ألا وهي: صلاة الاستخارة، شرعها الله علاجا للترددِ، وحلا للمشكلة، لينقلبَ الترددُ ثباتا، والشكُ يقينا فيستخيرَ العبدُ ربه الذي يعلم أنه القادرُ على كل شيء، ليُصبحَ مطمئن النفس، هادئَ البال، راض الضمير، فيستسلمُ لربه، ويطرحُ حاجتَه على عتبات بابه، ويتوكلُ عليه، ويُلقى إليه السلم.

 

أيها المسلمون: الاستخارة هي طلب الإرشاد إلى الخير، ولما كان العبد ظلوما لنفسه ولغيره، جهولا في الغيب مترددا في التصرفات، كان لا بد من التوكل على الله العليم الخبير، فإذا همّ العبد بهمِّ أو عرضت عليه مسألةٌ أو خطرت بباله خاطرةٌ فأحَبَّ فعلها والقدومَ عليها، فإنه يُسنُّ له أن يستخيرَ ربه -جل وعلا- العالمِ بكل شيء، فيأتي بشروطِ النافلة ويصلي ركعتينِ بنيةِ الاستخارة لا يتلفظ فيها بنيةٍ؛ لأن النيةَ مناطُها القلب، ويدعو بدعاء الاستخارة، عن جابر -رَضي الله عنه- قال: "كان رسول الله يعلمنا الاستخارةَ في الأمور كلِّها كما يعلمنا السورةَ من القرآن، يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علامُ الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر  (ويسمي حاجته) خيرٌ لي في ديني ومعاشي ومعادي وعاقبةِ أمري، أو قال: عاجله وآجله، فاقْدُرْهُ لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبةِ أمري أو قال: عاجله وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقْدُر لي الخيرَ حيثُ كان ثم رضِّنِي به" (رواه البخاري).

 

عباد الله: لقد شرع الله صلاةَ الاستخارةِ لعباده لما كان أهل الجاهلية في تشاؤم وحيرة وشك، فإن العازم منهم إذا عزم على أمر لجأ إلى زجر الطير والاستسقام بالأزلام والشرك، فشرع الله لنا هذا الدعاءَ العظيمَ الذي فيه أساسُ التوحيدِ والاعتمادُ على الله والإقرارُ بوجوده وصفاته وكماله وقدرته وإرادته وربوبيته، وتفويضِ الأمر إليه، والاستعانة به، والتوكلِ عليه، والتبري من الحول والقوة، واعترافُ العبد بعجزه عن معرفة مصلحة نفسه بدلا مما يفعله أهل الجاهلية من الأوهام والتشاؤم، ولأهمية هذه الصلاة فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلمَ- يعلمها الصحابة في أمورهم كلِّها كما يعلمهم السورة من القرآن.

 

إن هذا الدعاء -يا عباد الله- بما فيه من طلبِ الخير ودفعِ الشر ينطبق عليه في الاستجابةِ ما ينطبقُ على سائر الأدعية، فإذا كان يمنعُ إجابةَ الدعاءِ الكسبُ الحرام والإثمُ والظلمُ وقطيعةُ الرحم والاعتداءُ أو أن يكونَ الدعاءُ على وجه الغفلة ليس من قلب صادق فهذا الدعاء له حكم الأدعيةِ أيضا في الاستجابة والرد، ولذلك ينبغي على العبد أن يحقق شروطَ الاستجابةِ في هذا الدعاء حتى تنجحَ الاستخارة، وعليه فلا بد أن يوقنَ بالإجابة ويدعو ربه مخلصا راجيا منه الخيرَ مسميا حاجته في هذا الدعاء، ولقد ذكر العلماء أن الأمورَ التي تَعرِضُ للعبد في حياته وقبل موته تدورُ على الأحكام الخمسة في الشرع، وهي: الواجبُ والمستحبُ والمندوبُ والمكروهُ والمحرمُ، فالواجب والمستحب والمكروه والمحرم لا يَستخير العبدُ ربه فيها؛ لأنها ليست مجالا للاستخارة، والشرع قد جاء بحكمها فإذا كان واجبا فيجب عليك فعله، وكذا المستحب يُنتدَب لك فعله، فلماذا الاستخارة فيه وكذا المحرم والمكروه، لكنَّ المباحاتْ كالأعمالِ الدنيوية المجهولةِ النتائج من الزواج والشراكة والسفر والتجارة، وما جرى مجراها هي مجالٌ للاستخارة، كما أنه إذا ازدحم عليك واجبان ولا تدري أيهما تأخذ، أتُقْدِم على الحج أم على الزواج مثلا فإن هذا مما يُستخارُ فيه، كما أنه لو تعارض لديك مستحبان ولا بد من تقديمِ أحدهما على الآخر ولا يمكنك فعل الأمرين معا، فهذا أيضا مما يُستخارُ فيه، فتقْدِمُ على أحد الأمرين وتسميه في دعائك وتستخيرُ اللهَ فيه، كما أنه يجوز الاستخارةُ في الأمور المعروفةِ النتائج، فكم من أمر ظن صاحبه أن فيه خيرا له فيكونُ فيه شر لا يعلمه، فلو كانت النتيجة متوَقَّعةٌ فإنه ينبغي الاستخارةُ في هذا الأمر، فإن هذه الاستخارةَ تحققُ الإيمانَ بالله تعالى وتفويضَ الأمرِ إليه عز وجل وتجعلُ العبدَ راضيا آمنا مطمئنا، فإذا قام العبد بعرضِ موضوعه وأمره على من هُمْ أهلٌ للديانة والاستشارة من أهل الخبرة والأمانة والناصحين له، وأن أمره لا يتعارضُ مع الشرع، كما أن له في هذا الموضوعِ مصلحةٌ فإنه في هذه الحالة يستخيرُ ربه ويُقدمُ على أمره ويفعلُه بلا تردد، ولا ينتظرُ رؤيا في المنام أو شعورا معينا في صدره أو حدوثَ شيء يُفرحه أو يُحزنه، وإنما فقط: "إذا همّ أحدكم بالأمر"؛ كما جاء ذلك في الحديث، أي إذا أراد أن يفعله فإنه يُقْدمُ على الاستخارة.

 

وكثيرٌ من الناس يَظُنُ أنه لا بد أن يرى مناما أو أنه ينام بعد الاستخارة مباشرة ليرى ما يحلوا له في منامه وهذا فهم خاطئ؛ لأنه لم يأت في الاستخارة الشرعيةِ شيء من ذلك، فقد يرى العبدُ رؤيا سارة وقد لا يرى، وقد يُحسُّ بانشراح صدره وقد لا يُحس بشيء ألبتة، وقد يرغب العبدُ حصولَ شيء يطلُبه من ربه فلا يحصُلُ له ما يريد فيحزن، ومن يدري علَّ الله أمسك عنه ما يَضُرُه رحمة به لعلمه أن ذلك ليس من مصلحته في الدنيا، وإن كان العبد يرى أن في مصلحة له: (وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216] يقول ابن الزَمَلِّكاني -رحمه الله-: "إذا صلى الإنسانُ ركعتي الاستخارةَ لأمرٍ، فليفعل بعدها ما بدا له سواءٌ انشرحت نفسُه له أم لا، فإنّ فيه الخيرَ وإن لم تنشرح له نفسُه، وليس في الحديث ما يدلُّ على اشتراط انشراح النفس".

 

أما إذا تردد العبد في أمره ولم تطمئنَّ نفسُه له فقد نص العلماء كالإمام أحمدْ والشافعي ومالك وغيرُهم على تكرار الاستخارةِ مرة ومرتين وثلاثا كصلاة الاستسقاء، كما أنه ليس لهذه الصلاةِ وقتٌ معينٌ مخصوصٌ لأنها من ذوات الأسباب، بمعنى أن فِعْلَها في وقت النهي لا يضرُ لو احتاج إليها، ولو تلافى وقتَ النهي لكان أفضل، وعلى المسلم أن يتحرى أوقاتَ الاستجابةِ كالوقتِ ما بين الأذان والإقامة، وعند نزولِ الغيث، والثلثِ الأخير من الليل، والساعةِ الأخيرة من يوم الجمعة وليلةِ القدر، ونحوِ ذلك من هذه الأزمنةِ المباركة رجاءَ إجابةَ الدعاء، كما أنه لا يوجد زمنٌ محددٌ قبل زمن الأمر المستَخَارِ له، فإذا شرع في مقصودٍ ثم تذكر الاستخارةَ فإنه يُستحبُ أن يقوم بها حتى لو شرع في مقصوده، غير أن الحديث قد نص على أنه إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين.

 

أما بالنسبة لما يُقرأ في صلاتي الاستخارة فإنه لم يَرد شيء معينٌ في سورٍ معينةٍ تُقرأ في صلاةِ الاستخارة، فيقرأ العبد ما شاء الله له أن يقرأ غير أن بعض العلماء قد خص صلاةَ الاستخارةِ بسورة: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) في الركعة الأولى، و  (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) في الركعة الثانية، ولا دليل على ذلك.

 

وأما الدعاء فإن العبد مخيرٌ في قوله قبل السلام أو بعده، لكن الحديث قد جاء بقوله: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل"، و "ثُمَّ" هذه تفيد التعقيبَ مع التراخي، فلو جعله بعد السلام فلعله يصيبُ السنة، وإن جعله قبل السلام فإن مكانه بعد التشهد الأخير، يقول ابن أبي جمرة -رحمه الله-: "والحكمةُ في تقديمِ الصلاةِ على الدعاء في صلاة في صلاة الاستخارة أن المرادَ بالاستخارةِ حصولُ الجمعِ بين خيرَيّْ الدنيا والآخرة فيحتاجُ العبد إلى قرعِ باب الملك، ولا شيء لذلك أنجعُ ولا أنجحُ من الصلاة؛ لما فيها من تعظيم الله والثناءِ عليه والافتقارِ إليه مآلاً وحالاً".

 

وإذا دعا بعد الصلاةِ فإنه يرفع يديه كغيره من الأدعية، وإن أثنى على ربه وصلى على نبيه -صلى الله عليه وسلمَ- ثم شرع في الدعاء فلا بأس بذلك.

 

ومن أحكام هذه الصلاة: أنه يخصص لها ركعتين؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلمَ-: "إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة"، فلا يقومُ بهذا الدعاء بعد صلاة الفريضة، إنما يُنشئ لها ركعتين لأجل الاستخارة، ولو نواها مع تحية المسجد أو ركعتي الوضوء فلا بأس بذلك، لكنه ينوي الاستخارة، فإذا صلى صلاةَ نافلةٍ لم ينوِ أنها الاستخارة فالأحسنْ أن يأتي بركعتين من أجل الاستخارة ثم يدعو بعدهما أو قبلهما إن شاء، وإن كان في مكانٍ لا يتمكن فيه من الصلاةِ كأن يكونَ في دائرة حكومية أو في مشفى عام واحتاج أن يقرِّرَ شيئا أو يَهِّمَ بأمر ولا يُمكنه الصلاة فإنه لا بأس أن يأتي بالدعاء فقط.

 

ولا بأس أن يقرأ الدعاء من كتاب، أو أن يكون هناك من يلقنُه كأن يكون أميا أو كبيرا في السن لا يقرأ ولا يكتُب، وإن كان عنده أمران مرتبطان كلُ واحد منهما بالآخر فإنه لا بأس أن يجعل لهما استخارةٌ واحدة، أما إذا كان الأمران مختلفان فإنه يجعل لكل واحد منها صلاةَ استخارةٍ مستقلة.

 

عباد الله: هذه بعض المسائلُ المهمةِ المتعلقةِ بهذه العبادة الجليلة العظيمةِ المنسية التي نسيها كثير من الخلق وغفلوا عنها.

 

نسأل الله أن يجعل لنا من أمرنا رشدا، وأن يأخذ بأيدينا ونواصينا إلى الحق إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

وصلوا على نبيكم -صلى الله عليه وسلمَ-.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وبارك على نبي الهدى، وإمامِ الورى محمّد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعد:

 

أيها الناس: روى الإمام أحمد وحسّنَ إسنادَه ابنُ حجر عن سعد –رَضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلمَ- قال: "مِن سعادةِ ابن آدم استخارتُه الله"، ويقولُ بعض السلف: "ما خاب من استخار، وما ندم من استشار"، ويقول أحدهم: "من أُعطِي أربعًا لم يُمنع أربعًا: من أُعطِي الشكرَ لم يُمنع المزيد، ومن أعطي التوبةَ لم يُمنع القَبول، ومن أعطي الاستخارةَ لم يمنع الخِيرة، ومن أعطي المشورةَ لم يُمنع الصواب"، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "ما ندم من استخارَ الخالق، وشاورَ المخلوقين وتثبّت في أمره".

 

عباد الله: الاستخارةُ دليلٌ على تعلّق قلبِ المؤمنِ بالله في سائر أحواله وهي ترفع الروحَ المعنويةَ للمستخير، فتجعلَه واثقًا من نصر الله له، وفيها تعظيمٌ لله وثناءٌ عليه، وهي مخرجٌ من الحيرة والشك، ومدعاةٌ للطمأنينة، وراحةٌ للبال، وامتثالٌ للسنة النبوية، وتطبيقٌ لها، وإن مما يُقال هنا: إن الأفضل أن يجمع الإنسان بين الاستخارةِ والاستشارة؛ فإن ذلك من كمال الامتثال بالسنة؛ كما قال الله عن نبيه -صلى الله عليه وسلمَ-: (وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159]، يقول أحد السلف: "مِن حق العاقلِ أن يُضيف إلى رأيه آراءَ العلماء، ويجمعَ إلى عقله عقولَ الحكماء، فالرأيُ الفذُّ ربّما زلّ، والعقلُ الفردُ ربما ضلّ".

 

ثم اعلموا أن من خير الأعمال في هذا اليوم العظيم: الصلاةَ على نبيكم محمدٍ...

 

 

المرفقات

خاب من استخار ولا ندم من استشار

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات