اقتباس
وقد ظن بعض الناس أنه لا بد للإمام أن يقرأ أي سورة فيها سجدة في فجر يوم الجمعة، وهذا الظن خطأ واضح لأن السجدة ليست مقصودة لذاتها، وإنما المقصود السورة التي فيها وهي؛ (الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ)...
إذا قرأ الإمام في صلاة الفجر يوم الجمعة سورتي السجدة والإنسان فقد أصاب السنة، وإذا لم يقرأ بالسورتين المذكورتين فصلاته صحيحة ولا شيء عليه، ولا ينبغي لأحد من الناس أن ينكر عليه؛ فالسجدة ليست لازمة لفجر الجمعة؛ يقول فضيلة الدكتور حسام الدين بن موسى عفانة -أستاذ الفقه وأصوله جامعة القدس فلسطين: ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة بسورة السجدة.
1. عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة: (الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) السجدة، و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(رواه مسلم).
2. وعن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة: (ألم تنزيل) في الركعة الأولى وفي الثانية: (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(رواه مسلم).
ومن هذين الحديثين يؤخذ استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر يوم الجمعة.
وقرر المحققون من الفقهاء أن المقصود من قراءة سورة السجدة وسورة الإنسان ليس السجدة الموجودة في السورة الأولى، وإنما المقصود هو المعاني العظيمة التي تضمنتها السورتان المذكورتان؛ لذلك لا يستحب المداومة على قراءة السورتين باستمرار إن خشي أن يظن الناس أن قراءتهما واجبة.
وقد ظن بعض الناس أنه لا بد للإمام أن يقرأ أي سورة فيها سجدة في فجر يوم الجمعة، وهذا الظن خطأ واضح لأن السجدة ليست مقصودة لذاتها، وإنما المقصود السورة التي فيها وهي؛ (الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ)؛ لذلك لا ينبغي للإمام أن يقرأ أي سورة أخرى فيها سجدة.
قال العلامة ابن القيم: " كان -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في فجره -يوم الجمعة- بسورتي (الم تَنْزِيلُ الْكِتَابِ) و (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ)، ويظن كثير ممن لا علم عنده أن المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة زائدة ويسمونها سجدة الجمعة، وإذا لم يقرأ أحدهم هذه السورة استحب قراءة سورة أخرى فيها سجدة، ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على قراءة هذه السورة في فجر الجمعة دفعاً لتوهم الجاهلين، وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقرأ هاتين السورتين في فجر الجمعة؛ لأنهما تضمنتا ما كان ويكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذكر المعاد وحشر العباد وذلك يكون يوم الجمعة، وكان في قراءتها في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون، والسجدة جاءت تبعاً ليست مقصودة حتى يقصد المصلي قراءتها حيث اتفقت فهذه خاصة من خواص يوم الجمعة"(زاد المعاد 1/375).
قال الإمام القرافي ما نصه: "ولذلك شاع عند عوام مصر أن الصبح ركعتان إلا في يوم الجمعة فإنه ثلاث ركعات؛ لأنهم يرون الإمام يواظب على قراءة السجدة يوم الجمعة ويسجد ويعتقدون أن تلك ركعة أخرى واجبة وسد هذه الذرائع متعين في الدين"(الفروق 12/191).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم