ماذا نستفيد من خرافة السرير؟

عبد العزيز بن عبد الله السويدان

2022-10-04 - 1444/03/08
عناصر الخطبة
1/ملخص قصة خرافة صاحب السرير 2/بعض الدلائل والفوائد المستفادة من قصة خرافة صاحب السرير

اقتباس

دلالة هذه الخرافة: أن ذلك الرجل من خلال سريره اختزل الحياة على مقاييسه، وحسب ذوقه، ولا يرضى منها بشيء يعارض ذلك. هذا من ناحية القدر، وما يحصل من أحداث لا تناسب رغبته. ومن جانب آخر من حيث الرأي، فإنه لا يقبل برأي سوى رأيه، بل من شدة...

 

 

 

 

الخطبة الأولى:

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلَّى الله عليه وعلى آله وسلم.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران: 102].

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعد:

 

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

"بروكرستس" عبارة عن خرافة يونانية، تحكي رجلا كان لديه سرير حديدي، في معقلة على جبال "كوريدالوس" على الطريق بين أثينا وقرية "إليسوس".

 

وكان في هذا الرجل شيء من مرض جنون العظمة!.

 

تحكي الخرافة: أنه كان يدعو كل من يمر في الطريق بين أثينا وإليسوس، لقضاء ليلة عنده على سريره الحديدي ذاك.

 

والمهم في الأمر: أنه كان يرى أن كل إنسان يجب أن يناسب حجمه وطوله حجم سريره الحديدي، فمن نام في سريره، وتبين له أنه أطول من سريره، فإن "بروكرستس" لا يتورع عن قطع جزء من رجلي الرجل، حتى يتساوى في طوله مع سريره.

 

وإن كان النائم أقصر كان يشد الضحية بأدواته، حتى تتمزق مفاصله، وتتفكك لتصل أطرافه إلى حدود السرير.

 

كل ذلك من أجل أن يتفق ويتساوى مع طول سريره.

 

هذه هي الخرافة بشكل مختصر!.

 

ودلالة هذه الخرافة: أن ذلك الرجل من خلال سريره اختزل الحياة على مقاييسه، وحسب ذوقه، ولا يرضى منها بشيء يعارض ذلك.

 

هذا من ناحية القدر، وما يحصل من أحداث لا تناسب رغبته.

 

ومن جانب آخر من حيث الرأي، فإنه لا يقبل برأي سوى رأيه، بل من شدة اعتداده برأيه واستصغاره لجميع الآراء والأشخاص حوله، فإنه يقمع تلك الآراء.

 

أيها الإخوة: إن مما ينبغي أن نحذر منه تغلب الهوى على الحق في نفس الإنسان والهوى تندرج تحته أفرعه، وأفرع الهوى، وأنواعه كثيرة، لكن نقتصر اليوم على ما له علاقة بتلك الخرافة اليونانية، ولذلك نقول: إن التعصب للرأي هوى، والمبالغة والغلو في الاعتداد بالنفس هوى، ورفض الحق هوى، والتسخط من القدر هوى، فهذه كلها أخلاق رديئة، والناس فيها متفاوتون في المقدار منهم من استفحلت فيه، حتى تركزت وأصبحت سجية فيه، لا تنفك عنه.

 

ومنهم من تراوده مثل هذه الأخلاق بين موقف وآخر، ففي نفس كل واحد منا صراع بين الخير والشر.

 

هذا الصراع يحتدم في نفسه بين الحين والآخر، فإما أن يغلب فيها الخير، وإما أن يتغلب الشر، قال الإمام ابن القيم في ظلال الآية الكريمة: (أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا * فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا) [مريم: 83 - 84].

 

قال: "وَلَا يَزَالُ الْعَبْدُ يُعَانِي الطَّاعَةَ وَيَأْلَفُهَا وَيُحِبُّهَا وَيُؤْثِرُهَا، حَتَّى يُرْسِلَ اللَّهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- بِرَحْمَتِهِ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةَ تَؤُزُّهُ إِلَيْهَا أَزًّا، وَتُحَرِّضُهُ عَلَيْهَا، وَتُزْعِجُهُ عَنْ فِرَاشِهِ وَمَجْلِسِهِ إِلَيْهَا.

 

وَلَا يَزَالُ يَأْلَفُ الْمَعَاصِيَ وَيُحِبُّهَا وَيُؤْثِرُهَا، حَتَّى يُرْسِلَ اللَّهُ إِلَيْهِ الشَّيَاطِينَ، فَتَؤُزُّهُ إِلَيْهَا أَزًّا.

 

فَالْأَوَّلُ قَوِيٌّ جَنَّدَ الطَّاعَةَ بِالْمَدَدِ، فَكَانُوا مِنْ أَكْبَرِ أَعْوَانِهِ، وَهَذَا قَوِيٌّ جَنَّدَ الْمَعْصِيَةَ بِالْمَدَدِ فَكَانُوا أَعْوَانًا عَلَيْهِ".

 

القرين يزين للإنسان أخلاق السوء، ولكل واحد منا قرينه من الجن، في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود -رضي الله عنه- قال صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن" قالوا: وإياك يا رسول الله؟ قال: "وإياي إلا أن الله أعانني عليه فأسلم، فلا يأمرني إلا بخير".

 

إذاً، إما أن يستسلم العبد لإغواء القرين وتزينه، وإما أن يهزمه بإيمانه وثباته.

 

ومما يعجب الشيطان في الإنسان: الكبر والنفس المتضخمة التي تجعل الإنسان يعتد برأيه دون الحق؛ لأن نفسه حينها تصبح شبيهة بنفس الشيطان، إذ إن إبليس اعتد برأيه وفكره دون الحق، دون ربه الحكيم الخبير، قال تعالى لما أمر الملائكة أن يسجدوا لآدم: (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ * إِلَّا إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ * قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ * قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) [ص: 73 - 76].

 

إذاً، ففي المعتد بنفسه في مقابل الحق شبه بإبليس، ولسان حاله يقول: آسف مهما كان، فأنا لا أقتنع إلا برأيي، وهذا المعتد برأيه دون رأي الناس إذا فعل ذلك مع من هم أعلم منه، وأحكم منه، وأحق منه، دل ذلك على أن فيه كبر وغرور وعجب، كحال صاحب السرير ذاك الذي يريد أن يجمع كل الناس على مقياس سريره، ولو بالقوة والضرر يجمعهم على هواه.

 

أيها الإخوة: ما الفرق بين الثقة بالنفس والمبالغة بالاعتداد في الرأي؟

 

هذا سؤال قد يرد.

 

فنقول: أما المبالغة في الاعتداد بالرأي، هو من أقسام الغرور والعناد والعجرفة.

 

وأما الثقة بالنفس، فهو شعور محمود والشعور الذي يجعل الإنسان حازما مطلعا يعرف ما يفعل، ذا تؤدة، وخطى ثابتة، متوكلا على الله، ثم على حسن ظنه بنفسه بعد الله.

 

فإذا جاءه رأي سديد من غيره تقبله، ولم يعرض عنه.

 

أما الآخر، فإنه لا يقبل إلا رأيه، أو ما وافق رأيه.

 

فينبغي التفريق، حتى لا يساء الفهم.

 

ومن أمثلة الغرور والاعتداد بالرأي: ما حكى لنا القرآن عن قارون: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) [القصص: 76] إلى قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ) [القصص: 78].

 

قارون مكن الله -تعالى- له وابتلاه بعقل تجاري قوي وحنكة في معرفة أسرار السوق يدخل السوق فيكسب ويربح، فثري ثراء فاحشا، فانتفخت نفسه، حتى أصبح لا يراها إلا هي، ولا يسمع منها إلا هي، كما كان يرى ذلك اليوناني سريره، واستحقر آراء الناصحين، ونسي الله -تعالى- وجحد فضله عليه، فكان أن ذكر القرآن سوء فعلته تتلى إلى يوم الدين.

 

والمواقف هذه -أيها الإخوة- نسبية يتفاوت فيها الناس، فمن الناس من لا يعترف بالخطأ، ولا يقبل النصيحة مطلقا: (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ) [البقرة: 206].

 

(الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ) تحتويه، تسيطر عليه، وعلى مواقفه.

 

ومنهم من يتعصب لرأيه في كل شأن.

 

ومنهم يتصلب في البداية، ثم يلين تدريجيا مع مرور الوقت.

 

ومنهم من يلين حينا، ويتعصب لرأيه، حين آخر، وهكذا..

 

والواجب على العبد: أن يخضع للحق، والواجب على من ينصحه، أو يبدي له رأيه أن يحسن في ذلك، يحسن في النصيحة ويتلطف، فإن الله -تعالى- قال في أرقى وأحسن البشر خلقا، وقوله الحق: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ) [آل عمران: 159].

 

فالرجوع للحق سمة الأكارم، والتواضع للناس والحق أيا كان مصدره، شيمة الأخيار.

 

والاعتداد بالنفس والرأي ينبغي أن ينضبط بضابط الإيمان والحق.

 

ذكر ابن كثير في تفسيره، والزيلعي في تخريج الكشاف، بسند قوي: أن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه وأرضاه- ركب منبر رسول الله، ثم قال: "أيها الناس، ما إكثاركم في صُدُق النساء، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وإنما الصدقات فيما بينهم أربعمائة درهم فما دون ذلك. ولو كان الإكثار في ذلك تقوى عند الله، أو كرامة، لم تسبقوهم إليها. فَلا أعرفَنَّ ما زاد رجل في صداق امرأة على أربعمائة درهم، قال: ثم نزل، فاعترضته امرأة من قريش، فقالت: يا أمير المؤمنين، نَهَيْتَ الناس أن يزيدوا النساء صداقهم على أربعمائة درهم؟ قال: نعم، فقالت: أما سمعت ما أنزل الله في القرآن؟ قال: وأي ذلك؟ فقالت: أما سمعت الله يقول: (وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا) [النساء: 20].

 

قال: فقال: اللهم غَفْرًا، كُلُّ الناس أفقه من عمر.

 

ثم رجع فركب المنبر، فقال: إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صداقهن على أربعمائة درهم، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب".

 

هكذا هو إذا رأى الحق أمامه يخضع للحق، ولو جاء من أي كان.

 

الفائدة الثانية التي نستنبطها من ذلك السرير: الرضا بالقدر، الرضا بالقضاء، فليس كل ما يتمنى المرء يدركه، وليس بالضرورة أن يناسب السرير، كل من أراد أن ينام عليه، الدنيا لا ولن تستقيم لأحد على حال، قال أبو الحسن التهامي:

 

طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها *** صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ

وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها *** مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ

وَالنَفسُ إِن رَضِيَت بِذَلِكَ أَو أَبَت *** مُنقادة بِأَزمَّة الأَقدارِ

 

الدنيا دار ابتلاء وتمحيص، فيها الضراء والسراء، جبلت على ذلك رضينا أم أبينا، وبالتالي تستدعي منا الصبر والشكر، هكذا هي الدنيا لن نستأنس فيها على الدوام، ولن تطاوعنا، وتستجيب لأهوائنا في كل حين، ولذلك ينبغي أن نتعامل معها لا من خلال رغباتنا، بل من خلال إيماننا بالله -تعالى- وقضائه وقدره، فبذلك وحده نرتاح، وبذلك وحده نربح، كما في حديث صهيب في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه وسلم قال: "عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء شكر، فكان خيرا له".

 

ففي الضراء، حتى الضراء خيرا للمؤمن دون غيره، فما دام الابتلاء للإنسان حاصلا بالضرورة، فلماذا يكون لأحدنا عقلية صاحب ذلك السرير؟

 

الثقة بقضاء الله، تشرح صدر المؤمن، والتفاؤل يزيل الشؤم من طريقه، وقد قال سبحانه: (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) [البقرة: 216].

 

وقال أيضا جل من قائل: (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) [النساء: 19].

 

"عسى" هنا، "وعسى" هناك، "وعسى" من الله في القرآن واجبة، أي أن ذلك واقعا حتما، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: "عسى بمعنى الرجاء إذا وقعت من المخلوق، فإن كانت من الخالق فهي للوقوع".

 

أسأل أن يرحمنا برحمته.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

 

وبعد:

 

إن الحكمة هي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها.

 

ونحن حينما نستنبط الفوائد لما يصلح ديننا وأخلاقنا، فلا حدود لذلك الاستنباط، وما خرافة السرير ذلك إلا مشهد يجعلنا نعيد النظر فيما نحن فيه من حال، فإن الإنسان تخفى عليه أخطاؤه، وهو يحملها معه أينما كان، إلا أنه لا يشعر بها، فيحتاج إلى من ينبهه على تلك الأخطاء.

 

تكلمه زوجته بعقلانية ووعي، فلا يقبل رأيها، مع أنه يدرك أنها على حق، فليتذكر صاحب السرير.

 

يكلم زوجته بكل لطف، ويسوق لها الأدلة والبراهين، فلا تقبل، لماذا؟

 

تعنت واستفراد برأيها، فلتتذكر صاحب السرير.

 

يأتيه أحد موظفيه وهو قابع في مكتبه، فيقترح عليه حلا أفضل، أو خيارا أحسن، فيما يتعلق بإنجاز العمل، فيهزأ برأيه، فقط؛ لأنه يخالف رأيه، ويعرض عن ذلك الرأي، فليتذكر صاحب السرير، فإنه لا يختلف عنه.

 

وفي جانب الأقدار يرزقه الله الولد مثلا، فيرزق ببنت، فينطوي على نفسه تبرما وتسخطا، فليتذكر تلك القصة.

 

وقس على ذلك فيما يأتي به قضاء الله -تعالى- على خلاف رغبتك، يقول سبحانه: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) [البقرة: 155 - 156].

 

اللهم أصلح أحوالنا...

 

 

المرفقات

نستفيد من خرافة السرير؟

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات