قصة يوسف عليه السلام

مسفر بن سعيد بن محمد الزهراني

2022-10-11 - 1444/03/15
التصنيفات: الأمم السابقة
عناصر الخطبة
1/ يوسف عليه السلام نموذج للصبر على الابتلاءات 2/ محنة الجب 3/ محنة كيد امرأة العزيز والنسوة في المدينة 4/ محنة السجن 5/ محنة الرخاء والسلطان المطلق 6/ دروس وعبر في قصة يوسف عليه السلام

اقتباس

ولئن كان الحديث قد مضى عن طائفة من أنبياء الله ورسله، وما فيها من دروس وعبر يعقلها العالمون، فإن يوسف عليه السلام نموذج للابتلاء، ومثال للصبر، ومؤشر لعاقبة المتقين، وفصول قصته تؤذن بأن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن الله لا يؤيد كيد الخائنين، وأن الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون ..

 

 

 

 

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. 

أما بعد:

إخوة الإسلام: كلما اغتم المسلمون وترادفت عليهم الفتن، وتسلط الجبارون، ووقع الأذى على المسلمين، كانت حاجتهم أشد لمعرفة سنن الله في الكون، وكان شوقهم أكبر للوقوف على سير الصالحين وفي مقدمتهم الأنبياء والمرسلون -عليهم الصلاة والسلام-.

ولئن كان الحديث قد مضى عن طائفة من أنبياء الله ورسله، وما فيها من دروس وعبر يعقلها العالمون، فإن يوسف -عليه السلام- نموذج للابتلاء، ومثال للصبر، ومؤشر لعاقبة المتقين، وفصول قصته تؤذن بأن الله لا يصلح عمل المفسدين، وأن الله لا يؤيد كيد الخائنين، وأن الله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين، وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين، وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهو مشركون... إلى غير ذلك من معانٍ وقيم تبدو للعيان حين يكون الصبر واليقين، وتبرز للناظرين حين يكون الصدق ومجاهدة النفس والانتصار على الشيطان في معركة الإغواء والإغراء.

أجل -إخوة الإيمان- إن المسافة هائلة بين غيابة الجب وبين عُلو الشأن في ملك مصر، والفرق كبير في عرف الناس بين يوسف -عليه السلام- وهو في غياهب السجن وبين كونه من خلصاء ومستشاري عزيز مصر، وليس أقل منه الفرق بين يوسف -عليه السلام- وهو بمثابة السلعة تباع وتشترى بأزهد الأثمان، ويتنقل في الرق من سيد إلى سيد وهو لا يمك من أمره شيئًا، وبين يوسف -عليه السلام- وهو أمين على خزائن الأرض يتبوأ منها حيث يشاء، يملك الكيل فيعطيه لفئة ويمنعه عن أخرى، ويمنع الميرة والطعام عن وفد ويهبه لآخرين.

ولكن هذه المسافة الهائلة، وتلك الفروق الكبيرة، لم تكن في حياة الصدّيق -عليه السلام- لولا الصدق والإحسان والصبر ومراقبة الرحمن والشكر لله والرضاء بما قسم والتسليم بالعسر واليسر، والدعوة لدين الله الخالص وتوحيده في كل حال، حتى وهو يعيش في ظلمات السجن ووحشته: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) [يوسف:39].

وهذه العاقبة الحميدة وذلك التمكين العظيم في الأرض لم يتسنَّ ليوسف -عليه السلام- إلا بعد أن امتحنه ربه وابتلاه، وبعد أن عانى صنوفًا من المحن والابتلاءات قص القرآن علينا محنة كيد الإخوة وما أشقه على النفس، يقول القائل:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند

ومحنة الجب والخوف والترويع فيه، وما صاحبها من أذى وشدة إذ ربطوه بحبل ودلوه فيه، فجعل إذا لجأ إلى واحد منهم لطمه وشتمه، وإذا تشبث بحافات البئر ضربوا على يديه، ثم قطعوا به الحبل من نصف المسافة، فسقط في الماء فغمره حتى صعد إلى صخرة في وسطه، ولم يتخل الله عنه في هذه اللحظة، بل أنزل الله عليه اليسر في حال العسر، وطمأنه بما أوحي إليه أن له مخرجًا مما هو فيه، بل وسينصره الله على إخوته ويرفع شأنه ودرجته، وسيخبرهم بصنيعهم وهو لا يشعرون: (فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [يوسف:15].

قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "ستنبئهم بصنيعهم هذا في حقك وهم لا يعرفونك ولا يستشعرون بك". ومحنة الرق وهو ينتقل كالسلعة من يد إلى يد على غير إرادة منه، ودون تقدير أو معرفة من استرقه به، ولذا باعوه بأزهد الأثمان: (وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ) [يوسف:20] .

ومحنة كيد امرأة العزيز والنسوة وما صاحبها من إغراء وشهوة وفتنة، وما أشدها وما أقساها!! ويوسف -عليه السلام- في ريعان الشباب يمتلئ جسمه حيوية وقوة، وهو في حال غربة وعزبة، وأسباب الفاحشة ودواعيها تتهيأ له، فالمرأة هي الداعية، وقد تزينت بكل ما تملك، والدعوة في بيت آمن، حيث منزل عزيز مصر، والأبواب تغلق ويبقى باب السماء مفتوحًا، فيتذكر يوسف -عليه السلام- من خلاله عظمة الله، ويتصور رقابته ويرى برهان ربه فيلوذُ بحماه، وينتصر على الإغراء والشهوة ويمتنع عن مقارفة الفاحشة، ويستحق أن يكون من عباد الله المخلصين: (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24].

قال ابن جرير -رحمه الله- في تفسير البرهان الذي رآه يوسف -عليه السلام-: "والصواب أن يقال: إنه رأى من آيات الله ما زجره عما كان همَّ به، وجائز أن يكون صورة يعقوب -عليه السلام- عاضًّا على إصبعه، وجائز أن يكون صورة الملك، وجائز أن يكون ما رآه مكتوبًا من الزجر عن ذلك، ولا صحة قاطعة على تعيين شيء من ذلك، فالصواب أن يطلق كما قال الله تعالى".

إخوة الإسلام: لم تقف محن يوسف عند هذا الحد، فثمة محنة السجن بعد رغد العيش وطراوته في قصر العزيز، مع ما في السجن من غربة وعزلة ووحدة، فآلام السجن تشتد حين يكون السجن ظلمًا وعدوانًا، ومحنة السجن تتضاعف حين يكون الطهر والعفاف جريمة وتهمة يؤاخذ بها الصالحون والمخلصون.

وتزداد الحيرة والغرابة حين نعلم أن الذين سجنوا يوسف -عليه السلام- قد تبيّن لهم من الآيات والبراهين القاطعة ما يبرئ ساحته: (ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) [يوسف:35].

فقدُّ القميص من دبر -أي شقه- وشهادة الشاهد، وحز أيدي النساء، وقلة صبرهن عن لقاء يوسف -عليه السلام-، كلها أدلة للبراءة كما في تفسير القرطبي.

ومع ذلك يسجن يوسف -عليه السلام- حتى لا تنتشر فضيحة امرأة العزيز بمراودتها يوسف عن نفسه عند عامة الناس، وهكذا حين يغيب العدل بين الناس يُستهان بحق الأبرياء في سبيل الحفاظ على سمعة الكبراء، ويبقى بعد ذلك أن الذي يدخل السجن متهمًا مظلومًا يخرج منه بعد حين عزيزًا مكرمًا بريئًا: (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) [يوسف:33].

ثم محنة الرخاء والسلطان المطلق وهو يتحكم في أقوات الناس وفي رقابهم، وفي يديه لقمة العيش التي تقوتهم، وليست محنة السراء بأقل من محنة الضراء، فثمة دواعي الكبر والخيلاء، والشح والبخل، والظلم والعدوان، والغفلة عن ذكر الله والدار الآخرة، كلها أدواء تصاحب الغنى واليسر إلا من رحم الله، ويوسف -عليه السلام- كما كان نموذجًا للصبر والرضا والتسليم بما قدر الله في زمن الشدة والضراء، فقد كان نموذجًا آخر للعدل والأمانة والشكر والذكر لله في زمن الفَرَج والسراء، ومقاليد أمور مصر بيديه، وخزائن الأرض تحت تصرفه، أجل لقد ضرب الصديق -عليه السلام- نموذجًا للعفة وحسن السياسة في الرعية، وعرفت الأرض والناس به نموذجًا للحكام الصالحين، الذين تكثر نفقاتهم دون منّ أو أذى، وتكثر الخيرات من حولهم، بهم تصلح الدنيا، وبسيرتهم يتذكر الناس الدار الآخرة، فلا جوع أو تسفيه، ولا فتنة ولا تخمة، وتأملوا كيف ترتبط الحياة الدنيا بالآخرة في أذهان العارفين، يقول الله تعالى: (رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) [يوسف:101]، ألا إن أخلاق الأنبياء نماذج حرية بالاعتبار والاقتداء.

اللهم احشرنا مع البررة والأتقياء، وبلغنا منازل الشهداء. أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، أحمده تعالى وأشكره، وأساله المزيد من فضله وأستغفره وأتوب إليه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الإخوة المؤمنون، أيتها الأخوات المؤمنات: في قصة يوسف -عليه السلام- مزيد من الدروس والعبر لمن تأملها، ففيها تسلية لكل مظلوم، وفيها تسرية لكل مغموم؛ إذ يتذكر مقام الصالحين، فيستيقن أن الابتلاء على قدر الإيمان واليقين: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة". رواه أحمد والبخاري وغيرهما.

ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح آخر: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، لقد كان أحدهم يبتلى بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يحويها، أي يقطع وسطها فيلبسها، ويبتلى بالقمل حتى يقتله، ولأحدهم كان أشد فرحًا بالبلاء من أحدكم بالعطاء".

وسورة يوسف كما يقول أهل التفسير: نزلت أول ما نزلت تسلية للنبي -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين معه في وقت كانوا في أشد الحاجة إلى مثلها، فالسورة مكية، ويقال: إنها نزلت بعد سورة هود في تلك الفترة الحرجة بين عام الحزن بموت أبي طالب عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وخديجة زوجته -رضي الله عنها-، سَنَدَيْ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبين العقبة الأولى ثم الثانية التي جعل الله فيهما للإسلام والمسلمين فرجًا ومخرجًا بالهجرة إلى المدينة المنورة طيبة الطيبة.

وكما أخرج يوسف -عليه السلام- من حضن أبيه، وغرب عن ديار أهله ليواجه هذه الابتلاءات كلها، ثم لينتهي بعد ذلك إلى النصر والتمكين، كذلك أخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وضُيق على المسلمين حتى هاجروا من مكة إلى المدينة مكرهين، وكان النصر والتمكين.

والقصة باقية كذلك، تسرية لكل مسلم تنزل به فتنة أو تمر به ظروف وحالات تشابه حالة الصديق يوسف -عليه السلام-.

وما أحوج الدعاة للوقوف مليًّا عند أحداث القصة، يستلهمون منها العبر، ويتسلون بها حين الضجر، فتهديهم أن العاقبة للمتقين، وأن النصر في النهاية والتمكين لعباد الله الصالحين، ولكن لابد من الصبر والرضاء واليقين واحتساب الأجر عند رب العالمين، وما أحوج الساسة والأمراء والمسؤولين لسياق القصة تبصرهم بقصر الحياة من جانب، وفداحة الظلم من جانب آخر، وتهديهم إلى أحسن أساليب الحكم والعدل في الرعية من جانب ثالث.

وقصة يوسف -عليه السلام- موقظة للرقابة من الله حين يكون إغراء الشهوة، وحين تتوافر للمرء أسباب الفاحشة والفتنة، وهي تذكر بالاستغفار والتوبة حين تضعف النفس وتقع في الخطيئة وتعترف بالضعف وتلتمس المخرج؛ قال تعالى: (قَالُوا تَاللَّهِ لَقَدْ آَثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِنْ كُنَّا لَخَاطِئِينَ * قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) [يوسف91 :92]، وقال تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ * قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يوسف97 :98].

وفي القصة عزاء للسجناء الأتقياء، وسلوة للمتهمين الأبرياء ، وفيها يجتمع نموذج السراء والشكر، ونموذج الضراء والصبر، وهما نموذجان ملازمان للمؤمن؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابه سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابه ضراء صبر فكان خيرًا له". رواه أحمد ومسلم.

وفي القصة يبرز الصبر سلاحًا يتكئ عليه المسلم في الشدائد والأزمات، وهو صبر لا تسخُّط فيه ولا جزع: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف:18].

وقال تعالى: (فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:83]، وكذلك يلتقي صبر يعقوب -عليه السلام- بعد رحلة شاقة من الهم والضيق وجدب الأرض ولوعة الفراق، وصبر يوسف -عليه السلام- بعد رحلة شاقة بين ظلمات الجب وظلمات السجن وشدة الغربة وألم التهمة، يلتقي الصبران الجميلان -بإذن الله- ليجمع الشمل ويرأب الصدع ويعود الصفا، وتنتهي في بيت يوسف وملكه حالة الفرقة والشحناء، ويخر الأبوان سجدًا لله شاكرين، ويطلب الأبناء المخطئون العفو والمغفرة، ويتذكر الصديق مع أبيه رؤياه في صغره -ورؤيا الأنبياء عليهم السلام حق- ويقول: (وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) [يوسف:100].

ويذكِّر يوسف -عليه السلام- إخوته بعاقبة الصبر، وجزاء الصابرين فيقول: (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) [يوسف:90].

اللهم ارزقنا الصبر والاحتساب، وادفع عنا وعن إخواننا المسلمين البلاء والمحن، وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.

عباد الله: صلوا وسلموا على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- المنزل عليه أعظم كتاب القرآن الكريم والسنة الشريفة، فكلامه وحي منزل من الله تعالى.
 

 

 

 

المرفقات

(14) قصة يوسف عليه السلام

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات