عناصر الخطبة
1/حث الإسلام على التجمل 2/التجمل في الشعر وضوابط ذلك 3/التجمّل في اللباس وضوابط ذلك 4/تحذير الرجال من لبس خاتم الذهب 5/مشروعية التنظيف والتجمّل في البدن والثياب 6/هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في الشعر واللباس 7/تلاعب الشيطان بالإنسان في اللباساقتباس
عباد الله: إن التنظيف والتجمّل في البدن والثياب أمران مطلوبان شرعاً، وقد رسم النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريقة المطلوبة فيهما بقوله وفعله. فلا يجوز لنا أن نرسم لأنفسنا، أو نستورد من أعدائنا عادات وتقاليد تخالف هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما يفعل كثير من...
الخطبة الأولى:
الحمد لله رب العالمين حمداً طيباً كثيراً، خلق كل شيء فقدّره تقديراً، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وسبحانه عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلّم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
أيّها الناس: اتقوا الله -تعالى-، واشكروه على ما أولاكم من النِعَم، ودفع عنكم من النقم، فقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، فإنْ شكره وأطاعه واصَلَ له التكريم، وإن عصاه وخالف أمره فإن عقابه أليم.
أيها المسلمون: إن التجمّل في حدود المشروع أمر مطلوب، فإن الله -تعالى- جميل يحب الجمال، والتجمّل يكون في إصلاح الجسم بأخذ ما شرع أخذه، وإبقاء ما يشرع إبقاؤه.
فأما ما يشرع أخذه، فقد بيّنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "خمس من الفطرة: الاستحداد، والختان، وقصّ الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر".
فأخبر صلى الله عليه وسلم أن أخذ هذه الأشياء من الفطرة، أي من السنّة القديمة التي اختارها الأنبياء، واتفقت عليها الشرائع؛ لأن في ترك هذه الأشياء تشويهاً للجسم، وتشبهاً بالحيوانات والسباع والكفّار.
وبقاؤها أيضاً يسبّب تجمّع الأوساخ، ووجود الروائح الكريهة.
والاستحداد معناه: حلق العانة.
والختان معناه: قطع جميع الجلدة التي تغطي الحشفة؛ لأن بقاء القلفة يسبّب بقاء النجاسة المحتقنة فيها.
وذلك يُخل بالعبادة، ويسبّب أضراراً صحية.
قص الشارب معناه: جزّه وإنهاكه.
ونتف الإبط يُراد به: إزالة الشعر النابت فيه بنتف، أو حلق ونحوه.
وتقليم الأظافر قصّها لئلاّ تطول.
وأما ما يشرع إبقاؤه، فهو شعر اللحية، كما في الصحيحين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "خالفوا المشركين، وفّروا اللحى".
وفي روية: "أعفوا اللحى".
وفي رواية: "أوفوا اللحى".
وفي رواية: "وأرخوا اللحى".
وكل هذه الروايات تدل على وجوب توفير اللحية وإبقائها، وتحريم حلقها أو قصّها، كما تدل الأحاديث على وجوب إحفاء الشارب، والنهي عن توفيره وإطالته، ولكن الشيطان زيّن لكثير من الناس مخالفة سنّة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ذلك وتقليد الكفّار، فصاروا يحلقون لِحاهم أو يقصّونها، ويوفّرون شواربهم ويطيلونها.
كما أن هناك فريقا من الناس يرتكبون ما نهى عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- في صبغ اللحية، فقد نهى عن صبغ اللحية بالسواد، وأمر بتغيير الشيب بغير السواد من الحنّاء والصفرة، فخالف هؤلاء سنّة الرسول، وصاروا يصبغون بالسواد، وقد روى أبو داود والنسائي وابن حبّان والحاكم وصحّحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يروحون رائحة الجنة".
وهذا وعيد شديد لمن فعل ذلك.
وبعضهم يجمع بين المعصيتين، فيقصّ لحيته، ويصبغ الباقي منها بالسواد.
كما زيّن الشيطان لبعض النساء أخذ حواجبهنّ، وهو النمص الذي لعن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من فعلته بنفسها أو بغيرها، فقد لعن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- النامصة والمتنمّصة، كما في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
والنمص: هو أخذ شعر الحاجب وترفيعه، تزعم مَن فعلته أنه تجمّل وهو في الواقع تغيير لخلق الله، وهو مما يأمر به الشيطان، كما قال الله -تعالى- عنه: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ) [النساء: 119].
كما زيّن الشيطان لبعض النساء وبعض الشباب إطالة أظافرهم مخالفة لسنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، حيث أمر بتقليم الأظافر، فصاروا يطيلونها تشبهاً بالكفّار، ومخالفة للسنّة.
وكل هذه الأمور التي يفعلونها من حلق اللِحى، أو صبغها بالسواد، وإطالة الشوارب والأظافر، وإزالة النساء لشعر الحواجب، يظنون أنها من التجمل.
وهي في الواقع تشويه وتقبيح للصورة الآدمية، ومخالفة للفطرة، ولكن الشيطان زينها لهم فاستحسنوها، كما قال الله -تعالى-: (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا) [فاطر: 8].
ومن التجميل الذي شرعه الله ورسوله: التجمّل في اللباس، قال الله -تعالى-: (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) [الأعراف: 26].
فقد امتنَّ الله -سبحانه- على عباده بأن لهم لباساً يسترون به عوراتهم، ويُجمِّلون به هيئاتهم الظاهرة، وذكر لهم لباساً أحسن منه وهو لباس التقوى الذي يجمّل ظاهرهم وباطنهم، فقال: (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ).
وقال تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ) [الأعراف: 31].
والزينة: هي اللباس.
والمراد بالمسجد الصلاة، فقد أمر الله -سبحانه- العباد أن يلبسوا أحسن ثيابهم، وأجملها في الصلاة للوقوف بين يدي الرب -سبحانه وتعالى-.
والتجمّل في اللباس مطلوب من المسلم بما أباح الله ومن غير إسراف ولا تكبّر، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال عن إسبال الثياب، وهو إرسالها تحت الكعبين.
وأخبر أن مَن جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه، وأن المسبل من الثلاثة الذين لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم ولا يزكّيهم ولهم عذاب اليم، وأن الله لا يقبل صلاة رجل مسبل.
وهذا من أعظم الوعيد، وهو يدل على أن الإسبال من أكبر الكبائر، سواء كان في الثوب أو الإزار أو البشت، وشرع للنساء تطويل الثياب لستر أرجلهنّ، لما رواه الإمام أحمد والنسائي وأبو داود والترمذي قال: يا رسول الله ! كيف تصنع النساء بذيولهنّ؟ قال: "يرخين شبراً" قلت: إذن تبدو أقدامهنّ يا رسول الله؟ قال: "فذراع ولا يزدن عليه".
وقد خالف كثير من الرجال والنساء ما شرع الله لهم في اللباس، وعكسوا الأمر، فصار الرجال يسبلون ثيابهم ويجرّونها، وصار النساء يقصرن ثيابهنّ حتى تبدو سيقانهنّ.
وتشبّه الرجال بالنساء، وتشبهت النساء بالرجال، ولقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال [رواه البخاري].
ولعن صلى الله عليه وسلم الرجل الذي يلبس لبس المرأة، والمرأة التي تلبس لبس الرجل [رواه الإمام أحمد وأبو داود].
ويحرم على الرجال لبس الحرير والتحلّي بالذهب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حرّم لباس الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم"[رواه الخمسة، وصححه الترمذي].
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة والبراء -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأى خاتماً من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: "يعمد أحدكم إلى حجرة من نار جهنم فيجعلها في يده" فقيل للرجل بعد أن ذهب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "خذ خاتمك انتفع به" فقال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وبعض الرجال اليوم يلبسون خواتيم الذهب تمشياً مع العادات السيئة والتقاليد الفاسدة من غير مبالاة بالوعيد، مع أنهم يسمعون ويقرؤون الأحاديث التي تنهى عن ذلك، ويعلمون أنهم يحملون في أيديهم جمراً من جهنم، لكنهم لا يبالون؛ لأن الشيطان زيّن لهم ذلك،كما زيّن الشيطان لكثير من النساء لبس الثياب القصيرة أو الثياب الضيقة أو الثياب الشفافة التي لا تستر الجسم أو تبدي مقاطع الأعضاء، وأُخريات يكشفن عن وجوههنّ ونحورهنّ وأيديهنّ وأرجلهنّ أمام الرجال في الأسواق أو في البيوت عند أقارب الزوج أو غيرهم.
وفي حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "صنفان من أهل النار لم أرَهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا"[رواه أحمد ومسلم].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في معنى: "كاسيات عاريات" أي كاسيات بلباس يصف البشرة، أو يُبدي بعض تقاطيع أبدانهنّ كالعضد والعجيزة.
فهنّ كاسيات بلباس، عاريات حقيقة، وهذا ينطبق على كثير من لباس النساء اليوم، فهنّ يلبسن لباساً رقيقاً أو ضيقاً يُبدي تقاطيع الجسم، لباساً شفافاً يُري من ورائه لون الوجه والنحر، وغير ذلك.
فاتقوا الله -أيّها الرجال- في نسائكم، فإن الله سيسألكم عنهن بما جعل لكم من القوامة عليهنّ والرعاية لشؤونهنّ: "وكلّكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
واتقين الله -أيتها النساء- فإنكنّ مسؤولات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) [الأحزاب: 36].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
الخطبة الثانية:
الحمد لله على فضله وإحسانه، أحلّ لنا الطيبات، وحرم علينا الخبائث: (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ) [الأعراف: 32].
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليماً كثيرا.
أما بعد:
أيّها الناس: اتقوا الله -تعالى-: (إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) [النساء: 1].
عباد الله: إن التنظيف والتجمّل في البدن والثياب أمران مطلوبان شرعاً، وقد رسم النبي -صلى الله عليه وسلم- الطريقة المطلوبة فيهما بقوله وفعله، وقد قال الله –تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) [الأحزاب: 21].
فلا يجوز لنا أن نرسم لأنفسنا، أو نستورد من أعدائنا عادات وتقاليد تخالف هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما يفعل كثير من المتشبهين بالكفّار في عاداتهم وعباداتهم وتقاليدهم.
وقد كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعر الرأس تركه كله أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه ويدع بعضه، وكان يقصّ شاربه، يقول: "مَن لم يأخذ من شاربه فليس منّا" [رواه الترمذي، وقال: "حديث صحيح"].
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قصّوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس".
وفي صحيح مسلم عن أنس قال: "وقّت لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قصّ الشارب، وتقليم الأظافر، ألاّ نترك أكثر من أربعين يوماً وليلة".
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحبّ السواك.
وكان يستاك مفطراً وصائماً.
ويستاك عند الانتباه من النوم، وعند والوضوء، وعند الصلاة، وعند الخروج من المنزل.
وكان صلى الله عليه وسلم يُكثِر التطيّب، ويحبّ الطيب.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن أكل ماله رائحة كريهة؛ كالبصل والكراث والثوم، ولا سيما عند دخول المساجد.
شرع الاغتسال يوم الجمعة لإزالة الروائح الكريهة، والناشئة عن العرق وغيره.
وكان غالب ما يلبس النبي -صلى الله عليه وسلم- هو وأصحابه ما نسج من القطن، وربما لبسوا ما نسج من الصوف والكتان.
وكان هديه في اللباس: أن يلبس ما تيسر من اللباس، من الصوف تارة، والقطن تارة، والكتان تارة.
قال الإمام ابن القيّم -رحمه الله-: "فالذين يمتنعون عمّا أباح الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهداً وتعبداً، بإزائهم طائفة قابلوهم لا يلبسون إلا أشرف الثياب، ولا يأكلون إلا ألين الطعام، فلا يرون لبس الخشن، ولا أكله تكبرًا وتجبرًا، وكلا الطائفتين هديه مخالف لهدي النبي -صلى الله عليه وسلم-.
ولهذا قال بعض السلف: "كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب: العالي والمنخفض".
وفي السنن عن ابن عمر -رضي الله عنه- يرفعه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَن لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلّة، ثم تلهب فيه النار".
وهذا؛ لأنه قصد به الاختيال والفخر، فعاقبه الله بنقيض ذلك، كما عاقب مَن أطال ثوبه خيلاء، بأن خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
وكذلك لبس الدنيء من الثياب يذمّ في موضع ويحمد في موضع، فيذمّ إذا كان شهرة وخيلاء، ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة، كما أن لبس الرفيع من الثياب يذم إذا كان تكبراً وخيلاء، ويمدح إذا كان تجمّلاً وإظهاراً لنعمة الله.
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة مَن كان في قلبه مثقال حبّة من خردل من كبر، ولا يدخل النار مَن كان في قبله مثقال حبة خردل من إيمان" فقال رجل: يا رسول الله، إني أُحب أن يكون ثوبي حسناً، ونعلي حسنة، أفمن الكبر ذلك؟ قال: "لا -إن الله جميل يحبّ الجمال، الكبر: بطر الحق، وغمط الناس".
وبطر الحق: دفعه، وغمط الناس: تنقصهم.
عباد الله: إن الشيطان تلاعب ببني آدم في شأن اللباس، فأوقعهم في المتناقضات المخالفة لشرع الله، فطائفة زيّن لهم التعرّي باسم المدنية والحضارة.
كما زيّن للمشركين الطواف بالبيت وهم عراة، وأن ذلك عبادة يؤجرون عليها، وأن الله أمرهم بذلك، كما قال الله عنهم: (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [الأعراف: 28].
فردّ الله عليهم، وأخبر أن كشف العورة فاحشة ينزّه الله عن الأمر بها، وتشريعها للناس.
وطائفة من الناس زيّن لهم الشيطان كشف عوراتهم عند الألعاب الرياضية والمباريات، واعتبروه فناً من الفنون، فصاروا يكشفون أفخاذهم، ولا يغطون إلا العورة المغلظة، كما عليه كثير من الفرق الرياضية، من كشف عوراتهم أمام المشاهدين.
وتؤخذ لهم صور سيئة تنشر في الجرائد والمجلات، وتبثّ في التلفاز ليشاهدها مَن لم يحضرها.
وطائفة أخرى من الناس على العكس من ذلك زيّن لهم الشيطان الإسبال في اللباس، وجرّه تكبراً وتعاظماً، دون مبالاة بالوعيد الشديد، والإثم العظيم، وغرض الشيطان أن يخرج هؤلاء عن الاعتدال والاستقامة في اللباس، واتباع سنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
كما أغرى الشيطان كثيراً من النساء بالسفور، ومحاربة الحجاب الشرعي؛ ليعرضن أجسامهنّ ومفاتنهنّ رخيصة أمام الأنظار المسمومة.
فاتقوا الله -أيّها المسلمون- وتمسكوا بكتاب ربكم وسنة نبيكم، ولا تنساقوا وراء التيارات الهدّامة، والتقاليد المحرمة.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله ... إلخ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم