عناصر الخطبة
1/فوائد وعظات من قصة آدم وحواء وإغواء إبليس لهما 2/الحكمة من النهي عن مجرد الاقتراب من الشجرة 3/التحذير من وسوسة الخناس 4/ضلال من يرى أن التعري سبيل التقدم والتحضر 5/فوائد من توبة الأبوين آدم وحواءاقتباس
علَّمَتْنا الآياتُ أن من اقترب ممَّا نهى الله عنه فضلًا عن ارتكاب المقصود بالنهي فهو ظالم لنفسه، وقد يَظلِم المرءُ نفسَه بالوقوع في الشُّبُهات الْمُفضِيَةِ إلى المحرَّمات، في الْمَطعَمِ والمشربِ والملبسِ، وفي حقوق الوالدينِ، والأرحامِ، وفي الأموال والمعامَلات وما يَشُوبُها مِنْ رِبًا وغشٍّ واختلاسٍ ونحوِه...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، شرَح الصدورَ وطمأنَ القلوبَ، أحمده -سبحانه- وأشكره، أَمهَل المذنبَ حتى يتوب ويثوب ويؤوب، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، ستَر العيوبَ وغفَر الذنوبَ، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، ساقَنا بهديه إلى صالح الدروب، صلى الله عليه، وعلى آله وصحبه صلاةً دائمةً إلى يوم الدين.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].
في القرآن الكريم قِصَصٌ تَحمِل العِبَرَ والعظاتِ، وقد قصَّ اللهُ علينا قصةَ الخَلق الأول؛ آدم -عليه السلام-، وزوجه حواء، تلك القصة التي تجسَّد فيها الصراعُ مع الشيطان، هذا الصراع الذي تنامى ومضت سُنَّة الله أن يبقى ما بقي بنو آدم، وعدوهم إبليس؛ حتى يرث الله الأرض ومن عليها، تكرر ذِكر هذه القصة في مواضع عدة من القرآن؛ لما اشتملت عليه من مقاصد جليلة، وعظات بليغة، قال الله -تعالى-: (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ * قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 19-23].
أمَر اللهُ -عز وجل- آدم -عليه السلام- أن يَسكُنَ هو وزوجُه الجنةَ؛ (وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)[الْأَعْرَافِ: 19]؛ لكرامته، ورِفعة مَقامِه، ومنزلته، ومَنْ كان مستجيبًا لأوامر الله غَدَا كريمًا على الله، وامتلأ قلبُه سَكِينةً واطمأنَّت نفسُه، وطاب عيشُه وحالُه، ومَنْ كان بعيدًا عن الله مُعرِضًا عنه -تعالى- فإنَّه يعيش معيشةً ضَنكًا؛ (فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا)[الْأَعْرَافِ: 19]، أباح الله لخَلقه الطيبات، ووسَّع عليهم في المأكل والمشرب، فاتسعت دائرة الحلال، وضاقت دائرة الحرام، ومع ذلك تغلب النفسُ الأمَّارة بالسوء صاحبَها، فيستشرف للمنوع، ويتخطى حدود المباح، فيحوم حول الحِمَى، ويعظُم كيدُ الشيطان ووسوستُه، فيرتكب المنهيَّ عنه؛ فلذا لَمَّا قال الله لهما: (وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ)[الْأَعْرَافِ: 19]، نهى عن قربانها؛ سدًّا لذريعة الأكل منها، الذي هو مقصود النهي، ولم يزل الشيطان بآدم يدلي بغرور، يوسوس بمكر، ويقسم بغدر، حتى ذاقا الشجرة، ومن هنا جاءت دعوة الحق إلى سلوك المنهج الوقائيّ، بالتحذير من القرب من حمى الحرام؛ صيانة للنفس، وتحصينا للأخلاق، وحماية للمجتمع، وتربية للوقوف على حدود الله، وما وقع من وقع في الشرك إلَّا بالاقتراب من وسائله التي نهي عنها، وما وقع من وقع في البدعة إلا بتساهله في الجلوس إلى أهل البدع، ومطالعة كتبهم والركون إليهم، وما استمرأ أحد الكبار إلا بوقوعه في الصغائر وإصراره عليها، وما التقنيَّة الحديثة إلَّا وسيلة يتوصل بها إلى المقصود شريفا كان أم وضيعا، فيوشك من يحوم حول الحمى ويخلو بها ويقارفها أن تذهب بصلاته وأخلاقه ووقته، وتتبدل المعصية بالطاعة، ووحشة القلب بالأنس بالله، وليس في المحرمات والمحظورات تقييد للحريات، بل ابتلاء واستخراج لحقيقة العبودية التي تقتضي مراغمة العدو المتربص، ومراقبة الله في الخَلَوات والجَلَوات.
وعلَّمَتْنا الآياتُ أن من اقترب ممَّا نهى الله عنه فضلًا عن ارتكاب المقصود بالنهي فهو ظالم لنفسه، وقد يَظلِم المرءُ نفسَه بالوقوع في الشُّبُهات الْمُفضِيَةِ إلى المحرَّمات، في الْمَطعَمِ والمشربِ والملبسِ، وفي حقوق الوالدينِ، والأرحامِ، وفي الأموال والمعامَلات وما يَشُوبُها مِنْ رِبًا، وغشٍّ، واختلاسٍ، ونحوِه.
(فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ)[الْأَعْرَافِ: 20]، هذا الوسواس الخنَّاس، يَقعُد لابن آدمَ كلَّ مَرصَد، ولن يُقلع عن طبعه الذي جُبل عليه، من عداوة البشر، يزين الباطل، يهون المعصية، يجمل الاسترسال في العَلاقات المحرمة بين الجنسين، يحقر في أعيُن الخلق ما هو عظيم عند الله، يشكك في الثوابت والعقيدة، يحرش بين المسلمين، يتلمس نقاط الضَّعْف، ولا يألو جهدًا لاتخاذ وسائل الإغواء كل بحسبه، وغايته من ذلك؛ (لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا)[الْأَعْرَافِ: 20]، فالمعصية تنتهك سترَ ما بين الله وعبده، وإذا ذهَب الستر انكشفت السوءةُ، وهذه الخطوة الأولى التي تُسهِّل لِمَا بعدَها من النظر المحرَّم، ثم الفاحشة ثم الفوضى الخُلُقِيَّة، وقد بلَغ الشيطانُ مبلغَه حين زرع في ذهن أقوام أن كشف العورات -وخاصة من النساء- تحضُّر وتقدُّمِيَّة، وما عدَا ذلك تخلُّف ورَجعِيَّة، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا)[فَاطِرٍ: 6].
وأخطرُ الوسوسةِ حين تَظهَر في صورة النصيحة؛ (وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)[الْأَعْرَافِ: 21]، حلَف لهما ليخدعهما ولِعِلْمه بهما، أنهما ما كانا يظنان أن أحدًا يَجرُؤ على الحَلِف بالله كاذبًا، ويزداد الأمرُ سوءًا وخطورةً حين يظهر العدوُّ في صورة صديق، والماكرُ في صورة مُشفِق، والمحتالُ في صورة متعاون؛ (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ)[الْأَعْرَافِ: 22]، وما زال يخدع ويتحرى التلبيسَ بزخرف القول، وتزيين الباطل، وفي هذا التعبير إشارةٌ إلى أنَّه يريد التوصلَ إلى الحطّ من مكانتهم التي أكرَمَهم اللهُ بها؛ ليجعل منهم عصاةً غاوينَ مبعَدين عن رحمة الله، فيصيبهم ما أصابَه، فماذا ترتَّب على هذه المخالَفة بالأكل من الشجرة؛ (فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)[الْأَعْرَافِ: 22]، هذه نتيجة المخالفة، وقوع المرء في الخزي بعد الرفعة، وفي الذل بعد العزة، وفي الوحشة بعد الأنس.
بارَك اللهُ لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكْر الحكيم، أقول قَوْلِي هذا، وأستغفِر الله العظيم لي ولكم فاستغفِروه، إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على واسع حِلمه، أحمده -سبحانه- على كريم عطائه وفضله، وأشهد ألَّا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له القائل: (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)[الْإِسْرَاءِ: 44]، صلى الله عليه وعلى آله وصَحبِه وسلَّم.
أما بعدُ: فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ (وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)[الْأَعْرَافِ: 22]، نداء الله لهما ولكل مَنْ تلبَّس مِنْ بَنِيهِمَا بمنهيٍّ عنه، لم يترك الله لنا عذرًا، فقد بيَّن وأظهَر، وأنذَر وأعذَر، وفصَّل لنا سبيلَ المجرمين، وطريقَ الشيطان، وأحوالَ المفسدين، حتى لا نقع فريسةً للوساوس والخداع، ومع ذلك إن وقع ابن آدم فيها ثم تاب تاب الله عليه، وقَبِلَ منه، فالله الرؤوف الرحيم، والغفور الودود، يفتح الباب لمن تسبَّب في إغلاقه على نفسه، فرحمتُه وَسِعَتْ كلَّ شيء، وهذا هو الدرس المستفاد من حال الأبوين؛ عندما اعترَفَا بالذنب، نتعلم منهما المبادرة بالتوبة، والاعتراف بالخطأ، والتذلل بين يدي الله الخالق -سبحانه-، والله يتوب على من تاب، ومن رسخ في الدين قدمه كثر على يسير الزلل ندمه، ما أحلاها من كلمات، تلقَّاها آدمُ من ربه، علمه الله كيف يتوب؛ ليتوب عليه؛ (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى * ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى)[طه: 121-122].
ألَا وصلُّوا -عبادَ اللهِ- على رسول الْهُدَى، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، اللهم بَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، اللهم وارضَ عن الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين؛ أبي بكر، وعمر، وعثمان وعلي، وعن الآل والصحب الكرام، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
اللهم أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ،، وأَذِلَّ الكفرَ والكافرينَ، ودمر اللهم أعداءك أعداء الدين، واجعل اللهم هذا البلد آمِنًا مطمئنًا وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهم إنا نسألك الجنة وما قرَّب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرَّب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله، ما علمنا منه وما لم نعلم، اللهم إنا نسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وكلمة الحق في الغضب والرضا، والقصد في الغنى والفقر، نسألك نعيمًا لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ونسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، اللهم إنا نسألك خير المسألة، وخير الدعاء، وخير النجاح، وخير الفلاح، وخير العمل، وخير الدعاء برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم لا تَدَعْ لنا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلًى إلا عافيتَه، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم احفظ رجال أمننا، واحفظ حدودنا، واحفظنا بحفظك يا ربَّ العالمينَ، اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فأشغله بنفسه، واجعل تدبيره تدميره يا ربَّ العالمينَ، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، اللهم وفِّقْه لهداكَ، واجعل عملَه في رضاكَ يا ربَّ العالمينَ، ووفق ولي عهده لما تحب وترضى يا أرحم الراحمين، ووفق جميع ولاة أمور المسلمين للعمل بكتابك، وتحكيم شرعك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْأَعْرَافِ: 23]، (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الْحَشْرِ: 10]، (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، (وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم