لماذا تكررت قصة موسى وفرعون في القرآن؟!

عبد المحسن بن عبد الرحمن القاضي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/ تأملات في قصة نبي الله موسى عليه السلام 2/ دلائل تكرار مجيء قصة موسى في سور كثيرة من القرآن 3/ معالم في الصراع بين الحق والباطل 4/ فضل صيام يوم عاشوراء 5/ التحذير من بدع الروافض في يوم عاشوراء.

اقتباس

إن قصة موسى وفرعون تبعث التفاؤلَ وتُعطي الأملَ بأن دين الله غالب ومنتصر مهما انتفش الباطل وانتشر؛ إنه فألٌ نحتاجه خاصة بالأزمات باليقين بنصرة دين الله ومستقبله الذي لن يضره بإذن الله ظلمٌ ولا طغيان ولا تدبير نفاق، ولذلك تكررت القصة في القرآن بعثاً لهذا الآمل، وهو ما ينبغي أن يستحضره الإنسان ويعلم أن الدين محفوظٌ بتعاليمه وعقيدته وعباده المؤمنون منصورون حتى مع الابتلاء.

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله العلي الكبير، وأشهد أن لا إله إلا الله هو نعم المولى ونعم النصير، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشر النذير والسراج المنير.. صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعد.. أيها الناس اتقوا الله تعالى وتوبوا إليه.. واعلموا أن الأمنَ في جانب الله -عز وجل-، والخوفَ عند البُعدِ عنه، والحقَّ منتصرٌ غالبٌ، والعاقبةَ للمتقين حتى مع البلاء، وهكذا آيات القرآن.

 

قصة موسى -عليه السلام- وقومِه مع فرعون.. تكررت في القرآن عبرةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه لتعاملهم مع مكر اليهود وكيدهم.. وقِصةُ مُوسى مع فرعون عَزاءٌ لمن يعاني من الطغيان؛ أن الله ناصره كما انتصر لموسى.. ودروسٌ لكل من طغى منهم وتجبَّر أن هَذا مصيره.. أما المستضعفون في الأرض وهم على الحق فالله سيُورثهم مشارقَ الأرضِ ومغاربَها المباركة، بما صبروا لينظر كيف يعملون.. اِنتصاراً للحقِ، وذِلةً للبَاطِل.. وأَخذاً للمتكبرِ، ونِعمةً للمؤمنين إلى يومِ القيامةِ لأنَّهُم يُسرّون بذلك وينعمون به..

 

ففرعونُ تمادى في غيِّه، وعلا في الأرض، وجعل أهلها شِيَعًا.. وأَنزلَ الخسفَ ببني إسرائيل؛ لأن كاهناً أخبره أنَّ مولوداً في بني إِسرائيل يذهب مُلككَ على يَديهِ، فَثارت ثورتهُ، وأَمعن في غَيِّهِ، فذبَّحَ أَبناءَهم واستحيى نِسَاءَهم، لكنَّ قُدرةَ الله –تَعالى- أعظم، فقدَّر لهؤلاءِ المستضعفينَ أن يرثوا مُلك هذا الطاغيةَ على يدِ طِفلٍ يَتربَّى في بيتهِ، وهو موسى الذي عاش لدى فرعون حتى بَلغَ أَشدّهُ واستوى فأَوحى الله إِليهِ ما أوحى، وآتاهُ العِلمَ والحِكمةَ وسَمِع مُوسَى دَعوةَ الله، مع أَخيهِ هَارون (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَ) [طه: 43- 44]، وأيده الله بالمعجزات والبرهان.. فكان يُلقي عصاه فإذا هي ثعبانٌ مبين، ويُخرجُ يدَه فتكونُ بيضاء للناظرين..

 

أرسل الله تعالى موسى -عليه السلام- إلى فرعونَ الذي تكبَّر على الملأ (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى) [النازعات: 24]، فجاءه مُوسَى بآياتِ وبيّنات ودعاهُ إِلى توحيدِ رب العالمين خَالقِ الأرض والسَمواتِ فقال فرعونَ منكراً ومكابراً.. (وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ) !! فقال موسى (رَبُّ السَّمَوَات وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ مُوقِنِينَ)، فيردّ فرعونَ بطغيان (أَلا تَسْتَمِعُونَ) فيجيب موسى (رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ) [الشعراء: 23- 25].

 

فلما بُهِتَ فِرعون ادَّعى دعوى الكاذب المغبون (إِنَّ رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ) [الشعراء: 27]؛ فيبين موسى -عليه السلام- مقياسَ العقل والفطرة؟! (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [الشعراء: 28].

 

ويستمرُّ الحوار بينَ موسى -عليه السلام- وفرعون الذي غرّه مُلكه وطغت عليه سُلطته ودعاهُ جبروتُه لنفي الخير فيعرض موسى برهانَ ربِّه إلى فرعون وملئه فيظنونَه سِحراً تعوَّدُوا عليه وبرزوا فيه فجمعوا له السحرة فأتوا موعودين بالأجر (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ * فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ) [الأعراف: 117- 119].

 

إنه الباطل ينتفش، ويسحرُ العيون ويسترهبُ القلوب، وتتهيأ له الكثير من الوسائل ويطول وقته، ويُخيّلُ للكثيرين غلبته لكنه حين يُواجِه الحقَ الهادئ الواثق المسالم يَنطفئُ كَشُعْلَةِ الهشيم، فإِذا الحقُ رَاجحُ الوزن ثابتُ القَواعد، عميقُ الجذور (وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)، وليُشبعَ فرعونُ غيظه قال: (آمَنتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) فيُهددّهُم بالقتل والتشويه فيردّون بقوّةِ الإيمانِ أمام الطغيان!! (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طه: 71- 72].

 

ثم يهدّد ويتوعّد.. (لَئِنْ اتَّخَذْتَ إِلَهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ)، وموسى مستمرٌّ يأتي بالآيات واضحةً فيلجأ فرعونُ لحيلة العاجزين بالتصنيف والتخوين والتحريض (إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَاد) [غافر: 26].

 

قالها فرعونُ في زمانهِ لكنَّهَا كَلمَاتٌ ومُصطلحَاتٌ يرددها غيره ويتواصون عليها، في منطقٍ واحدٍ ومسلك يتكرر (أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) [الذاريات: 53] تشويهٌ للإِسلام وإرجافٌ ومصطلحاتٌ واتهامات، يقلبونها كيف شاءوا ويصرفونها كيفما أرادوا تسويغاً للباطل وتصنيفاً للناس.. ألا ساء ما يزرون..

 

لقد عادَى فرعونُ دينَ اللهِ على يدِ موسى -عليه السلام- رغم الحق الذي رآه مؤمنٌ من آلِ فرعون يكتم إيمانه وآمنت ما شطةُ بنتُ فرعون فأحرقَها بالنار هي ورضيعهِا.. حتى زوجتُه آسيةُ كانت مؤمنة قال -صلى الله عليه وسلم-: "كمل من الرجالِ كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون".

 

ويستمرُّ فرعون بمنابذةِ دعوةِ موسى -عليه السلام- حتى استخفَّ قومَه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين فأوصى الله موسى أن يسريَ بقومه ليلاً من مصر فاهتم لذلك فرعونُ وحشر الناس جميعاً إثرَ مُوسى وقومه حتى أدركَهم عندَ البحر (فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)، فقال لهم موسى بإيمانٍ بالله وثقةٍ بوعده (كَلاَّ إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 62- 62].

 

فيوحي الله لموسى أن اضربْ بعصاكَ البحرَ فضربَه فانفلقَ بإذنِ الله تعالى اثنْي عشرَ طريقاً وسط البحر فدخلَ موسى وقومُه يمشون بينَ جبالِ الماء في طرقٍ يابسةٍ أيبسَها الله بلحظةٍ آمنين فلما تكاملوا خارجين وتبعهَم فرعونُ بجنوده داخلين أمر الله البحرَ فعادَ لحالهِ وانطبقَ على فرعونَ وجنودِه حتى غَرِقُوا أجمعين.. فصاروا مثلاً للآخرين..

 

ونسي فرعونُ هنا علياءَه ومجدَه.. وأدركَ حقيقةً تعامى عنها وخفيت عليه، وأبصر ضعفَ رأيه وحقارة شأنه، فذهب عنه كبرياؤه وظهر له الحقُّ فقال: (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ)، فيجيبه الله الذي أنذره (ألآن وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ * فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ) [يونس: 91- 92]

 

وتنتهي قصةُ الطغيان، كما انتهت قصصُه في التاريخ ويكونُ النصرُ والغلبةُ لدينِ الله الحقّ ولدعاتِه ويورثُ اللهُ بني إسرائيل أرضَ فرعونَ وقومَه حين كانوا على الحق سائرين (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ * فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمْ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ) [الدخان: 25- 29].

 

وكان ذلك يوماً مشهوداً سطره التاريخ أنه في العاشر من محرم وكانت العرب تُعظّمه ولما جاء رسولُنا الكريم -صلوات ربي وسلامُه عليه- المدينة وجدَ اليهودَ يصومونَه فسألهم عن صيامه فأجابوه بأنه اليوم الذي نجى الله فيه موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون ونحن نصومه شكراً؛ فقال لهم: "نحن أولى بموسى منكم"، فصامه وأمر بصيامه، وقال عنه أنه "يكفِّر السنة التي قبله".

 

عباد الله.. إن قصة موسى وفرعون تبعث التفاؤلَ وتُعطي الأملَ بأن دين الله غالب ومنتصر مهما انتفش الباطل وانتشر؛ إنه فألٌ نحتاجه خاصة بالأزمات باليقين بنصرة دين الله ومستقبله الذي لن يضره بإذن الله ظلمٌ ولا طغيان ولا تدبير نفاق، ولذلك تكررت القصة في القرآن بعثاً لهذا الآمل، وهو ما ينبغي أن يستحضره الإنسان ويعلم أن الدين محفوظٌ بتعاليمه وعقيدته وعباده المؤمنون منصورون حتى مع الابتلاء.

 

(طسم * تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ * إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ * وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) [القصص: 1- 6].

 

اللهم احم حوزة الدين وبلادنا وبلاد المسلمين وانصر عبادك المستضعفين وعليك بالطغاة والمرجفين ممن يفسدون ويؤذون المسلمين أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..

 

 

الخطبة الثانية

 

الحمد لله وحده.. أما بعد فاتقوا الله عباد الله وتوبوا إليه...

 

 

أيها الإخوة المؤمنون.. يرد علينا في ذكرى عاشوراء محنةٌ وفتنةٌ عظيمة مرَّت بتاريخ الإسلام في بدايته، وهي مقتلُ الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي رضي الله عنه حفيد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وسيد شباب أهل الجنة في فتنةٍ أذكتها بقايا المجوس وأزلام المنافقين.. وفرّقت بيننا حتى اليوم.

 

وإذا كان منهجُ أهل السنة والجماعة الكفَّ عن الحديث عما حصل زمنَ الفتنة وهو المنهج الأسلم ولاشك لكننا مضطرون للوقوف عند ذكرى يوم عاشوراء لما يُنشر من ضلالاتٍ وخرافاتٍ بالقنوات في هذا اليوم بزعم محبة آل البيت والثأر لمقتل الحسين -عليه السلام- من فئةٍ ضالة تدّعي مَحبَّةَ آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهم يخالفون منهجه أصلاً بالإشراك بالله ويغلون بالأئمة والآيات وينالون من الصحابة وأمهات المؤمنين ويفسدون في الأرض ولا يصلحون..

 

إذا جاء عاشوراء أقاموا مراسمَ باطلةٍ للعزاءِ وضربِ الأجسادِ والوجوهِ والولولة والنياحة بدعوى الانتصار لمقتل الحسين، بينما هم من تسبّب بذلك أصلاً حين خذلوه ولم ينصروه في الكوفة كما يثبت التاريخُ ذلك، كما أنَّ مذهب هؤلاء الباطنية الغلاة سبّبَ الويلات والخيانات لأمتنا من عبد الله بن سبأ إلى عبيد الله المنتسب لميمون القداح ودولته العبيدية في مصر المسماة زوراً الفاطمية وما أفسدته في بلدان المسلمين ومكّنت للصليبين وزرعت الشرك والبدع في العالم الإسلامي.

 

ثم إلى محمد بن نصير الطوسي وابن العلقمي وفعلهم بالمسلمين زمن الخلافة العباسية مع التتار، وهو الفعل ذاته الذي يجدِّده أحفادهم الصفويون اليوم في العراق وإيران وسوريا ولبنان وحوثيي اليمن، ويحاول متطرفوهم هنا وهناك إثارة الفتنة والفوضى في بلاد الحرمين هم ومن يساندهم، نسأل الله أن يبطل كيدهم.. ويكفينا شرّهم..

 

إن نظرةً إلى بعض أقوال أئمتهم وما يرددونه هذه الأيام تجعلُ الإنسانَ يقشعر مما يسمعه من شركٍ بالله عظيم، وضلالٍ وخرافةٍ وتطاولٍ على الدين وسبٍّ للصحابة وأمهات المؤمنين وقصص مكذوبة، بل تجاوزوا الحد بالاعتقاد أن أئمتهم يعلمون الغيب ويحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص وهذا منطق كتبهم المعتمدة وأحاديث أئمتهم المسجلة مما نتورع عن ذكره هنا لشدة شركه عياذاً بالله..

 

ويردّدونه بمآتم عاشوراء وينشرونه بقنواتهم مع لطم أنفسهم وضرب أجسادهم بالسلاسل وشتم الصحابة والنياحة والمطالبة بالثأر.. ولست أدري ممن الثأر؟! وغير ذلك من بدعٍ أحدثوها فيه..

 

جاء في كتاب تهذيب الأحكام لأبي جعفر الطوسي وكتاب وسائل الشيعة للحرِّ العاملي ما نصه "من زار قبر أبي عبد الله الحسين -عليه السلام- يوم عاشوراء عارفاً بحقه كمن زار الله في عرشه"، نعوذ بالله من هذا الغلو والضلال الذي هو غيضٌ من فيض أقوالهم المملوءة بها كتبهم مما يحتاج لتصحيح وبراءة إن كانوا ينكرونها..

 

ومهمٌ إخوتي أن تتوجه الهمم إلى دعوتهم بالعلم والحسنى، لعلَّ الله أن يكتب لهم الهداية فكثيرٌ من عامتهم جاهلون وهم يعيشون في أوساط المسلمين فلعل الله أن يهدينا وإياهم سواء السبيل.

 

نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين وأن يرينا الحق حقاً وأن يرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، اللهم احم بلادنا وبلاد المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن ووفق ولاة أمورنا للحق والدين.. ارزقهم البطانة الناصحة الصالحة وجنبهم بطانة السوء وانصر جنودنا المرابطين وكن للمسلمين المستضعفين في كل مكان يا رب العالمين.

 

المرفقات

لماذا تكررت قصة موسى وفرعون في القرآن

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات