فقر

2022-10-05 - 1444/03/09

التعريف

الفقر: مادة الفاء والقاف والراء أصل واحد صحيح يدل على انفراج في شيء، من عضو أو غير ذلك. من ذلك: الفقار للظهر، الواحدة فقارة، سميت للحزوز والفصول التي بينها. والفقير المكسور فقار الظهر. وقال أهل اللغة: منه اشتق اسم الفقير وكأنه مكسور فقار الظهر من ذلته ومسكنته (مقاييس اللغة:4-443)، والفقير: المحتاج (تاج العروس:3-473).

 

قال ابن تيمية رحمه الله: "ولفظ الفقر في الشرع يراد به الفقر من المال. ويراد به فقر المخلوق إلى خالقه؛ كما قال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)[التوبة:60]، وقال تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)[فاطر:15]"(مجموع الفتاوى:11-196).

العناصر

1- الفقر إلى الله نوعان: اضطراري واختياري 2- حقيقة الفقر ومعانيه وفضله 3- نظرة الإسلام للفقر 4- هل الفقر أفضل أم الغنى 5- الأحكام المتعلقة بالفقر 6- الأسباب الكامنة خلف مشكلة الفقر 7- الآثار السلبية للفقر على الفرد والمجتمع 8- الحلول الإسلامية الواقعية لمعالجة الفقر

الايات

1- قال الله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)[البقرة: 155-157].   2- قال الله تعالى: (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[البقرة:268].   3- قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[البقرة:271].   4- قال الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)[البقرة:273].   5- قال الله تعالى: (لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ)[آل عمران:181].   6- قال الله تعالى: (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافاً وَبِدَاراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً)[النساء:6].   7- قال الله تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ)[الأنعام:151].   8- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إِنْ شَاءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[التوبة:28].   9- قال الله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)[التوبة:60].   10- قال الله تعالى: (لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ )[الحج:28].   11- قال الله تعالى: (فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)[القصص:24].   12- قال الله تعالى: (وَأَنكِحُوا الأيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)[النور:32].   13- قال الله تعالى على لسان موسى: (رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) [القصص:24].   14- قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ )[فاطر:15].   15- قال الله تعالى: (وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)[الشورى:27].   16- قال الله تعالى: (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا)[الزخرف:32].   17- قال الله تعالى: (هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)[محمد:38].   18- قال الله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ)[الذاريات:22].   19- قال الله تعالى: (وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَى وَأَقْنَى)[النجم:48].   20- قال الله تعالى: (لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ)[الحشر:8].   21- قال الله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يـُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)[الحديد:22-23].   22- قال الله تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)[الملك:15].   23- قال الله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا)[المعارج:19-21].   24- قال الله تعالى: (فَأَمَّا الأِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ)[الفجر:15-16].   25- قال الله تعالى: (وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى)[الضحى:8].

الاحاديث

1- عن عمرو بن عوف -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم"(رواه البخاري:٦٤٢٥، ومسلم:٢٩٦١).   2- عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يا أبا ذَرٍّ ! أتَرَى كَثْرةَ المالِ هو الغِنَى؟" قلتُ: نَعمْ يا رسولَ اللهِ! قال: "فَتَرَى قِلَّةَ المالِ هو الفقرَ؟" قُلتُ: نَعمْ يا رسولَ اللهِ! قال: "إنَّما الغِنَى غِنَى القلبِ، والفَقْرُ فَقْرُ القلبِ" ثُمَّ سأَلَنِي عن رجلٍ من قُريْشٍ قال: "هل تَعرِفُ فلانًا؟" قُلتُ: نَعمْ يا رسولَ اللهِ ! قال: "فكيفَ تَراهُ - أو تُراهُ؟" قُلتُ: إذا سَألَ أُعطِىَ، وإذا حَضَرَ أُدْخِلَ قال: ثُمَّ سَأَلَنِي عن رجلٍ من أهلِ الصُّفَّةِ، فقال: "هل تعرِفُ فلانًا؟" قُلتُ: لا واللهِ ما أعرِفُهُ يا رسولَ اللهِ! فما زالَ يُحَلِّيهِ ويَنْعتُه حتى عرفتُه فقلتُ: قد عرفتُه يا رسولَ اللهِ! قال: فكيفَ تَراهُ - أو تُراهُ؟ قُلتُ: هو رجلٌ مِسكينٌ من أهلِ الصُّفَّةِ قال: فهُو خيرٌ من طِلاعِ الأرضِ من الآخَرِ. قُلتُ: يا رسولَ اللهِ ! أفَلا يُعطَى من بعضِ ما يُعطَى الآخَرُ؟ فقال: إذا أُعطِيَ خيرًا فهُو أهلُه، وإذا صُرِفَ عنهُ فقدْ أُعطِيَ حَسنةً"(أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" كما في "تحفة الأشراف" للمزي:٩-١٥٧، وابن حبان:٦٨٥ واللفظ له، والطبراني:٢-١٥٤، (١٦٤٣)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٣٢٠٣).   3- عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ"(أخرجه البخاري:٣٢٤١، ومسلم:٢٧٣٨).   4- عَنْ أُسَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "قُمْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَكَانَ عَامَّةَ مَنْ دَخَلَهَا الْمَسَاكِينُ وَأَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ غَيْرَ أَنَّ أَصْحَابَ النَّارِ قَدْ أُمِرَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ وَقُمْتُ عَلَى بَابِ النَّارِ فَإِذَا عَامَّةُ مَنْ دَخَلَهَا النِّسَاءُ"(أخرجه البخاري:٥١٩٦، ومسلم:٢٧٣٦).   5- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ" قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ"(أخرجه مسلم:2581).   6- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثَلَاثَةٌ لَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ قَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍ وَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ"(أخرجه مسلم:107).   7- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أيضا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "أَرْبَعَةٌ يَبْغُضُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ وَالشَّيْخُ الزَّانِي وَالْإِمَامُ الْجَائِرُ"(أخرجه النسائي:٢٥٧٦، والبزار:٨٤٥٣، وابن حبان:٥٥٥٨، وصححه الألباني في صحيح الترغيب:٢٣٩٧).   8- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلْجَنَّةِ: أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَقَالَ لِلنَّارِ إِنَّمَا أَنْتِ عَذَابِي أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ مِنْ عِبَادِي وَلِكُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا النَّارُ فَلَا تَمْتَلِئُ حَتَّى يَضَعَ رِجْلَهُ فَتَقُولُ قَطْ قَطْ فَهُنَالِكَ تَمْتَلِئُ وَيُزْوَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ وَلَا يَظْلِمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ خَلْقِهِ أَحَدًا وَأَمَّا الْجَنَّةُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنْشِئُ لَهَا خَلْقًا"(أخرجه البخاري:٤٨٥٠، ومسلم:٢٨٤٦).   9- عن حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ الْخُزَاعِيَّ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَعِّفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لَأَبَرَّهُ أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ"(أخرجه البخاري:4918).   10- عن أبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الحبلي -رضي الله عنه- قال: جَاءَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالُوا: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّا وَاللَّهِ مَا نَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ لَا نَفَقَةٍ وَلَا دَابَّةٍ وَلَا مَتَاعٍ فَقَالَ لَهُمْ: مَا شِئْتُمْ إِنْ شِئْتُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْنَا فَأَعْطَيْنَاكُمْ مَا يَسَّرَ اللَّهُ لَكُمْ وَإِنْ شِئْتُمْ ذَكَرْنَا أَمْرَكُمْ لِلسُّلْطَانِ وَإِنْ شِئْتُمْ صَبَرْتُمْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ فُقَرَاءَ الْمُهَاجِرِينَ يَسْبِقُونَ الْأَغْنِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى الْجَنَّةِ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا" قَالُوا: فَإِنَّا نَصْبِرُ لَا نَسْأَلُ شيئا"(أخرجه مسلم:2979).   11- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "يَدْخُلُ فُقَرَاءُ الْمُسْلِمِينَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِنِصْفِ يَوْمٍ وَهُوَ خَمْسُ مِائَةِ عَامٍ"( أخرجه الترمذي:٢٣٥٤، وقال الألباني: حسن صحيح).   12- عن عبدالرحمن بن عوف -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثٌ أُقسِمُ عليهِنَّ: ما نقَصَ مالٌ قطُّ من صدقةٍ، فتصدَّقُوا، ولا عَفَا رجلٌ عن مَظلمةٍ ظُلِمَها إلا زادَهُ اللهُ تعالَى بِها عِزًّا، فاعفُوا يزِدْكمُ اللهُ عِزًّا، ولا فتَحَ رجلٌ على نفسِهِ بابَ مَسألةٍ يَسألُ الناسَ إلا فتَحَ اللهُ عليه بابَ فقْرٍ"(أخرجه أحمد:١٦٧٤، والبزار:١٠٣٢، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٣٠٢٥).   13- عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول في حجة الوداع وهو واقف بعرفة أتاه أعرابي فأخذ بطرف ردائه فسأله إياه فأعطاه وذهب فعند ذلك حرمت المسألة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن المسألة لا تحل لغني ولا لذي مرة سوي إلا لذي فقر مدقع أو غرم مفظع ومن سأل الناس ليثري به ماله كان خموشا في وجهه يوم القيامة ورضفا يأكله من جهنم ومن شاء فليقل ومن شاء فليكثر"(أخرجه الترمذي:١٢١٨، وقال الألباني في صحيح الترغيب (٨٠٢): صحيح لغيره).   14- عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللَّهمَّ أَحْيِنِي مِسكينًا، وتوفَّنِي مِسكينًا، واحشُرْنِي في زُمرةِ المَساكينِ"(أخرجه ابن ماجه:٤١٢٦ باختلاف يسير، والطبراني في "الدعاء":١٤٢٥، والحاكم:٧٩١١ واللفظ لهما، وقال الألباني في صحيح الترغيب (٣١٩٣): حسن لغيره).   15- عن حبشي بن جنادة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من سأل من غير فقر  فكأنما يأكل الجمر"(رواه أحمد:17244، وصححه الألباني في صحيح الجامع:٦٢٨١).   16- عن أبي كبشة الأنماري -رضي الله عنه- قال: ثلاث أقسم عليهن وأحدثكم حديثا فاحفظوه. قال: "ما نقص مال عبد من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر - أو كلمة نحوها –" وأحدثكم حديثا فاحفظوه. فقال: "إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي ربه فيه ويصل به رحمه ويعلم لله فيه حقا فهذا بأفضل المنازل. وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء. وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه ولا يصل فيه رحمه ولا يعلم لله فيه حقا فهو بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء"(أخرجه الترمذي:٢٣٢٥، وأحمد:١٨٠٦٠، وصححه الألباني).   17- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الكسَلِ والهرمِ والمأثمِ والمغرمِ ومن فتنةِ القبرِ وعذابِ القبرِ ومن فتنةِ النَّارِ وعذابِ النَّارِ ومن شرِّ فتنةِ الغنى وأعوذُ بكَ من فتنةِ الفقرِ وأعوذُ بكَ من فِتنةِ المسيحِ الدَّجَّالِ اللَّهمَّ اغسل عنِّي خطايايَ بماءِ الثَّلجِ والبَرَدِ ونقِّ قلبي منَ الخطايا كما نقَّيتَ الثَّوبَ الأبيضَ منَ الدَّنسِ وباعِد بيني وبينَ خطايايَ كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ"( أخرجه البخاري:٦٣٦٨، مسلم:٥٨٩).   18- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاءت فاطمةُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-تسألُه خادِمًا فقال لها: "قولي: اللهم ربَّ السمواتِ السبعِ ورَبَّ العرشِ العظيمِ ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ مُنْزِلَ التوراةِ والإنجيلِ والقرآنِ فالقَ الحَبِّ والنوى أعوذُ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخِذٌ بناصيتِهِ أنت الأولُ فليس قبلَك شيءٌ وأنت الآخِرُ فليس بعدَك شيءٌ وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شيءٌ وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ اقْضِ عني الدَّيْنَ وأَغْنِنِي من الفقرِ"(أخرجه مسلم:٢٧١٣، وأبو داود:٥٠٥١، والترمذي:٣٤٨١، واللفظ له).   19- عن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: سمعت دعوات من النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم ! بعلمِك الغيبَ، وقُدْرَتِك على الخَلْقِ: أَحْيِني ما عَلِمْتَ الحياةَ خيرًا لي، وتَوَفَّني إذا عَلِمْتَ الوفاةَ خيرًا لي" إلى أن قال: "وأسألُك القَصْدَ في الفقرِ والغِنَى.."(أخرجه النسائي:١٣٠٥، وأحمد:١٨٣٢٥، وصححه الألباني).   20- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: جاء الفقراءُ إلى النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-فقالوا: ذهب أهلُ الدُّثورِ بالدرجاتِ العُلى والنعيمِ المُقيمِ. فقال: "وما ذاك؟" قالوا: يُصلُّون كما نُصلِّي. ويصومون كما نصومُ. ويتصدَّقون ولا نتصدَّقُ. ويعتِقون ولا نعتِقُ. فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "أفلا أُعلِّمكم شيئًا تُدركون به مَن سبقَكم وتَسبقون به من بعدكم؟ ولا يكون أحدٌ أفضل منكم إلا من صنع مثلَ ما صنعتُم " قالوا: بَلى: يا رَسولَ الله! قال: "ُتُسبِحونَ وَتُكَبِرُونَ وَتُحَمِدونَ، دُبُرَ كلِّ صلاةٍ، ثلاثًا وثلاثين مرةً". قال أبو صالحٍ: فرجع فقراءُ المهاجرين إلى رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-. فقالوا: سمِع إخوانُنا أهلُ الأموالِ بما فعَلْنا . ففعلوا مثلَه . فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-" ذلك فضلُ اللهِ يُؤتيه مَن يشاءُ"(رواه البخاري:٨٤٣، ومسلم:٥٩٥).   21- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "شَرُّ الطعامِ طعامُ الوَليمَةِ، يُدْعَى لها الأغْنياءُ ويُتْرَكُ الفُقَراءُ، ومَن تَرَكَ الدَّعْوَةَ فقدْ عصى الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-"(رواه البخاري:٥١٧٧، ومسلم:١٤٣٢).   22- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: "من كانتِ الآخرةُ هَمَّهُ جعلَ اللَّهُ غناهُ في قلبِهِ وجمعَ لَه شملَهُ وأتتهُ الدُّنيا وَهيَ راغمةٌ، ومن كانتِ الدُّنيا همَّهُ جعلَ اللَّهُ فقرَهُ بينَ عينيهِ وفرَّقَ عليهِ شملَهُ، ولم يأتِهِ منَ الدُّنيا إلَّا ما قُدِّرَ لَهُ"(أخرجه الترمذي:٢٤٦٥، وابن ماجه:٣٣٢٩، وصححه الألباني).   23- عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-، ونَحنُ نَذكرُ الفَقرَ ونتخوَّفُهُ، فَقالَ: "الفقرَ تَخافونَ والَّذي نَفسي بيدِهِ، لتُصبَّنَّ عليكُمُ الدُّنيا صبًّا، حتَّى لا يُزيغ قلبَ أحدِكُم إزاغةً إلَّا هِيَهْ، وايمُ اللَّهِ، لقد ترَكْتُكُم على مثلِ البيضاءِ، ليلُها ونَهارُها سواءٌ"(أخرجه ابن ماجه:٥، والبزار:٤١٤١، وحسنه الألباني).   24- عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه قال: قال رَجلٌ لِلنَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: يا رسولَ اللهِ واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك فقال: "انْظُرْ ماذا تقولُ" قال: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّك فقال: "انْظُرْ ماذا تَقولُ" قال: واللهِ إِنِّي لَأُحِبُّك ثلاثَ مَرَّاتٍ فقال: "إن كُنتَ تُحِبُّنِي فأَعِدَّ لِلْفَقرِ تِجْفافًا فإنَّ الفقرَ أسرعُ إلى مَن يُحِبُّنِي من السَّيلِ إلى مُنْتهَاهُ"(رواه الترمذي:٢٣٥٠، وقال: حسن غريب، وقال الألباني: إسناده ضعيف والمتن منكر وله شاهد بنحوه في الصحيحة: 2827، وصححه).   25- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ يقولُ: " اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بِكَ منَ الفقرِ، والقلَّةِ، والذِّلَّةِ، وأعوذُ بِكَ من أن أظلِمَ، أو أُظلَمَ"(أخرجه أبو داود:١٥٤٤، وأحمد:٨٢٩٤، وصححه الألباني).   26- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ للشَّيطانِ لمَّةً بابنِ آدمَ وللملَك لمَّةً فأمَّا لمَّةُ الشَّيطانِ فإيعادٌ بالشَّرِّ وتَكذيبٌ بالحقِّ وأمَّا لمَّةُ الملَك فإيعادٌ بالخيرِ وتصديقٌ بالحقِّ فمن وجدَ ذلِك فليعلم أنَّهُ منَ اللهِ فليحمدِ اللَّهَ ومن وجدَ الأخرى فليتعوَّذ باللَّهِ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ثمَّ قرأ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ الآيةَ"(رواه الترمذي:٢٩٨٨، وصححه الألباني).   27- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنَّ رجلا قال: يا رسولَ اللهِ، أيُّ الذنبِ أكبرُ عندَ اللهِ؟ قال: "أن تَدعوَ لله ندًا وهو خلَقَك". قال: ثم أيُّ؟ قال: "ثم أن تَقتَلَ ولدَك خشيةَ أن يَطَعَمَ معك". قال: ثم أيُّ؟ قال: "ثم أن تُزانِيَ بحليلةِ جارِك". فأنزلَ اللهُ- عز وجل- تصديقَها: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك)"(رواه البخاري:٦٨٦١)، وفي رواية عن النسائي (٤٠١٥): "وأن تقتلَ ولدكَ مخافةَ الفقرِ أن يأكل معكَ".   28- عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "حوضي من عدَنَ إلى عمَّانِ البلقاءِ ماؤهُ أشدُّ بياضًا منَ اللَّبنِ وأحلى منَ العسلِ وأكاويبُهُ عددُ نُّجومِ السماء من شرِبَ منهُ شربةً لم يظمأ بعدَها أبدًا أوَّلُ النَّاسِ ورودًا عليهِ فقراءُ المهاجرينَ الشُعثُ رؤوسًا الدُّنسُ ثيابًا الَّذينَ لا ينكِحونَ المتنعَّماتِ ولا يفتحُ لهمُ السُّدُدُ"(رواه الترمذي:٢٤٤٤، وصححه الألباني).   29- عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: مرَّ رجلٌ على رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فقال: "ما تقولون في هذا". قالوا: حريٌّ إن خَطَبَ أن يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن يُشَفَّعَ، وإن قال أن يُسْمَعَ . قال: ثم سكتَ، فمرَّ رجلٌ من فقراءِ المسلمين، فقال: "ما تقولون في هذا". قالوا: حريٌّ إن خطبَ أن لا يُنْكَحَ، وإن شَفَعَ أن لا يُشَفَّعَ، وإن قال أن لا يُسْمَعَ. فقال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "هذا خيرٌ من ملءِ الأرضِ مثلَ هذا"(رواه البخاري:٥٠٩١).   30- عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ فقراءَ المسلمينَ لَيدخُلونَ الجنةَ قبلَ أغنيائِهمْ بمقدارِ أربعينَ خريفًا حتى يَتمنَّى أغنياءُ المسلمينَ يومَ القيامةِ أنَّهُم كانوا فقراءَ في الدُّنيا"(رواه الروياني في مسنده: وقال ابن القيم في عدة الصابرين (١-٢٦٩): هذا الحديث ثابت من رواية جماعة من الصحابة، وفي هذا السند نفيع بن الحارث أبو داود الأعمى وهو مترو سئل يحيى بن معين عنه فقال: ليس بثقة ولا مأمون).   31- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تجتمعون يومَ القيامةِ فيقال: أين فقراءُ هذه الأُمَّةِ ومساكينُها؟ فيقومون، فيقال لهم: ماذا عملتُم؟ فيقولون: ربَّنا ابتلَيتَنا فصبرْنا وولَّيتَ الأموالَ والسلطانَ غيرَنا، فيقول اللهُ جلَّ وعلا: صدقتُم. قال: فيدخلون الجنةَ قبل الناسِ وتبقى شدَّةُ الحسابِ على ذوي الأموال والسلطانِ . قالوا: فأين المؤمنون يومئذٍ؟ قال: تُوضَعُ لهم كراسي من نورٍ، ويُظلَّلُ عليهم الغَمامُ يكون ذلك اليومُ أقصرَ على المؤمنين من ساعةٍ من نهارٍ"(أخرجه ابن حبان:٧٤١٩، والطبراني:١٣-٥٥٣، (١٤٤٤٥)، وأبو نعيم في حلية الأولياء:٧-٢٠٦، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب).   32- عن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "سيأتي أُناسٌ من أمَّتي، يومَ القيامةِ، نورُهُم كضوءِ الشَّمسِ"، قُلنا: مَن أولئِكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ فقالَ: "فقراءُ المُهاجرينَ، الَّذينَ تتَّقى بِهِمُ المَكارِهُ، يَموتُ أحدُهُم وحاجتُهُ في صَدرِهِ، يحشرونَ من أقطارِ الأرضِ"(رواه أحمد:١٠-١٣٦، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح).   33- عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه- قال: جاء النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يعودني وأنا بمكةَ، وهو يكره أن يموت بالأرضِ التي هاجر منها، قال: "يرحم اللهُ ابنَ عفراء". قلت: يا رسولَ اللهِ، أوصي بمالي كله؟ قال: "لا" . قلتُ: فالشطرُ؟ قال: "لا"، قلتُ: الثلُثُ؟ قال: "فالثلثُ والثلثُ كثيرٌ، إنك إن تدعَ ورثتَك أغنياء، خيرٌ من أن تدعهم عالةً يتكفَّفون الناسَ في أيديهم.." الحديث ولم يكن له يومئذ إلا ابنةٌ (رواه البخاري:٢٧٤٢). وفي رواية للنسائي (٣٦٣٥): "خيرٌ من أن تدَعَهم فقراءَ".   34- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: أُنزِلَت هذِهِ الآيةُ: (لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ) قالَ: (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا)[البقرة:٢٤٥] . قالَ أبو طلحةَ: يا رسولَ اللَّهِ حائطي الَّذي في كَذا وَكَذا هوَ للَّهِ ولَو استَطعتُ أن أُسِرَّهُ لَم أُعلِنه، فقالَ: "اجعَلهُ في فقراءِ أهلِكَ أدنَى أهلِ بيتِكَ"(رواه ابن خزيمة:٢٤٥٨، وصححه الألباني).   35- عن أم سليم بنت ملحان أم أنس بن مالك قال: يا رسولَ اللهِ، أَنَسٌ خادِمُك، اُدعُ اللهَ له، قال: "اللهم أكثِرْ مالَه، وولَدَه، وبارِكْ له فيما أعطيتَه"(أخرجه البخاري:٦٣٧٨، ومسلم:٢٤٨٠).   36- عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ خَلْقَ أحدِكم يُجمعُ في بطنِ أُمِّهِ أربعين يومًا أو أربعين ليلةً، ثم يكونُ علقةً مثلَه، ثم يكونُ مضغةً مثلَه، ثم يُبعثُ إليه المَلَكُ، فيُؤذنُ بأربعِ كلماتٍ، فيكتبُ: رزقَه، وأجَلَه، وعملَه، وشقيٌّ أم سعيدٌ، ثم يُنفخُ فيه الروحُ"(رواه البخاري:٧٤٥٤، ومسلم:٢٦٤٣).   37- عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أيُّها النَّاسُ اتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ فإنَّ نفسًا لن تموتَ حتَّى تستوفيَ رزقَها وإن أبطأَ عنْها فاتَّقوا اللَّهَ وأجملوا في الطَّلبِ خذوا ما حلَّ ودعوا ما حَرُمَ"(رواه ابن ماجه:١٧٥٦، وابن حبان:٣٢٣٩، وصححه الألباني).   38- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "انظروا إلى مَن أسفلَ منكم، ولا تنظروا إلى مَن هو فوقَكم، فهو أجدرُ أن لا تزدروا نعمةَ اللهِ"(رواه مسلم:٢٩٦٣).   39- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من يأخذُ عنِّي هؤلاءِ الكلماتِ فيعمَلُ بِهنَّ أو يعلِّمُ من يعملُ بِهنَّ"، فقالَ أبو هريرةَ: قلتُ: أنا يا رسولَ اللَّهِ، فأخذَ بيدي فعدَّ خمسًا وذكر منها: ".. وارضَ بما قسمَ اللَّهُ لَكَ تَكن أغنى النَّاسِ .."(أخرجه الترمذي:٢٣٠٥، وحسنه الألباني).   40- عن مسلم بن أبي بكرة قال: كان أبي يقول في دبر الصلاة "اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وعذاب القبر" فكنت أقولهن فقال أبي: أي بني عمن أخذت هذا؟ قلت: عنك، قال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقولهن في دبر الصلاة (رواه النسائي:١٣٤٦، وصححه النسائي).   41- عن أبِى هرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتاً"(أخرجه البخاري:٦٤٦٠، ومسلم:١٠٥٥).   42- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "ما طلعَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا بُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ، إنَّهما ليُسمِعانِ أهلَ الأرضِ إلَّا الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ ! هلمُّوا إلى ربِّكُم، فإنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى وما غربَتْ شمسٌ قطُّ إلَّا وبُعِثَ بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ اللَّهمَّ عجِّلْ لمُنفِقٍ خلفًا وعجِّلْ لمُمسكٍ تلفًا ما من يومٍ طلعَتْ شمسُهُ إلَّا وكان بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ نداءً يسمعُهُ ما خلقَ اللهُ كلُّهُم غيرَ الثَّقلَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكُم إنَّ ما قلَّ وكفَى خيرٌ ممَّا كثُرَ وألهَى ولا آبَتِ الشَّمسُ إلَّا وكان بجنبَتَيْها ملَكانِ يناديانِ نداءً يسمعُهُ خَلْقُ اللهِ كلُّهُم غيرَ الثَّقلَيْنِ اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وأعطِ مُمسكًا تلفًا وأنزلَ اللهُ في ذلكَ قرآنًا في قَولِ الملَكَيْنِ يا أيُّها النَّاسُ هلمُّوا إلى ربِّكُم في سورةِ يونسَ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وأنزلَ اللهُ في قولِهِما اللَّهمَّ أعطِ مُنفقًا خلفًا وأعطِ مُمسكًا تلفًا وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إلى قولِهِ لِلْعُسْرَى"(أخرجه أحمد:٢١٧٢١، وابن حبان:٦٨٦، وصححه الألباني في صحيح الترغيب).   43- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت لابن أختها: "إنْ كنا لننظرُ إلى الهلالِ، ثم الهلالِ، ثلاثة أهِلَّةٍ في شهرينِ، وما أوقِدَتْ في أبْياتِ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نارٌ . فقُلْت: يا خَالَةُ، ما كان يُعِيشُكم؟ قالتْ: الأسودانِ التمرُ والماءُ، إلا أنه قد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- جيرانٌ من الأنصارِ، كانت لهم منائِحُ، وكانوا يَمنحونَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ألبانِهِم فيَسْقينا"(رواه البخاري:٢٥٦٧، ومسلم ٢٩٧٢).   44- عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: "تُوفِّيَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، حين شبع الناسُ من الأسوَدَينِ: التمرِ والماءِ"(رواه البخاري:٥٤٤٢، ومسلم:٢٩٧٥).        

الاثار

1- عن أَبي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيَّ يَقُولُا: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: أَلَسْنَا مِنْ فُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ: أَلَكَ امْرَأَةٌ تَأْوِي إِلَيْهَا قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَلَكَ مَسْكَنٌ تَسْكُنُهُ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْأَغْنِيَاءِ قَالَ: فَإِنَّ لِي خَادِمًا قَالَ: فَأَنْتَ مِنَ الْمُلُوكِ (أخرجه مسلم:2979).   2- عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ): "أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي وَالِي الْيَتِيمِ إِذَا كَانَ فَقِيرًا أَنَّهُ يَأْكُلُ مِنْهُ مَكَانَ قِيَامِهِ عَلَيْهِ بِمَعْرُوفٍ"(أخرجه البخاري:4575، ومسلم:3019).   3- مر رجل بعامر بن عبد القيس وهو يأكل ملحا وبقلا فقال له: يا عبد الله أرضيت من الدنيا بهذا فقال: ألا أدلك على من رضي بشر من هذا قال: بلى قال: من رضي بالدنيا عوضا عن الآخرة (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب:7-540).   4- كان محمد بن واسع رحمة الله عليه يخرج خبزا يابسا فيبله بالماء ويأكله بالملح ويقول: من رضي من الدنيا بهذا لم يحتج إلى أحد (فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب (7/540).   5- قال مَكْحُولٌ: "فمَنْ قال لا حولَ ولا قوةَ إِلَّا باللهِ ولا مَنْجَا مِنَ اللهِ إلَّا إليهِ كَشَفَ عنهُ سبعينَ بابًا مِنَ الضُّرِّ أَدْناهُنَّ الفَقْرُ"(أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه":30447).   6- عن سعدٍ أنه قال لابْنِهِ عندَ الموتِ: "يا بُنَيَّ إِنَّكَ لن تلْقَ أحدًا هو أنصَحُ لكَ مِنِّي إذا أردتَّ أن تصلِّيَ فأَحْسِنْ وضوءَكَ ثمَّ صَلِّ صلاةً لا تَرَى أنكَ تُصَلِّي بعدَها وإيَّاكَ والطَّمَعَ فَإِنَّهُ فقْرٌ حاضِرٌ، وعليكَ بِالإيَاسِ فَإِنَّهُ الغِنَى .."الخ (رواه الطبراني في "المعجم الكبير":1-142، (312)، وقال الهيثمي في "المجمع": رجاله رجال الصحيح).   7- قال سفيان الثوري: "لأن أجمع عندي أربعين ألف دينار حتى أموت عنها أحب إلي من فقر يوم وذلي في سؤال الناس"(فيض القدير:4-542).   8- قال سفيان الثوري: "ووالله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت ببلية من فقر أو مرض فلعلي أكفر ولا أشعر"(فيض القدير:4-542).      

الاشعار

1- قال امرؤ القيس: ومَا يَدري الفَقيرُ متَى غِناهُ *** ومَا يَدري الغَنيُّ متَى يَموتُ وما تَدري إِذا يَمَّمْتَ أرضاً *** بأيِّ الأرضِ يدركُكَ المبيتُ   2- قال أحيحة بن الجلاح: فما يَدري الفَقيرُ متَى غِناهُ *** ولا يَدري الغنيُّ متَى يَعيلُ ولا تَدري وإِن أزمعَتَ أمراً *** بأيِّ الأرضِ يُدرِكُكَ المَقيلُ (أنوار الربيع في أنواع البديع؛ لعلي الحسيني)   3- قال محمود الوراق: يا عائبَ الفقيرِ ألا تَزْدَجرْ *** عيبُ الغِنى أكبرُ لَو تَعْتَبِرْ من شرفِ الفَقْرِ ومِن فَضلِه على *** الغِنى إِن صَحَّ منكَ النظرْ أنك تعصي لتنال الغنى *** ولست تعصي الله كي تفتقر (أدب الدنيا والدين؛ لعلي الماوردي:159)   4- قال ابن المقفع: دَليلُكَ أنَّ الفَقرَ خيرٌ مِن الغِنى *** وأنَّ قَليلَ المالِ خيرٌ مِن المثري لقاؤكَ مَخْلوقاً عَصى اللهَ للغِنى *** ولَم تَرَ مَخلوقاً عَصَى اللهَ للفقرِ (أدب الدنيا والدين؛ لعلي الماوردي:159)   5- قال أبو بكر الأشبيلي: الفقرُ في أوطاِننا غربةٌ *** والمالُ في الغربةِ أوطانُ والأرضُ شيءٌ كُلُّها وَاحدٌ *** والنَّاسُ إِخوانٌ وجيرانُ (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:421)   6- قال ابن نباتة السعدي: ومَا الفقرُ للمذلَّةِ صاحبٌ *** وما النَّاسُ للغَنِيِّ صَدِيْقُ (مجمع الحكم والأمثال؛ للنيسابوري:419)   7- قال عروة بن أذينة: فما امرئ لَم يُضِعْ دِيناً ولا حَسباً *** بفَضْلِ مَالٍ وقَى عِرضْاً بِمَغبُونِ كَم مِن فَقيرٍ غنيِّ النَّفس تَعرِفُهُ *** ومِن غنيٍّ فَقيرِ النَّفسِ مِسكينِ (منتهى الطلب من أشعار العرب؛ للبغدادي)   8- قال محمود سامي البارودي: ولا تَحتَقر ذا فاقةٍ فلَربَّما لقيتَ *** بهِ شَهماً يُبِرُّ على المُثرِي فَرُبَّ فَقِيرٍ يَملأُ القَلـبَ حِكمَةً *** ورُبَّ غَنىٍّ لا يريشُ ولا يَبري (ديوان البارودي)   9- قال أحمد شوقي: لا الفقرُ بالعبراتِ خُصَّ ولا الغِنى *** غيرُ الحياةِ لَهن حُكمُ مَشاعِ ما زالَ في الكوخِ الوَضيعِ بواعثٌ *** منها وفي القصرِ الرفيعِ دواعي (ديوان أحمد شوقي)   10- قال أحمد شوقي: إذا لّم يَكُن للمرءِ عَن عيشةٍ غنىً *** فلا بدّ مِن يُسر ولا بُدَ مِن عُسرِ ومَن يَخبُرِ الدُّنيا ويَشربْ بكأسِها *** يَجدْ مُرَّها في الحلو والحلوَ في المرِّ ومَن كَانَ يَغزو بالتعلَّاتِ فقرهُ *** فإِني وَجدتُ الكَدَّ أقتلَ للفقرِ (ديوان أحمد شوقي)   11- قال الفقيه أبو الحسن الجرجاني: وقالوا تَوّصَّل بالخُضوعِ إلى الغِنى *** وما عًـلمُوا أنَّ الخُضـوعَ هو الفَقرُ! وبَيني وبينَ المَالِ بَابانِ حَرَّما *** عَليَّ الغِنَى: نَفسي الأبيَّةُ والدَّهرُ إذا قال هذا اليُسرُ أَبصَرتُ دونه *** مواقفَ؛ خَيرٌ من وقوفي بها العُسرُ إذا قُدِّموا بالوفرِ أَقدَمتُ قَبلهم *** بنفسِ فقيرٍ كلُّ أخلاِقهِ وَفرُ وماذا على مثلي إذا خَضَعَت له *** مطامعهُ في كفِّ مَن حصَلَ التِّبرُ (معجم الأدباء؛ لياقوت الحموي)   12- قال العلامة بنِ دقيق العيد عليه رحمة الله ورضوانه: لعمري لقد قاسيتُ بالفقر شــدةً *** وقَعتُ بها في حيْـرةٍ وشتــات فإن بُحت بالشكــوى هتكتُ مروءتي *** وإن لم أبحْ بالصـــبر خِفتُ مماتي (التيسير بشرح الجامع الصغير؛ للمناوي:3-3)   13- قال أبو نواس: ومُستعبِـدٍ إخـوانَهُ بثـرائـِهِ *** لبستُ لـهُ كِـبْـراً أبـرَّ على الكِبـرِ إذا ضَمّني يوْماً وإيّاهُ محْفِلٌ *** رأى جانبي وَعـراً يـزيد على الوعرِ أُخالِفُهُ في شكْله، وأجرّهُ *** على المنْطقِ المنزورِ والنَّـظرِ الشّزْرِ لقد زادَني تِيهـاً على النَّاس أنّني *** أرانيَ أغنـاهمْ، وإن كنتُ ذا فَقـرِ فـوَاللهِ لا يُـبْـدي لســـاني لجـاجَـةً *** إلى أحَدٍ حتَّى أُغَيَّبَ في القَبرِ فلا تطمعَنْ في ذاك منّيَ سوقةٌ *** ولا مِـلكُ الدُّنيا المحجَّـبُ في القصـرِ فـلو لم أرِثْ فخـراً لكـانتْ صِـيانتي *** فمي عن سـؤال النَّاس حَسبي مِن الفخرِ (ديوان أبي نواس)   14- قال العبَّاس بن الأحنف: يَمشي الفَـقيرُ وكلُّ شيءٍ ضدُّهُ *** والنَّاسُ تُغلِقُ دونَهُ أبوابَها وتَراهُ مبغوضاً وليسَ بمُذْنبٍ *** يَرى العداوةَ ولا يَرى أسبابَها! حتَّى الكِلابَ إِذا رأتْ ذا ثروةٍ *** خَضَعَتْ لديهِ وحرَّكتْ أذنابَها وإِذا رأتْ فقيراً عابراً *** نَبَحتْ عليه وكشَّرَتْ أنيابَها (المستطرف في كل فن مستظرف؛ للأبشيهي:291)      

متفرقات

1- قال ابن تيمية رحمه الله: "ولفظ الفقر في الشرع يراد به الفقر من المال. ويراد به فقر المخلوق إلى خالقه؛ كما قال تعالى: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين)[التوبة:60]، وقال تعالى: (يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله)[فاطر:15]. وقد مدح الله تعالى في القرآن صنفين من الفقراء: أهل الصدقات، وأهل الفيء؛ فقال في الصنف الأول: (للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً)[البقرة:273]. وقال في الصنف الثاني: (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون)[الحشر:8] وهذه صفة المهاجرين الذين هجروا السيئات، وجاهدوا أعداء الله باطناً وظاهراً؛ كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر مانهى الله عنه والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله"(مجموع الفتاوى:11/196-197).   2- قال ابن عبد البر النمري رحمه الله: "وممن ذهب إلى أن المسكين أحسن حالاً من الفقير: الأصمعي وأبو جعفر أحمد بن عبيد، وهو قول الكوفيين من الفقهاء أبي حنيفة وأصحابه، ذكر ذلك عنهم الطحاوي، وهو أحد قولي الشافعي"(التمهيد:18-51).   3- قال القرطبي رحمه الله: "ومطلق لفظ الفقراء لا يقتضي الاختصاص بالمسلمين دون أهل الذمة، ولكن تظاهرت الأخبار في أن الصدقات تؤخذ من أغنياء المسلمين فترد في فقرائهم"(تفسير القرطبي:8-174).   4- قال ابن رجب رحمه الله: "اعلم أن المسكين إذا أطلق يراد به غالباً من لا مال له يكفيه، فإن الحاجة توجب السكون والتواضع، بخلاف الغنى فإنه يوجب الطغيان، ولهذا ذم الفقير المختال، وعظم وعيده؛ لأنه عصى بما ينافي فقره، وهو الاختيال والزهو والكبر.   5- وقال رحمه الله: "وفرّق طائفة من العلماء بين الفقير والمسكين، فقالوا: من أظهر حاجته فهو مسكين، ومن كتمها فهو فقير. وفي كلام الإمام أحمد إيماء إلى ذلك، وإن كان المشهور عنه: أن التفريق بينهما بكثرة الحاجة وقلتها، كقول كثير من الفقهاء. وهذا حيث جمع بين ذكر الفقير والمسكين، كما في آية الصدقات، فأما إذا أفرد أحد الاسمين دخل فيه الآخر عند الأكثرين"(اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى ص89-91 باختصار).   6- قال ابن حجر رحمه الله: "ويستدل به على أن الفقر أفضل من الغنى؛ لأن فتنة الدنيا مقرونة بالغنى، والغنى مظنة الوقوع في الفتنة التي قد تجر إلى هلاك النفس غالباً، والفقير آمن من ذلك"(فتح الباري:11-245).   7- قال عبدالحق الأندلسي رحمه الله: "الإنسان فقير إلى الله تعالى في دقائق الأمور وجلائلها، لا يستغني عنه طرفة عين، وهو به مستغن عن كل واحد، والله تعالى غني عن الناس، وعن كل شيء من مخلوقاته غني على الإطلاق"(المحرر الوجيز:4/434-435).   8- قال ابن قيم الجوزية رحمه الله: "وهذا الفقر الذي يشيرون إليه لا تنافيه الجدة، ولا الأملاك؛ فقد كان رسول الله وأنبياؤه في ذروته مع جدتهم وملكهم، كإبراهيم الخليل (، كان أبا الضيفان وكانت له الأموال والمواشي، وكذلك كان سليمان وداود عليهما السلام، وكذلك كان نبينا  كان كما قال تعالى: (ووجدك عائلاً فأغنى)[الضحى:8]، فكانوا أغنياء في فقرهم، فقراء في غناهم. فالفقر الحقيقي: دوام الافتقار إلى الله في كل حال، وأن يشهد العبد في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة إلى الله تعالى من كل وجه. فالفقر ذاتي للعبد، وإنما يتجدد له لشهوده ووجوده حالاً، وإلا فهو حقيقة كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه: كما الغنى أبداً وصف له ذاتي"(مدارج السالكين:3-440).   10- قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في كتابه طريق الهجرتين: "الفقر فقران: فقر اضطراري، وهو فقر عام لا خروج لبر ولا فاجر عنه، وهذا لا يقتضى مدحا ولا ذما ولا ثوابا ولا عقابا، بل هو بمنزلة كون المخلوق مخلوقا ومصنوعا. والفقر الثاني: فقر اختياري هو نتيجة علمين شريفين: أحدهما معرفة العبد بربه، والثاني معرفته بنفسه"(طريق الهجرتين:9).   11- قال ابن حجر رحمه الله في قول النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "تَحَاجَّتِ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ فَقَالَتِ النَّارُ: أُوثِرْتُ بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ وَقَالَتِ الْجَنَّةُ: مَا لِي لَا يَدْخُلُنِي إِلَّا ضُعَفَاءُ النَّاسِ وَسَقَطُهُمْ" قال: "ضعفاء الناس وسَقَطَهم؛ أي المحتقرون بينهم، الساقطون من أعينهم. هذا بالنسبة إلى ما عند الأكثر من الناس، وبالنسبة إلى ما عند الله هم عظماء، ورفعاء الدرجات، لكنهم بالنسبة إلى ما عند أنفسهم -لعظمة الله عندهم، وخضوعهم له- في غاية التواضع لله والذلة في عباده؛ فوصفهم بالضعف والسقط بهذا المعنى صحيح"(فتح الباري:10-622).   12- قال العيني: "وذلك لأن الفقر ربما يحمل صاحبه على مباشرة ما لا يليق بأهل الدين والمروءة، ويهجم على أي حرام كان ولا يبالي، وربما يحمله على التلفظ  بكلمات تؤديه إلى الكفر"(عمدة القاري:).   13- قال المناوي: عن الحديث الضعيف: "(كاد الفقر): "أي الفقر مع الاضطرار إلى ما لا بد منه كما ذكره الغزالي -أن يكون كفرا- أي: قارب أن يوقع في الكفر؛ لأنه يحمل على حسد الأغنياء، والحسد يأكل الحسنات، وعلى التذلل لهم بما يدنس به عرضه ويثلم به دينه، وعلى عدم الرضا بالقضاء وتسخط الرزق، وذلك إن لم يكن كفرا فهو جار إليه، ولذلك استعاذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من الفقر".. فلذلك قال: كاد الفقر أن يكون كفرا؛ لأنه يحمل المرء على ركوب كل صعب وذلول وربما يؤديه إلى الاعتراض على الله والتصرف في ملكه"(فيض القدير:4-542).   14- قال المناوي: "الفقر نعمة من نعم الله إلى الإنابة والالتجاء إليه والطلب منه وهو حلية الأنبياء ورتبة الأولياء وزي الصلحاء"(فيض القدير:4-542).

الإحالات

1- الفقر والزهد؛ لأبي حامد الغزالي.   2- إجراءات محاربة الفقر في مصر لمحمد حسن يوسف.   3- فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب المؤلف؛ لمحمد نصر الدين محمد عويضة.   4- أحكام الفقير والمسكين في القرآن العظيم والسنة النبوية إعداد: محمد بن عمر بن سالم بازمول.   5- المنهج الإسلامي لعلاج مشكلة الفقر؛ تأليف حامد محمود مرسي أحمد.   6- اقتصاد الفقر .. بؤس وأزمات؛ د. زيد بن محمد الرماني.   7- وسائل معالجة الفقر في العهد النبوي أهل الصفة أنموذجا؛ لماجد بن صالح بن مشعان الموقد.