عناصر الخطبة
1/ عرض موسى عليه السلام دعوته لفرعون 2/ الوسائل الفرعونية في مقاومة دعوة الحق 3/ دروس تربوية ودعوية مستفادة من القصةاقتباس
ومهما بدا الجو ملبداً بالغيوم، وقرائن الإعراض عن دين الله -تعالى- كثيرة، والشرُّ ممكّن بوسائله وإغراءاته، إلا أن مواقف الحق، وكلمات الصدق لها وقع مؤثر، لا يملك أحد دفعها وردها؛ لأن يد الله -تعالى- تدفعها فإذا هي تنزل على الباطل المنتفش كالصاعقة المدوية، فتحدث فيه تصدعاً وانشقاقات يصعب ترميمها، إن لم يكن مستحيلاً، (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [الأنبياء:18].
الخطبة الأولى:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: الحديث لا يزال متصلاً عن قصة موسى -عليه الصلاة والسلام- مع فرعون. ونقف عند حدثٍ مهم، ومرحلة حاسمة، فقد كانت الفصول الماضية من حياته -عليه السلام- بما انطوت عليها من آلامٍ ومعاناة، تهيؤه وتُعِدُّه لتحمِّل أعباء الرسالة، ومشقة الدعوة، وذلك أن التعامل مع النفوس أجهدُ الأعمال وأشقها، خاصة إذا كانت ظروف الدعوة في مثل الجو الذي عاشه موسى، فهو يضع بذور دعوته في أرضِ قومٍ استمرؤوا الذل، واستساغوا مذاقه على يد الفراعنة حتى ألفوه.
كما أن دعوته -أيضاً- موجهة لفرعون، الجبارِ، الظالم والطاغية المتسلط، المتغطرس. فماذا عساها أن تنبت مثلُ تلك البذرة؟ لكنه التكليف الذي لا يقبل الاعتذار.
وهذا شأن الدعوة، وتبليغ دين الله -تعالى-، يحمل في طياته التعب والضنى، ويمشي صاحبه في طريق مليء بالأشواك والمنعطفات والالتواءات؛ لأن ذلك الطريق يمتد في مسارب النفس الإنسانية.
غير أن نهايته حميدة، وعاقبته سعيدة، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33].
بدأ موسى -عملياً- بعرض دعوته على فرعون، وملئه: (وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ * حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ قَدْ جِئْتُكُم بِبَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ * قَالَ إِن كُنتَ جِئْتَ بِآيَةٍ فَأْتِ بِهَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ * وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاء لِلنَّاظِرِينَ * قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَوْنَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ * يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُم مِّنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ * قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) [الأعراف:105-112].
وهكذا يبدو لفرعون، أو هكذا يُظهِر الأمر، يعلن للملأ أن موسى ما جاء بدعوته إلا لطلب الدنيا وزينتها: (يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ).
تُعشعش الدنيا على قلوب الظلمة، وتغطى عقولهم، فلا يتصورون أي تحرك في الكون إلا من أجل الدنيا! يظن فرعون أن الإيمان بالله واتباع الرسل مؤامرة تستهدف ملكه، فيخاطب موسى وأخاه هارون بهذه اللهجة: (قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ فِي الْأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ) [يونس:78].
ومهما بدا الجو ملبداً بالغيوم، وقرائن الإعراض عن دين الله -تعالى- كثيرة، والشرُّ ممكّن بوسائله وإغراءاته، إلا أن مواقف الحق، وكلمات الصدق لها وقع مؤثر، لا يملك أحد دفعها وردها؛ لأن يد الله -تعالى- تدفعها فإذا هي تنزل على الباطل المنتفش كالصاعقة المدوية، فتحدث فيه تصدعاً وانشقاقات يصعب ترميمها، إن لم يكن مستحيلاً، (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) [الأنبياء:18].
إن شدة الظلام مؤذن بقرب الفجر، وانبلاج الصباح، ولقد مرت دعوة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- بمواقف لو نُظر إليها بالمقياس المادي، لأيقن الناظر أنها لن تقوم أبداً. قال الله -تعالى- عن مثل تلك الحالات في غزوة الأحزاب: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا) [الأحزاب:9-11].
وهذا قدر الله -تعالى- في نشر دينه في كل عصر ومصر، لا يتم إلا على أكتاف الصادقين، وبصبر المحتسبين، وتضحية المجاهدين، فإذا قدّر أن توقفت حركة الجهاد بالسيف في زمن، تطلب الأمر أن يشمِّرَ المخلصون عن سواعد الجد، وبعزيمة صادقة، بعيدين عن الانفعال والتشنج، وواثقين بنصر الله، لأن الأمرَ أمره، والدينَ دينه، هو الذي يتولى نشره ونصره: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب:22].
[لقد كان إلى جانب الزلزلة وزوغان الأبصار، وكرب الأنفاس، كان إلى جانب هذا كله الصلة التي لا تنقطع بالله، والإدراك الذي لا يَضل عن سنن الله، والثقة التي لا تتزعزع بثبات هذه السنن، وتحققِ أواخرها متى تحققت أوائُلها. ومن ثم اتخذ المؤمنون من شعورهم بالزلزلة سبباً في انتظار النصر، ذلك أنهم صدَّقوا قول الله -سبحانه- من قبل: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) [البقرة:214]، وها هم أولاء يزلزلون، فنصر الله إذن منهم قريب، ومن ثم قالوا: (هذا ما وعدنا الله ورسوله) (وما زادهم إلا إيماناً وتسليماً)].
فما عليك -أيها المسلم- إلا العمل، والدعوة، بقدر ما تستطيع، فهي حركة مدافعة ومغالبة، لا تنتهي ولا تقف، بل ولا تفتر.
وهكذا تُفسر كثير من ظواهر الإعراض عن دين الله -تعالى- ومحاولات نشر الفساد، وإشاعة الفاحشة، والدعوة للتبرج والسفور والانحلال، والنّهم في مجاراة الكفار وتبعيتهم في كل شيء يضر ولا ينفع.
إن الهجمات التي شنها المنافقون -على اختلاف مسمياتهم وراياتهم وأيدلوجياتهم- هجماتهم على هذا الدين ورموزِه كلما لاحت لهم فرصة، إن ذلكم يصب في المعنى المشار إليه سابقاً؛ وهو أنه إذا خَفَتَ صليلُ سيوف الجهاد، وهدأت مدافعه، سُلَّت سيوف النفاق وهدرت مدافعه، لكن لا يتيقظ لذلك، ولا يفطن له إلا المعنيون بالدعوة، والمهتمون بالإصلاح.
أيها المسلمون: ولما عرض موسى الحق الذي معه، مدعَّماً ببعض البينات المادية، حين ألقى عصاه في الأرض فانقلب حية ظاهرة تسعى وهم يشاهدونها، ونزع يده من جيبه فإذا هي بيضاء للناظرين، لونها يختلف عن لون جسمه، فبهرت هذه الآيات من رآها.
وحينها بدأت المخاوف تنتاب فرعون، وذلك أن هاجس العظمة، والتعلق بالدنيا لا ينفك عنه لحظة، فإذا بملئه الذين يتلمسون أحاسيسه، يبادرون بإصدار الحكم على موسى -عليه السلام- بقولهم: (إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ)؛ وذلك خوفاً من أن يستميل عقول العامة بما أظهر الله على يديه من المعجزات، فانعقد رأى الملأ أن قالوا لفرعون: (أَرْجِهْ وَأَخَاهُ)، أي: احبسهما وأمهلهما حتى يجتمع مهرة السحرة من كافة أنحاء مصر، وقالوا لموسى: (فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِدًا لَّا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلَا أَنتَ مَكَانًا سُوًى) [طه:58].
وهنا بدأ العد التنازلي لفرعون، بأن اعترف ضمناً بقوة موسى، وأنه خصم يستحق أن تحشد له كافة القوى.
(وَجَاءَ السَّحَرَةُ فِرْعَوْنَ قَالُوا إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ * قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) [الأعراف:113-114]، فوعدهم أن يعطيهم أجراً على فعلهم، وعلو المنزلة والتقريب عنده، وذلك استنهاضاً لهممهم، وتحفيزاً لهم أن يبذلوا ما بوسعهم؛ طمعاً في كسب الجولة في مغالبة موسى.
لكن السحر انقلب على الساحر، فبعد أن جاؤوا بسحرهم العظيم، (فَأَلْقَى مُوسَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ) [الشعراء:45]، أي: ما يموهون به ويكذبون، وحينها وقع ما كان يكرهه فرعون، وهو يرى اضمحلال قوته وتلاشى سِحْرِه.
وأعظم من هذا كله أن يرى كوكبة جيشه من مهرة السحرة يتهاوون ساجدين؛ إقراراً بالحق الذي جاء به موسى! فأي إحباط لفرعون أعظم من هذا؟!.
وأخذ يتخبط، فهدد وتوعد المؤمنين الجدد بتقطيع الأيدي والأرجل، ثم الصلب على جذوع النخل، ظناً منه أنه بفعله هذا سيثنيهم عن قناعتهم، وهذه وسيلة الجبارين الظلمة حينما يخفقون ويفشلون في إقناع شعوبهم، وحملها على رأي معين، أو مذهبٍ مرادٍ لهم، يعمدون على الفور للبديل الآخر، الذي لا يملكون غيره، وهو التعذيب والقتل والتشريد والطرد.
لكنها محاولة يائسة من فرعون، لأن الإيمان تمكن من قلوب سحرته، فقالوا بلغة الواثق المطمئن بما هو عليه، والفَرِحِ بما صار إليه، قالوا: (فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) [طه:72].
اللهم بارك لنا في القرآن العظيم، وبسنة سيد المرسلين...
الخطبة الثانية:
الحمد لله الحق المبين، القوي المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له في ملكه، وعظمته، وسلطانه، وكبريائه، وهو الرحيم الغفور.
والصلاة والسلام على أكرم الخلق، وأفضل الرسل، نبينا محمدٍ وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: أيها المسلمون، فإن الظالم المتجبر يسعى جاهداً ما أمكنه لتضليل أتباعه، واستغفالهم، واستعبادهم، وأن يظلوا يسبحون بحمده ويهتفون بحياته.
وهو -مع ذلك- يصور تلك المحاولات على أنها من أجل الشعب، ودفاعاً عن حقوقه ومقدراته، ومكتسباته، وصوناً لحمى الوطن من أطماع المتربصين!.
ومن هذا، لما أعيت فرعونَ الحجةُ، وانهزم في عدة جولات أمام الحق الذي جاء به موسى -عليه السلام-، لجأ إلى حيلةٍ أخرى ليلهي بها شعبه، ويصرفَهم عن كثرة التفكير في شأنه: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّين فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ) [القصص:38]، فهو جازم ومتحقق أنه لا يوجد إله غيره، ولكن نزولاً عند حجة الخصم، وتواضعاً منه، أمر ببناء الصرح ليستكشف الأمر ويستوضحه!.
وفرعون أول من يعلم أنه كاذب بإجرائه ذاك، وأنه لن يصل إلى شيء مما أعلنه، لكنها حيلة فرعونية أراد بها صرف شعبه عن التفكير النافع المثمر، وإشغالهم بالحديث عن الصرح، وكيف سيتم بناؤه، وبماذا، وعلى أي شركة سترسو المناقصة؟ وكم مدة العقد؟ ثم الانصراف دهراً في مشاهدة ذلك البناء، وهو ينمو ويرتفع، إلى آخر ذلك من صور العبث بعقول الناس، والضحك عليهم، والاستخفاف بهم،؛ وذلك لأنهم أرض قابلةٌ أن تنبت العبودية لبشر مثلهم، ولهذا قال -تعالى-: (فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ) [الزخرف:54].
ويمضي الفرعون في مقاومة الرسالة، ومصارعة الحق، ومدافعة النور الذي يُعرِّيه، فيضطر إلى الظهور للناس، وكأنه حامٍ لدينهم، ولا قصد له في ضرب أتباع موسى إلا الحفاظ على مقدرات الشعب وخيراته وأمنه، فهو يقتل الدعاة والمصلحين بإرادة الشعب لا بإرادته هو، ولمصلحة الشعب، لا لمصلحته هو، يستثير أولئك الغوغاء، ويستعديهم على النبي موسى -عليه السلام- والمؤمنين به: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ) [غافر:26].
عباد الله: إن الدروس والعبر من قصة موسى لا تنتهي، وإنما أشرت إلى نماذج من أبرزها، وبقي الكثير جداً؛ منها داخل مصر وأخرى حينما خرج بالمؤمنين بدعوته، ثم أتبعهم فرعون، وقصة غرق فرعون، ونهاية الظالمين كيف تكون بعد فضحهم وكشفهم، (وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه:127].
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن أجسامكم على النار لا تقوى، وأن هذه الدنيا إنما هي ساعاتٌ وسوف نرتحل عنها عما قريب، فتزودوا لسفركم الطويل، وقدموا لأنفسكم خيراً، فإن ما عند الله خير وأبقى...
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم