في رحاب عبادة الذكر والتفكر

أحمد طالب بن حميد

2022-10-21 - 1444/03/25 2022-10-22 - 1444/03/26
التصنيفات: أحوال القلوب
عناصر الخطبة
1/بعض معاني أسماء الله تعالى وصفاته 2/معنى ربوبية الله تعالى وألوهيته 3/من فوائد التفكر وذكر الله تعالى

اقتباس

التفكُّر يصبغ القلب بمعرفة الله، وبالذِّكر يستنير القلبُ بمحبة الله، وبمجمع الذِّكر والفِكْر والافتقار يعرج بالعبد إلى حقائق وحدانية الله وقدرته وعظمته، ومَنْ تفكَّر في عظمة الله ما عصاه، ومَنْ ذكَر سيِّدَه هداه، ومَنْ أَوَى إلى مولاه آواه، وبالتفكر والاعتبار، والذكر والادكار، والخضوع للواحد القهار...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَنْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومَنْ يُضلِلْ فلا هاديَ له، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدنا ونبينا محمدًا عبدُه ورسولُه، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد.

 

 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

 

أما بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ مُحدَثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أيها المؤمنون: إنَّ اللهَ -عزَّ وجلَّ- قد جعَل الكبرياءَ والعزَّ والعظمةَ معاقدَ ربوبيتِه، وجعَل الإنعامَ والإحسانَ والإفضالَ والإكرامَ والعفوَ والغفرانَ أمدادَ رحمته، وجعَل قهرَه وبطشَه وعدلَه وحُكمَه وجبروتَه وانتقامَه مظاهرَ مُلكِه ودينونته، وإلى ربوبيته ورحمته ومُلكه ودينونيته مرجع أسمائه الحسنى، ومردّ نعوته الكملى، وهي فواتح فاتحة كتابه العظيم، وأفضل ما نزَل من السماء إلى الأرض من الله الكريم، قال الله -عز وجل-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الْفَاتِحَةِ: 2-4]، وبها يتعلَّق أولُ الخلق وآخرُهم، ومبدؤهم ومعادُهم في اليوم العظيم؛ (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ)[الْمُطَفِّفِينَ: 6]، فالرب هو الموجِد للخَلق، والإله هو المعبود بحق، والرحمن الرحيم هو الشامل لهم بالإحسان العاجل، والامتنان الآجِل، ومالِك يوم الدين هو المحاسِب للخَلْق، والمجازيّ بالحق؛ (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بها وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)[الْأَنْبِيَاءِ: 47]؛ فهذه هي جميع أحوال الخلق في الدنيا والآخرة، والإلهية هي الغاية المطلوبة التي لأجلها خُلِقَ الخلقُ، وبُعثت الرسلُ، وأُنزلت الكتبُ، وهي إفراد العبادة لله وحدَه لا شريكَ له، فكما أنَّه (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)[الشُّورَى: 11]، ولا ظهير له في الخَلق، ولا شريك له في الْمُلك، فلا يُعبَد غيرُه، ولا يُؤلَه محبةً وخشيةً ورجاءً سواه -سبحانه وتعالى-، قال الله -عز وجل-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ)[الذَّارِيَاتِ: 56-57].

 

وربوبيته -سبحانه- تربيته لخَلقه إيجادًا وإعدادًا وإمدادًا، والعوالم كلها علامة وجوده، وآية جوده -سبحانه-؛ فهي الناطقة بوحدانيته، فرب العالمين هو الذي له الخلق كله، السماوات والأرض وما فيهن وما بينهنَّ، مما نعلمه وممَّا لا نعلمه، وقد تلى الله علينا من نبأ موسى وفرعون بالحق، فقال سبحانه: (قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ * قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ * قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ * قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ * قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)[الشُّعَرَاءِ: 23-28]، فسل ما شئت ومن شئت عن رب العالمين، فإن لم يجبك إخبارًا أجابك اعتبارًا، ولكل شيء تسبيحه وسجوده، الذي لا يعلمه إلا الله، ومن أطلعه عليه من خلقه؛ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)[الْإِسْرَاءِ: 44]، قال الله -عز وجل-: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ)[الْحَجِّ: 18].

 

عبادَ اللهِ: بالتفكُّر يصبغ القلب بمعرفة الله، وبالذِّكر يستنير القلبُ بمحبة الله، وبمجمع الذِّكر والفِكْر والافتقار يعرج بالعبد إلى حقائق وحدانية الله وقدرته وعظمته، ومَنْ تفكَّر في عظمة الله ما عصاه، ومَنْ ذكَر سيِّدَه هداه، ومَنْ أَوَى إلى مولاه آواه، وبالتفكر والاعتبار، والذكر والادكار، والخضوع للواحد القهار، يوحد العزيز الغفار، قال الله -عز وجل-: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ)[آلِ عِمْرَانَ: 190-195].

 

فاذكروا الله ذكرًا كثيرًا، وسبحوه بكرةً وأصيلًا، واستغفِروه إنَّه كان غفورًا رحيمًا.

 

 

الخطبة الثانية:

 

 (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)[الْفَاتِحَةِ: 2-3]، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، الملك الحق المبين، وأشهد أنَّ سيدَنا ونبيَّنا محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله رحمة للعالمين، اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْمَائِدَةِ: 35]، واعلموا أن ربكم الرحمن، الذي قامت به الرحمة وفورًا وكمالًا، وتلألأت مظاهرها تعظيمًا وإجلالًا، وعبادةً وامتثالًا، وهو الرحيم الذي مد الخلق بالرحمات، دفعًا للمكروهات، وسترًا للسيئات، وعفوًا عن العقوبات؛ (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)[الْحَشْرِ: 22]، الملك المالك -جل شأنه-، يظهر كمال ملكه وحكمه في اليوم الأعظم، الذي يجتمع فيه أول الخلق وآخرهم، ولا يتصرف فيه أحد سوى الله -عز وجل-؛ (وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلَائِكَةُ تَنْزِيلًا * الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا)[الْفُرْقَانِ: 25-26]، يوم القهر والحساب والجزاء، وانقياد العباد لرب العباد، قال الله -عز وجل-: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا* بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا * يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)[الزَّلْزَلَةِ: 1-8].

 

في ذلك اليوم يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ويقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض؟ (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)[الْحَشْرِ: 23-24].

 

عبادَ اللهِ: الدعاء مخ العبادة، ووسيلته الثناء على رب الأرض والسماء، ومعراجه الصلاة والسلام على سيد الأنام، فهي المفتاح وبه الاستمناح من الكريم الفتاح؛ فاللهم كل الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، أنت الحق ووعدك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق والنار حق، والنبيون حق، ومحمد -صلى الله عليه وسلم- حق، نسألك بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة أن تجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك ورأفة تحننك وأزكى تسليماتك، على سيدنا محمد عبدك ورسوله، اللهم أعل على بناء البانين بنيانه، وأكرم مثواه لَدَيْكَ ونزله، وأتمم له نوره وأجره، اللهم وعلى أزواجه وذرياته وأهل بيته وأنصاره وأصهاره وأشياعه ومحبيه، وأمته وعلينا معهم أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم صل عليه كما هو أهله، وكما تحب وترضاه له، وأعطه الوسيلة والفضيلة والشرف والدرجة العالية الرفيعة، اللهم واسقنا من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئًا، لا نظمأ بعده أبدًا، إنَّكَ على كل شيء قديرٌ، اللهم واجعلنا ممن لزم ملته وعظَّم حرمته وأعز كلمته، وحفظ عهده وذمته، ونصر حزبه ودعوته، وكثر تابعيه وفرقته، ووافى زمرته، ولم يخالف سبيله وسنته، اللهم اجعلنا ممن تمسك بغرزه، ونعوذ بك اللهم من المخالفة لأمره، والانحراف عمَّا جاء به.

 

اللهم أعزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءكَ أعداءَ الدينِ، واجعل هذا البلدَ آمِنًا مطمئِنًّا سخاءً رخاءً، وسائرَ بلاد المسلمين، اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِحْ أئمتَنا وولاةَ أمورنا، واجعَلْ ولايةَ المسلمين فيمَنْ خافَكَ واتقاكَ واتَّبَعَ رضاكَ يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهم وفِّق إمامَنا لهداكَ، واجعَلْ عملَه في رضاكَ، وارزقه البطانةَ الصالحةَ الناصحةَ، التي تدلُّه على الخير وتُعِينه عليه يا أرحمَ الراحمينَ، اللهم ووليَّ عهده وإخوانَهم على الخير يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهم اغفر لنا ذنوبَنا وإسرافنا في أمرنا، وثبِّت أقدامَنا وانصرنا على القوم الكافرين.

 

اللهم (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها، دقها وجلها، أولها وآخرها، علانيتها وسرها.

 

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]، فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكرُ اللهِ أكبرُ، واللهُ يعلم ما تصنعون.

 

 

المرفقات

في رحاب عبادة الذكر والتفكر.pdf

في رحاب عبادة الذكر والتفكر.doc

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات