عناصر الخطبة
1/ مكانة الصلاة في الإسلام 2/ الأمر بالمحافظة على الصلاة 3/ فضل صلاتي العصر والفجر 4/ التحذير من التهاون بصلاتي العصر والفجر .اقتباس
والمحافظة على الصلاة يراد بها أداؤها في أوقاتها التي حددها الله لها مع الجماعة في المساجد التي بنيت من أجلها، وأن تكون مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها التي شرعها الله فيها. فمن أخل بشيء من ذلك لم يكن محافظاً على صلاته. كما أنه مطلوب من المسلم أن يهتم بجميع الصلوات الخمس فالتهاون ببعض الصلوات كالتهاون بجميعها ..
الحمد لله رب العالمين، جعل الصلاة كتاباً موقوتاً على المؤمنين، وأخبر أن التكاسل عنها من صفات المنافقين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى واهتموا بأمور دينكم عامة وبصلاتكم خاصة، فإنها عمود الإسلام، وهي تنهى عن الآثام: والفارقة بين الكفر والإسلام. وقد أوصى الله بها في محكم كتابه، قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) وقال تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) وتوعد المضيعين لها بأشد الوعيد. قال تعالى: (فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ) وقال تعالى: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) وأخبر أن أهل النار إذا سئلوا عن سبب دخولهم فيها أجابوا بقولهم: (قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ).
عباد الله: والمحافظة على الصلاة يراد بها أداؤها في أوقاتها التي حددها الله لها مع الجماعة في المساجد التي بنيت من أجلها، وأن تكون مستوفية لشروطها وأركانها وواجباتها التي شرعها الله فيها. فمن أخل بشيء من ذلك لم يكن محافظاً على صلاته. كما أنه مطلوب من المسلم أن يهتم بجميع الصلوات الخمس فالتهاون ببعض الصلوات كالتهاون بجميعها، وبعض الناس قد ابتلوا في زماننا هذا بالتهاون في صلاتين هما صلاة العصر وصلاة الفجر، فصلاة العصر يتهاون بعض الموظفين حيث يخرج من الدوام الرسمي بعد الظهر ثم ينام ويترك صلاة العصر مع الجماعة ويؤخرها إلى أن يستيقظ ولو خرج وقتها.
وصلاة العصر لها شأن عظيم وهي الصلاة الوسطى التي أوصى الله بالمحافظة عليها خصوصاً بعدما أوصى بالمحافظة على الصلوات عموماً. قال تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى) والذي عليه أكثر أهل العلم أن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر لأدلة كثيرة مما يدل على تأكد الاهتمام بها خاصة وقد ورد الوعيد الشديد في حق من تهاون بها، عن بريدة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" رواه البخاري والنسائي وابن ماجه.
وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله" رواه مالك والبخاري ومسلم وقد فسره مالك رحمه الله بأن المراد به ذهاب الوقت.
وإذا كان هذا الوعيد في حق من فاتته صلاة العصر مرة واحدة فكيف من اعتاد ذلك وداوم عليه وجعل وقت صلاة العصر وقت نوم له.
اتقوا الله -يا من تفعلون هذا- وتوبوا إلى الله وأدوا صلاة العصر في وقتها مع الجماعة ما أمركم بذلك ولا يغوينكم الشيطان وتنساقوا مع العادات السيئة التي تخل بدينكم، وتوقعكم في غضب الله وألم عقابه، اجعلوا وقت نومكم وراحتكم بعد أداء الصلاة، وكونوا قدوة صالحة لغيركم ولا تكونوا قدوة سيئة.
وأما صلاة الفجر فقد نوه الله بشأنها وأخبر أنها تحضرها الملائكة الكرام، قال تعالى: (وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) والمراد بقرآن الفجر صلاة الفجر، سميت بذلك لأنها تطول فيها القراءة ومعنى (مشهودا) أي تحضره الملائكة –ملائكة الليل وملائكة النهار- ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الصبح وفي صلاة العصر. فيعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بكم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهو يصلون وتركناهم وهم يصلون".
وعن أبي مالك الأشجعي عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله وحسابه على الله" رواه الطبراني، وعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء. فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه على وجهه في نار جنهم" رواه مسلم وغيره. ومع هذا الفضل العظيم لصلاة الفجر والوعيد الشديد في حق من تهاون بها فإن بعض الناس لا يهتمون بها فتجد أحدهم يسهر معظم الليل لمشاهدة ما يعرض على شاشة التلفاز من برنامج ربما يكون أكثرها ضاراً، ثم ينام عن صلاة الفجر ويؤخره عن وقتها فلا يصليها إلا بعد خروج وقتها، وهو بذلك يرتكب جريمتين عظيمتين: الأولى: ترك الصلاة مع الجماعة –الثانية: تأخير الصلاة عن وقتها. ويضاف إلى ذلك، إذا كان سهر لمشاهدة أفلام يحرم النظر إليها ومشاهدة ما يعرض فيها من جرائم.
فاتقوا لله -عباد الله- ولا تكونوا ممن قال الله فيهم: (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً) ومن الشهوات التي تسبب إضاعة الصلاة السهر لمشاهدة برامج التلفاز والتمتع برؤيتها ثم النوم بعد ذلك عن صلاة الفجر وأكثر ما يحصل التكاسل عن صلاة الفجر في يوم الجمعة الذي هو أفضل الأيام، لأن السهر في ليلة الجمعة أكثر من السهر في بقية الليالي- فاتقوا الله عباد الله واحسبوا للصلاة حسابها ناموا مبكرين لتستيقظوا مبكرين للصلاة، واعلموا أن كل ما يشغل عن الصلاة أو يسبب تأخيها عن وقتها من بيع أو شراء أو نوم أو عمل فهو محرم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قوماً ترضخ رؤوسهم بالصخر كلما رضخت عادت كما كانت ولا يفتر من ذلك شيء –فقال: ما هؤلاء يا جبريل. قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن الصلاة المكتوبة، فاتقوا الله وأدوا الصلاة في وقتها كما أمركم الله. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم