كيف تكون من أحباب الله؟

صلاح بن إبراهيم العريفي

2022-10-12 - 1444/03/16
عناصر الخطبة
1/إثبات اسم الله: \"الودود\" 2/بعض معاني اسم الله:\" الودود\" 3/الخلة أعلى درجات المحبة 4/حُب الله في قلب كل مؤمن 5/تفاوت الناس في حب الله 6/دعوى محبة الله 7/ليس الشأن أن تَحب إنما الشأن تُحب 8/بعض معالم ومؤهلات نيل محبة 9/علامة حب الله للعبد

اقتباس

أيها الناس: إنها أمنية كل مؤمن "أن يكون من أحباب الله" ومطلب رفيع عظيم يرجو الوصول إليه كل مؤمن يرجو لقاء الله والدار الآخرة، لكن الأماني كي تتحقق لا بد من بذل أسبابها، والمطالب كي تحصل لا بد من سلوك طريقها. فما الطريق إلى نيل محبة الله؟ كيف يكون المؤمن من أحباب الله وأوليائه؟ عباد الله: الطريق واضح المعالم في كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ولكن السير فيه يحتاج إلى تشمير، يريد صبراً ومصابرة، ويفتقر إلى جهاد ومجاهدة للنفس والهوى والشيطان. فإن كنت ترجو أن...

 

 

 

 

 

الخطبة الأولى

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) (يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

 

أما بعد:

 

فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

 

أيها الناس: "الودود" اسم من أسماء الله الحسنى التي سمى بها نفسه تبارك وتعال في الكتاب العزيز، قال الله -تعالى-: (إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ)[البروج: 13-14].

 

وقال جل وعلا عن شعيب -عليه السلام- أنه قال لقومه: (وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)[هود:90].

 

"الودود" بمعنى الواد، والمودود: أي: المحُب والمحبوب، يحب أولياءه وأصفياءه، ويحبونه.

 

ومن معانيه:

 

المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة وآلائه الواسعة، وألطافه الخفية، ونعمه الخفية والجلية.

 

عباد الله: من صفات ربنا الرحمن الرحيم: "المحبة" فالله يُحِب من شاء من عباده، ويُحِب ما شاء من خلقه.

 

بل إن الله -تبارك وتعالى- يصطفي من شاء من أوليائه، فيتخذه خليلاً ـ

 

والخلة أعلى درجات المحبة؛ كما اتخذ الله إبراهيم -عليه السلام- خليلاً، واصطفى نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم- ليكون أيضاً له خليلاً.

 

وكما أن الله -تبارك وتعال- يُحب، فهو جل جلاله أيضاً "يُحَب" فيحبه عباده المؤمنون، يحبونه لذاته وكماله وجلاله ويحبونه لإنعامه وأفضاله.

 

قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)[المائدة: 54].

 

وقال جل ذكره: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ)[آل عمران:31].

 

وقال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ)[البقرة: 165].

 

وفي الصحيحين قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ليلة فتح خيبر: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويُحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه"

 

فأعطاها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.

 

أيها الناس: أصل حُب الله موجود في قلب كل مؤمن؛ فما من مؤمن إلا وفي قلبه حب لله، ولكنهم يتفاوتون في مقدار هذا الحب الذي في قلوبهم، فكلما زاد الإيمان والعمل الصالح قوي حب الله في القلب، وبقدر نقص الإيمان والعمل الصالح ينقص الحب.

 

فالعصاة والمذنبون من أهل الإيمان يحبون الله، ولكن نقص من حبهم بقدر عصيانهم وذنبهم؛ يدل على ذلك حديث عمر -رضي الله عنه-: "أن رجلا في عهدِ رسولِ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- كانَ اسمهُ عبدَ اللَّه، وكان يُضْحِكُ رسولَ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- أحيانا، وكان نبيُّ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- قد جَلَدَهُ في الشُّرْبِ، فَأُتيَ به يوما وقد شرب، فَأمَرَ به فَجُلدَ، فقال رجل من القوم: اللّهم العَنْهُ، ما أكثر ما يُوتَى به في الخمر، فقال رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَلعنوه، فو اللَّه إنهُ يُحِبُّ اللَّه ورسوله"[أخرجه البخاري].

 

أيها المسلمون: كلنا أهل الإيمان نُحب الله، وسهل على كل أحد أن يدعي ويقول: "أنا أحب الله" فما أسهل الدعوى وما أعز المعنى.

 

ولكن الشأن الكبير والسؤال الثقيل الذي يصعب الجواب عليه هو: "هل يحبك الله؟" هل وصلت إلى مرتبة أن يحبك الله العظيم رب السموات والأرض ورب العرش الكريم؟ ومن أنت؟ وما الصفات الجميلة فيك حتى يحبك الله؟ وهل سألت نفسك: ما قدري عند الله؟

 

لذا قال أحد السلف: "ليس الشأن أن تُحِب ولكن الشأن أن تُحَب".

 

ما أصعب أن تدعي: "أن الله يُحبك!".

 

لقد ادعاها اليهود والنصارى زوراً، فكذبهم الله وذمهم على دعواهم: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء)[المائدة:18].

 

وأحباب الله لا يدعون أن الله يحبهم وإنما يمقتون أنفسهم في ذات الله، ولا يعجبون بها، وقلوبهم وجلة مشفقة أن يردهم الله، ويُعرض عنهم، مع تشميرهم في الأخذ بالأسباب الموصلة إلى محبة الله لهم.

 

أيها الناس: إنها أمنية كل مؤمن "أن يكون من أحباب الله" ومطلب رفيع عظيم يرجو الوصول إليه كل مؤمن يرجو لقاء الله والدار الآخرة، لكن الأماني كي تتحقق لا بد من بذل أسبابها، والمطالب كي تحصل لا بد من سلوك طريقها.

 

فما الطريق إلى نيل محبة الله؟ كيف يكون المؤمن من أحباب الله وأوليائه؟

 

عباد الله: الطريق واضح المعالم في كتاب ربنا وسنة نبينا -صلى الله عليه وسلم- ولكن السير فيه يحتاج إلى تشمير، يريد صبراً ومصابرة، ويفتقر إلى جهاد ومجاهدة للنفس والهوى والشيطان.

 

فإن كنت ترجو أن تكون من أحباب الله، فإليك بعض هذه المعالم:

 

أولاً: إتباع منهج الرسول -صلى الله عليه وسلم-، واقتفاء سنته وسيرته في العقيدة والعبادة والمعاملة: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[آل عمران: 31].

 

ففتش في نفسك: هل أنت من أهل الإتباع الصحيح للسنة؟

 

وثانياً من المعالم القرآنية: اللين والرفق والرحمة والمحبة والتواضع مع المؤمنين، والمعاداة والشدة والغلظة على الكافرين، والمجاهدة في سبيل الله بالنفس والمال والقول والفعل، والقيام بما أوجب الله وتقديم مرضاته، مع عدم الخوف من لوم اللائمين عند القيام بالواجبات وخاصة الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ)[المائدة: 54].

 

وثالثاً من المعالم القرآنية لطريق الوصول إلى محبة الله: تأمل هذه الصفات التي أخبر الله بحب أهلها، قال الله -تعالى-: (وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) [البقرة: 195].

 

وقال: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].

 

وقال: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) [التوبة: 7].

 

وقال: (وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) [الحجرات:9].

 

وقال: (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) [آل عمران: 159].

 

فالمحسنون: أحسنوا الأعمال فأتموها وأتقنوها وعبدوا ربهم كأنهم يروه وأحسنوا إلى العباد فأوصلوا إليهم الخير وكفوا عنهم الشر.

 

والتوابون: الذين أكثروا التوبة والاستغفار لذنوبهم وداوموا عليهما ولم ينقطعوا عنهما.

 

والمتطهرون: الذين تنزهوا من الأحداث والأنجاس الحسية والمعنوية.

 

والمتقون: الذين وقوا أنفسهم من عذاب ربهم بامتثال الأمر واجتناب النهي.

والمقسطون: الذين عدلوا في حكمهم وقولهم وفعلهم ولم يبخسوا الناس أشياءهم حتى ولو كانوا من الأعداء المبغضين.

 

المتوكلون: الذين فوضوا أمرهم إلى الله واعتمدوا بقلوبهم على الله ولم يلتفتوا للأسباب مع أخذهم بها.

 

فاللهم إنا نسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك.

 

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم؛ ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنبٍ إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه وسلم تسليماً كثيراً.

 

أما بعد:

 

وأما المعالم والمؤهلات التي دلنا عليها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للوصول إلى محبة الله، فكثيرة منها:

 

محبة التوحيد ومحبة ترداد دلائله، يدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشة -رضي الله عنها -: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث رجلا على سرية وكان يقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) [الإخلاص: 1] فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: " سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟" فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: " أخبروه أن الله يحبه".

 

ومنها: القيام بالفرائض وتكميلها، وأعظمها التوحيد وأركان الإسلام، ومن ثم الاجتهاد في التقرب إلى الله بالنوافل بأنواعها.

 

في صحيح البخاري قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قال الله -تعالى- في الحديث القدسي: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه. ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه".

 

عباد الله: ولا أبلغ من قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد قول الله؛ فإليكم بعض أقواله عليه الصلاة والسلام في طريق الوصول إلى محبة الله، وكل ما أذكره من الأحاديث الصحاح، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أزهد في الدنيا يحبك الله. وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس"[صحيح الجامع 922)].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً"[(179 الجامع الصحيح)].

 

وقال عليه الصلاة والسلام: " أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس"[طب. وابن أبي الدنيا 176)].

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله يحب العبد التقي، الغني، الخفي".

 

والمراد بالغني غني النفس ذو القناعة والعفاف.

 

والخفي الذي لا يبالي أن يظهر عند الناس أو لا يظهر، فلا يظهر نفسه فيما لا يحتاج إلى إظهار.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب الحيي العفيف المتعفف".

 

ويقول صلى الله عليه وسلم: "قال الله -تعالى-: وجبت محبتي للمتحابين فيّ، والمتجالسين فيّ، والمتباذلين فيّ، والمتزاورين فيّ".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله"[متفق عليه].

 

وقال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد قيس: "إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم، والأناة".

 

وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله -تعالى- يحب سمح البيع سمح الشراء، سمح القضاء".

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله وتر يحب الوتر فأوتروا يا أهل القرآن".

 

عباد الله: وإذا أخذ المؤمن بهذه الأسباب فما علامة حب الله له وكونه أصبح من أحباب الله وأوليائه وأصفيائه.

 

أول هذه العلامات: أن الله يلقي حبه في قلوب الخلق من أهل السماء والأرض، في صحيح مسلم يقول صلى الله عليه وسلم: " إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله -تعالى- يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض".

 

لقد أحب الله إبراهيم الخليل -عليه السلام- فجعل له لسان صدق في الآخرين، فتولاه وأحبه كل من جاء بعده من المؤمنين، وأحب الله محمداً سيد المرسلين، فرفع له ذكره في العالمين، وأحبه المؤمنين خاصة أصحابه الأكرمين أشد من حبهم لأنفسهم وجعله ربه سيد ولد آدم ووعده بالمقام المحمود والحوض المورود.

 

وأحب الله نبيه ومصطفاه وكليمه موسى -عليه السلام-، فألقى عليه محبة منه فلا يراه أحد إلا أحبه، وجعله عنده وجيهاً وقربه إليه نجياً.

 

وثاني علامات وآثار حب الله للعبد: أن يحفظه في جوارحه، فيحفظها من أن يعصيه بها. ويجيب دعوته، قال الله في الحديث القدسي: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه".

 

وعلامة ثالثة: أن أحباب الله، أهل بلاء وامتحان، يبتليهم الله ليمتحن صبرهم وحبهم، وليعلي درجاتهم، وليكون مستراحهم عند لقياه فهو حبيبيهم الذي تقر أعينهم بلقياه وجواره جل جلاله، قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم".

 

اللهم إنا نسألك حبك، وحب من يحبك وحب العمل الذي يقرب إلى حبك اللهم اجعل حبك أحب إلينا من أهلنا وأموالنا وأنفسنا ومن الماء البارد.

 

اللهم أنلنا شرف أن نكون من أحبابك وأعنا على أنفسنا للأخذ بأسباب ذلك.

 

عباد الله: صلوا وسلموا على النبي المصطفى، والرسول المجتبى فقد أمركم المولى -جل وعلا، فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم ارض عن الخلفاء الأربعة الراشدين، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن العشرة المبشرين وعن بقية أصحاب نبيك أجمعين. وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم قاتل الكفرة والمشركين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك.

 

اللهم عليك باليهود الصهاينة الأرجاس الأنجاس المحتلين وعليك بالنصارى الصليبيين الغاصبين الماكرين.

 

اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً

 

اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

 

اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق

 

اللهم انج المستضعفين من المؤمنين في كل مكان

 

اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في فلسطين وفي العراق وكل مكان، اللهم ارحم ضعفهم وتول أمرهم واجبر كسرهم وعجل بفرجهم اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم يا ذا الجلال والإكرام.

 

اللهم فرج هم المهمومين، واقض الدين عن المدنين

 

اللهم لا تقتلنا بعذابك ولا تهلكنا بغضبك وعافنا بين ذلك.

 

اللهم إن نسألك الجنة ونستجير بك من النار ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين

 

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) [البقرة: 201].

 

عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم: (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) [العنكبوت: 45].

 

 

 

 

المرفقات

تكون من أحباب الله؟

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات